صومالى تايمز

نيروبي (صومالي تايمز) ذكرت السفارة الأمريكية في نيروبي، اليوم السبت، أن السفير الأمريكي لدى الصومال ستيفن شوارتز استقال من منصبه لأسباب شخصية. وجاء ذلك في بيان أرسلته السفارة لإذاعة صوت أمريكا حيث قالت إن السفير استقال من منصبه ٢٩ ايلول سبتمبر. وكان شوارتز قد أدى اليمين بصفته سفير الولايات المتحدة الـ ١٣ في الصومال في يونيو من العام الماضى. وبصفته سفيرا، ترأس البعثة الأمريكية إلى الصومال التي تقع في السفارة الأمريكية في نيروبي بكينيا. وتجري البعثة حوارا منتظما مع حكومة الصومال الاتحادية وغيرها من أصحاب المصلحة الرئيسيين لدعم جهود البلد من أجل السلام والازدهار. وقبل تعيينه شغل شوارتز منصب مدير مكتب استراليا ونيوزيلندا وشؤون جزر المحيط الهادىء في مكتب شؤون شرق آسيا والباسفيك. وشغل منصب نائب مدير إيب أنب من ٢٠٠٨ ٢٠١٠. وبوصفه دبلوماسيا أمريكيا كان لديه خبرة واسعة في أفريقيا ولديه مناصب في زامبيا وموريشيوس وسيشيل وجزر القمر وجنوب أفريقيا وبوروندي وإثيوبيا والسودان وغيرها. وهو الدبلوماسى الأمريكي الثاني الذى رشح لهذا المنصب منذ أن اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالحكومة الصومالية في مقديشو في يناير عام ٢٠١٣. وفي مايو ٢٠١٥، سحب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ترشيح أول سفير أمريكي في الصومال في ٢٤ عاما، كاثرين دهاناني. وقد رفضت داناني، وهي دبلوماسية قديمة ذات خبرة عميقة في الشؤون الأفريقية، ترشيحها في ذلك الوقت مستشهدة بأسباب شخصية. يذكر أن الولايات المتحدة تخلت عن سفارتها في الصومال في عام ١٩٩١ حيث اجتاحت الحرب الأهلية البلاد وقامت الجماعات المسلحة بإطاحة الحكومة المركزية.
واشنطن (صومالي تايمز) أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وعللت قرارها بتسجيل الخرطوم تحسنا في أوضاع حقوق الإنسان وتقدما في محاربة الإرهاب. وقال مسؤول أمريكي إن بلاده رفعت عقوبات اقتصادية عمرها ٢٠ عاما على السودان، وبموجب القرار ترفع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحظر الاقتصادي الذي كان مفروضا على السودان وعقوبات اقتصادية شملت الجانب المالي. وكان مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه قد توقع أمس أن تعلن إدارة الرئيس الأميركي الخطوة بعد أن "تحققت" من تسجيل الخرطوم تقدما في ملفات عدة، على رأسها حقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب. وقبل القرار الأميركي، قالت السلطات السودانية إنها تنتظر رفع العقوبات الأميركية بعد أن أوفت بالتزاماتها فيما عرف بالمسارات الخمسة التي حددت زمن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. تشمل هذه المسارات العمل على استقرار الوضع في دولة جنوب السودان، ووقف دعم "جيش الرب" الأوغندي، وتحسين الوضع الإنساني في مناطق النزاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتسهيل إدخال المساعدات إليها، فضلا عن وقف العمليات العسكرية في أماكن القتال، ومكافحة الإرهاب، والحد من عملية الاتجار بالبشر. وقرر الرئيس دونالد ترمب في ١٢ يونيو حزيران الماضي تأجيل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عام ١٩٩٧ لمدة ثلاثة أشهر تنتهي في ١٢ من أكتوبر تشرين الأول الجاري، علما بأن سلفه أوباما كان قد أمر قبيل مغادرته السلطة في يناير كانون الثاني الماضي برفع هذه العقوبات. المصدر الجزيرة نت
الخرطوم (صومالي تايمز) تعهد الرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس بأن تبذل بلاده أقصى جهدها من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الصومال. وأجرى البشير ونظيره الصومالي محمد عبد الله فرماجو مباحثات بالقصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك " أجرينا مباحثات شاملة، الهدف النهائى منها تسخير إمكانات السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار والوحدة في الصومال". وأضاف"لقد ظلت قضايا الصومال مصدر اهتمامنا وظل همنا استعادة الاستقرار في الصومال وقد عانت الصومال من عدم الاستقرار وانعدام الأمن". وأوضح أن المباحثات المشتركة تناولت الأوضاع الأمنية في الصومال ودور السودان في استعادة الأمن والاستقرار، والأوضاع الاقتصادية في الصومال وسنوات الجفاف ومساهمة السودان في مجال مكافحة الجفاف، وعلاقات الصومال الخارجية مع دول الجوار. وتابع "هدفنا النهائي، وجهدنا المشترك أن نعمل سويا، وتسخير كل إمكانيات السودان لدعم استقرار وأمن ووحدة الصومال". من جانبه، أثنى الرئيس الصومالي على مواقف السودان الداعمة لبلاده. وقال "يتمتع الصومال والسودان بعلاقات تاريخية عبر القرون، تقوم على الإخاء وعلاقة الدم". وأضاف " تأتي هذه الزيارة الرسمية على خلفية الرؤية العظيمة التي قدمها فخامتكم والمتمثلة فى مبادرة التكامل الاقتصادى بمنطقة القرن الأفريقي". وكان رئيس الجمهورية محمد عبد الله فرماجو قد وصل أول أمس الأربعاء إلى الخرطوم، في زيارة رسمية للسودان تستغرق يومين. ويرافق الرئيس الجمهورية في زيارته للسودان وفدا رفيعا، يضم وزراء الشؤون الخارجية والزراعة والشباب والرياضة. وتضمنت برنامج الزيارة، جولة لرئيس الجمهورية لبعض المؤسسات الصناعية والتعليمية السودانية. المصدر وكالات
القاهرة (صومالي تايمز) قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن زيادة نفوذ دول من خارج المحيط العربي مثل إيران وتركيا إلى المنطقة يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي وخطرًا على اللحمة بين الدول العربية وقدرتها على تحقيق الاستقرار بالمنطقة. ويأتي حديث شكري بعدما افتتحت تركيا قاعدة عسكرية لها في الصومال يوم السبت الماضي. وأضاف شكري في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية نشر أمس الخميس إنه "ليس هناك ضرر فى أن تكون هناك مصالح مشتركة بين الدول من خارج المنظومة العربية بشرط أن لا يتعدى قواعد العلاقات الدولية ويدخل فى دائرة التعدى على المصلحة القومية". ونقلت صحيفة زمان التركية يوم الأربعاء، عن المحلل السياسي السعودي، إبراهيم آل مرعي، إن افتتاح تركيا للقاعدة العسكرية في الصومال يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي، ويحمل أطماعًا توسعية. وذكر المحلل في تغريدات علي حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر أن القاعدة الجديدة لتركيا تمثل "تهديدا صريحا للأمن الوطني السعودي والمصري، وكذلك للسودان واليمن". وافتتح رئيس وزراء الصومال حسن علي خيري يوم السبت الماضي، أكبر قاعدة عسكرية تركية لتدريب الجيش الصومالي في العاصمة مقديشو، قائلا إن القاعدة "ستمهد لبناء جيش صومالي قوي.. من أجل تطويق الإرهابيين". وتعاني الصومال من معارك متواصلة مع تنظيم الشباب الإرهابي، وتساعدها الولايات المتحدة عبر المساعدة العسكرية في الهجمات ضد التنظيم. وتقود طائرات أمريكية دون طيار عمليات قصف ضد مراكز التنظيم. المصدر صحف مصرية
١. عرض السنة النبوية على ضوء القرآن الكريم إذا نظرنا إلى اعتراضات عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما على كثير من المرويات النبويّة نجد أنها جاءت بناء على مخالفتها لظاهر القرآن الكريم وسياقه العام، فكانت تحاول أن توفّق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما فهمته من كتاب الله عز وجل، لا عتقادها أن السنة الصحيحة لا تعارض القرآن وإنما هي مبيّنة له، كما قال تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}. ولا شك أن القرآن الكريم هو المصدر الأوّل للتشريع الإسلامي، المحفوظ من التبديل والتغيير، المحفوظ في الصدور والورقات، الذي تكفل الله بحفظه، وهو الأصل المتين، وهو المنطلق الأساسي للمفاهيم الإسلامية في الحياة كلها. يقول الإمام الشيخ يوسف القرضاوي "من الواجب كي نفهم السنة فهما صحيحا بعيدا عن التحريف وسوء التأويل أن تُفْهَم في ضوء القرآن وفي دائرة توجيهاته الربانية المقطوع بصدقها إذا أخبرت، وعدلها إذا حكمت، {وتمَّت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدّل لكلماته وهو السميع العليم}، فالقرآن هو روح الوجود الإسلامي، وأساس بنياته، وهو بمثابة الدستور الأصلي الذي ترجع إليه كل القوانين في الإسلام، فهو أبوها وموئلها. والسنة النبوية هي شارحة هذا الدستور ومفصلته فهي البيان النظري، والتطبيق العملي للقرآن، ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبين للناس ما نزل إليهم، وما كان للبيان أن يناقض المبيَّن، ولا الفرع أن يعارض الأصل، فالبيان النبوي يدور أبدا في فلك الكتاب العزيز، ولذلك لا توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكمات القرآن وبيانه الواضحة"(١). اهتمام عائشة بالقرآن اهتمت عائشة بالقرآن وتعلقت به منذ نعمومة أظفارها وعاصرت أسباب نزول الآيات مع ما حباها الله من الحفظ التام والذكاء، حتى أصبحت من كبار مفسري القرآن الكريم في الصحابة، وكانت لها معرفة تامة به، بل كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أشكل في فهمها لبعض الآيات القرآنية، وأورد لذلك مثالين عن عائشة رضي الله عنها قالت سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ " لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا تُقْبَلَ مِنْهُمْ {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}(٢). عائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَتْ لا تَسْمَعُ شيئًا لا تَعْرِفُهُ إِلَّا راجَعَتْ فِيهِ حتَّىَ تَعْرِفَهُ، وأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» وفي رواية "من نوقش الحساب عذّب" قالتْ فقلتُ أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعالَىَ {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فقالَ النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّما ذلكِ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسابَ يَهْلِكْ"(٣). ولذلك كانت عائشة تهتم بالقرآن حفظا وتدوينا وعناية تامة فعن أبي يونسَ مولى عائشةَ أنه قال أمرتْني عائشةُ أن أكتبَ لها مُصحفًا، وقالت إذا بلغتَ هذه الآيةَ فآذِنِّي {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَة والْوُسطَى}، فلما بلغتُها آذنتُها، فأملتْ عليَّ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَصَلاَةِ الْعَصْرِ وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ" قالت عائشةُ سمعتُها من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم(٤). وبناء على ما ذكر اتخذت السيدة عائشة رضي الله عنها القرآن الكريم المصدر الأول التي ترد إليه الأحكام الفقهية ولا تعدل إلى غيره إلا إذا لم تجد الحكم الذي تريد الاستدلال به، وفهمت ما بين القرآن والسنة من صلات المعاني، فكانت في إنكارها الرواية على الصحابة تبني حكمها على أن معني الحديث برواية الصحابي مخالف للقرآن(٥). ونشير إلى بعض الأحاديث التي ردّتها عائشة لمخالفتها للقرآن الحديث الأول عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربّه(٦). ردّت عائشة هذا الحديث لمخالفته للقرآن الكريم، فعن ‏عن ‏ ‏مسروق‏ ‏قال قلت ‏‏لعائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏يا ‏‏أمتاه هل رأى ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ربه؟ فقالت لقد ‏‏ قف ‏‏ شَعْري مما قلتَ، من حدثك أن ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت {لا تُدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو ‏ ‏اللطيف ‏ ‏الخبير}‏، {وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب}(٧). وهناك آية ثالثة تجعل رؤية الله في الدنيا مستحيلة، وهي قوله تعالى {ولمَّا جاء موسى لميقاتنا وكلَّمَه ربُّه قال ربّ أَرِني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظُرْ إلى الجبل فإن استقرَّ مكانه فسوف تراني فلما تجلَّى ربُّه للجبل جعله دكًّا وخرَّ موسى صعقا}. وفي رواية أخرى قال مسروق لعائشة ألم يقل الله {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}، قالت أنا أول من سأل من هذه الأمة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال " إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق الله عليها غير هاتين المرتين". ووافق عائشة في نفي الرؤية في الدينا وأنه رأى جبريل ابن مسعود وأبوذر رضي الله عنها، فقال ابن مسعود في قوله {ولقد رآه} إنما رأى جبريل في صورته مرتين، وعن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ فقال " نور أنّى أراه "، رواه مسلم. تقول الباحثة جيهان رفعت "احتكمت السيدة عائشة في رفضها لرواية ابن عباس إلى القرآن الكريم في أن رؤية الله ممتنعة عن المؤمنين في الدنيا كما ارتكزت في رفضها على مقياس آخر وهو عرض السنة على السنة التي وثقت بها وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم".(٨) أقول ورؤية الله في الدار الآخرة للمؤمنين ثابتة بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة، قال تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}، وقال {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضاهون في رؤيته"، وهو إجماع المسلمين من أهل السنة والجماعة. الهوامش (١) "كيف نتعامل مع السنة النبوية" ص ١١٣. (٢) أخرجه الترمذي في التفسير من جامعه. (٣) أخرجه البخاري في صحيحه. (٤) أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده. (٥) توثيق عائشة للسنة، جيهان رفعت فوزي. (٦) رواه الحاكم في المستدرك من طرق عنه وصححه. (٧) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. (٨) "توثيق السيدة عائشة للسنة" ص ١٣٧ ١٣٨
تنبني العلاقات الثنائية بين الدول على أساس المصالح ذات الأبعاد القريبة والبعيدة مثل الأمن والاقتصاد والثقافة والدين والجوار والقومية والتوسع وغيرها، وكلما تتغير أنظمة البلدان السياسية، أو تتغير أنماط عيش شعوبها تؤثر في العلاقات بين البلدين والشعبين. وتعرف الصداقة الحقيقية في أوقات المحن والمصائب حيث تُفقد المصالح في وقت أنت أمس الحاجة إلى الدعم من دون مقابل، فالأصدقاء في زمن الرخاء كثرٌ، وفي وقت المحن قليلون. وبناء على خبرتي ومعرفتي بالعلاقات السياسية فإنني أستطيع أن أقول إن الدولة الوحيدة التي لا تبني صداقاتها وعلاقتها بمصالح سياسية واقتصادية ذات الأبعاد القريبة والبعيدة أو بتغير القيادات السياسية في الصومال هي السودان حكومة وشعبا. ومثالا على ذلك أقول ١.منذ استقلال البلدين الشقيقين منتصف القرن الماضي وحتى اليوم لم تتغير العلاقات الوثيقة بينهما، ولم تغلق السفارتين، رغم مرور أحلك الأوقات الأمنية في العاصمة مقديشو، فقد اختطف السفير السوداني في مقديشو، وتم تحريره بفدية مالية، وتعرضت حياته للخطر. ٢. عندما انهارت الحكومة المركزية في الصومال عام ١٩٩١م كان الشعب السوداني وحكومته في طليعة من قام بالنجدة، وأرسلت السودان أول طائرة إغاثة إلى الصومال بعد النكبة، ولكن مع الأسف اختطفت الطائرة وطاقمها، وتم إطلاق سراحهم بفدية مالية، وما زالوا في صدارة المنجدين للصومال حتى مجاعة ٢٠١١م. ٣. أول مدرسة نظامية في الصومال تم افتتاحه من قبل أساتذة سودانيين في العهد الاستعمار البريطاني لشمال الصومال، واليوم معظم من يدرس في الخارج من الصوماليين يدرسون في السودان، وبين هذا وذلك الزمن ليس هناك مدرسة أو معهد أو جامعة أو أكاديمية أو مركز إعلامي أو تدريبني لا يتواجد فيه من درس في السودان. ٤. بعد سقوط الحكومة المركزية في الصومال أغلقت معظم الدول أبواب جامعاتها في وجه الصوماليين، في حين كان السودان الدولة الوحيدة التي فتحت أبوابها بدون شروط، سواء لمن يحمل جواز أو وثيقة سفر أم لا، أو يحمل شهادة موثقة أم لا، أو عنده دعم مالي أم لا، وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير أوامره بعدم منع الصوماليين من الالتحاق بالجامعات السودانية لينالوا حقوقهم التعليمية. ٥. السودان هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الصومال في منصات عديدة خاصة في منظمة إيغاد، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والتعاون الإسلامي، والساحل والصحراء وغيرها. ٦. السودان هي الدولة الوحيدة التي لا يشعر فيها المقيم الصومالي بالغربة، بل يعتبره بلده الثاني، سواء أكانت عنده إقامة شرعية أم لا، ويتم التعامل معه على أساس أنه مواطن سوداني. ٧. السودان هي الدولة العربية الوحيدة التي منحت كثيرا من الجالية الصومالية والطلاب الصوماليين جواز سفرها وجنسيتها إذا تم الإقامة فيها لمدة خمس سنوات متتاليات. ٨. السودان هي الدولة الوحيدة التي سمحت للصوماليين سواء أكانوا طلابا أو من الجالية فتح شركات خاصة بهم وأيضا مصارف وحوالات، وشراء سيارات خاصة. ٩. السودان هي الدولة العربية الوحيدة التي وقفت إلى جانب الصومال دوما منذ ٢٠٠٠ وحتى ٢٠١٦م من نواحي الدعم المالي للحكومات الصومالية الذي يحتاج إليه شعبهم، وتدريب الشرطة والجيش، والتعليم والدعم الإنساني. ١٠. بعد انهيار الحكم المركزي في الصومال ١٩٩١م أغلقت السفارات الصومالية في الخارج أبوابها، لكن السودان رفضت إغلاق السفارة الصومالية لديها، وقامت بدعمها وحتى اليوم. ١١. كان السودان تطلب من الطلاب الصوماليين المتخرجين من جامعاتها العودة إلى بلدهم والمساهمة في بنائها ، وهم بذلك يمثلون أكبر عدد من الطلاب المتخرجين من الجامعات الخارجية في الوطن، وهذا لا يوجد إلا في دولة صديقة. بالحقيقة لا أستطيع أن أقوم بإحصاء إحسان السودان إلى الصومال في مقالة واحدة، وفي هذه المناسبة أشكر لفخامة رئيس الصومال محمد عبد الله فرماجو في قيامه بزيارة تاريخية للسودان، وعلى القيادة الصومالية أن تشكر للسودان وجهودها حكومة وشعبا ، ونسأل الله أن توفقنا ذلك، وعلى كل مواطن صومالي أن يدعو الله أن يحمي السودان من كيد الكائدين ومن المؤامرات التي يحيكها الأعداء. المقال الأصلي كان باللغة الصومالية في صفحة الدكتور غعل على الفيسبوك، وقامت شبكة صومالي تايمز بترجمتها.