صومالى تايمز

لم أكن متأثرا بالفكر الوسطي فترة طفولتي، ولعل ذلك يعود إلى البيئة الإجتماعية التي أحاطت بي، كنت مستمعا للمدرستين السلفية التي حصرت الإسلام على المسائل العقدية والصوفية التي اقتصرت على الشعائر التعبدية. لقد عشت تلك الفترة باحثا عن حقيقة الوسطية في الإسلام وفهمها الشامل، ولم أجدها إلا حين التحقت بمدرسة الأقصي الإبتدائية، كانت هناك بداية ارتباطي بالفكر الوسطي من العلماء الوسطيين المرموقين من خلال دروسهم وكتبهم. لقد سعدت بكثير حين نهلت من فيض أفكار المفكربن الذين كانوا وما زالوا النموذج الفكر الوسطي وفي مقدمتهم الإمام يوسف القرضاوي الذي كتب للبشرية الرسائل الصادقة التي تتضمن التصور الفكر الوسطي حتى أصبح الشيخ إمام الوسطية والتجديد في العصر الحديث. في ذلك الوقت تعلمت في العمق من خلال كتب العلماء الوسطيين أن الأمّة الإسلاميّة تميزت عن غيرها من الأمم بأنّها أمة الوسطية والاعتدال وأنها بعيدة عن الانحراف أو التّطرف أو الغلو والتساهل قال تعالى {وكذلك جعلنكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيداً}، الوسّطية التي نهجناها لها معالم منها الفهم الشمولي المتكامل للإسلام، والإيمان بالقرآن الكريم والسنة النبوية مرجعا ومصدرا للتشريع والتوجيه، وترسيخ المعاني والقيّم الرَّبانية والمكارم الأخلاقية والإنسانية. وعلَّمتنا الوسّطية أن الإسلام يوازن بين حمل الهموم العالمية بأنَّها رسالة عالمية وبين الهموم المحلية، فالوسطية تجمع بين الروحية والمادية، وبين الواقعية والمثالية وبين فهم الحاضر والإستعداد للمستقبل ، وفي المجال الروحي الإسلام وسط بين التساهل في العبادات وبين اهتمام الشوؤن الدنيوية علي حساب الأخروية. وفي المجال السياسي يكون الإسلام وسطاً ليوازن الفردية والجماعية وليعطي لكل منهم حقه ولينبه الدولة بإعداد القوة الكافية لحماية بيضة الإسلام بقوله تعالي {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}. وفي المجال الإقتصادي، الإسلام حرض المسلمين على العمل والزراعة والتجارة وغيرها من مصادر الإقتصاد، الاسلام جاء ليربي الإنسان العمل والاحتراف لنفسه والكسب لقوت يومه، وعند كسب المال قدم الاسلام منهجا وسطا ببن الإقتار والإسراف بقول المولي عز وجل {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}. ندعوا لجميع البشربة بصفة عامة وجميع ابناء الصومال بصفة خاصة إلى التمسك بالوسطية التي معناها ما كان بين طرفي الإفراط والتفريط، فنحن أمة معتدلة في سلوكياتها ومنهجها وعقيدتها التي ترتكز على العدل والعدالة , فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا جفاء، {وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم من سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}. فالصراط المستقيم هو المعتدل الوسط الذي ليس فيه انحراف وهو بعيد عن الغلو والتعصب والتشدد، فأحب الأعمال إلى الله أوسطها، فالحركة والسعي والاستقامة والعدل والتوازن ينسجم مع المنهج الرباني الذي دعى إليه رب العزة، فالتوازن بين العقل والنقل وبين الفكر والوجدان وبين القدرة والمشيئة الإلهية المطلقة والمشيئة الإنسانية المحدودة ، وبين عبودية الإنسان لله والتكريم الإلهي له كلها توضح مفهوم الوسطية. ورسولنا الكريم ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما في الحديث "يسروا ولا تعسروا" ، و"درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، فالرحمة والتيسير والتسامح وإعطاء كل ذي حق حقه هو المنهج الذي ندعوا الناس اليه بدون تردد. وأخيرا أحببت أن أقدم للقراء المعنى الشامل اللوسطية كما عرّفه الإمام يوسف القرضاوي وهي " أننا نريد الإسلام منهجا مرتبطا بالزمان والمكان والإنسان، موصولا بالواقع ، مشروحا بلغة العصر ، منفتحا على الإجتهاد والتجديد، جامعا بين النقل الصحيح والعقل الصريح، محافظا في الأهداف والغايات، متطورا في الوسائل والآليات، ميسرا في الفتوى، مبشرا في الدعوة، مرحبا بكل قديم نافع، منتفعا بكل جديد صالح ، مستلهما للماضي ، معايشا للحاضر، مستشرفا للمستقبل ، منفتحا للحضارات بلا ذوبان ، مراعيا للخصوصية بلا انغلاق ، مرتبطا بالأصل ، ومتصلا بالعصر ، ملتمسا الحكمة من أي وعاء خرجت".
أديس أبابا (صومالي تايمز) افتتحت شبكة الجزيرة الإعلامية أمس الخميس مكتبها رسميا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بحضور عدد من السفراء المعتمدين لدى إثيوبيا بينهم السفير التركي لدى إثيوبيا، فاتح أولوصوي. كما حضر مراسم الافتتاح مدير إدارة الإعلام في مكتب الاتصال الحكومي بإثيوبيا محمد سعيد، ومستشار وزير الخارجية الإثيوبي محمود درير غيدي، والمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ملس ألم، وعدد من الشخصيات الدولية والإقليمية، ووسائل الإعلام الإثيوبية. وألقى سعيد الذي افتتح الحفل، كلمة بهذه المناسبة، أكد خلالها استعداد مكتب الاتصال الحكومي لتقديم كافة التسهيلات لإنجاح عمل شبكة الجزيرة في إثيوبيا. وقال إن افتتاح الجزيرة مكتبا لها في إثيوبيا سيسهم في نقل أخبار إثيوبيا وإفريقيا باعتبار أديس أبابا مقراً للاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، بجانب العديد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية. وفي تصريحات صحفية عقب مراسم الافتتاح، أعرب وزير الاتصال الحكومي في إثيوبيا، نيقيري لينشو، عن ارتياحه لمبادرة الجزيرة بافتتاح مكتب لها في إثيوبيا. ورأى أن الجزيرة بهذه الخطوة ستجد الفرصة لعكس صورة إفريقيا عامة، فضلا عما تشهده إثيوبيا بصورة خاصة من تنمية اقتصادية. كما توقع أن يسهم المكتب الإقليمي لـ "الجزيرة" في تسليط الضوء على دور إثيوبيا الإستراتيجي في القارة، وخاصة جهودها في تعزيز السلام والاستقرار. المصدر الأناضول
مقديشو (صومالي تايمز) – من المقرر أن يتوجه ريئس الوزراء الصومالي، حسن علي خيرى، بعد غد الأحد، بقيادة الوفد الصومالي إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستبدأ فعاليتها يوم ١٩ سبتمبر الجاري. وصرح مصدر مطلع، أن الدورة الجديدة للجمعية العامة تنعقد هذا العام تحت عنوان "التركيز على الشعوب السعى من أجل السلام والحياة الكريمة على كوكب مستدام". وأضاف المصدر أن جدول أعمال رئيس الوزراء الصومالي يتضمن لقاءات واجتماعات مهمة، من ضمنها اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي حول الأوضاع في جنوب السودان يوم ٢٠ سبتمبر، واجتماعات مغلقة حول دعم التقدم المطرد الذي حققته حكومته في الفترة الماضية. ومن المنتظر أن يشهد رئيس الوزراء الصومالي اجتماعات أخرى مهمة، مثل القمة الخاصة بمجلس الأمن الدولي لمناقشة إصلاح عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، والاجتماع الذي دعت إليه منظمة التعاون الإسلامي حول أزمة مسلمي الروهينغيا.
أثارت قضية تسليم عبد الكريم شيخ موسى المعروف بـ”قلب طغح” القيادي في الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين (ONLF) إلى إثيوبيا في ٢٥ أغسطس الماضي جدلا سياسيا وردود أفعال في الأوساط الشعبية ما بين مؤيد ومعارضة. وبعد صمت دام نحو عشرة أيام أصدر مجلس الوزراء في السادس من سبتمبر الجاري قرارا جريئا أوضح فيه أن “قلب طغح” كان عضوا في الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين المسلحة، ويعمل لتقويض السلام في أرجاء الصومال، وكان له صلة بحركة الشباب الإرهابية. كما أوضح قرار مجلس الوزراء أن الحكومة الفيدرالية الصومالية ستعمل في كل ما يساهم في تعزيز السلام في المنطقة بما يوافق الدستور الصومالي، وتعترف بدور القوات الإفريقية من دول الجوار مثل إثيوبيا وكينيا وجيبوتي وبوروندي وأوغندا وجهودها الكبيرة في إعادة الاستقرار إلى الصومال ومحاربة حركة الشباب. وكان البند الأكثر حساسية هو نص القرار على أنه "نظرا للاتفاقيات المبرمة مع إثيوبيا في السابع من يونيو ٢٠١٥م والثاني من مايو ٢٠١٦م حول تضافر الجهود حول تعزيز الأمن في المنطقة فإن هذه الاتفاقيات تنص على أن حركة الشباب والجبهة الوطنية لتحرير أوغادين يمثلان خطرا على الدولتين، ويجب محاربتهما". دعوات لإسقاط الحكومة بعد ذلك بدأ بعض النواب المعارضين للحكومة في إعداد وثيقة مقترح حول سحب الثقة عن الحكومة لتوّرطها في تسليم مواطن صومالي إلى دولة معادية، وأن ذلك يخرق الدستور والأعراف الصومالية، وتم طرح النقاش في البرلمان يوم الأربعاء الماضي، وبعد نقاش حاد ومطول، أظهر إلى السطح اختلاف النواب حول الملف أعلن رئيس البرلمان محمد عثمان جواري أنهم كلفوا لجنة خاصة من أعضاء اللجان الدائمة بالبرلمان حول دراسة القرار الحكومي بشأن تسليم "قلب طغح" للسلطات الإثيوبية في السادس من الشهر الجاري. إلا أن المعارضة أخفقت في تمرير أجندتها وهو سحب الثقة من حكومة خيري، وبدلا من ذلك تمسكوا بتفسير القرار الحكومي وموافقته للدستور. ويرى المراقبون أن الحكومة جازفت في قرارها المثير للجدل وذلك لتحقيق أهداف استراتيجية ومكاسب سياسية، وبالفعل نجحت في الإفلات من مخطط المعارضة لإسقاطها، وتوريط بعضهم في مذكرات تفاهمات سابقة مع إثيوبيا. أسباب فشل إسقاط الحكومة الأستاذ عبد الرحمن عيسى الكاتب في الشؤون السياسية والدبلوماسية يقول في حديث لشبكة صومالي تايمز إن محاولات بعض النواب لإسقاط الحكومة فشلت، وأدرك النواب استحالة إسقاط الحكومة على خلفية تسليم "قلب طغح" وعوضا عن سحب الثقة فإنهم يسعون الآن إلى إقرار الحكومة بخطئها في ملابسات التسليم، والإخراج القانوني والسياسي لمحاسبتها لاحقا عند ارتكابها لأيّ أخطاء في المستقبل، ومما شفع للحكومة في ذلك ثلاثة عوامل ١ ارتفاع شعبية الحكومة، وملّ الشعب من إسقاط الحكومات من قبل النواب. ٢ أبرز النواب المبادرين إلى إسقاط الحكومة معروفون بأجنداتهم الخاصة حتى قَبْل قضية "قلب طغح". ٣ جهود الحكومة لرأب صدع القضية، وحملتها القوية لاستمالة النواب بامتيازات ووعود بإجراء تغيير. أما الأستاذ علي شيخ آدم الصومالي الباحث في الشؤون القانونية والسياسية فيرى أن قضية إسقاط الحكومة يبدو أنها آخذة في التلاشي وذلك للأسباب التالية ١.التداخل الكبير بين مجلسي الوزراء والنواب، حيث إن ٤٢ من الوزراء ونوابهم ووزراء الدولة أعضاء في البرلمان، الذين سيدافعون عن الحكومة. ٢. استمالة الحكومة للنواب الأكثر تأثيرا في الإعلام الصومالي مثل النائب غوذح بري، والنائب طاهر أمين جيسو، وأمثالهما الذين دافعوا عن قرار الحكومة، وإقناع شريحة كبيرة من النواب فرادى. ٣. وَصْمُ النواب المعارضين بأن لهم مصالح خاصة، ويستخدمون قضية تسليم "قلب طغح" وسيلة لنيل أهدافهم الشخصية في المناصب. ويمثل إعلان رئاسة البرلمان بتشكيل لجنة خاصة من أعضاء اللجان الدائمة حول دراسة القرار الحكومي بشأن تسليم "قلب طغح" للسلطات الإثيوبية عامل تهدئة للقضية، والتركيز على مشاريع المقترحات الحكومية المقدمة إلى البرلمان، وعددها ١٧ مقترحا كي لا يجدوا فرصة في طرح قضية "قلب طغح" مرة أخرى. ويرى الأستاذ علي شيخ آدم أن القضية ستنهي حسب رغبة الحكومة بذريعة الحفاظ على الأمن القومي كما ينص مادة ١٢٦ من الدستور الانتقالي، ولكن حسب رأيي فإن تسليم "قلب طغح" كان خطأ لكن يمكن تصحيحه من خلال التصديق على قانون الجنسية الجديد الذي سيحدد المواطن الصومالي بكونه الذي ولد في المحافظات الثمانية عشر لجمهورية الصومال. أما الأستاذ سالم سعيد المحلل السياسي والباحث في الشؤون الحقوقية فيرى أن أغلب المعارضة الممثلة بتيّـار حكومة الرئيس السابق حسن شيخ محمود، وأعضاء من حزب دلجر حاولوا الاستفادة من قضية تسليم "قلب طغح" وغضب فئات من الشعب لإسقاط حكومة خيري، وبالفعل وجدوا تعاطفا من قبل النواب ذووا التوجه القومي، لكن ظهر لبعض النواب أخيرا أن غرض بعض النواب لإسقاط الحكومة ليس بصائب. إضافة إلى أن الحكومة لعبت دورا كبيرا في فَضْح النائب مهد صلاد وتورّطه في توقيع ورقة تفاهم مع إثيوبيا حول جبهة تحرير أوغادين، وأن معظم الشعب غير راغب في إسقاط حكومة خيري، وقطاعات كبيرة من النواب متواجدون في مجلس الوزراء. ويضيف الأستاذ سالم في حديثه لشبكة صومالي تايمز أن حكومة حسن خيري نجت من خطر محدق على مستقبلها حول هذا الملف، ولكن إنجازاتها أنقذتها من الإطاحة المبكرة لها، مع بقاء التأييد الشعبي لها، وأن معظم النواب المعارضين لا يحظون بثقل سياسي داخل المجتمع.
هناك أنواع من الخطابات الفردية على مستوى آحاد الدعاة والعلماء والمفكرين ، وحتى داخل المدرسة والفكر الواحد. يطرأ سؤال مهم بهذا الصدد وهو ما الذي يجعل لخطاب بعض الدعاة قبولا أكثر؟، وما أسباب الرواج لبعض الخطابات دون بعض؟ مع التأكيد مسبقا بأن الرواج وحده ليس مؤشرا على الجودة وملازما لها، فقد تكون ثمة أسباب أخرى لا تعود الى جودة ونفعه، بل الى بساطة المتلقي وسذاجته وانخداعه بالبهرج المعسول، والزيف المغشوش. قوة الخطاب لدى الداعية أمر يعود الى متغيرات كثيرة منها الشخصية (الكاريزما) والطلاقة التعبيرية، والخبرة العملية، والمستوى العلمي، والثراء المعلوماتي، ونحو ذلك من العوامل. والأمر بحاجة الى اجراء بحوث ميدانية ، ولكن احدى الظواهر الخطابية لفتت نظري ، واستحوذت على تفكيري كلما فكرت في الخطاب الدعوي وطرق تجويده. تلك هي ظاهرة الشيخ مصطفى الحاج إسماعيل هارون، وتساءلت عوامل صمود خطابه التي حازت القبول بين الشعب الصومالي في المهجر وفي بقية الأراضي التي يقطنها الصوماليون في شرق افريقيا الكبير. ورغم أن الأمر بحاجة الى مزيد من الإبحار والتنقيب في شواطئ انتاجه المرئي والمسموع الا أنني عثرت على بعض السمات الأولية التي قد تعزى لهذه القوة الذاتية الكامنة في خطابه ،وسجلتها في نقاط وقد تكون تمهيدا لدراسة أطول ومقرونة بالأمثلة، مشفوعة بالاستشهادات من أحاديثه، ومن تلك التي سجلتها الفهم العميق لروح الاسلام وهذه ثمرة مباشرة لدراسة القران ومقاصده، وفهم التزكية ومراقبة الضمير، وقد ساعده ذلك على اختيار الموضوعات والنفاذ الى الأعماق. القدرة على التعامل مع التراث الاسلامي الكتاب والسنة تلقيا وفهما واستدلالا. المعرفة العميقة بالنفس البشرية ودوافعها، وأساليب التفكير، وهذه ثمرة لدراسة تربوية متينة، وكلما كان الداعية أعرف بأحوال المخاطب كان نجاحه أكثر، وعلاجه أقوى. الفطنة والرؤية البعيدة فلا تستفزه المواقف العابرة، ولا تنال منه الظنون، فيثبت عند الفتن وجريان العواطف والحماس، فلا يزج نفسه في الخلافات والزوابع التي لا تلبث أن تنشأ ثم تخمد بسرعة. توظيف القصص والتاريخ والمواقف في توصيل الأفكار وتعميقها. الادراك العميق للعلاقة الوثيقة بين خطاب الداعية وسلوكه، فالناس مجبولون على العناد فاذا وجدوا مبررات للرفض كان ذلك فتنة تمنعهم من قبول الحق.قال تعالى ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) فلو سألهم أجرا لاحتجوا بأن الداعية مصلحي يريد الانتفاع بدعوته فكيف يكون حال داعية لا يهمه كثيرا نقاء ثوبه. الترفع عن المعارك الشخصية ، والبعد عن الانجرار وراء ردود الافعال، فمحاضرات الشيخ مصطفى قلما تكون خوضا للمعارك بين الجماعات والتيارات والتعليق على الأحداث التي لا تدعو اليها الضرورة حتى لا تصرفه عن خطته المرسومة. الحرص على صحة المعلومة وخصوصا الأحاديث النبوية التي عمد على تخريجها من مظانها ع سلامة الاستدلال. الصبر وطول النفس وعلو الهمة والانضباط، والتحلي بروح الباحث النزيه. الاعداد الجيد للمحاضرات،من الناحيتين الشرعية، والتصويرية بحيث يقرأ للظاهرة تحت الدراسة قراءة نافذة من مصادرها. الثقافة الواسعة والاطلاع الجيد على التاريخ وتطور الفلسفات الوضعية مما يسهل له الرد على الانحرافات الفكرية بكل سهولة واقناع. البعد عن جرح الأشخاص والجماعات، فكلما ركز الداعية على هدفه مبتعدا عن الاشتغال بعيوب غيره كان قبوله أكثر. التواضع والاقتصار على ما يحسنه فلا يدخل في الفتوى بل يكتفي بالتنوير العام، ويقول أنا لست مفتيا. تقدير عقل المتلقي، والاكتفاء بذكر الحقائق والحجج وترك حرية القبول للمستمع. كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة بوأت الشيخ مصطفى مكانة مرموقة بين المفكرين والدعاة وجعلت لخطابه القبول في شتى المناطق والمدن والطبقات، والاعمار، ؛ وقديما قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) في ترجمة الامام النووي "ليتني عرفت ماذا فعل النووي ليحظى بتلك المكانة والقبول.." أو كلمة نحوها.. ( نقل بالمعنى). اذا اكتشفنا سر النجاح في الخطابات الدعوية صار ذلك عونا لنا في ضبطها ودرء ما يعيقها، وجعل تلك النظرات الاستكشافية دليلا عمليا على تدريب الدعاة، وإعدادهم..
مقديشو (صومالي تايمز) رفع رئيس الوزراء الصومالي، حسن علي خيرى، التهاني والتبريكات لمنظمي معرض مقديشو الثالث للكتاب بمناسبة نجاح المعرض في دورته لهذا العام في الفترة ١٣ ١٥ سبتمبر ٢٠١٧م. جاء ذلك لدى إلقائه خطبة في المعرض الذي حظي بإقبال كبير وحضور لافت من قبل الصوماليين، وعقد ندوات ثقافية يشارك فيها شخصيات أدبية وفنية مشهورة، فضلا عن الكتاب الذين يقدمون شرحا موجزا لمؤلفاتهم. وأثنى رئيس الوزراء الصومالي على الجهود المثمرة التي أسهمت بها الجهات المشاركة في المعرض مثل القطاعات السياسية والدينية والخدمية والاجتماعية والتربوية وغيرها، معرباً عن شكره لهم لإسهاماتهم المميزة التي أوصلت المعرض إلى منصات النجاح والتفوق بعد فضل الله وتوفيقه. كما شكر العاملين والعاملات في لجان المعرض، سائلاً الله التوفيق والسداد والنجاح لمعرض مقديشو للكتاب في دوراته المقبلة بما يسهم في بناء وإنماء الفعل الثقافي والمعرفي والكتابي في البلاد.
أديس أبابا (صومالي تايمز) لقي ما لا يقل عن ٣٢ شخصا مصرعهم في اشتباكات بين منطقتى أوروميا، شرق إثيوبيا، وبعض مناطق صومالية، عقب اشتباكات بين القوات الصومالية وقوات أورومو المتنافسة، وفقا لما ذكره مسؤول إثيوبى سابق. وقال بوقور علي عمر علال، من القوات الصومالية، لصحيفة "صوت أمريكا"، إن ما لا يقل عن ٣٢ صوماليا، من بينهم شقيقه الأصغر، لقوا مصرعهم ليلة الإثنين في عوادى، وهي بلدة صغيرة تقع بين مدينة هارار ومدينة دير داوا الشرقية. وحتى الآن لم تعلق السلطات الإثيوبية على الحادث، وفقاً للصحيفة الأمريكية، بينما أشارت الصحيفة إلى أنها لم تستطيع التأكد من وقوع عمليات القتل من السلطات الإثيوبية. ويأتي الحادث عقب اشتباكات بين الجماعات الصومالية العرقية المتنافسة وجماعة الأورومو، وتصاعدت وتيرة العنف بين الإقليم الصومالي وإقليم أوروميا بشرق إثيوبيا، ويتبادل الطرفين الاتهامات ببدء العنف تجاه الأخر. وفى حديثه إلى فوا اوفان أورومو اتهم اديسو اريجا، مسؤول الاتصالات في إقليم أوروميا الشرطة السرية في المنطقة الصومالية بالعبور إلى منطقتهم وقتل العديد منهم. المصدر اليوم السابع
مقديشو (صومالي تايمز) – ناقش مجلس الشعب الصومالي"البرلمان"، اليوم الأربعاء، في جلسته قرار مجلس الوزراء الاتحادي بتسليم عبد الكريم شيخ موسى المعروف بـ"قلب طغح" القيادي البارز في الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين إلى إثيوبيا. وبحسب وكالة الأنباء الوطنية الصومالية(صونا)، حضر الجلسة ١٧٨ عضوا من أعضاء المجلس وذلك برئاسة رئيس المجلس محمد شيخ عثمان جواري. وبعد نقاش مطول، أعلن رئيس المجلس أنهم كلفوا لجنة خاصة من أعضاء اللجان الدائمة بالمجلس دراسة القرار الحكومي بشأن تسليم عبدالكريم قلب طغح للسلطات الإثيوبية في السادس من الشهر الجاري والذي أثار جدلا سياسيا ساخنا وردود أفعال شعبية غاضبة . هذا وقد دعا رئيس مجلس الشعب محمد شيخ عثمان جواري في نهاية الجلسة المواطنين الصوماليين إلى الطمأنينة والثقة بالدولة الفيدرالية. وعلى صعيد متصل، أعفى عبد الحكيم عمي نائب رئيس ولاية بونتلاند الإقليمية الواقعة بشمال شرقي الصومال بشير عبد الرحمن وزير الدولة برئاسة الولاية، وفق ما نشرته مواقع إخبارية صومالية مستقلة. وذكرت المواقع الإخبارية أن المسؤول الذي تم إعفاؤه أيد في حديث لبعض وسائل الإعلام المحلية موقف مجلس الوزراء الاتحادي بشأن تسليم القيادي في الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين عبد الكريم قلب طغح إلى إثيوبيا.
مقديشو (صومالي تايمز) استقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي، يوسف غراد عمر، أمس الأربعاء، في مكتبه بمقر الوزارة في مقديشو محمد أحمد العثمان سفير دولة الإمارات لدى الصومال. وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين جمهورية الصومال الفيدرالية والإمارات العربية المتحدة وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات. وقدم وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي شكره وتقديره لدولة الإمارات على جهودها المستمرة في دعم الصومال، مثمنا جهود الدولة والمشاريع التنموية التي تقدمها للصومال في شتى المجالات. وأشاد الوزير بالعلاقات الوطيدة بين دولة الإمارات والصومال، مشيرا إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدا حرصه على توطيد علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات. من جانبه، قدم سفير دولة الإمارات شكره وتقديره إلى وزير الخارجية الصومالي على جهوده في توطيد العلاقات بين البلدين، مؤكدا علي متانة العلاقات بين البلدين واستمرارية التعاون بين وزارتي الخارجية والتعاون الدولي بالبلدين. المصدر وام