يوسف محمد

يوسف محمد

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

يوسف محمد البلوشي(٢١-٣-١٩٥٢). هو مطرب شعبي كويتي معتزل, اشتهر في اواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي وقد حباه الله عز وجل بصوت يأسر القلوب, وكانت كل اعماله الغنائية تارة عبارة عن قصص واقعية ومواقف, وتارة أخرى من نسج خياله ولكن كانت كلهن تحمل طيات من الشجن والأحزان ولم يكن كل من عاصر تلك الحقبة في شبه الجزيرة العربية الا وقد سمع له وطرب له وقد اعلن اعتزاله في العام ١٩٨٠.كانت بداية يوسف محمد الفعلية للجمهور عن طريق برنامج البادية على التلفزيون الكويتي من كلمات الفنان الشاعر المعتزل الشيخ حجاب بن نحيت الحربي والتي تقول : ويكيبيديا

يوسف محمد أفندي هو حكم كرة قدم مصري دولي، ويعتبر أول حكم مصري وعربي يحكم في نهائيات كأس العالم عام ١٩٣٤ بإيطاليا، وكان من أهم الحكام في فترة العشرينات والثلاثينات، سافر من مصر إلى أنتويرب وإلى أمستردام في المسابقات الأولمبية، واشتُهر دائمًا بأناقته وعدالته التحكيمية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بيوسف محمد؟
أعلى المصادر التى تكتب عن يوسف محمد
معركة كركوك السيناريوهات المختلفة بعد سقوط «قدس الأكراد» محسن عوض الله ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧ في ٢٢ سبتمبر الماضي، وفي أحد ساحات مدينة أربيل، وقف مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، أمام حشد كبير من أنصاره، معلنًا رفضه لكل الضغوط الدولية التي مورست عليه من أجل تأجيل الاستفتاء أو إلغائه، ومعلنًا استعداده للموت في سبيل استقلال كردستان، وفي ١٧ أكتوبر، في مدينة كركوك، انسحبت قوات البشرمكة الكردية، التي يعد برزاني قائدها الأعلى، دون قتال مسلمة المدينة للقوات العراقية. فصل بين المشهدين أقل من ٢٥ يومًا، ولكن النتائج المترتبة عليهما أعادت الأكراد سنوات طويلة للخلف. نكسة كردية في صبيحة ١٧ أكتوبر، فوجئ شعب كردستان العراق بدخول ميليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية مدينة كركوك، وبسيطرتها على مطار المدينة ومعسكراتها ومنشآتها النفطية، دون أدنى مقاومة من البشمركة الكردية التي تُعد هي جيش الدفاع الكردستاني. مدينة كركوك، الغنية بالنفط والغاز والتي وصفها الزعيم الكردي الراحل مؤخرًا، والرئيس السابق للعراق، جلال طالباني، بأنها «قدس الأكراد»، هي إحدى المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والسلطة المركزية في بغداد، بالإضافة إلى محافظة نينوى وديالى وصلاح الدين، فرسميًا، لا تنتمي كركوك لإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ سنة ١٩٧٤. لم يصدّق الأكراد أعينهم وهم يرون علم كردستان يُنزَل من فوق ديوان محافظة كركوك ويُستبدل به العلم العراقي، مع إقالة محافظ المدينة الكردي نجم الدين كريم وتعيين آخر تابع للحكومة الاتحادية. مع غروب شمس ١٧ أكتوبر، كانت القوات العراقية قد أحكمت سيطرتها على مدينة كركوك بالكامل، لأول مرة منذ عام ٢٠١٤، معلنة ذلك في بيان رسمي. نظر الأكراد حولهم، فلم يجدوا قائدهم مسعود برزاني الذي أعلن منذ أقل من شهر واحد استعداده للموت دفاعًا عن استقلال كردستان، فضلًا عن تأكيده على أن قوات الإقليم لن تنسحب من مناطق «سُفك دم كردي على ترابها»، بحسب تعبيره الذي يشير لمشاركة الأكراد في الحرب ضد تنظيم داعش في مناطق متنازع عليها مع بغداد، أبرزها كركوك. خيانة أم تنسيق مشترك؟ اختفي برزاني، البالغ من العمر ٦٨ عامًا، والذي يحكم كردستان منذ إنشاء النظام الرئاسي عام ٢٠٠٥، مكتفيًا بإصدار بيان عن القيادة العامة لقوات البشمركة حذّر فيه الحكومة العراقية من كونها «ستدفع ثمنًا باهظًا لحملتها على كركوك»، ومتهمًا فصيلًا من الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، بـ«الخيانة لمساعدته بغداد في العملية». ورغم الإعلان المسبق عن كلمة مرتقبة للبرزاني، إلا أنه جرى إبدالها ببيان من رئاسة الإقليم يصف ما حدث في كركوك بـ«المجزرة» التي تعرض لها الشعب الكردي، ويتهم في الوقت نفسه سياسيين أكرادًا بالتورط في الأحداث. كما شبه كوسرت رسول، والنائب الأول لرئيس الإقليم، ما حدث في كركوك بـ«مجزرة الأنفال» التي شنها صدام حسين ضد الأكراد، متهمًا عناصر بحزبه بالتآمر والخيانة. لكن تصريحات برزاني ونائبه، قد تتناقض مع تصريحات فاضل ميراني، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتولي رئاسته مسعود برزاني رئيس الإقليم، حيث كشف ميراني في تصريحات تليفزيونية لفضائية «الحدث» أن انتشار القوات العراقية بكركوك استند على تنسيق مسبق مع بغداد. لافتًا إلي أنه كان هناك اتفاق بين البشمركة مع رئاسة أركان الجيش والدفاع العراقية، في اجتماع عُقد بتاريخ ٢٩ سبتمبر، على عودة البشمركة لحدود ما قبل معركة الموصل. تراشق سياسي واتهامات بسرقة النفط على الناحية المقابلة، من جبهة معارضة برزاني، كانت ردود فعل قيادات حزب الاتحاد قوية، ومعبّرة عن حجم الانقسام داخل الإقليم والخلافات حول مسألة الاستفتاء، حيث أرجع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وهو نفسه قيادي في حزب الاتحاد الكردستاني، سبب ما حدث في كركوك لخطوة الاستفتاء التي أقدم عليها رئيس الإقليم برزاني، وما أثارته من خلافات مع حكومة بغداد. وأشارت وسائل إعلام كردية وإيرانية أن هيرو إبراهيم طالباني، زوجة الراحل جلال طالباني، اتهمت بارزاني «بالتواطؤ» من أجل مصالحه الشخصية. لاهور شيح جنكي، نجل شقيق الزعيم الكردي جلال طالباني، والمسؤول عن جهاز مكافحة الإرهاب بحزب الاتحاد، أعلن أن حزبه لن يضحي بأبنائه من أجل تعزيز سلطة مسعود برزاني، مضيفًا «كنا نقوم بحماية الشعب الكردي بينما كان برزاني يسرق النفط». كما كرر حسين إسماعيل، عضو برلمان كردستان عن الجماعة الإسلامية، اتهام رئيس كردستان المنتهية ولايته، مسعود بارزاني، بسرقة النفط طيلة الأعوام السابقة لصالح عائلته وحزبه، داعيًا الأحزاب الكردية لمنع بارزاني من الاستمرار في السلطة لوقت آخر. تذكير بتسعينيات الأكراد اتهامات الخيانة المتبادلة بين أكبر حزبين بالإقليم، دفعت البعض للتخوف من تطورات الأوضاع لمواجهة عسكرية وحرب أهلية تعيد للأذهان أجواء الحرب الأهلية بالإقليم في التسعينات. حيث توقع ملا بختيار، مسؤول المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اندلاع حرب أهلية في إقليم كردستان وانقسامه إلى إدارتين بسبب الأزمة الحالية، محملًا قادة الإقليم المسؤولية عن هذا، بسبب إجرائهم الاستفتاء وتداعياته. كما رجّح النائب عن ائتلاف «دولة القانون» بالبرلمان العراقي، كامل الزيدي، احتمالية حدوث انقلاب ضد رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني. وكان الإقليم قد شهد في التسعينات حربًا دموية بين حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بقيادة جلال طالباني، وحزب «الديمقراطي الكردستاني» بقيادة مسعود بارزاني. وقتها تقدمت قوات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، التي تحظى بعلاقات جيدة بإيران، نحو أربيل، وانتزعت السيطرة على عاصمة الإقليم من حزب بارزاني، فما كان من الأخير إلا أن ذهب إلى بغداد طالبًا العون من صدام حسين، والذي تدخل بقوات الجيش العراقي لينتزع السيطرة على العاصمة من طالباني ويسلمها لبارزاني. ولكن منذ إطاحة الغزو الأمريكي بصدام حسين عام ٢٠٠٣، تعاون الحزبان إلى حد كبير في إدارة المنطقة الكردية، حيث سيطرت قوات «الاتحاد الوطني» على السليمانية، وتحكمت قوات «الديمقراطي» بأربيل ودهوك. وبينما تولى البرزاني رئاسة الإقليم، تولى جلال طالباني، القيادي بحزب الاتحاد الوطني، رئاسة العراق وقتها، وهو منصب شرفي خُصّص للأكراد في عراق ما بعد صدام. غضب شعبي ارحل! تطورات الأحداث في كركوك، والاتهامات المتبادلة بين أكبر حزبين بالإقليم، أثارت حالة من الاحتقان بين القوى السياسية الأخرى والنشطاء الأكراد، حيث اعتبرت «حركة التغيير»، أحد القوى السياسية المؤثرة بالإقليم، أن الوضع في كردستان لن ينصلح إلا بتنحي مسعود بارزاني عن رئاسة الإقليم. كما أن رئيس برلمان إقليم كردستان «المعطَّل»، يوسف محمد، طالب رئيس الإقليم، مسعود برزاني، بتقديم استقالته «حفاظًا على ماء وجهه» بحسب تعبيره. وفي بيان لها، طالبت قائمة «الجيل الجديد» الكردستانية بارزاني وقيادة الأحزاب الحاكمة في الإقليم بتقديم استقالاتهم فورًا، لكونهم «السبب في الأوضاع الحالية»، مهددة باللجوء للشارع لإسقاط الحكومة الفاشلة في حال لم تقر قيادات الإقليم بالمسؤولية عن هذه الاحداث. وعلى المستوى الشعبي، اشتعلت حالة من الغضب بين النشطاء الأكراد على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ظهرت دعوات تطالب برحيل مسعود برزاني والتخلص من كل الزعامات التي أضاعت حقوق الشعب الكردي لخدمة مصالحها الحزبية والقبلية. وتظاهر العشرات من شباب كردستان صباح الأربعاء الماضي أمام مقر حزب الاتحاد الوطني متهمين قياداته بالتورط في تسليم كركوك للجيش العراقي والحشد الشعبي. مستقبل الإقليم لا يبدو مستقبل إقليم كردستان مبشرًا، وقد تشهد الأيام المقبلة اختفاء اسم الإقليم من المشهد الدولي بشكل كامل، في ظل الهجمة العسكرية العراقية على الإقليم، واستخدام ساسة العراق مصطلح «شمال العراق» بدلًا من لفظ «الإقليم الكردي». كما أن نائب قائد القوات البرية بالجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، وفي تصريحات صحفية أمس الأحد، كشف عن النية العراقية لـ«احتلال» الإقليم بالكامل خلال الأيام المقبلة. وبعيدًا عن التهديدات بالاحتلال العسكري، فالأزمة المعيشية تتصاعد نتيجة الحصار الاقتصادي وانخفاض صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي لأقل من الثلث، ولا تزال المرتبات معطّلة نتيجة الحصار المفروض من قبل حكومة بغداد. سياسيًا، وفي ظل الخلاف الشديدة بين حزبي الاتحاد والديمقراطي، فإن تمزق الإقليم بين إداراتين وارد بشدة، حيث طُرح احتفاظ الحزب الديمقراطي، بقيادة برزاني، بإدارة مدينتي أربيل ودهوك، وفي المقابل يدير حزب الاتحاد، في ظل علاقته الجيدة بحكومة بغداد، مدينة كركوك ومحافظة السليمانية. وطالب أعضاء في مجلس السليمانية بفك الارتباط المالي مع كردستان، ووقع ١٢عضوًا بالمجلس على بيان يطالب بعقد اجتماع عاجل لمناقشة تأمين الحكومة العراقية لميزانية المحافظة والوقود فيها. أما برزاني نفسه، وفي ظل الدعوات الشعبية والسياسية لإقالته، فقد أضحى مستقبله في مهب الريح، حتى أن الأمر وصل لدعوة حركة التغيير لإلغاء منصب رئيس الإقليم أصلًا، وتوزيع صلاحياته على رئاسة البرلمان والحكومة. يبدو أن سقوط حلم «الدولة المستقلة»، أو تأجيله، قد يغيران كثيرًا من الأوضاع بكردستان، وفي كل الأحوال، فإن أوضاع كردستان بعد ١٧ أكتوبر ستختلف تمامًا عن الأوضاع قبلها، سواء لحسابات سياسية داخلية أو عبر ضغوط دولية أو حتى لاندلاع انتفاضة شعبية محتملة. في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبقى الكلمة للشعب الكردي، فهو الأدرى بمصالحه والأجدر بالتعبير عنها.
الأكراد بين أمة حلم بها أوجلان ودولة يسعى لها برزاني محسن عوض الله ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧ في قصيدته «أيها الأطفال»، التي يتحدث فيها عن زيارته لمقر الأمم المتحدة في عصر الأمين العام يو ثانت، يقول الشاعر الكردي المعاصر عبد الله بشيو، والمرشح من قِبَل رابطة الكتاب الكردية للحصول على جائزة نوبل في الأدب عام ٢٠١٤ «أيها الأطفال ليلًا في الحلم كنت عابر سبيل إلى مقر يو ثانت حين بلعتني البوابة رأيت الأسود كانت له راية رأيت الأخضر كانت له راية رأيت الأحمر كانت له راية كل من رأيت كانت له راية وفجأة صرخوا بوجهي إلى الخارج يا من لا تملك راية قلت لا تصرخوا حين أعود سأروي هذا الدرس للأطفال» صحيح أن حلم الأكراد بالدولة، وحنينهم لكيان رسمي يعبر عنهم ويحمي مصالحهم، أسوة بسائر الأمم والقوميات، جرى التعبير عنه في جميع الأدبيات الكردية تقريبًا، إلا أن قصيدة بشيو هذه بالتحديد تتشابه لحد كبير مع الموقف الدولي الحالي من استفتاء إقليم كردستان المنعقد اليوم. بنظرة سريعة على مواقف عواصم العالم من الاستفتاء، نرى ألا دولة هناك، باستثناء إسرائيل، قد أعلنت موقفًا مؤيدًا بالكامل لإجراء الاستفتاء، وأنه حتى أمريكا والدول الغربية، والمرتبطة بعلاقات استراتيجية قوية مع الأكراد بالشرق الأوسط، أصدرت بيانات رافضة لإجراء الاستفتاء في هذا التوقيت، أو على الأقل غير مرحبة به، حتى أن واشنطن أعربت عن رفضها أكثر من مرة، كما أعلن مجلس الأمن رفضه المطلق للاستفتاء الكردي، فضلًا عن التهديدات التركية والإيرانية والعراقية باقتحام الإقليم وحصاره. بتعبير الشاعر الكردي بشيو، فالعالم كله صرخ في وجه الأكراد، رافضًا خطة الزعيم الكردي مسعود برزاني للانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية. العالم كله، الإ إسرائيل، يرفض قيام الدولة الكردية «الآن»! رجل كبير في زنزانة صغيرة ومن بشيو إلى عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، والمحبوس حاليًا في زنزانة مشددة الحراسة بجزيرة إمرالي ببحر مرمرة بتركيا. في هذه الزنزانة كتب أوجلان كتابه «القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية»، معتبرًا فيه أن الأكراد يعيشون حالة من العبودية المطلقة، ومشيرًا إلى أن قناعة الفرد الكردي بكونه حرًا خارج السجن هي محض خداع، وبنص تعبيره، فـ«حياة الكرد لا تختلف عن سجن مفتوح حالك السواد». لا أحد يعرف موقف أوجلان، الذي يكمل في نوفمبر القادم ١٩ سنة كاملة من الحبس الانفرادي، من الاستفتاء الكردي؛ قد تتغير نظرته للحياة الكردية ويخلع نظارته السوداء عندما تصله الأخبار داخل محبسه عن نجاح أقرانه بالعراق في تنظيم استفتاء الاستقلال، وقد لا تتغير نظرته، فأوجلان، كما سنرى، كان له موقف مختلف بعض الشيء من «استقلال أمة الكرد». مع أكراد العراق، ضد من سواهم! يتوزع الأكراد على أكثر من أربع دول بالعالم، وتتباين نظرة المجتمع الدولي لأكراد كل إقليم، ففي الوقت الذي يدعم العالم فيه أكراد العراق ويمنحهم حكمًا ذاتيًا، متفاوضًا معهم على تأجيل مشروع الدولة، نراه غير مبال بالأساس بأكراد تركيا، الذين يمثلون قرابة ربع السكان، فضلًا عن موقفه المخزي من أكراد إيران. في قصيدة له بعنوان «ولماذا طلبوا موتك يا أوجلان؟»، عبّر الشاعر الفلسطيني فاروق مواسي عن هذا التناقض، قائلًا «السيد الأمريكي يبغي حرية وانفصالًا للأكراد في العراق يا للكرم ! أما في إيران فهو حيادي في مسألتهم – يا للموضوعية! وفي أذربيجان ثمة إغماض وتجاهل يا للأكراد ! أما في تركيا، فالأكراد هم الإرهاب، واسمهم ‘أبناء الشرق’ يا للعدل!» أوجلان نفسه، الذي توجهت إليه القصيدة السابقة، كان لديه تفسير، وإن كان حادًا بعض الشيء، لهذه الازدواجية تجاه الأكراد. ففي المجلد الخامس من كتابه «الشعب الكردي»، المكتوب في السجن، يري أن سياسة القوى المهيمنة بحق الكرد بعد سنة ١٩٤٥، كانت تتجسد في تشييد «كردستان العراق»، ضمن إطار الحكم الذاتي أولًا، ثم كدولة قومية صغيرة بعدها. يشير أوجلان إلى أن الحركة الكردية بالعراق كانت تفي بالدور المرسوم للكرد منذ القرن التاسع عشر، لذا ساندتها القوى المهيمنة بكل ما في وسعها للإبقاء عليها متماسكة، كما دعمت إسرائيل أيضًا تلك الحركة لمآرب مماثلة، ولم تتوان أحيانًا عن ارتكاب الخيانة في سبيل مصالحها، وفقًا لأوجلان الذي شاركت إسرائيل في عملية اعتقاله. بحسب أوجلان، فهناك خطة دولية لإقامة دولة لأكراد العراق، كمكأفاة لهم على تنفيذ الدور المرسوم للكرد من قبل الدول المهيمنة. أسباب التعجل قد يقال إن هذا مردودٌ عليه بالموقف الدولي غير المرحب بالاستفتاء، وظاهريًا، يبدو هنا بعض الصحة، ولكن بالقراءة المتمعنة لبيانات عواصم العالم حول الاستفتاء، نجد معظمها متمحورًا حول فكرة «التوقيت الخاطئ»، الذي قد يعرقل عمليات مكافحة الإرهاب ويهدد استقرار المنطقة، كما ظهر في بيانات الخارجية الأمريكية والروسية وتصريحات السفير البريطاني ببغداد. ما يعضد هذا الطرح ما كشفه رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، خلال زيارته لجبهات القتال بالموصل، بتاريخ ١٦ نوفمبر ٢٠١٦، حينما أعلن عن اتفاقه مع واشنطن على عدم الانسحاب من المناطق الكردستانية المحررة من داعش، وذلك في إشارة واضحة على موافقة أمريكا، ليس فقط على الدولة الكردية بل أيضًا على ضم المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك وسنجار، للدولة الكردية المحتملة. إذن، فعدم الترحيب الدولي يتعلق كله بـ«تعجل» برزاني ورغبته الملحة في الاستقلال وإعلان الدولة الكردية. وهنا يثار سؤال عن سبب تعجل برزاني، وعن دافعه لتحدي كل القوى الدولية والإعلان عن استعداده للموت من أجل استقلال كردستان؟ سياسيًا ودستوريًا، فكل القرارات التي يتخذها برزاني باطلة، وذلك بحكم كونه رئيسًا فاقدًا للشرعية، حيث انتهت ولايته الدستورية في أغسطس ٢٠١٥، ولا يحق له إبرام أي اتفاقات دولية أو إصدار قوانين، وذلك وفق تصريحات صحفية للدكتور يوسف محمد، رئيس برلمان كردستان، و«المعطل» بقرار من برزاني. وعلى الصعيد الاقتصادي، وبحسب مصادر داخل الإقليم، لا يتقاضى الموظفون هناك رواتبهم منذ شهور نتيجة الأزمة الاقتصادية، وبسبب الخلاف بين بغداد وأربيل على عوائد النفط وتأخر أنقرة في دفع مستحقات الإقليم من البترول، فضلًا عن انتشار الفساد وغياب الشفافية والتداخل ما بين أموال عائلة برزاني والحزب الديمقراطي والحكومة الكردستانية. في ظل هذه الأزمات، كان برزاني بحاجة لحدث جلل يسترد به شعبيته، ويجدد به شرعيته «المنتهية»، ويوحّد الأكراد خلف زعامته. بمعنى آخر، كان برزاني يحتاج للقفز على مشاكله الداخلية، وليس هناك أفضل من فكرة «الدولة الكردية»، ذلك الحلم القديم في عقول أكراد العالم، وليس أكراد العراق فحسب. ورغم الخلاف السياسي داخل الإقليم حول توقيت الاستفتاء واهتزاز الجبهة الداخلية في كردستان ومطالبة قوى سياسية بعودة البرلمان، ورغم قيام حملات شعبية، مثل «حراك لا للاستفتاء»، بقيادة شاسوار عبد الواحد في مدينة السليمانية، رفضًا لإجراء الاستفتاء في هذا التوقيت، مضى برزاني في طريقه باحثًا عن زعامة جديدة تُحسب له، ليُذكر اسمه في النهاية بجوار «قاضي محمد»، مؤسس جمهورية «مهاباد»، التي أسسها الكرد في إيران في أربعينيات القرن العشرين ولم تستمر سوى لـ١١ شهرًا فقط. يمكن القول إن برزاني، الذي لم يعهد نفسه سوى رئيس أو زعيم أو صاحب سلطة، دخل السياسة من باب «أبناء العاملين»، فوالده هو الملا مصطفى برزاني الذي يلقبه الأكراد بـ«الزعيم الخالد»، كما شارك مسعود مع والده في تأسيس «الحزب الديمقراطي»، وانتُخب رئيسًا له وهو لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره بعد وفاة والده، كما أنه يتولى حكم إقليم كردستان منذ تأسيسه في تسعينيات القرن الماضي. الكرد أكبر من الدولة على الصعيد المقابل، وعودة لأوجلان الذي عاش حياته مناضلًا في الجبال أو متنقلًا بين العواصم هاربًا من الأعداء قبل أن يسقط أسيرًا في يد الحكومة التركية، في مؤامرة دولية اشتركت فيها عدة أجهزة مخابرات للإيقاع به، ليُنقل على إثرها في طائرة خاصة من اليونان لتركيا ويحكم عليه بالإعدام، قبل أن يُخفّف الحكم فيما بعد للسجن الانفرادي مدى الحياة. أسفرت سنوات السجن عن تحول أوجلان لفيلسوف له مريدون وأتباع، فهو «آبو» كما يُطلق عليه باللغة الكردية، ومؤيدوه هم «الآبوجية»، وكلماته ترانيم يتغني بها أتباعه بسوريا وتركيا، وكتبه مراجع تتدارسها شبيبة «حزب العمال الكردستاني» بتركيا والاتحاد الوطني بشمال سوريا. وخلال سنوات سجنه، توصل أوجلان لما أطلق عليه اسم «حل الأمة الديمقراطية»، وهو الحل الذي يرفض الدولة القومية بكل أشكالها، باعتبارها أحد أشكال السلطة المتوغلة في المجتمع. في كتابه «القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية»، المكتوب داخل السجن هو الآخر، يرى أوجلان أن الأكراد أمة أكبر من فكرة الدولة القومية، والتي يعتبرها «قفصًا حديديًا للمجتمعات»، كما يعتبر الصراع في سبيلها «حربًا من أجل الرأسمالية»، كما ورد في هذا الكتاب، يقول أوجلان إن «الأمة شيء يحتم وجود الدولة، وإذا كان الكرد أمة فمن الضروري وجود دولة لهم، بيد أنني انتبهت إلى أن مصطلحي الحرية والمجتمعية [أو حكم المجتمع لنفسه] أثمن بكثير.» يرى أوجلان أن الأمة الديمقراطية هي التي تتشارك فيها جميع مكونات المجتمع، بلا تمييز لقومية ولا إقصاء لعرق أو دين، أمة يحكم فيها الشعب نفسه وفق نظام فيدرالي تتوزع فيه السلطات والثروات، نظام ليس فيه زعيم ملهم ولا وزير مقرب، لا حصانة فيه لمسؤول ولا إقصاء فيه لخفير.. الكل سواسية أمام القانون. بين برزاني وأوجلان، بين الأمة والدولة الفرق بين دولة برزاني وأمة أوجلان أن الأولى برلمانها معطل بأمر رئيسها المنتهية فترة رئاسته، حيث برزاني يريد صنع دولة يحكمها ويتحكم في شعبها، ولا مانع فيها من توريث السلطة لأبنائه. برزاني نتاج ثقافة الأهل والعشيرة و«الأقربون الأولى بالمعروف»، فابنه وزير الأمن ونجل شقيقه رئيس وزراء الإقليم. أما الأمة الديمقراطية التي يحلم بها أوجلان، فتتجسد في فيدرالية شمال سوريا التي بدأت فيها الجمعة الماضية انتخابات الكومينات «القرى والنجوع»، وفي أفكاره هو نفسه الذي يرى الحرية أغلى من الدولة، ويسعى لخلق شعب يحكم نفسه بنفسه، والذي هو نتاج عقل يبحث عن الحرية والتحرر الفكري، لكونه قضى قرابة عقدين من عمره خلف القضبان مدافعًا عن فكره وأمته. أمة أوجلان تتطابق بشكل كبير مع فكرة دولة المواطنة التي طالبت بها ثورة يناير في مصر، أما دولة برزاني فيبدو أنها لن تختلف كثيرًا عن دولة مبارك التي أسقطتها ثورة يناير. وبين «الأمة» و«الدولة»، بين سلطوية طبقة حاكمة، وشعب يبحث عن حريته، سيظل الصراع قائمًا.
قارن يوسف محمد مع:
شارك صفحة يوسف محمد على