الصومال الجديد

ابوظبي اكدت نشرة اخبار الساعة ان دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لاتألو جهداً في الحفاظ على استقرار الدول العربية وتنميتها ومساعدتها على تجاوز الأوضاع الصعبة التي تواجهها على المستويات كافة. واضافت فى افتتاحيتها تحت عنوان "دعم إماراتي متواصل للصومال" ان الامارات تولي في هذا السياق أهمية خاصة لدولة الصومال الشقيقة، التي تواجه مجموعة من التحديات الأمنية والإنسانية والتنموية، تتطلب التضامن معها لمواجهتها من أجل وضعها على طريق الاستقرار والتنمية. وهذا ما عبَّر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى استقباله الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، في قصر الشاطئ مؤخراً، حيث أكد سموه «مواصلة دولة الإمارات العربية المتحدة نهجها في مساعدة ودعم جمهورية الصومال وشعبها في بناء مؤسساته الوطنية، والحفاظ على أمنه واستقراره. وقالت "وينطلق الدعم الإماراتي المتواصل للصومال، إنسانياً وسياسياً وإنمائياً، من مجموعة من الاعتبارات، أولها الإيمان الراسخ منذ عهد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بضرورة الوقوف مع الأشقاء العرب، وتقديم أوجه الدعم المختلفة إليهم في أوقات المحن والأزمات، بما يحافظ على وحدتهم وسيادتهم، ويعزز استقرارهم في مواجهة أي تحديات أو مخاطر مهما كان مصدرها، وهذا النهج يسير عليه ويعزِّزه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. ولا شك في أن دعم الصومال يُعَدُّ تجسيداً واضحاً لهذا النهج؛ فدولة الإمارات العربية المتحدة قدمت خلال الآونة الأخيرة الكثير من المبادرات لمساعدة الصومال، التي لم تقتصر على المساعدات الإنسانية من توفير المواد الغذائية والصحية ومواد الإيواء وإمدادات مياه الشرب الأساسية، وإنما تضمنت كذلك المساهمة في بناء مؤسسات الدولة الصومالية من جديد، وخاصة إعادة بناء الجيش الوطني الصومالي من أجل استعادة الأمن والسلام على أراضيه، فضلاً عن تنسيقها مع الكثير من دول العالم لتقديم المساعدات اللازمة إلى دولة الصومال لمساعدتها على الخروج من الأزمات المختلفة التي تواجهها. ثانيها أن دعم دولة الصومال والحفاظ على استقرارها يمثلان مصلحة عربية ودولية؛ بالنظر إلى أهمية موقع الصومال الجغرافي للأمن القومي العربي، وحركة التجارة العربية والعالمية؛ فالبحر الأحمر وخليج عدن المطلان على أجزاء من الصومال يعدَّان من أهم طرق التجارة العربية والعالمية؛ ولهذا فإن العمل على استقرار الصومال يضمن تأمين الملاحة في هذه الممرات المائية المهمة، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن دولة الصومال كانت قد شهدت قبل سنوات تصاعداً لظاهرة القرصنة البحرية التي هدَّدت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. ثالثها أن استقرار الأوضاع في الصومال يؤدي إلى إغلاق الباب أمام التنظيمات المتطرِّفة التي تسعى إلى تعزيز وجودها هناك، وخاصة تنظيمي «داعش» والقاعدة»، وغيرهما من الجماعات المتطرِّفة، التي تعمل على استغلال مناطق الأزمات وبؤر التوتر في المنطقة العربية من أجل التمدُّد والانطلاق لتنفيذ عملياتها الإرهابية في العالم العربي؛ لهذا فإن التحرك الإماراتي والعربي بوجه عام لدعم الصومال في هذه المرحلة من شأنه التصدي لخطر التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تسعى إلى تحويل الصومال إلى مركز لنفوذها في المنطقة، وخاصة بعد الهزائم التي منيت بها في كلٍّ من العراق وسوريا". وخلصت النشرة الى ان الدعم الشامل، الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للصومال على المستويات كافة، يحظى دوماً بالتقدير والإشادة؛ لأنه يسهم ليس في مساعدة الشعب الصومالي على مواجهة الظروف الصعبة، الإنسانية والتنموية والأمنية فقط، وإنما في إعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية كي تؤدي واجبها في تحقيق تطلعات الشعب الصومالي أيضاً، وهذا ما أكده الرئيس الصومالي، الذي رأى أن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصل لدولة الصومال وشعبها أسهم بشكل واضح في عودة الحياة إلى طبيعتها في الكثير من المناطق الصومالية، سواء من ناحية الاستقرار أو التنمية. المصدر وام
بدأت مساع دبلوماسية تهدف إلى تسوية الخلافات السياسية العالقة بين إدارة ولاية غلمدغ وإدارة تنظيم أهل السنة والجماعة في العاصمة الكينية نيروبي بداية الأسبوع الحالي. وذلك برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تعد من المنظمات الإقليمية المؤثرة على المشهد السياسي في الصومال. وتسيطر إدارة تنظيم أهل السنة والجماعة غير المعترفة بها رسميا على مدينة طوسمريب عاصمة ولاية غلمدغ ومدن استراتيجية أخرى، وهو الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا على إدارة ولاية غلمدغ المعترفة بها رسميا؛ والتي كما يبدو فشلت في بسط سيطرتها على مناطق الولاية بالكامل. المساعي الجديدة التي تقودها منظمة إيغاد ترمي الى حلحلة الأزمة السياسية الراهنة بين الفرقاء بطرق سلمية تحمل في طياتها آمالا كبيرة يتطع إليها سكان الولاية الذين أنهكتهم الحروب وأتعبتهم الخلافات السياسية. فإذا نجعت هذه المساعي فستكون البداية الحقيقية لبناء إدارة قوية وقادرة على إحداث تغير حقيقي في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية، ومن ثم الإستفادة مما تتمتع به الولاية من مقدرات وموارد مادية وبشرية التي تزخر منها الولاية. ويعتقد أن أي تفاهم يؤدي إلى انضمام تنظيم أهل السنة والجماعة بكل ما له من ثقل عسكري وشعبي الى إدارة غلمدغ يزيد من فرص حكومة الولاية في بناء قوة أمنية رادعة تستطيع إستتاب الأمن والاستقرا الداخلي للولاية، وكذا سيكون التنظيم –الذي كما يعتقد له الخبرة في مواجهة حركة الشباب شريكا مهما في الحرب الذي أعلنته الحكومة على الحركة. يضاف إلى ذلك إنخراط السياسيين المعارضين للولاية في العملية السياسية، وهؤلاء السياسيين يعملون حاليا تحت عباءة التنظيم وفي دائرة الظل، وعند التوصل الى اتفاق فعلي بين الطرفين فإن إدارة غلمدغ حتما ستستفيد من خبراتهم. هذا فيما يتعلق بالفرص السانحة والآمال التي بدت تلوح في الأفق بعد الكشف عن التحركات السياسية الجارية في نيروبي. أما عن التحديات الماثلة أمام الفرقاء فيمكن تلخيصها في النقاط التالية أولا مطالب أهل السنة المرتفعة السقف، وهي من أكبر التحديات التي تواجه مساعي إيغاد، بحيث تختلف رؤية التنظيم في حلحلة الأزمة عن رؤية حكومة ولاية غلمدغ، فمسألة تقاسم السلطة وتوسعة البرلمان الولائي القائم على الأساس العشائري وحصة التنظيم في المجلس الوزاري الولائي وكفية توزيع تلك المقاعد التي يحصدها أهل السنة على قيادات التنظيم التي ينحدر معظمها من عشيرة واحدة، ثم إن معظم المراكز الحساسة للتنظيم ظلت محتكرة لتلك العشيرة بعينها وهو ما يثثير حفيظة العشائر الأخرى في المنطقة. ثانيا العاصمة وعلى الرغم من أن دستور الولاية ينص على أن مدينة طوسمريب هي عاصمة الإدارة، الا أن نقلها عمليا من مدينة عدادو أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لسكان عدادو، فهذه المسألة تبدو شكليا من القضايا السهلة لكنها في الحقيقة من التحديات التي ستواجه المفاوضات والمصالحة بين الجانبين، وهي إشكالية موجودة في معظم الولايات التي تأسست فترة الرئس السابق حسن شيخ محمود. ثالثا إرتباط التنظيم بجهات داخلية وأخرى خارجية ذات مصالح مختلفة يشكل عقبة كأداء أمام المفاوضات، إذ أن الرجوع الى كل تلك الجهات والخروج بنتيجة تحل المشكلة وتستجيب لمصالحها في آن واحد أمر في غاية الصعوبة، فما تطمح به بعض الجهات المؤثرة وتقتنع به لاتقبله بعض الجهات الأخرى بكل الأحوال، وهذه التناقضات معروفة في المؤتمرات التصالحية بين الكيانات المرتبطة بجهات مختلفة المصالح. وكيفما يكن الأمر فإن المسألة متوقفة في النهاية على تصرف الأطراف المعنية واستشعار ممثلي الجانبين بالمسؤلية الملقاة على عاتقهم وتقديم مصالح الشعب على نزواتهم ومصالحهم الخاصة.
أبوظبي زار فخامة محمد عبدالله محمد فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية اليوم واحة الكرامة؛ المعلم الوطني والحضاري الذي تمت إقامته تخليداً لبطولات شهداء الإمارات وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته ومنجزاته. ورافق فخامته أثناء الزيارة الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، حيث بدأت الزيارة باستعراض مراسم حرس الشرف، ثم قام فخامته بوضع إكليل من الزهور أمام نصب الشهيد الذي يتكون من ٣١ لوحاً من ألواح الألمنيوم الضخمة، والتي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن في مشهد يعبر عن أسمى معاني الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب والجنود البواسل. وتجول فخامة رئيس جمهورية الصومال في أرجاء واحة الكرامة، واطلع على ميدان الفخر واستمع إلى شرح من الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان عن أهم عناصر الواحة وما تتضمنه من رموز ودلالات وطنية جليلة. وفي نهاية الزيارة، سجل فخامته كلمة في سجل الشرف عبر فيها عن تقديره لأبطال الإمارات البواسل. المصدر وام
أبوظبي استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في قصر الشاطئ أمس فخامة الرئيس محمد عبدالله محمد فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الذي يزور البلاد حاليا. ورحب سموه بالرئيس الصومالي والوفد المرافق له وبحث معه العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وتم خلال اللقاء استعراض مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة قضايا التنمية والبرامج الإنسانية والخيرية ومشاريع إعادة الإعمار التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" لدعم ومساعدة الشعب الصومالي الشقيق. كما جرى خلال اللقاء بحث التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب والعنف والتنظيمات المسلحة والعمل المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار على الأراضي الصومالية. وكان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اطلع من الرئيس الصومالي على آخر التطورات والأحداث في الصومال وجهود الحكومة في تنفيذ البرامج التنموية وجهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف ومجموعاته وتنظيماته الإرهابية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال حديثه مع الرئيس الصومالي مواصلة دولة الإمارات العربية المتحدة نهجها في مساعدة ودعم جمهورية الصومال وشعبها في بناء مؤسساته الوطنية والحفاظ على أمنه واستقراره.. متمنيا للصومال وشعبها الشقيق كل خير وتقدم وأن تسوده روح التعاون والتضامن من أجل مواصلة البناء والتعمير وتحقيق الطموحات والأمن والاستقرار. من جانبه .. أعرب الرئيس الصومالي عن شكره وتقديره لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصل لدعم الصومال وشعبها والذي أسهم بشكل واضح في عودة الحياة إلى طبيعتها في العديد من المناطق الصومالية سواء من ناحية الاستقرار أو التنمية. كما تم خلال اللقاء تناول عدد من التطورات والمستجدات الراهنة على المستويين الإقليمي والدولي.. إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك. حضر اللقاء .. معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ومعالي علي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي وسعادة محمد أحمد عثمان الحمادي سفير دولة الإمارات لدى الصومال كما حضره من الجانب الصومالي .. معالي عبدالقادر أحمد خيري وزير الدولة للشون الخارجية وسعادة عبدالقادر شيخي محمد الحاتمي سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى الإمارات. المصدر وام
القاهرة – دعا وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف إلى اتخاذ موقف عربي جماعي وموحد للتصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وذلك أثناء ترؤسه الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة. وأكد يوسف على الحاجة الماسة لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية نظرا لخطورة الموقف وجسامة التطورات التي استجدت على الساحة في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، والتحديات المتنامية والأخطار المتفاقمة التي تهدد مستقبل شعوب المنطقة. وقال يوسف إن هذه التهديدات والمخاطر تتطلب حلولا عاجلة ومعالجات ناجعة للتدخلات الإيرانية التي أخذت تستفحل في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن ما تعرضت له العاصمة السعودية الرياض من عمل عدواني من ميليشا الحوثي بإطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية، وما تعرضت له مملكة البحرين من تفجير أنابيب النفط يشكل تطورا خطيرا يهدد أمن المنطقة والعالم بأسره، ويقوض المساعي الرامية للاستقرار. وجدد يوسف الدعوة لإيران للكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطالب المجلس، بأن يطلع بمسؤولياته ويتخذ موقفا عربيا جماعيا في التصدي بكل حزم لحماية الأمن العربي والحفاظ على الأمن القومي للدول والشعوب العربية. المصدر وكالات
لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا التقرير الأسبوعي الرقم ١١ تمهيد تشهد ولاية بونت لاند الصومالية هذه الأيام تطورات أمنية متلاحقة، لعل أبرزها هجمات مليشيات داعش والشباب في الفترة الأخيرة على عدد من الأهداف الحيوية داخل مدينة بوصاصو الساحلية، والتي تعتبر شريان الحياة الاقتصادية في الولاية، وكان آخر تلك الهجمات العملية الانتحارية التي استهدفت مقرا للشرطة في مدينة بوصاصو شهر أكتوبر الماضي. الأحداث والتطورات الأمنية الأخيرة ليست جديدة في ولاية بونتلاند، وإنما لها جذور تمتد إلى مرحلة ما قبل تأسيس الولاية نفسها؛ حيث كانت هناك جماعات مسلحة تنتمي إلى التيار السلفي الذي انثبقت منه أيضا حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وفرع داعش في الصومال. أهمية الموقع تقع ولاية بونتلاند في شرق خارطة الصومال الجغرافية،كما تشمل أجزاء من وسط البلاد، فالولاية يحدها من الغرب الأقاليم الشمالية ومن الشمال الشرقي خليج عدن، ومن الجنوب الشرقي المحيط الهندي ومن الجنوب الأقاليم الوسطى، ومن الجنوب الغربي دولة إثيوبيا. وبهذا تصل المساحة الإجمالية للولاية ٢٢١٢.٥١٠كم٢ ومن المعالم الإستراتيجية للموقع المذكور وجود منافذ بحرية إستراتيجية هامة، والتي نذكر منها ميناء بوصاصو، والذي يعتبر الشريان الاقتصادي لأقاليم الولاية، ويوفر الميناء للولاية عائدات كبيرة، كما ينافس بحركته التجارية المواني الأخرى في البلاد. وعلى الرغم من صغر مساحته إلا أنه يستقبل شهريا ما بين ٧٠ إلى ٩٠ سفينة، وعلاوة على كون الميناء المنفذ الاستراتيجي المهم لاستيراد البضائع فإنه يساهم في تصدير الماشية والمنتجات المحلية الأخرى إلى الخارج وخاصة إلى الدول الخليجية. ويعتبر الميناء أيضا معبرا رئيسيا للقوارب التي تنقل المهاجرين الصوماليين والقادمين من دول الجوار عبر خليج عدن، وهي عملية تتم أحيانا بشكل غير قانوني إلى دول الخليج العربي. صارت مدينة بوصاصو اليوم بوتقة انصهار كل مكونات القبائل من مختلف أنحاء الصومال مما جعلها مدينة تجارية مزدهرة. وتكمن الأهمية الإستراتيجية للموقع في أنه يقع ضمن المناطق الساحلية التي تطل على سواحل المحيط الهندي وخليج عدن مما يضفي للموقع أهمية، إلى جانب وجود سلاسل جبلية وعرة يمكن أن تكون سدا منيعا في حالة الحرب، الأمر الذي شجع مقاتلي حركة الشباب وداعش في التحصين بها، يضاف إلى ذلك وجود قبائل مهمشة نوعا ما في تلك الأقاليم، وهي قبائل صغيرة لا تتمتع بنفس الامتيازات والحقوق التي تتمتع بها القبائل الكبرى المستأثرة بالحكم، وهذا مما يجعل القبائل المهمشة حاضنة شعبية كما هو الحال في بعض المناطق الجنوبية في الصومال؛ حيث تستقوي القبائل غير المسلحة بحركة الشباب. أرضية للأفكار المتطرفة تعتبر بونتلاند من الأقاليم التي ينتشر فيها الفكر الوهابي السفلي، كما توجد تيارات الإسلام السياسي الأخرى ذات الطابع الإخواني وإن كانت بصورة أقل من السلفية، وهي مع ذلك من المكونات الإسلامية المؤثرة في الحياة العامة في الولاية. ومعلوم أن الجماعات المسلحة مثل داعش والقاعدة تشترك مع التيارات الإسلامية الأخرى خاصة السلفية التنظيمية والإخوان مفاهيم وأدبيات ومنطلقات فكرية قامت على أساسها هذه الجماعات المسلحة، بحيث إن الحركات المسلحة في العالم الإسلامي تولدت من رحم تزواج الفكر السلفي والإخواني، ومثلها في ذلك مثل الفكر التكفيري الذي يعتبر المغذي الرئيسي لاستمرار الجماعات المسلحة في نهجها الدموي. حركة الاتحاد الإسلامي فالمنطقة لها تاريخ طويل لوجود الفكر الإسلامي القائم على القتال والاستحواذ ومحاولة السيطرة بل والإعلان عن تطبيق الحكم الإسلامي حتى قبل ظهور داعش والشباب. وكانت حركة الاتحاد الإسلامي ذات التوجه السلفي التنظيمي الاعتصام لاحقا قد سيطرت بعيد انهيار الحكومة المركزية على مدينتي بوصاصو ولاسقُورَي الساحليتين، وآلت إليها إدارة ميناء بوصاصو الشريان الاقتصادي للإقليم. وخاضت الحركة حربا ضروسة في سبيل الحفاظ على مواقعها الإستراتيجية مع مليشيات الجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال SSDF والتي كان يقودها العقيد الراحل عبد الله يوسف أحمد. وقد منيت الحركة بالهزيمة بعد مقتل أحد زعمائها والمهندس الحقيقي وراء فكرة إقامة إمارة إسلامية علي أرض ما بات يعرف لاحقا بـ"بونتلاند" الشيخ عبد العزيز فارح، وانسحاب مقاتلي الحركة المنحدرين من جنوب الصومال بقيادة حسن طاهر أويس وعودتهم إلى مقديشو. وعلى الرغم من تغير المسار الفكري لحركة الاتحاد بعد تأسيس حركة الاعتصام، إلا أن بقايا المحاربين القدامى من الحركة والمتأثرين بأفكار الزعماء ورواد الجهاديين في الإقليم دون إعلان موقفهم الرسمي يشكل بيئة خصبة لانتشار أفكار الجماعات القتالية التي تشكل خطرا وجوديا على بنتلاند بل والصومال بصورة عامة. الفشل في تأسيس قاعدة انطلاق قبل ظهور داعش في الصومال كانت هناك عناصر من مليشيات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة ترابط في جبال غال غالا، وكانت المجموعة بقيادة محمد سعيد أتم القيادي المنشق عن الحركة المقيم في دولة قطر حاليا. وكانت أكبر محاولة لحركة الشباب للتسلل إلى داخل بنتلاند، وتكوين قاعدة عسكرية كبيرة، تلك التي جرت في شهر مارس آذار من عام ٢٠١٦ عند ما نقلت حركة الشباب مقاتلين تابعين لها بقوارب إلى سواحل محافظة نوغال وتحصن المقاتلون بعد اكتشاف خطتهم وادي سوجي الواقع على بعد ٢٠ كيلو مترا شرق قرية غرمال من مدرية "دين غري" في محافظة نوغال؛ حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين وحدات من قوات بنت لاند والعناصر المختبئة هناك. وانتهت تلك المحاولة بالفشل، وأسفر المواجهات بين الطرفين عن خسائر فادحة في صفوف مليشيات حركة الشباب المتسللة؛ حيث قتل ٧١ من المقاتلين كما تم إلقاء القبض على ٣٥ آخرين من مليشيات الحركة، وقد عرضت إدارة بونتلاند في مدينة غروى عاصمة الولاية على الصحفيين العناصر المعتقلين من حركة الشباب الذين كانت تتراوح أعمارهم ما بين٣٧ و١٣ سنة. وأظهر السكان في بونتلاند أثناء تلك المعارك تضامنا مع قيادات الولاية، كما حدث تلاحم كبير بين الجيش والسكان مما أفشل مخططات الحركة في تكوين قواعد عسكرية تكون لها بمثابة نقطة انطلاقة لها في بونتلاند. دلالات التطورات الأخيرة تشهد بونتلاند في هذه الأيام تطورات أمنية ملفتة واستهلت حركة الشباب هجماتها هذا العام بالهجوم الذي وقع على معسكر لقوات الدراويش في قرية "أف أُرُرْ" الواقعة على بعد ١٠٥كلم جنوب غرب بوصاصو في محافظة الشرق، وأسفر الهجوم الذي كان من أكثر الهجمات دموية عن مقتل ما يقارب ٦١ جنديا من أفراد الدراويش في الولاية. وتلاه في شهر يونيو الماضي هجوم آخر بمدافع الهاون تبنته حركة الشباب على بلدة "أف أرر" كما انفجرت قنابل زرعت في سوق القات، وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل ١٢ شخصا، خمسة منهم من قوات بونتلاند والباقي كانوا مدنيين من أهل القرية. وشهدت بعد ذلك مدينة بوصاصو العاصمة الاقتصادية والتجارية لبونتلاند عددا من الهجمات التي تبنتها حركتا الشباب وداعش، كان آخرها الانفجار الذي وقع بالقرب من مخفر للشرطة بعد أن فجر نفسه انتحاري كان يقود عربة يد في مكان قريب بالمدخل الرئيسي لمركز شرطي في المدينة في شهر أكتوبر الماضي. وتحمل هذه الهجمات والتطورات في طياتها دلالات أمنية، لعل أبرزها استمرار هجمات حركة الشباب وتنظيم داعش في بنتلاند ضد الأهداف العسكرية والمدنية، وأنها لا تزال نشطة رغم ما تعرضت له وتتعرض من هجوم منظم من قبل القوات الحكومية في بونتلاند، إضافة إلى الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات بدون الطيار للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان آخرها الغارة التي استهدفت معسكرا تابعا لداعش في منطقة "بقو" في جبال علي برى في المنطقة الشرقية خلال شهر نوفمبر الجاري. متطلبات المرحلة مما لاشك فيه أن بونتلاند تواجه تحديات أمنية جمة، وإن استمرار هجمات حركة الشباب وتنظيم داعش على هذا النحو يشكل خطرا وجوديا كما أسلفنا على بونتلاند التي لم تعد قادرة على مواجهة هذه الهجمات المتكررة بمفردها؛ حيث تعاني من أزمة اقتصادية وأخرى أمنية، وبالتالي هناك جملة من المتطلبات والآليات لابد منها في هذه المرحلة الصعبة، نذكر منها على سبيل المثال ١. توحيد الجهود الرامية إلى القضاء على تهديدات الجماعات المسلحة مع الإدارات الإقليمية بما فيها بونتلاند، وحسم موضوع الخلاف بين بونتلاند وجارتها أرض الصومال فيما يتعلق بالأراضي المتنازع عليها. ٢. التنسيق مع الحكومة الفيدرالية وخاصة وزارة الدفاع الصومالية فيما يخص بالتدريب والتأهيل وإعداد القوات الخاصة. ٣. إقناع القبائل القاطنة في إقليم بري (الشرق) فيما يخص بتقاسم السلطة والثرة والاستماع إلى شكاويها ورفع الحيف والظلم عنها لكي لا يشكلوا حاضنة شعبية لجماعتي داعش والشباب، إضافة إلى العمل على محاربة التطرف والإرهاب عن طريق إنشاء مركز لتأهيل فئات الشباب وتوفير فرص عمل للعاطلين. مستقبل ما يسمي بالحركات الجهادية مستقبل ما يسمي بالحركات الجهادية في ولاية بونتلاند يتوقف على مستقبلها في الصومال عموما؛ وبالتالي فلا يمكن الحديث عن نهاياتها بمعزل عن أخواتها في جنوب الصومال، رغم احتمالية نهاية هذه الحركات على أرض الواقع عسكريا، سواء كان في الجنوب أوالوسط أو في مناطق بونتلاند في الشرق، ومع أن هذا يتطلب حملة عسكرية وطنية عامة، ولكنها في نفس الوقت مرتبطة باستجابة القوى الدولية الفاعلة في أرض الواقع، وعلى هذا الأساس قد لا تتوقع نهاية قريبة لأفكار الحركات الجهادية في بونتلاند أو في الصومال عموما. ويعتقد أنه إذا انتهت هذه الحركات عسكريا وتنظيميا فلن يزول فكرها المنتشر بشكل سريع لعوامل كثيرة، من بينها وجود مدارس ومفكرين ينظرون لهذه الأفكار بكل حرية في كل المدن الصومالية. ويضاف إلى ذلك أن داعش فقدت سيطرتها على مناطق في كل من العراق وبلاد الشام؛ حيث يتوقع بعض الخبراء إمكانية فرار بعض المقاتلين إلى جبال غال غالا في شرق الصومال، وهو احتمال وراد؛ إذا علمنا قرب الموقع إلي الجزيرة العربية، ووجود مرافئ بحرية يمكن أن ترسو فيها القوارب الصغيرة. ومن المحتمل أن تكون جبال غال غلا في بونتلاند آخر المعاقل التي يلجأ إليها مقاتلو داعش والشباب رغم و جود الخلاف الإداري بين المجموعتين.