صومالى تايمز

مقديشو (صومالي تايمز) في إطار مشاريعها التنموية في القارة الأفريقية، أنشأت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، مركزاً تدريبياً للطيران المدني في الصومال وسلمته لوزارة النقل الصومالية. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أمس الثلاثاء، أن وزير النقل والطيران المدني الصومالي محمد عبدالله صلاد، والسفير التركي في مقديشو أولغان بكار ومنسق برامج "تيكا" في مقديشو غالب يلماز شاركوا في حفل تسليم "مركز التدريب على الطيران المدني" والذي أقيم في مطار مقديشو الدولي. وفي كلمة له خلال الحفل، قال الوزير الصومالي صلاد "إن تركيا أصبحت رائدة لجميع النجاحات في العديد من المجالات في الصومال وفي مقدمتها المجال الإنساني، والتعليمي، والصحي وفي البنى التحتية"، متوجهاً بالشكر لتركيا على بذلها المساعي لتقديم الدعم لبلاده في مجالات عدة وأهمها البنية التحتية. وأضاف صلاد أن المركز المذكور سيساهم في تطوير الطيران المدني وسيشكل خطوة أولى لعودة مؤسسة الطيران والأرصاد الجوية التي تم نقلها إلى العاصمة الكينية نيروبي عقب انهيار الحكومة المركزية في الصومال. بدوره، قال السفير التركي في مقديشو أولغان بكار، إن المركز الذي تم إنشاؤه في مقديشو من قبل "تيكا" التركية، سيساعد الصومال في مساعيها لاستعادة إدارة المجال الجوي والسيطرة عليه من جديد، مشيراً إلى أن المركز المذكور يأتي ضمن إطار المشاريع التنموية التي تقوم بها تركيا في الصومال، وأن بلاده ستستمر في تقديم المساعدات التنموية للصومال. يُشار إلى أنه منذ انهيار الحكومة المركزية في الصومال عام ١٩٩١، تستضيف العاصمة الكينية نيروبي، مقر إدارة التحكم بالمجال الجوي الصومالي. إلا أن مقديشو تسعى لاستعادته فور تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد. المصدر الأناضول
الرياض (صومالي تايمز) استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بجدة اليوم الخميس، رئيس الجمهورية محمد عبدالله فرماجو . وفي بداية الاستقبال صافح رئيس الجمهورية أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء. وقد أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء تكريما للرئيس والوفد المرافق له . وبعد الاستقبال، عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بجدة ، جلسة مباحثات مع الرئيس محمد عبدالله فرماجو . وجرى خلال المباحثات، استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، ومجالات التعاون المختلفة، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة. حضر المباحثات من الجانب السعودي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان الوزير المرافق، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، ووزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى كينيا غير المقيم لدى الصومال الدكتور محمد عبدالغني خياط. كما حضر المباحثات من الجانب الصومالي وزير الخارجية والتعاون الدولي يوسف غراد عمر، وسفير الصومال لدى المملكة طاهر محمود غيلي، ومستشار الرئيس بلال عثمان محمد. المصدر واس
أخيرا آن لأحد فوارس صحوتنا الاسلامية الكبار أن يترجل، بصمت وبهدوء وكأنه لم يرغب في أن يزعج أبناء قومه، أو يشغلهم بما كابده طيلة السنوات الأخيرة في مصارعة المرض وقبلها بسنوات السجن. أخيرا ترجّل الفارس المحتسب الشيخ مهدي عاكف، ومضى للقاء ربه بسيطا، متواضعا، كواحد من أبناء شعب مصر، يمرض بمرضهم، ويفرح بفرحهم، ويحزن بحزنهم، لكن الجسد لم يستطع أن يقاوم كل الضغوطات التي عاشها رحمة الله عليه، رغم ذلك باقي شامخا كالطود الاشم .. أخيرا ترجل الفارس، ولم نسمع منه كلماته الأخيرة، لكننا نستطيع استقراءها من مسيرته التي لم يهن فيها يوما، ولم يخن، ولم يحبط، ولم يتزعزع عن الإيمان بحق شعبه في الحرية، وفي الكرامة.. ترجل الفارس ومضى بعيدا، مثلما ترجل قبله رفاق وإخوة له منحوا أرواحهم وحياتهم وشبابهم وأموالهم لتحرير أوطانهم وشعوبهم من الاستعمار ومن الاستعباد ومن القهر .. أرادوا أن ينكسوا رأسه بفتوى "طاعة الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " أراد جلادو مصر أن يهزموا فيه إسلامه ووطنيته فانتصر عليهم بإرادة صبره أمام المغريات و الشهوات.. بل أراده بعض علماء السلطان حتى من المنتسبين للإخوان ذليلا فوقف لهم شامخا كالطود الاشم عزيزا، مرددا قول سلفه شيخنا المرحوم الدكتور توفيق الشاوي " ليس للحياة معنى إذا عشنا كما تعيش الفئران في الجحور أو ارتضينا حياة الإذلال والاستكانة والخنوع والانقياد كالدواب... ليس لها هم الا العلف والتكاثر". أرادوا أن ينكسوا رأسه بفتوى " طاعة الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك " فامتشق لهم حساما حاسما في الثبات والشجاعة، رافعا الهامة فوق مفاهيم الانبطاح و الانصياع والخضوع و فضل السباحة في وطنه ضد تيار الغدر، متمردا حتى على السياحة خارج الحدود و الاسوار أرادوا أن يجعلوا منه عبرة لغيره من السياسيين والمصلحين، فصنع لهم من صبره وتماسكه بطل يحسب له ألف حساب، فحق اليوم لتلاميذه عبر العالم ترديد قول الشاعر و رفيق دربه الشهيد "سيد ظلال القرآن" أخـي أنت حــرٌ وراء السـدود ** أخــي أنت حـــرٌ بتلك القيود إذا كـنـت بالله مستعـصـــما ** فمــــاذا يضيرك كيـد العبيـد أخــــي ستبيد جيوش الظـلام ** ويشــــرق في الكون فجر جديد فــأطلق لروحــك إشراقــها ** تـرى الفـجر يرمـقـنا من بعـيد قيادات إخوانية منتفخة ومعروفة "خنست " في تقديم حتى التعزية جهارا! أقول اليوم هذا الكلام، كما سبق أن قاله إخواني من مؤسسة السننية للدراسلات الحضارية، في تعزيتهم للمرحوم، إنه ليست لنا أية علاقة بالإخوان المسلمين، إلا أن واجب الإنصاف للعلماء والمصلحين أحياء وأموات والشد على أيديهم، يلزمنا أن نترحم على هذا الرجل الممتحن، وأن نواسي أهله ومحبيه عبر العالم، وأن نعبر عن حزننا لفراق رجال أمثاله.. فالشيخ عاكف عالمي بامتياز، و ليس ملكا لمصر وحدها كما هو الشأن لرجالات الامة الكبار، لما لا و قد عرف عنه في خمسينات القرن الماضي أنه ساهم في جمع التبرعات للثورة الجزائرية كما جمعها قبل ذلك للقضية الفلسطينية، وشعب مصر ،حينها فقير محاصر من كل جانب.. هذا الأمر جعلني أحتار اليوم حتى من مَن يدعون أنهم إخوان و قيادات إخوانية منتفخة معروفة "خنست" في تقديم حتى التعزية للعائلة جهارا، مخافة أن يجرفهم السيل من الضفة الأخرى للخليج ويصابون في مقتل ...يصابون في قوتهم ومصالحهم الدنيوية التافهة الفانية .. أي إخوانية هذه تدعونها يا قومنا؟ التعزية تقدم حتى لغير المسلمين، فما بالكم برجل نحسبه من المصلحين حتى لو اختلفنا معه سياسيا أو مذهبيا و منهجيا.. فإنه سيظل من الرجال الذين أثروا في تاريخ المجتمع المصري ومسيرة حركة الصحوة الروحية والاجتماعية في العالم الإسلامي، كما سيظل "الإخوان" من أكبر الحركات الفكرية والاجتماعية التي أثرت بعمق في المجتمع المصري، وامتد تأثيرها الكبير إلى شتى أقطار العالم الإسلامي بل وخارجه، بالرغم مما يتعرضون له اليوم من حرب شاملة تشبه حروب الإبادة الجماعية مع الأسف الشديد في الشرق كما في الغرب .. ما هي إلا أسابيع من لقائنا حتى تم توقيفه في يوليو ٢٠١٣م والعبد لله لا يعرف شخصيا الشيخ محمد مهدي عاكف و لم يلتقي به إلا عابر سبيل في تركيا في إحدى الندوات بإسطنبول، حيث تناولنا فطور الصباح سويا مع سيدة كانت ترافقه وتسهر على صحته أظنه ابنته، وكان يحمل هم مستقبل الأجيال في أوروبا بنفس نبرة هم أجيال مصر و العالم الإسلامي، وأصر أحد إخواني أن نأخذ صورة معه في بهو الفندق، فسايره وقبل رغم ألم المرض و هو متكأ على عكازه.. وما هي إلا أسابيع من لقائنا في تركيا حتى تم توقيفه في يوليو ٢٠١٣م، عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا بمصر، ضمن آخرين من قيادات جماعتهم، وخلال السنوات الأربعة التالية للقبض عليه، تدهورت حالته الصحية، وسط تقارير حقوقية وصحفية تتحدث عن إصابته بانسداد في القنوات المرارية والسرطان، و قد كتبت عن محنته هذه التي تزامنت مع رحيل مصري آخر في السجون الامريكية هو المرحوم الشيخ عمر عبد الرحمان في مقال مطول بجريدة الحوار الجزائرية و أسبوعية البصائر، نقلته مواقع عربية و مصرية بعنوان “نأسى لك يا مصر.. أن أنزلتك الأقدار بهذه المنزلة” ،و هي الكلمة التي قالها العلامة الإبراهيمي منذ ٦٥ سنة، و الذي كان المرحوم عاكف يعرف عنه الكثير، يوم كان العلامة الابراهيمي لاجئا في مصر أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر في خمسينات القرن الماضي. مقامك يا سيدي عند ربك أن تموت على فراش السجن مناضلاً وليس على فراش البيت”.. إذ أشرت في مقالي آنف الذكر تزامن رحيل المرحوم الشيخ عمر عبد الرحمان، مع المرض المزمن الذي أقعد شيخ مصري آخر، هو الشيخ مهدي عاكف وهو في سجن بلده بمصر وليس في الغرب أي أمريكا تحديدا، وذلك بعد الضغوطات التي تعرض لها الشيخ عاكف وهو الشيخ المسن في التسعين، وتمت مساومته للإفراج عنه بتقديم تنازلات في صورة تصريحات منذ يوم اعتقاله، إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً وأقفل باب المناقشة في هذه الأمور، حيث قال أحد تلاميذه “ربما أراد الله لمهدي عاكف أن يختم حياته مجاهداً مناضلاً كما بدأها، وكأنها طوال عمره، إلا أنني أدعو الله أن يمد في عمره حتى يرى بعينيه مصارع الظالمين وسارقي الأوطان”، مضيفا بقوله ”أو ربما مقامك يا سيدي عند ربك – كما نحسبك أن تموت على فراش السجن مناضلاً وليس على فراش البيت”.. وفعلا وقع ما تمناه تلميذه. غادر بعد رحلة شاقة في السجون منذ عهد الملكية والجمهورية بكل مراحلها وحتى آخر يوم في حياته.. علما أن تاريخ نضال الشيخ مهدي عاكف بدأ من زمان بعيد وتحديدا بعد الثورة المصرية وحدوث الصدام بين تنظيم الإخوان والرئيس عبد الناصر عام ١٩٥٤، حيث تم القبض عليه وحكمت عليه المحكمة المصرية بالإعدام، فواجه الحكم باستهانة وثبات، وفي ليلة التنفيذ جاء القرار بتخفيف الحكم للمؤبد، قضى منها عشرين عاماً كاملة.. لا ننسى أن الرجل الذي غادر هذه الدنيا اليوم بعد رحلة شاقة طويلة، قضى منها ثلث عمره تقريبا في السجون، منذ عهد الملكية والجمهورية بكل مراحلها وحتى آخر يوم في حياته.. شهيد لم يسقط في المعركة، لكنه لم ينم يوما إلا والمعركة في باله أنا إذ أكتب عنه اليوم للمرة ثانية، أعجز عن الكتابة عن هذا الشهيد الجديد، شهيد لم يسقط في المعركة، لكنه لم ينم يوما إلا والمعركة في باله، وبين عينيه، يعيشها بجوارحه، ويتابع محطاتها وأصداءها القادمة من كل مكان بقوة وعزم أسطوري، وبقدرة خارقة على التحمل والصبر، قد تعد لأبناء جيلي " الكارتوني" أنها ليست بشرية بل ربانية سماوية .. أقول عنه هذا الكلام، ليس لأمدحه، فلا يحتاج مديحا من صغار أمثالي، خاصة وهو الآن بين يدي خالقه، و قد تحرر فعلا من سجنه، ومن ظلم سجَّانيه، والشامتين به، والحاقدين عليه، وهو الآن يلقى ربه مرتاح البال، دون أن يتزحزح قيد أنملة عن مواقفه الصلبة في مقاومة الفساد والظلم في وطنه، والانحياز لثورة "الغلابة" والمظلومين التواقين إلى العيش الكريم، والحرية والعدالة الاجتماعية، كما نادى بذلك المصريون في ثورتهم السلمية المجهضة، وما كلفته من المتاعب والآلام، وهو على مشارف التسعين من عمره. أقول هذا الكلام، ولا أطمع من وراءه في شهرة أو تزكية كما كان يتودد إليه بعض متملقي الشهرة في الجماعة، ليس لأني لا أنتمي إليهم، بل لأنني أريد أن أقدم شهادة للتاريخ عن هذا الرجل، الإنسان، ما دمت لم استطع أن أفعل ذلك في حياته حتى لا يعتبر ذلك رياء أو نفاقا، علما أني لم أتعرف عليه عن قرب إلا في آخر عمره و في لقاء عابر، ليس كما عرفه كل أو معظم أبناء حركته، بشكل أو بآخر. إذ قرأت في ملامح الرجل، من أول يوم، قرأت فيه المعلم السمح المتواضع، والرجل الصلب الذي لا يلين عند المواجهة كما يشهد تاريخه ومواقفه رغم أمراضه المزمنة، وأيضا لاحظت كما يكون قد لاحظ غيري أنه الرجل الرحيم العطوف على أبناء حركته يوم كان مرشدا عاما للجماعة، ساترا لعيوبهم، رغم كل ما قد صدر من أصحابه أحيانا في حقه من اتهامات، وتشكيك بعد أن طال الصراع على المناصب بين الاجيال في التنظيم الدولي. وكأنهم حملوه وحده و بعض رموزهم ثقل التركة، ولكنه رغم ذلك لم يتذمر، بل تحمل العبء بصمت، وتحمل النقد بصمت، حتى خبا بصمت.. الموت يوحد الفرقاء معارضون ومؤيدون يوجهون انتقادات لاذعة للحكومة وقد نعى اليوم، معارضون ومؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين مرشدها السابق، محمد مهدي عاكف. واجتمع الفريقان على توجيه انتقادات لاذعة للسلطات المصرية بشأن ما أسموه الإصرار على حبس عاكف (٨٩ عاماً)، وعدم الإفراج الصحي عنه، و أيضا منع تشييعه في جنازة شعبية، إذ لم يحضر لدفنه إلا خمسة أفراد من عائلته مع المحامي و تحت حراسة أمنية مشددة، مثل ما وقع في مراسم دفن سلفه الشهيد حسن البنا، رحمة الله على الجميع.. و من باب رب ضارة نافعة، ها هو ربك يفتح باب الدعاء و الاجر العميم للميت لكي يصلي عليه العالم أجمع " صلاة الغائب". . بحيث علق أكاديمي ليبرالي مصري، عبر "فيسبوك" "أتمنى ألا تقودنا الخصومات السياسية إلى مواقف لا تتناسب مع جلالة الموت واحترام مشاعر البشر الذين لا نشاركهم مواقفهم السياسية، ولكننا جميعاً أمام الموت سواء". كما علق على موته برلماني كويتي على صفحته في "تويتر" بقوله يسجن لعقود وثبت على الحق لعقود.. هكذا هي قصة الحق وأهله.. رحمة الله عليه. أما عبدالعزيز الفضلي الكاتب في جريدة "الرأي" الكويتية علق قائلاً هكذا هم الأبطال يصبرون على السجون ولا يتنازلون عن المبادئ، ولا يقولون كلمة باطل ترضي طاغوتاً أو ظالماً. وكتب عمرو دراج، الوزير الأسبق في عهد حكومة مرسي ستكون دماء البطل لعنة على من تواطأ في الجريمة. كما علق الفلسطيني ياسر الزعاترة قائلاً يرحل الشيخ التسعيني إلى حيث لا ظلم ولا تعب ولا نصب، يرحل إلى ربه راضياً مرضياً، ويبوء الطغاة بالإثم والعار.. مضيفا بقوله " شتان بين من يجعلون الحياة محطة للنعيم، وبين من يجعلونها محطة للجحيم". وبدوره، قال أستاذ النظم السياسية ، سيف الدين عبدالفتاح، عبر "تويتر" "سيظل مهدي عاكف شاهداً على حقارة الانقلابيين ووضاعتهم عندما تركوا رجلاً بلغ التسعين ومريضاً بالسرطان يموت في السجن بلا تهمة". لعمرك يا مصر إنهم لم يقاتلوك بالحديد والنار، إلا ساعة من النهار ولكي تستيقظ مصر من كبوتها و تضمد جراحها عليها أن تقرأ التاريخ بعين وتبكي بعين على أبنائها البررة، ولو عدنا للتاريخ القريب لرأينا جمعية علماء الجزائر، تقف مع مصر في محنها وهي ذاتها تئن تحت نير الاستعمار الفرنسي في سنوات ١٩٥١ ١٩٥٢ في أوج فوران مصر للتخلص من المستعمر البريطاني، بل ويصدر رئيسها العلامة البشير الإبراهيمي عدداً خاصاً من البصائر عن مصر ونضالها، افتتحه بمقالة تبين حكمته وتقواه جاء فيها "فلعمرك يا مصر إنهم لم يقاتلوك بالحديد والنار، إلا ساعة من النهار؛ ثم بالكتاب الذي يزرع الشك، وبالعلم الذي يمرض اليقين، وبالصحيفة التي تنشر الرذيلة، وبالقلم الذي يزين الفاحشة، وبالبغي التي تخرب البيت، وبالحشيش الذي يهدم الصحة، وبالممثلة التي تمثل الفجور، وبالراقصة التي تغري بالتخنث، وبالمهازل التي تقتل الجد والشهامة، وبالخمر التي تذهب بالدين والبدن والعقل والمال، وبالشهوات التي تفسد الرجولة، وبالكماليات التي تثقل الحياة، وبالعادات التي تناقض فطرة الله، وبالمعاني الكافرة التي تطرد المعاني المؤمنة من القلوب". يا مصر، إن القوم تجار سوء، فقاطعيهم تنتصري عليهم داعيا بقوله " فإن شئت يا مصر أن تذيبي هذه الأسلحة كلها في أيدي أصحابها فما أمرك إلا واحدة، وهي أن تقولي إني مسلمة... ثم تصومي عن هذه المطاعم الخبيثة كلها... إن القوم تجار سوء، فقاطعيهم تنتصري عليهم... وقابلي أسلحتهم كلها بسلاح وهو التعفف عن هذه الأسلحة كلها... فإذا أيقنوا أنك لا حاجة لك بهم، أيقنوا أنهم لا حاجة لهم فيك وانصرفوا.. وماذا يصنع المرابي في بلدة لا يجد فيها من يتعامل معه بالربا؟" هذا هو الدرس البليغ الذي يجب أن يقرأه اليوم و كل يوم ليس فقط شعب مصر أم الدنيا، و لا حتى شعوب العالم العربي ، بل أن تقرأه الإنسانية قاطبة و تردد صداه على الأشهاد. وبهذه المناسبة الأليمة، نتوجه، بخالص التعازي والمواساة للجميع في مصر عسكرا ومدنيين، أفاضل مسالمين كانوا أم صعاليك انقلابيين، داعين الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، وأن يتجاوز عنه، وأن ينزله مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعلنا من المنصفين للعلماء والمصلحين أحياء وأمواتا، وأن يطهر قلوبنا من الغلِّ لهم، وألسنتنا من الولغ في أعراضهم، وأن يجعلنا من الذين {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[الحشر ١٠].
لعبت القراءة على مدار التاريخ دورا هاما في بناء الحضارات وارتقاء العلم والتقدم في مجالات الحياة، فقد كان للأمة الإسلامية تاريخ حافل پالإنجازات الكبرى في شتى مجالات التغيير للإنسان. بالقراءة وُضع الحجر الأساسي للنمو الحضاري والتقدم العلمي مما أدى ظهور العلماء الكثيرين الدين قدموا للبشرية كتباً حاضنة في بطنها ثقافة غيرت وجه الدنيا وأنشأت عالماً جديدا عنوانه القرآءة والكتابة. تعتبر القراءة الطريقة الوحيدة لإكتساب المعرفة والبوّابة الأولى لتلقي العلوم المختلفة والمتنوعة ومن أهم المهارات المكتسبة بالنجاح خلال حياتنا، وبها ننتقل من عالم الى آخر، من عالم الجهل والظلام إلى عالم العلم والنور وبالقراءة نفهم ما لا يستطيع أحد علي الوجه الأرض أن يفهمها وهي المعرفة . تُعتبر القراءة أنها مفتاح المعرفة وطريق الرقيّ لأنها تفتح للإنسان آفاقا واسعة شاملة مما يؤدي في النهاية الى تطور الإنسان بصفة فردية وجماعية. لننتقل من العالم إلي العالم الآخر، من الأمور السطحية إلى الآفاق الواسعة إلى العلم والمعرفة، علينا أن ندرك أن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يمنحنا القدرة التي تساعدنا لتجاوز الصعوبات حتي نعتقد أنه لا يوجد في قاموس النجاح صعوبات. علمتنا الحياة أن القراءة ليست زيادة المعلومات فحسب بل تعطي صاحبها مزيدا من القدرات العقلية تقوده إلى الابتكار، وإبداع أفكار جديدة في كل وقت وحين وبشكل متصل غير منقطع. علينا أن نتساءل لماذا نقرأ؟ هل نقرأ لتزداد معرفتنا أو لتقليص التوتر أو لنجادل على خصومنا، ونجد حججا قوية نستخدمعها في المناظرة؟. برأيي علينا أن نقرأ من أجل الوصول إلى الفهم الصحيح لأن القراءة نشاط ذهني يستهدف المزيد من الفهم للواقع والمستقبل، وهي تلك العملية المعرفية الإدراكية التي يتم فيها استخدام العقل بالطريقة الإبداعية وإنشاء الأشياء الجديدة ، لا ننكر أن القرآءة لها أهمية جمة في زيادة الثقة بالنفس وتقوية الشخصية ولعل ذالك يعود الى إكتساب كمية هائلة من المعلومات . وما من أمة تقرأ الا ملكت زمام القيادة والريادة، وخير ما نشهد اليوم علي سبيل المثال التقدم الغربي في العلم والتكنولوجيا وتراجع المسلمين وتخلفهم في نفس المجالات والسبب يعود الى ابتعادهم من كتابهم المنزل المبتدء بأمر "اقرأ"، ومن المؤسف أن يهودياً نشر اسرار ومخططات إسرائلية في مجلات الغربية وحين إشتكوا اليه قال لهم لا تحزنوا فإن العرب لا يقرؤون . بناء حضارة إسلامية أمر رب الكون للأمة الاسلام حيث قال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ ﴾ تلك كانت أول آية أنزلها الله سبحانه وتعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، وهي وإن دلَّت على شيء فإنما تدلُّ على أهمية القرآءة باعتبارها إحدى أدوات بناء الأمم وتقدُّم الشعوب فالقراءة أساس التقدُّم والرقيِّ والمعرفة والازدهار، ولا يمكن أن يتصوَّر تقدُّم أمة ما دون أن تكون قارئةً ومطلعةً على ما يدور حولها، ومما لا يَحمل الشك أن الإنسان القارئ والمطّلع والذي يكون على علم بما يدور حوله، وقادرًا على مواكبة التطورات المعرفية والعلمية التي تُستحدث كل يوم لا شك أنه لا يُمكن أن يَتساوى بأي شكل من الأشكال مع الإنسان الذي لا يقرأ ولا يَعلم ما يدور حوله. إن القراءة في عصرنا الحديث قد أصبحت لها أهمية كبيرة؛ نظرًا إلى أنها أصبحت جزءًا رئيسًيا في حياة كل إنسان، فلا سبيل للإبداع أو للابتكار أو الوصول إلى الاختراعات الصغيرة أو الكبيرة إلا من خلال القراءة، وإذا ما نظرْنا إلى الأمم من حولنا فإننا نستطيع القول إن الأمم المتقدمة والقائدة للعالم الآن هي تلك الأمم التي اهتمَّت بالقراءة وبالعلم بصفة عامة، فاستطاعت هذه الأمم أن تتغلب على الجهل والتخلف من خلال القراءة والمعرفة، مشيرًا إلى أن الإنسان دائمًا في حاجة إلى الوصول لابتكارات جديدة . وفي الستينيات من القرن الماضي زار صحفي هندي شهير اسمه كارانجيا إسرائيل وأجرى حديثا مطولا مع موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك, وشرح دايان للصحافي الهندي أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها, وحينها تساءل كارانجيا باستغراب كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة؟ فرد عليه دايان ببرود "لا عليك فالعرب لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون"!. وعليه قام الكاتب الهندي كارانجيا بتأليف كتابه الخطير بعنوان "خنجر إسرائيل" روى فيه تلك المقابلة قبل أن تقع حرب حزيران (يونيو) عام ١٩٦٧، وعندما وقعت الحرب طبق الجيش الإسرائيلي كل تصورات دايان بحذافيرها التي ذكرها في مقابلته مع كارانجيا،وكانت توقعاته صائبة للأسف فلم يقرأ تلك المقابلة أحد ولم يستعد لها أحد . وأخيرا، ألخص مقالي هذا أن القراءة تشكل الغذاء الرئيسي للعقل؛ لأن العقل يظمأ ويجوع شأنه في ذلك شأن البدن وكما أن الطعام هو الغذاء للبدن كذلك القرآءة هي الغذاء للعقل،وفي هذا المضمار يقول الإمام علي عليه السلام (العقل يتغدي بالعلم). فلكي يظل العقل في قمة النشاط, فإنه لابد من تغذيته بالقراءة, لأنها تمثل أهم ركن في رحلة العلم والتقدم . فالعقل هو القوة الجبارة التي تحرك الإنسان في اتجاه التقدم والسمو. أما إذا أردنا أن نعرف كيف يمكن أن يكون الواحد منا ناجحا في القراءة فما عليه إلا أن يقرأ الكتب العلمية الواعية التي تعالج مشاكل الإنسان في صدق وموضوعية, وليس بالضرورة هنا أن نتجنب عن قراءة كتب الضلال ولكن نقرأها لمعرفة آراء كتابها والتصدي للرد عليها وهذا يأتي بعد تحصين أفكارنا والتسلح بأدوات البحث العلمي. ختاما أقول لك أيها القارئ إقرا لتقود العالم لا لتُقاد وما أصدق من قال القادة هم القراء.
واشنطن (صومالي تايمز) جددت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، دعمها لجهود الصومال في هزيمة الإرهاب وخاصة حركة الشباب وما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (دعش). وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أن نائب وزير الدفاع الأمريكي بات شاناهان أكد خلال استقباله رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيرى في مقر البنتاغون دعم واشنطن القوي لجهود الحكومة الصومالية في هزيمة حركة الشباب وداعش. كما أعرب شاناهان عن دعم بلاده للحكومة الصومالية والتي تعمل في بيئة صعبة لتنفيذ هيكل الامن القومي الذى اتفق عليه في مؤتمر لندن حول الصومال في مايو الماضي. وأضاف البيان أن الجانبين بحثا أيضا خلال اللقاء الجهود الرامية للحؤول دون استخدام الإرهابيين الصومال ملاذا آمنا. كما أكدا أهمية مواصلة الضغط على الجماعات الإرهابية الإقليمية عبر بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والقوات الصومالية وكذلك أهمية إحراز تقدم سياسي لضمان الاستقرار الدائم. المصدر وكالات
كسمايو(صومالي تايمز) – أعلن رئيس ولاية جوبالاند الإقليمية، أحمد محمد إسلام المعروف بـ"أحمد مدوبى" عن رغبته في استضافة مؤتمر توافق وطني يجمع كلا من الحكومة الاتحادية والولايات الإقليمية القائمة في البلاد وذلك للبحث عن حل للخلاف السياسي بينهما بسبب الأزمة الخليجية. وجاء إعلان أحمد مدوبى بعد أن عارض بشدة رؤساء ثلاث ولايات إقليمية الموقف المحايد الذي اتخذته مقديشو من الأزمة الخليجية. وبحسب تصريحات منسوبة لأحمد مدوبي والتي نشرتها وسائل إعلام محلية قال إن المؤتمر الذي يرغب في استضافته يسعى إلى التعريف بالحقوق التي يعطيها الدستور المؤقت للبلاد لكل من الولايات الإقليمية والحكومة الاتحادية في مقديشو، كما أنه يسعى للوصول إلى صيغة توافقية للخروج من المأزق الحالي، مؤكدا على ضرورة إنهاء الخلافات الصومالية بالتوافق الوطني. وتأتي دعوة أحمد مدوبى في وقت تشهد ولاية غلمذغ خلافا سياسيا نجم عن تأييد رئيس الولاية موقف الدول المقاطعة لقطر، بينما عارض نائب رئيس الولاية ورئيس البرلمان موقف الرئيس، معتبرين ذلك موقفا شخصيا للرئيس لم يستشر فيه مسؤولو الولاية. يذكر أن الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر في الخامس من حزيران يونيو الماضي، حيث تتهم هذه الدول الدوحة بدعم الإرهاب الأمر الذي تنفيه الأخيرة.