لعبت القراءة على مدار التاريخ دورا هاما في بناء الحضارات وارتقاء العلم والتقدم في مجالات الحياة، فقد كان للأمة الإسلامية تاريخ حافل پالإنجازات الكبرى في شتى مجالات التغيير للإنسان. بالقراءة وُضع الحجر الأساسي للنمو الحضاري والتقدم العلمي مما أدى ظهور العلماء الكثيرين الدين قدموا للبشرية كتباً حاضنة في بطنها ثقافة غيرت وجه الدنيا وأنشأت عالماً جديدا عنوانه القرآءة والكتابة. تعتبر القراءة الطريقة الوحيدة لإكتساب المعرفة والبوّابة الأولى لتلقي العلوم المختلفة والمتنوعة ومن أهم المهارات المكتسبة بالنجاح خلال حياتنا، وبها ننتقل من عالم الى آخر، من عالم الجهل والظلام إلى عالم العلم والنور وبالقراءة نفهم ما لا يستطيع أحد علي الوجه الأرض أن يفهمها وهي المعرفة . تُعتبر القراءة أنها مفتاح المعرفة وطريق الرقيّ لأنها تفتح للإنسان آفاقا واسعة شاملة مما يؤدي في النهاية الى تطور الإنسان بصفة فردية وجماعية. لننتقل من العالم إلي العالم الآخر، من الأمور السطحية إلى الآفاق الواسعة إلى العلم والمعرفة، علينا أن ندرك أن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يمنحنا القدرة التي تساعدنا لتجاوز الصعوبات حتي نعتقد أنه لا يوجد في قاموس النجاح صعوبات. علمتنا الحياة أن القراءة ليست زيادة المعلومات فحسب بل تعطي صاحبها مزيدا من القدرات العقلية تقوده إلى الابتكار، وإبداع أفكار جديدة في كل وقت وحين وبشكل متصل غير منقطع. علينا أن نتساءل لماذا نقرأ؟ هل نقرأ لتزداد معرفتنا أو لتقليص التوتر أو لنجادل على خصومنا، ونجد حججا قوية نستخدمعها في المناظرة؟. برأيي علينا أن نقرأ من أجل الوصول إلى الفهم الصحيح لأن القراءة نشاط ذهني يستهدف المزيد من الفهم للواقع والمستقبل، وهي تلك العملية المعرفية الإدراكية التي يتم فيها استخدام العقل بالطريقة الإبداعية وإنشاء الأشياء الجديدة ، لا ننكر أن القرآءة لها أهمية جمة في زيادة الثقة بالنفس وتقوية الشخصية ولعل ذالك يعود الى إكتساب كمية هائلة من المعلومات . وما من أمة تقرأ الا ملكت زمام القيادة والريادة، وخير ما نشهد اليوم علي سبيل المثال التقدم الغربي في العلم والتكنولوجيا وتراجع المسلمين وتخلفهم في نفس المجالات والسبب يعود الى ابتعادهم من كتابهم المنزل المبتدء بأمر "اقرأ"، ومن المؤسف أن يهودياً نشر اسرار ومخططات إسرائلية في مجلات الغربية وحين إشتكوا اليه قال لهم لا تحزنوا فإن العرب لا يقرؤون . بناء حضارة إسلامية أمر رب الكون للأمة الاسلام حيث قال ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ ﴾ تلك كانت أول آية أنزلها الله سبحانه وتعالى على عبده محمد صلى الله عليه وسلم، وهي وإن دلَّت على شيء فإنما تدلُّ على أهمية القرآءة باعتبارها إحدى أدوات بناء الأمم وتقدُّم الشعوب فالقراءة أساس التقدُّم والرقيِّ والمعرفة والازدهار، ولا يمكن أن يتصوَّر تقدُّم أمة ما دون أن تكون قارئةً ومطلعةً على ما يدور حولها، ومما لا يَحمل الشك أن الإنسان القارئ والمطّلع والذي يكون على علم بما يدور حوله، وقادرًا على مواكبة التطورات المعرفية والعلمية التي تُستحدث كل يوم لا شك أنه لا يُمكن أن يَتساوى بأي شكل من الأشكال مع الإنسان الذي لا يقرأ ولا يَعلم ما يدور حوله. إن القراءة في عصرنا الحديث قد أصبحت لها أهمية كبيرة؛ نظرًا إلى أنها أصبحت جزءًا رئيسًيا في حياة كل إنسان، فلا سبيل للإبداع أو للابتكار أو الوصول إلى الاختراعات الصغيرة أو الكبيرة إلا من خلال القراءة، وإذا ما نظرْنا إلى الأمم من حولنا فإننا نستطيع القول إن الأمم المتقدمة والقائدة للعالم الآن هي تلك الأمم التي اهتمَّت بالقراءة وبالعلم بصفة عامة، فاستطاعت هذه الأمم أن تتغلب على الجهل والتخلف من خلال القراءة والمعرفة، مشيرًا إلى أن الإنسان دائمًا في حاجة إلى الوصول لابتكارات جديدة . وفي الستينيات من القرن الماضي زار صحفي هندي شهير اسمه كارانجيا إسرائيل وأجرى حديثا مطولا مع موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك, وشرح دايان للصحافي الهندي أن إسرائيل ستدمر الطائرات العربية في مرابضها بضربة سريعة ثم تصبح السماء ملكا لها وتحسم الحرب لصالحها, وحينها تساءل كارانجيا باستغراب كيف تكشفون خططكم بهذه الطريقة؟ فرد عليه دايان ببرود "لا عليك فالعرب لا يقرأون, وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يطبقون"!. وعليه قام الكاتب الهندي كارانجيا بتأليف كتابه الخطير بعنوان "خنجر إسرائيل" روى فيه تلك المقابلة قبل أن تقع حرب حزيران (يونيو) عام ١٩٦٧، وعندما وقعت الحرب طبق الجيش الإسرائيلي كل تصورات دايان بحذافيرها التي ذكرها في مقابلته مع كارانجيا،وكانت توقعاته صائبة للأسف فلم يقرأ تلك المقابلة أحد ولم يستعد لها أحد . وأخيرا، ألخص مقالي هذا أن القراءة تشكل الغذاء الرئيسي للعقل؛ لأن العقل يظمأ ويجوع شأنه في ذلك شأن البدن وكما أن الطعام هو الغذاء للبدن كذلك القرآءة هي الغذاء للعقل،وفي هذا المضمار يقول الإمام علي عليه السلام (العقل يتغدي بالعلم). فلكي يظل العقل في قمة النشاط, فإنه لابد من تغذيته بالقراءة, لأنها تمثل أهم ركن في رحلة العلم والتقدم . فالعقل هو القوة الجبارة التي تحرك الإنسان في اتجاه التقدم والسمو. أما إذا أردنا أن نعرف كيف يمكن أن يكون الواحد منا ناجحا في القراءة فما عليه إلا أن يقرأ الكتب العلمية الواعية التي تعالج مشاكل الإنسان في صدق وموضوعية, وليس بالضرورة هنا أن نتجنب عن قراءة كتب الضلال ولكن نقرأها لمعرفة آراء كتابها والتصدي للرد عليها وهذا يأتي بعد تحصين أفكارنا والتسلح بأدوات البحث العلمي. ختاما أقول لك أيها القارئ إقرا لتقود العالم لا لتُقاد وما أصدق من قال القادة هم القراء. أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز

ذكر فى هذا الخبر