صومالى تايمز

لعبت القراءة على مدار التاريخ دورا هاما في بناء الحضارات وارتقاء العلم والتقدم في مجالات الحياة، فقد كان للأمة الإسلامية تاريخ حافل پالإنجازات الكبرى في شتى مجالات التغيير للإنسان. بالقراءة وُضع الحجر الأساسي للنمو الحضاري والتقدم العلمي مما أدى ظهور العلماء الكثيرين الدين قدموا للبشرية كتباً حاضنة في بطنها ثقافة غيرت وجه الدنيا وأنشأت عالماً جديدا عنوانه القرآءة والكتابة. تعتبر القراءة الطريقة الوحيدة لإكتساب المعرفة والبوّابة الأولى لتلقي العلوم المختلفة والمتنوعة ومن أهم المهارات المكتسبة بالنجاح خلال حياتنا، وبها ننتقل من عالم الى آخر، من عالم الجهل والظلام إلى عالم العلم والنور وبالقراءة نفهم ما لا يستطيع أحد علي الوجه الأرض أن يفهمها وهي المعرفة . تُعتبر القراءة أنها مفتاح المعرفة وطريق الرقيّ لأنها تفتح للإنسان آفاقا واسعة شاملة مما يؤدي في النهاية الى تطور الإنسان بصفة فردية وجماعية. لننتقل من العالم إلي العالم الآخر، من الأمور السطحية إلى الآفاق الواسعة إلى العلم والمعرفة، علينا أن ندرك أن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يمنحنا القدرة التي تساعدنا لتجاوز الصعوبات حتي نعتقد أنه لا يوجد في قاموس النجاح صعوبات. علمتنا الحياة أن القراءة ليست زيادة المعلومات فحسب بل تعطي صاحبها مزيدا من القدرات العقلية تقوده إلى الابتكار، وإبداع أفكار جديدة في كل وقت وحين وبشكل متصل غير منقطع. علينا أن نتساءل لماذا نقرأ؟ هل نقرأ لتزداد معرفتنا أو لتقليص التوتر أو لنجادل على خصومنا، ونجد حججا قوية نستخدمعها في المناظرة؟. برأيي علينا أن نقرأ من أجل الوصول إلى الفهم الصحيح لأن القراءة نشاط ذهني يستهدف المزيد من الفهم للواقع والمستقبل، وهي تلك العملية المعرفية الإدراكية التي يتم فيها استخدام العقل بالطريقة الإبداعية وإنشاء الأشياء الجديدة ، لا ننكر أن القرآءة لها أهمية جمة في زيادة الثقة بالنفس وتقوية الشخصية ولعل ذالك يعود الى إكتساب كمية هائلة من المعلومات . وما من أمة تقرأ الا ملكت زمام القيادة والريادة، وخير ما نشهد اليوم علي سبيل المثال التقدم الغربي في العلم والتكنولوجيا وتراجع المسلمين وتخلفهم في نفس المجالات والسبب يعود الى ابتعادهم من كتابهم المنزل المبتدء بأمر "اقرأ"، ومن المؤسف أن يهودياً نشر اسرار ومخططات إسرائلية في مجلات الغربية وحين إشتكوا اليه قال لهم لا تحزنوا فإن العرب لا يقرؤون . بناء حضارة إسلامية أمر رب الكون للأمة الاسلام حيث قال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ ﴾ تلك كانت أول آية أنزلها الله سبحانه وتعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، وهي وإن دلَّت على شيء فإنما تدلُّ على أهمية القرآءة باعتبارها إحدى أدوات بناء الأمم وتقدُّم الشعوب فالقراءة أساس التقدُّم والرقيِّ والمعرفة والازدهار، ولا يمكن أن يتصوَّر تقدُّم أمة ما دون أن تكون قارئةً ومطلعةً على ما يدور حولها، ومما لا يَحمل الشك أن الإنسان القارئ والمطّلع والذي يكون على علم بما يدور حوله، وقادرًا على مواكبة التطورات المعرفية والعلمية التي تُستحدث كل يوم لا شك أنه لا يُمكن أن يَتساوى بأي شكل من الأشكال مع الإنسان الذي لا يقرأ ولا يَعلم ما يدور حوله. إن القراءة في عصرنا الحديث قد أصبحت لها أهمية كبيرة؛ نظرًا إلى أنها أصبحت جزءًا رئيسًيا في حياة كل إنسان، فلا سبيل للإبداع أو للابتكار أو الوصول إلى الاختراعات الصغيرة أو الكبيرة إلا من خلال القراءة، وإذا ما نظرْنا إلى الأمم من حولنا فإننا نستطيع القول إن الأمم المتقدمة والقائدة للعالم الآن هي تلك الأمم التي اهتمَّت بالقراءة وبالعلم بصفة عامة، فاستطاعت هذه الأمم أن تتغلب على الجهل والتخلف من خلال القراءة والمعرفة، مشيرًا إلى أن الإنسان دائمًا في حاجة إلى الوصول لابتكارات جديدة . وفي الستينيات من القرن الماضي زار صحفي هندي شهير اسمه كارانجيا إسرائيل وأجرى حديثا مطولا مع موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك, وشرح دايان للصحافي الهندي أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها, وحينها تساءل كارانجيا باستغراب كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة؟ فرد عليه دايان ببرود "لا عليك فالعرب لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون"!. وعليه قام الكاتب الهندي كارانجيا بتأليف كتابه الخطير بعنوان "خنجر إسرائيل" روى فيه تلك المقابلة قبل أن تقع حرب حزيران (يونيو) عام ١٩٦٧، وعندما وقعت الحرب طبق الجيش الإسرائيلي كل تصورات دايان بحذافيرها التي ذكرها في مقابلته مع كارانجيا،وكانت توقعاته صائبة للأسف فلم يقرأ تلك المقابلة أحد ولم يستعد لها أحد . وأخيرا، ألخص مقالي هذا أن القراءة تشكل الغذاء الرئيسي للعقل؛ لأن العقل يظمأ ويجوع شأنه في ذلك شأن البدن وكما أن الطعام هو الغذاء للبدن كذلك القرآءة هي الغذاء للعقل،وفي هذا المضمار يقول الإمام علي عليه السلام (العقل يتغدي بالعلم). فلكي يظل العقل في قمة النشاط, فإنه لابد من تغذيته بالقراءة, لأنها تمثل أهم ركن في رحلة العلم والتقدم . فالعقل هو القوة الجبارة التي تحرك الإنسان في اتجاه التقدم والسمو. أما إذا أردنا أن نعرف كيف يمكن أن يكون الواحد منا ناجحا في القراءة فما عليه إلا أن يقرأ الكتب العلمية الواعية التي تعالج مشاكل الإنسان في صدق وموضوعية, وليس بالضرورة هنا أن نتجنب عن قراءة كتب الضلال ولكن نقرأها لمعرفة آراء كتابها والتصدي للرد عليها وهذا يأتي بعد تحصين أفكارنا والتسلح بأدوات البحث العلمي. ختاما أقول لك أيها القارئ إقرا لتقود العالم لا لتُقاد وما أصدق من قال القادة هم القراء.
واشنطن (صومالي تايمز) جددت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، دعمها لجهود الصومال في هزيمة الإرهاب وخاصة حركة الشباب وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (دعش). وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أن نائب وزير الدفاع الأمريكي بات شاناهان أكد خلال استقباله رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيرى في مقر البنتاغون دعم واشنطن القوي لجهود الحكومة الصومالية في هزيمة حركة الشباب وداعش. كما أعرب شاناهان عن دعم بلاده للحكومة الصومالية والتي تعمل في بيئة صعبة لتنفيذ هيكل الامن القومي الذى اتفق عليه في مؤتمر لندن حول الصومال في مايو الماضي. وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضا خلال اللقاء الجهود الرامية للحؤول دون استخدام الإرهابيين الصومال ملاذا آمنا. كما أكدا أهمية مواصلة الضغط على الجماعات الإرهابية الإقليمية عبر بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والقوات الصومالية وكذلك أهمية إحراز تقدم سياسي لضمان الاستقرار الدائم. المصدر وكالات
كسمايو(صومالي تايمز) – أعلن رئيس ولاية جوبالاند الإقليمية، أحمد محمد إسلام المعروف بـ"أحمد مدوبى" عن رغبته في استضافة مؤتمر توافق وطني يجمع كلا من الحكومة الاتحادية والولايات الإقليمية القائمة في البلاد وذلك للبحث عن حل للخلاف السياسي بينهما بسبب الأزمة الخليجية. وجاء إعلان أحمد مدوبى بعد أن عارض بشدة رؤساء ثلاث ولايات إقليمية الموقف المحايد الذي اتخذته مقديشو من الأزمة الخليجية. وبحسب تصريحات منسوبة لأحمد مدوبي والتي نشرتها وسائل إعلام محلية قال إن المؤتمر الذي يرغب في استضافته يسعى إلى التعريف بالحقوق التي يعطيها الدستور المؤقت للبلاد لكل من الولايات الإقليمية والحكومة الاتحادية في مقديشو، كما أنه يسعى للوصول إلى صيغة توافقية للخروج من المأزق الحالي، مؤكدا على ضرورة إنهاء الخلافات الصومالية بالتوافق الوطني. وتأتي دعوة أحمد مدوبى في وقت تشهد ولاية غلمذغ خلافا سياسيا نجم عن تأييد رئيس الولاية موقف الدول المقاطعة لقطر، بينما عارض نائب رئيس الولاية ورئيس البرلمان موقف الرئيس، معتبرين ذلك موقفا شخصيا للرئيس لم يستشر فيه مسؤولو الولاية. يذكر أن الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر في الخامس من حزيران يونيو الماضي، حيث تتهم هذه الدول الدوحة بدعم الإرهاب الأمر الذي تنفيه الأخيرة.
نيويورك (صومالي تايمز) قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال، مايكل كيتنغ، في بيان له اليوم الاثنين، "إن وسائل إعلام حرة ومستقلة أمر ضروري للمساءلة والديمقراطية". جاء البيان عقب تشريعات أدخلها البرلمان الاتحادي الصومالي مؤخرا لتعديل قانون الإعلام في البلاد الصادر عام ٢٠١٦. وفي بيانه أوضح الممثل الخاص أن بعض أحكام قانون الإعلام الحالي لا تمتثل للمعايير الدولية لتشريعات وتنظيمات وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن "استعراضا دقيقا وشاملا للقانون والتعديلات المقترحة سيسمح لجميع أصحاب المصلحة الرئيسيين بتقديم آرائهم". وأعرب كيتنغ عن أمله في أن تؤدي "نتائج هذه العملية التشريعية إلى تهيئة بيئة أفضل للصحفيين الصوماليين لممارسة مهنتهم دون خوف". وقد وافقت حكومة الرئيس محمد عبد الله فرماجو على مجموعة من التعديلات على قانون الإعلام في يوليو تموز، تفي بالتزام قدمه إلى الجمعيات الإعلامية الرائدة في الصومال في غضون أسابيع من توليه منصبه. وقد واجهت التعديلات انتقادات من هذه الجمعيات الإعلامية وبعض المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لنطاقها المحدود وإدخال قيود جديدة على الحريات الصحفية القائمة. ومن المقرر أن يتناول البرلمان الاتحادي التغييرات المقترحة في قانون الإعلام في الأسابيع المقبلة. وتحث الأمم المتحدة المشرعين على إيلاء الاعتبار الواجب للشواغل التي أثارها أعضاء بارزون في وسائل الإعلام في الصومال حول القانون الحالي والتعديلات المقترحة التي وافقت عليها الحكومة الفيدرالية. المصدر مركز أنباء الأمم المتحدة
كانت جالسة أمام البحر افترشت رمل الشاطئ، وقد دفنت رجليها بالرمال ، هذا عادتها حين تكون حزينة تأتي إلى البحر مصطحبة معها مثرثرتها المجنونة التي ما هي إلاّ أنا! – وتكتفي بالجلوس أمامها دون السباحة رغم أنها مهووسة بها إلى حد أن البحر أدمنتها، تمتنع من السباحة حالة حزنها وكأنها تدعو البحر أن تشارك معها الحزن بامتناعها من السباحة. كنت منهمكة أروي ظمأ أوراقي من نبع قلمي الذي ما إن يرى زُرقة البحر الفاتن وهدوءه المريح ويتأمل غموضه المخيف ويستمع إلى لغة الأمواج العاتبة إلاّ تدفق ليروي الظمأة، التفت نحوها فوجدتها شاردة ووجهها الملائكي الذي هو مثال للبراءة يعلوه شيء من الحزن وحجابها الشامخ زادها ألقا وجمالا، من ينظر إليها يظن نفسه واقفا أمام لوحة فنية نادرة رسمت بعناية بريشة فنان ماهر. إقتربت منها فلم تنتبه إليّ، وضعتُ يدي على كتفها إلتفتت إليّ مذعورة وكأنها فاقت من فقدان وعي طويل. إبتسمت وأنا أشير بيدي للهواء (ذهبتي)، قالت وهي تعبث بالرمال متى جلستِ هنا وكيف أفلتِّ من سجّانكِ المتغطرس يا مثرثرتي؟!. أولا سجّاني ليس متغطرسا إنما لطيف ومحبوب ،وثانيا كيف توعين متى وكيف جلست هنا وحضرتكِ تركتِ جسدك فقط هنا ورحلتِ لا ندري إلي أين ؟ هل لمثرثرتكِ المخلصة أن تعرف سبب تلك العتمة التي تفسد إشعاع نور وجهك؟ صمتت للحظات ثم تنهدت تلك التنهيدة التي أخافتني وأشعلت القلق في قلبي ،وكأنها بتلك التنهيدة أرادت أن تُخرج معها كل ما بداخلها من ألم، أسندت رأسها إلى كتفي لأساعدها بالكلام فهي تعرف تماما أن ذاك الكتف قد يحمل عنها كل ما تحمل لذلك ولأنها تثرثر لي كل ما بداخلها أسمتني مثرثرتها فكنت أصحح لها دائما ( قولي حقيبة ثرثرتك يا مجنونة . فتقول لي لا مثرثرتي هذه لغتى الخاصة لا دخل لها بالقواعد والقوانين) نادرة هي تلك التي تجعل كل أخطائها أشياء خاصة لها . لم تتكلم فقط إكتفت بالنظر الى البحر ، ناديتها لكي أذكرها أني ما زلت أريد جوابا. عَيبلأ (ذاك هو اسمها متوّج من بين الأسماء ،ملكة هي حتى باسمها ،نعم فعيبلأ إسم صومالي أصيل يعني النزاهة والبراءة.) أجابتني بصوت أشبه بموسقي حزينة إليه من الكلام آهـ ، هل تعرفين هذا الاسم يؤلمني أكثر عندما ينادينى به الناس ، أشعر وكأن الناس يجلدونني بالسياط. ولماذا هو إسمك إذا إن لم تريدي أن يناديك أحد به ؟ إن خلف هذه المقدمة سبب حزنك هذا هيا أفصحي أكثر. قلت هذا وأنا أمسح رأسها بيدي قالت بعد صمت طويل كدت أتيقن من خلاله أنها لن تتكلم أبدا ، لكن القلب كان من يتكلم هذا المرة وهل جربت الاستماع إلى كلام قلب مجرد ليس بين أذنيك وبين كلامه أي وسيلة! أصبح إسمي منبع ألم لي لأنه يذكرني بأنني ولدت ومنحت هذا الاسم منها هي ، يذكرني بتلك المرحلة المليئة بالحب والعطف والدلال في حياتي تلك المرحلة التي كنت أتربع حضنها الدافئ ، الحضن الذي أصبح الآن لغيري ،هل تعلم أشعر بالغيرة من أؤلئك الذين استوطنو مدينتي التي كنت أول من فاز بها كأول وليد ، فزت بالمركز الأول وكنت أظن أنه لي ما حييت ، إسمي يا عزيزتي يذكرني بندائها هي وهي تهدهدني في مهدها الطاهر . دهشت من كلامها ، لم أفهم وكيف لي أن أفهم كلام قلب أديب ، لكن ليس أدب اللغة هذه المرة فإن القلوب لا تتقن إلا أدب الحب الأزلي، الحب الذي ما عاش فوق الأرض أحد إلاّ وجرّبه بسعادة أو بحرمان ذاك الحب المسمى بالأم. لمّا رأت الدهشة فى وجهي وأدركت أنني أطلب المزيد من التفسير للغزها أدارت بصرها نحو السماء وواصلت ، جاءني صوتها وكأنه يأتي من عمق البحر ،لا بل هذا صوت حورية حزين. لماذا أصبح الكبر أكبر عدو لي بل هو ألذ أعدائي ؟ ، أن أ كبر في السنّ هل كان يعني أنني أعاقب في ذنب إرتكبته ؟ أليس للكبار حق في حنان الأم ، هل لأني كبرت ولم أعد رضيعة أحرم من مهدها ، لماذا يصر الكبر أن يشد عليّ الخناق لماذا يجعلني بعيدة عن حضن أمي ولماذا لم أعد تلك الرضيعة المهدهدة ؟ لماذا يا عالمي فرضت عليّ ذالك القانون الظالم كرهت الكبر لأنني منذ أن قال الناس كبرت ومنذ أن أتى صغير أخر أصبح مهدي هو الفراش فقط وأصبح الحضن له لأنه أحق مني به فهو الصغير وأنا الكبيرة ، أي حكم ظالم نطقت به يا مجتمعي ، منذ ذالك الحين والسنوات تأتي وأنا أكبر سنة بعد سنة والحضن يبتعد أكثر، صرت أذهب للمدرسة لأعود منها محمّلة بالشوق لنبع الحنان أدخل البيت لأجد تلك الحبيبة جالسة منهكة وقد أتعبها العمل أتعبت نفسها من أجلنا تطبخ غداءنا لنجده جاهز عند عودتنا ورائحته العطرة تفوح على بعد مسافة ،وتغسل ثيابنا لنخرج بها نظيفة معطرة أجدها وحولها الصغار تغديهم بيديها الطاهرتين حينها تشتعل كراهيتي للكبر فلو للكبر لكنت هناك جالسة أنال ما نالوه هؤلاء من حنان الحبيبة تبتسم لي تلك الإبتسامة فأطرب لها فرحا وكأن الدنيا كلها سيقت لي أهرول لها لكي أرتمي بها لكنها تردني إذهبي وبدلي ملابسك لا توسخي زي المدرسة يا بنيتي. آه يا أمّاه ثم أدخل الغرفة وأنا أعاتب مجتمعي الذي يجعل النظافة أولى . كنت أواسي نفسي وأصبرها وأمنيها أنها سوف تكبر أكثر لتصبح صديقة ماما حينها تستطيعين أن تتحدثي معها وتروي لهفتك من حضنها ، لكنى ما كنت أعرف أن مجتمعي المستبد لا يعترف بتلك الصداقة فجاء الكبر ليفاجئني بالجفاء جاء يحمل معه الدراسة،الواجبات، أعمال المنزل . كنت كل مرة أجدها فرصة تجلس وحيدة تستريح في الغرفة أذهب إليها وأستجمع قواي لكي أحسم الأمر وأبث لها رسالة قلبي المكلوم أريد أن أرتوي من حنانها – وهل هناك من إرتوى من حنان الأم لكن ما إن أدخل عليها حتى نتحدث عن أحوال البيت والصغار ، يا إلهي أمدّني بالقوة كيف لى أن أفعل ما جئت من أجله وكلّما أتذكر أنني كبييرة حتى أصبح كربّان أسقط مرساة سفينته ليفاجئه تمادي أحوال الطقس وجنون البحر والأمواج عاصفة جدا ، وهبوب الرياح محملة بعتاب السماء فشعر بالهلاك، إلهي كيف المفر من ذاك الكبر. أحيانا أقول ماذا لو كان هذا النقص بي أنا فقط وأن باقي الفتيات يحظون بحنان أمّهاتهن ولم يضرهن أنهن كبيرات؟!، كيف لي أن أكون أمّا وأنا أشعر نقصا من ذاك الشعور ، كيف سأعطي أولادي من ذاك النبع وأنا لم أرتوى منه بعد ، أخاف من الأمومة أن تسخر مني تقول لي ماستطعت أن تأخذي حقك بسبب جبنك فكيف لكِ أن تجيديني؟ . هذا هو سبب تلك الكآبة التى تتراءى لكِ من خلالي. ما زال كلامها يتردد في مخيلتي ، ومازلت أبحث تفسيرا وجوابا لأسئلتها تلك.