صومالى تايمز

كينيا دولة تقع في شرق إفريقيا، تحولت من نظام الحزب الواحد عام ١٩٩١م إلى النظام متعدد الأحزاب نظرا لضغوط محلية وأخرى دولية، بعد هذا التاريخ عقدت ستة انتخابات رئاسية آخرها كان في الثامن من شهر أغسطس هذا العام. من بين هذه الانتخابات الستة لم تحظ خمس منها بثقة الشعب الكيني ولا اقتنعت بها المعارضة،السبب في هذه المشكلة تعزى لهيئة الانتخابات الكينية التى يتهمها الشعب الكيني بالفشل في إجراء انتخابات نزيهة وشفافة إلا عام ٢٠٠٢م التي فازت فيها المعارضة الكينية (ناك) بقيادة الرئيس السابق مواي كيباكي على مرشح الحزب الحاكم (كانو) آنذاك الرئيس الحالي أوهورو كينياتا. إلغاء المحكمة الدستورية العليا لانتخابات هذا العام يدخل تاريخ الديمقراطية الكينية في منعطف خطير جدا ذلك لأن ثقة الكينيين البائسة بهيئة الانتخابات قد هبطت اليوم إلى مستويات متدنية جدا لاتهامها بعدم الحيادية في قرارتها الصادرة فيمن فاز في الانتخابات ومن خسر، وإجراء انتخابات أخرى تحت إشراف هذه الهيئة لن يقنع الأطراف المتنافسة بنتيجتها لاتهامها بالفساد وعدم الحياد. إضافة لفقدان الثقة فإن عاملا آخر صار لا يقل خطرا عن الهيئة العليا للانتخابات برز في الأفق ألا وهو العامل الإثني (القومي)، تتسم الديمقراطية الكينية باصطفافات إثنية عميقة عمق الوجود الكيني حيث تستحوذ قوميتان على رئاسة البلاد من بين ٤٢ قومية في الوطن ، خلق هذا الاستحواذ نظرة تشاؤمية لدى بعض القوميات الكبيرة في الوطن من نظام الحكم لعدم تمثيله لكل القوميات بشكل منصف وعادل. ضغطت هذه القوميات على إيجاد طريقة للتنافس النزيه على قيادة البلاد فأتاحت الديمقراطية لهم هذه الفرصة إلا أن الإثنية حالت دون وصولهم لسدة الحكم للكثرة الطبيعية للقوميات الحاكمة ولتعثر العملية الانتخابية في معظم أحيانها. لم يبق من حل أمام هذه القوميات المعارضة إلا أن يناضلوا من أجل حقهم في الكعكة الوطنية بطرق عدة أهمها إعادة هيكلة هيئة الانتخابات وكشف خطئها العميق هذه المرة عن طريق إحالتها إلى المحكمة الدستورية وفضحها أمام الوطن والعالم. الإشكالية الكبرى تكمن في هذه الثقة الضائعة، فإن أي قرار قادم ستصدره هذه الهيئة لن يقنع المعارضة وحاضنتها الشعبية أبدا، وإذا ضاعت الثقة بالحَكَم فليس من حلّ إلا الحرب الأهلية والاحتكام إلى القوة. وقد هدد مستار زعيم المعارضة الكينية ديفيد إندي بتقسيم الوطن إلى جمهوريتين منفصلتين واحدة للرئيس المتهم بسرقة الأصوات الانتخابية وأخرى لزعيم المعارضة رئيلا أودينغا الذي يؤمن إيمانا واثقا بأن الانتخابات مزورة حتى النخاع، وتحدث ديفيد إندي المنحدر من قومية الرئيس أنه ما لم توجد انتخابات نزيهة في كينيا فإن الرصاص سيحل محل صناديق الإقتراع ،تهديد واضح بحرب أهلية ستأكل الأخضر واليابس إن لم يعالج بحكمة. لذا يأتي حكم المحكمة الدستورية العليا بإلغاء الانتخابات الرئاسية الكينية كعامل مهدئ للغليان الذي يعيشه الشارع الكيني جراء النتائج التي أعلنتها هيئة الانتخابات والتي كادت أن تدخل الوطن في أتون حرب أهلية تجرح النسيج الاجتماعي الكيني وتعرض كيانه لخطر الانهيار والتفتت.صراع بين حكومة لا تنوي أن تتنازل عن سدة الحكم ومعارضة ترى مظلومة عن طريق تزوير الانتخابات.
نيروبي (صومالي تايمز) قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أمس الجمعة، إنه يختلف شخصيا مع حكم المحكمة العليا بشأن إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الآخيرة، لكنه أكد فى الوقت ذاته أنه يحترمه. وأضاف كينياتا حسبما نقلت شبكة (إيه بى سى نيوز) الأمريكية أن هناك ستة أشخاص قرروا أنهم سوف يعارضون إرادة الشعب في إشارة إلى قضاة المحكمة. كما جدد الرئيس الكيني دعوته إلى مواطني بلاده بالبقاء سلميين في التعامل مع الأزمة، وذلك خشية الانزلاق إلى أعمال عنف. وكانت المحكمة العليا قد قررت في وقت سابق أمس إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي وإجراء انتخابات جديدة في غضون ستين يوما. وكانت لجنة الانتخابات في كينيا قد أعلنت فوز الرئيس أوهورو كينياتا بالانتخابات الرئاسية، التي قال زعيم المعارضة رايلا أودينغا إنه تم اختراق نظام تكنولوجيا المعلومات التابع إلى اللجنة من أجل التلاعب في النتائج. من جهته، دعا زعيم المعارضة المخضرم في كينيا، رايلا أودينغا، أمس الجمعة، إلى محاكمة مسؤولي لجنة الانتخابات بعد القرار التاريخي، للمحكمة العليا في البلاد، بإبطال نتائج انتخابات الرئاسة. وبعد أن أعلنت المحكمة، بطلان فوز الرئيس أوهورو كينياتا، في الانتخابات الرئاسية، نتيجة تجاوزات ارتكبتها لجنة الانتخابات، وقالت إنه يتعين إجراء تصويت جديد خلال ٦٠ يوما، قال أودينغا، للصحفيين في نيروبي "هذا حقا يوم تاريخي جدا لشعب كينيا، وبصورة موسعة لشعب قارة أفريقيا. للمرة الأولى في تاريخ الديمقراطية الأفريقية تصدر محكمة حكما بإبطال انتخابات رئاسية مخالفة للقواعد". وأضاف "لا ثقة لدينا بالمرة في لجنة الانتخابات بهيئتها الحالية، فقد ارتكب أعضاؤها أعمالا إجرامية، معظمهم في الواقع من أهل السجون. بالتالي نحن في سبيلنا للمطالبة بمحاكمة كل مسؤولي لجنة الانتخابات الذين تسببوا في هذه الجريمة الوحشية ضد شعب كينيا". ولكينيا، صاحبة أكبر اقتصاد في شرق أفريقيا، تاريخ طويل مع الانتخابات المتنازع عليها. وتسبب خلاف بشأن انتخابات عام ٢٠٠٧ التي شكك فيها أودينغاـ بعد إعلان هزيمته فى أسابيع من العنف العرقي قُتل فيها أكثر من ١٢٠٠ شخص. المصدر وكالات
مقديشو (صومالي تايمز) أفادت وكالة أسوشيتيد برس بأن طائرات سلاح الجو الأمريكي سددت ضربات لمواقع حركة الشباب المتشددة في الصومال، أسفرت عنها مقتل أحد مسلحي الحركة وإصابة آخر بحسب "روسيا اليوم". واستنادا لمعطيات قيادة سلاح الجو الأمريكي في أفريقيا"أفريكوم"، فقد ذكرت الصحيفة أن الغارة الجوية تمت أول أمس الخميس فى محافظة شبيلى السفلى جنوبي الصومال؟ وقالت قيادة سلاح الجو الأمريكي في أفريقيا، إن " حركة الشباب عززت سيطرتها على منطقتين جنوب ووسط الصومال". يذكر أن مجموعات مسلحة من حركة الشباب المتشددة والتي تربطها علاقات قوية مع تنظيم القاعدة الإرهابي، تتموضع فى مناطق مختلفة في الصومال، وتقاتل القوات الحكومية الصومالية، وتعيق قوافل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وافق في ٢٩ مارس الماضي، على خطة لوزارة الدفاع الأمريكية، تمنح القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا صلاحيات بشن غارات جوية مكثفلة ودقيقة، لحرمان حركة الشباب من الملاذات الآمنة، فضلا عن دعم القوات الصومالية والإفريقية في حربها ضد الحركة. وفي ٢٠١٦ نفذت القوات الأمريكية ١٥ غارة بطائرات بدون طيار في الصومال ضد تنظيم الشباب، وفقا لإحصاءات أوردها مكتب صحافة الإستقصاء، وهو منظمة غير حكومية بريطانية تحصي غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار، حيث نجم عنها مقتل قرابة ٣٠٠ عنصر من مسلحي تنظيم الشباب، بحسب المصدر ذاته.
عواصم (صومالي تايمز) قال مسؤول صومالي، أمس الخميس، إن سفير الولايات المتحدة لدى الخرطوم، كشف عن قيام جماعة تابعة لتنظيم القاعدة بإرسال اليورانيوم إلى إيران ،بعد أن استولت على إحدى الشركات العاملة في مناجم اليورانيوم بإفريقيا. وناشد المسؤول الصومالي في رسالة وجهها إلى السفير الأمريكي لدى الصومال ،ستيفن شوارتز، الولايات المتحدة تقديم المساعدة العسكرية الفورية لبلاده من أجل التصدي لهذه التطورات. ونقلت قناة “فوكس نيوز” عن السفير الصومالي في واشنطن ،أحمد عوض، قوله إن الرسالة صدرت بالفعل من قبل وزير الخارجية الصومالي يوسف غراد عمر ،الذي وقع على الوثيقة، ووجهت الرسالة المؤرخة في الـ١١ من اغسطس نتحذيرًا عاجلًا للولايات المتحدة بأن شبكة متشددة مرتبطة بـ”داعش” والقاعدة تستولي على الأراضى في الجزء الأوسط من البلاد. وقالت الرسالة “يمكن تلخيص هذه المسألة بكلمة واحدة هي اليورانيوم.. لقد استولت قوات حركة الشباب على رواسب معتبرة من اليورانيوم في منطقة غلمدغ، وهي تعد ثماني أكسيد ثلاثي أكسيد لتعدين قطاع النقل إلى إيران”. وبالنسبة لإدارة ترامب، يمثل هذا التحذير تهديدا أمنيا إضافيا، حيث تتصدى الحكومة الأمريكية في الوقت نفسه لموقف نووي مع كوريا الشمالية، واحتمال حدوث حالة من الجمود في أفغانستان ونشاط “داعش” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال السفير الصومالي إن “الولايات المتحدة فقط لديها القدرة على تحديد وسحق عناصر حركة الشباب المتشددة”، مضيفًا “أن الوقت قد حان لضربات رادعة”. المصدر ارم نيوز
مقديشو (صومالي تايمز) هنأ رئيس الجمهورية محمد عبدالله فرماجو الشعب الصومالي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك،في كلمته التي وجهها للأمة بهذه المناسبة حسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية. وقال الرئيس فرماجو في كلمته يسعدني أن أتقدم إليكم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك بالتهاني القلبية الصادقة، أعاده الله علينا وعليكم بتحقيق الأماني وبلوغ الأمنيات، وعلى بلادنا بالخير واليمن والبركات . وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه يمكن الوصول إلى التقدم والإزدهار من خلال عملية تعزيز الأمن والإستقرار بشكل شامل في ربوع الوطن. وأوضح الرئيس فرماجو أن عيد الأضحى المبارك يمثل مناسبة عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، كما يعد رمزاً للمحبة والأخوة وتعبيراً عن مشاعرنا الحقيقة تجاه بعضنا البعض. وأضاف رئيس الجمهورية إننا نتضرع إلى الله العلي القدير بأن يجعل عيد الأضحى المبارك والذي نعيش فرحته فاتحة خير لبلادنا ولشعبنا ولامتنا العربية والاسلامية لننعم بالبركات وقد توحدت كلمتنا وألتأم شملها وتحقق أمنها وإستقرارها. هنيئاً لكم العيد السعيد، وآتوه حقه بتعزيز صلة الأرحام وتجديد لخصلة التصالح وفضيلة التسامح، وشكر الله على جزيل نعمائه وعظيم آلائه. المصدر وكالة الأبناء الصومالية (صونا).
مقديشو (صومالي تايمز) قال مشرع صومالي في البرلمان الاتحادي، اليوم الخميس، إن عشرة رجال وفتيان مدنيين قُتلوا في عملية أمريكية–صومالية، وسيتم دفع الدية لعائلاتهم. ونقلت وكالة رويترز العالمية عن المشرع محمد أحمد أبتيدون، خلال جنازة الضحايا، قوله إن العشرة كانوا مدنيين وقُتلوا بطريق الخطأ، وأضاف أن الحكومة وأقارب القتلى سيناقشون مسألة التعويضات. وسقط القتلى خلال عملية في قرية باريري يوم الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، في وقت سابق، عن علي نور محمد، نائب محافظ محافظة شبيلي السفلى (جنوبي البلاد)، قوله إن الغارة الجوية استهدفت مزرعة على مشارف بلدة بريري في المحافظة. وأضاف "ما زلنا نشعر بالارتباك؛ بسبب قيام القوات الأمريكية بهذا العمل الرهيب الذي راح ضحيته ما لا يقل عن عشرة مزارعين، وأن الغارة نُفذت من دون علمنا". وعقد أعيان البلدة مؤتمراً صحفياً في مقديشو، عرضوا خلاله تسع جثث، بينها جثتا طفلين، مؤكدين أن القتلى جميعهم مدنيون وأن عناصر الجيش الوطني قتلوهم بدم بارد في بريري، حيث كان يرافقهم مستشارون عسكريون أمريكيون.
مقديشو (صومالي تايمز) – نفى رئيس الوزراء الفيدرالي حسن علي خيري، بشدة صحة الشائعات التي تداولها مغردون في وسائل التواصل الاجتماعي حول تعديل وزاري مرتقب على حكومته التي لم تعمر طويلا. جاء ذلك لدى رده على الأسئلة التي طرحتها وسائل الإعلام في المؤتمر الصحفي الذي عقده ليلة البارحة في مقديشو، حيث رد بالقول "لا أريد تعديلا وزاريا. هل لديك رسالة مني؟ ولم تبلغ حكومتي شهرها السادس، عندما نظرت إلى ما فعله الوزراء حتى الآن، فإنني لا أرى أي سبب، دعونا نرى ما سيقومون به في هذه الأشهر الستة بعد ذلك سنقرر ما يجب القيام به، على أدائها ". كما أكد رئيس الوزراء أنه سيتم قريبا تغيير جميع المدراء العامين للوزارات، مذكرا بأن الراغبين في التقدم لهذه المناصب سوف يخضعون لمعايير تضعها حكومته وذلك لتعزيز قدرات المؤسسات الحكومية. وشكك مراقبون في أهلية بعض الوزراء في شغل حقائب وزارية معينة ولكن أغلب الوزراء يتمتعون بالكفاءات العلمية إضافة إلى الخبرة الميدانية منهم وزراء في الحكومات السابقة إضافة إلى الوجوه الجديدة، وأيضا منها المغتربون في أوروبا وأمريكا الذين يحملون أعلى الشهادات العلمية والتجربة الواسعة في العمل بهذه البلدان، ومنهم العاملون في المنظمات الإغاثية المحلية والإقليمية والدولية.
مقديشو (صومالي تايمز) أدت غارة شاركت فيها قوات أمريكية في الصومال إلى شقاق بين الحكومة الفيدرالية التي تدعمها الولايات المتحدة وعشيرة ذات نفوذ تقول إن مزارعين أبرياء قتلوا وذلك بعد أشهر من موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تصعيد العمليات هناك. واعترفت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا"أفريكوم" بمشاركة جنود أمريكيين في عملية برية دعما للقوات الصومالية في بلدة بريرى الأسبوع الماضي وتقول إنها تحقق في تقارير سقوط قتلى من المدنيين. ولم ترد القيادة على أسئلة أخرى من رويترز بشأن هذه الواقعة التي تمثل ثاني مهمة في الصومال هذا العام تعترف القيادة بمشاركة قوات برية أمريكية فيها. وقُتل أحد أفراد القوات الخاصة بالبحرية الأمريكية في هجوم في مايو أيار. ووقع هجوم الأسبوع الماضي في منطقة كان مقاتلو حركة الشباب الصومالية المتشددة يحتلونها لكن القوات الحكومية تمكنت من استردادها في وقت سابق من هذا الشهر . وقال سكان من عشيرة هبر غدير ذات النفوذ والمنتشرة عبر جنوب وسط الصومال إن بعض القرويين كان بحوزتهم أسلحة ولكن لحماية أنفسهم فقط من عشيرة منافسة. وأضافوا أن هؤلاء القرويين لم تكن لهم صلة بالمتشددين الذين تم طردهم قبل أن تشن القوات الحكومية والأمريكية هجومها يوم الجمعة. وقال مختار معلم عبدي (٤٧ عاما) الذي قُتل ابن شقيقه البالغ من العمر ١٣ عاما في الهجوم على بعد نحو ٥٠ كيلومترا من العاصمة ”سمعنا بعد صلاة الفجر إطلاق نار. تسلقت جدارا مصنوعا من ألواح حديدية وخرج الصبي عبر البوابة الصغيرة". وأضاف“قالوا لي إن الصبي أصيب بالرصاص أثناء محاولته الاحتماء تحت أشجار الموز”. وعبدي واحد ضمن عشرة من أقارب الضحايا تحدثوا لرويترز إلى جانب ثلاثة أشخاص شاهدوا الهجوم نفسه. وتعطي تصريحاتهم أكثر الروايات العلنية تفصيلا للهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي. ولم يستطع الأقارب والشهود الجزم بما إذا كان الجنود الأمريكيون الذين كانوا موجودين أثناء الهجوم قاموا بإطلاق النار أو ما إذا كانت كل عمليات إطلاق النار قام بها الصوماليون الذين كان الأمريكيون برفقتهم. ووصفت الرواية المبدئية للحكومة الصومالية الأشخاص الذين قُتلوا بأنهم مقاتلون إسلاميون متشددون على الرغم من إصدارها في غضون ساعات بيانا آخر اعترفت فيه بتقارير عن مقتل مدنيين. ومن المقرر أن تقدم لجنة حكومية شُكلت للتحقيق في هذه الواقعة تقريرها اليوم الخميس. وامتنع المسؤولون الصوماليون في نفس الوقت عن الإدلاء بتصريحات أخرى. والصومال في حالة حرب أهلية منذ عام ١٩٩١ . ويتولى حكم الصومال حاليا حكومة تحظى بتأييد دولي وتدعمها قوات حفظ سلام أفريقية وتقاتل حركة الشباب التابعة للقاعدة والتي هاجمت مدنيين في دول مجاورة. والصومال واحد من بين ست دول تضم أفغانستان واليمن والعراق وسوريا وليبيا حيث تعترف واشنطن بشن عمليات عسكرية ضد متشددين. وفي مارس آذار منح ترامب الجيش الأمريكي في الصومال سلطة أكبر لشن هجمات وغارات تشمل عدم انتظار مهاجمة المتشددين حلفاء الولايات المتحدة. وجرت عمليات موسعة بعد ذلك مع إعلان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا عن شن ثماني غارات جوية أمريكية من مايو أيار حتى أغسطس آب هذا العام مقارنة مع ١٣ غارة خلال العام ٢٠١٦ كله. وفيما يتعلق بالهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي قال خبير غربي محنك في الوضع الأمني في الصومال إن من المرجح على ما يبدو أن القوات الأمريكية “استدرجت إلى الصراعات بين العشائر المحلية ” من قبل من زودها بمعلومات المخابرات. وقال “السؤال الحقيقي هو.. ما مصدر معلومات المخابرات تلك ولماذا صدقوها؟” واعترف المسؤولون الأمريكيون بأن عملية تطوير المخابرات اللازمة لملاحقة حركة الشباب تستغرق وقتا أطول من العراق أو سوريا على سبيل المثال حيث يكرس الجيش الأمريكي موارد أكبر بكثير. وتعد الأوضاع القبلية المتشابكة في الصومال سببا في التعقيد. إطلاق النار في الصباح قال محمد حسن أمين إنه نجا هو وزوجته الحامل لأنهما ركضا إلى الخارج وتمكنا من الاختباء في بستان للموز عندما بدأ إطلاق النار المميت. واعتقدا في بادئ الأمر أنه هجوم من العشيرة المنافسة وتنفسا الصعداء لدى رؤية العربات المدرعة التي اعتقدا أن وجودها يعني أن قوة حفظ السلام الأفريقية والقوات الحكومية جاءت من أجل سلامتهم. وقال أمين لرويترز عبر الهاتف “قال صديقي إنه يبدو أن قوة حفظ السلام والقوات الصومالية جاءت لإنقاذنا” مضيفا أن القوات الصومالية اكتشفت مكانهم وحاصرتهم تحت تهديد السلاح. وكان هناك نحو ١٢ جنديا أبيض. وأضاف “طلب منا الرجال البيض أن نرقد على الأرض. وسأل مترجم يساعد أحدهم قائلا ’منذ متى أصبحتم مع المتشددين؟’ قلنا لم تربطنا في أي وقت صلات بحركة الشباب”. وقال إنه في تلك اللحظة تعّرف عليهم الجنود الصوماليون الذين سبق وان التقوا بالمزارعين وطلبوا من زملائهم الإفراج عنهم. وطُلب منهم المساعدة في نقل القتلى والمصابين. وقال ناجون إن صبيين اثنين يبلغان من العمر ١٣ عاما وثالثا يبلغ من العمر ١٥ عاما كانوا ضمن القتلى. وقال عبدي محمد (٥٠ عاما) قريب أحد الصبيين اللذين يبلغ عمرهما ١٣ عاما إن الصبي كان يتيما ويعمل راعيا للغنم. وأضاف عبدي قريب الصبي الآخر أن الصبي أصيب فقط لكنه ظل ينزف حتى الموت. وقال محمد عثمان أدن إبن شقيق مالك المزرعة إن الصبي الثالث كان عمره ١٥ عاما. وقال أحد وجهاء العشيرة لرويترز يوم الجمعة إن سن الصبية أصغر من ذلك. وقال الشهود الثلاثة إن الجنود لم يتعرضوا لإطلاق النار من أحد. ولم يتسن لرويترز التحقق من رواياتهم. وقال صاحب المزرعة أحمد حسن شيخ محمد إن الرجال كانوا قد عقدوا أربع اجتماعات مع الجنود وقوات حفظ السلام قبل الغارة. وكانت الحكومة تريد من القرويين أن يتخلوا عن أسلحتهم لكنهم كانوا ممتنعين بسبب العداء المستمر منذ فترة طويلة مع عشيرة منافسة. وقال محمد إن القوات الحكومية التي طردت مقاتلي حركة الشباب من المنطقة في وقت سابق هذا الشهر قالت للقرويين إنه لم يعد لهم احتياج لحمل السلاح. ووضع القرويون ثمانية بنادق في مخزن لكنهم أبقوا على بندقية في يد حارس وهذا الحارس لم يطلق النار عندما اقترب الجنود. وتساءل محمد قائلا" من الذي يستطيع مواجهة عربات مدرعة؟" ومنذ وقوع الغارة تم السماح للناجين وأقارب الضحايا بالتوجه إلى العاصمة لعرض قضيتهم دون أن يتعرضوا للاعتقال للاشتباه بأنهم مقاتلون من حركة الشباب. غضب عام وفي فندق دبلومات بوسط العاصمة الصومالية مقديشو احتل العشرات من أقارب القتلى كل الكراسي البلاستيكية وشغلوا الطرقات ومكان انتظار السيارات حيث افترشوا الأرض وظلوا يتمتمون بغضب. ولم يدفنوا الجثث بل نقلوها إلى العاصمة حيث وضعوها في حاوية تبريد أخذت من شاحنة أسماك وأخفوها في مرأب قريب. وقال محمد عثمان أدن ابن شقيق أحد القتلى “لا يروق لنا بقاء جثث إخواننا وأعمامنا في ثلاجة (براد) لليوم السادس. لكن المؤلم أكثر أن يتم دفن جثة شقيقك البريء باعتباره متشددا”. وتطالب العائلات بالحصول على دية مقدارها ١٠٠ ناقة أي ما يساوي ١٠٠ ألف دولار تقريبا عن كل قتيل ذكر. ويريدون علاوة على ذلك اعتذارا من الجهات المعنية. وقال آدن "سوف ندفنهم إذا أقرت الحكومة بأنهم مزارعون أبرياء. وإذا لم يحدث ذلك فسوف نحتفظ بهم في المرأب لأننا لا ندفن متشددين قط". وإذا لم يتم استرضاء العشيرة فربما تخسر الحكومة حليفا قويا في منطقة شبيلي المهمة التي تضم بعضا من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في الصومال. وتسود بالفعل حالة من الغضب بين أفراد العشيرة بسبب ضربة جوية أمريكية قتلت ما لا يقل عن عشرة من رجالهم الموالين للحكومة العام الماضي كما يعتريها الغضب من حكم بالإعدام على أحد أفراد العشيرة والذي قتل وزيرا بطريق الخطأ ظنا منه أنه أحد المتشددين. وأي خلاف مع الحكومة قد يعني فتور العلاقات بين ميليشيات العشيرة والحكومة الصومالية في وقت يحاول فيه حلفاء غربيون تعزيز تماسك القوى المناهضة لحركة الشباب. وصاحت حليمة محمد أفراح قريبة أحد الرجال الذين قتلوا في بريري قائلة "المشكلة برمتها تتمثل في الحكومة الصومالية التي جاءت بالولايات المتحدة وسمحت لها بقتل أهلنا". وأضافت "يجب على الحكومة أن تقول صراحة عبر وسائل الإعلام إنها قتلت مزارعين أبرياء. عليها أن تعترف بذلك وتعوضنا ثم تحيل القتل إلى المحاكم... إذا لم يتم تنفيذ هذه الشروط... فسيكون الدم بالدم". المصدر رويترز