صدام حسين

صدام حسين

صدام حسين عبد المجيد التكريتي الذي ينتمي إلى عشيرة البيجات (٢٨ أبريل ١٩٣٧ – ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٦) رابع رئيس لـجمهورية العراق والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية في الفترة ما بين عام ١٩٧٩م وحتى ٩ أبريل عام ٢٠٠٣م ، ونائب رئيس جمهورية العراق عضو القيادة القطرية ورئيس مكتب الأمن القومي العراقي بحزب البعث العربي الاشتراكي بين ١٩٧٥ و١٩٧٩.برز إبان الانقلاب الذي قام به حزب البعث العراقي - ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨ - والذي دعا لتبني الأفكار القومية العربية والتحضر الاقتصادي والاشتراكية والعلمانيه ولعب صدام دوراً رئيسياً في انقلاب حزب البعث عام ١٩٦٨ والذي وضعه في هرم دولة البعث كنائب للرئيس البعثي اللواء أحمد حسن البكر وأمسك صدام بزمام الأمور في القطاعات الحكومية والقوات المسلحة المتصارعتين في الوقت الذي اعتبرت فيه العديد من المنظمات قادرة على الإطاحة بالحكومة. وقد نمى الاقتصاد العراقي بشكل سريع في السبعينات نتيجة سياسة تطوير ممنهجه للعراق بالإضافة للموارد الناتجة عن الطفرة الكبيرة في أسعار النفط في ذلك الوقت. وصل صدام إلى رأس السلطة في دولة بعث العراق حيث أصبح رئيساً لجمهورية العراق وأمين قطريا لحزب البعث العربي الاشتراكي عام ١٩٧٩ م بعد أن قام بحملة لتصفية معارضيه وخصومه في داخل حزب البعث بدعوى خيانتهم للحزب وفي عام ١٩٨٠ دخل صدام حرباً مع إيران استمرت ٨ سنوات من ٢٢ سبتمبر عام ١٩٨٠م حتى إنتهت الحرب بتفاهم سياسي عراقي-إيراني في ٨ أغسطس عام ١٩٨٨ وقام بعد انتهائها بإهداء إيران ١٢٠ طائرة حربية روسية الصنع. وقبل أن تمر الذكرى الثانية لانتهاء الحرب مع إيران غزا صدام الكويت وأصبح مصدر تهديد لأمن الخليج العربي في ٢ أغسطس عام ١٩٩٠. والتي أدت إلى نشوب حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١م. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بصدام حسين؟
أعلى المصادر التى تكتب عن صدام حسين
«الشيخ جاكسون» قصة رنانة مجوفة من الداخل حسين حسام ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ فيلم «الشيخ جاكسون» دراسة تحليلية لشخصية بطله الشيخ، مستوحاة بصفة رئيسية من التجربة الحياتية لمخرج الفيلم عمرو سلامة، كما صرّح في عدد من المقابلات. يتطرَّق الفيلم لقضايا متعددة كالهوية، والتديّن السلفي، وعلاقتهما بفكرة الموت. ولكن بسبب طبيعة مقاربته الحذرة والمحسوبة بدقة، لا يكاد الشيخ جاكسون يخدش سطح قضاياه. يُفتتَح الفيلم الذي كتب له السيناريو عمرو سلامة وعمر خالد؛ بتقديم شخصيته الرئيسية، الشيخ السلفي الشاب (أحمد الفيشاوي)، وهو يؤم المصلين في صلاة الفجر في المسجد؛ متضرعًا في وصلة بكاء حارة. يفسِّر لنا بعد ذلك؛ حرصه على البكاء في صلواته باقتباس من الحديث الإسلامي (حُرّمت النار على عين بكت من خشية الله). في المشهد التالي، نتابع الشيخ مع زوجته (أمينة خليل) وهو يُريها خاتمه الجديدة ذو الشاشة الرقمية والزِريّن اللذين يسجّل بهما حسناته وسيئاته التي اقترفها أثناء يومه. بهذا الهوس الكمي بهواجس الثواب والعقاب، يؤسِّس الفيلم رؤيته السطحية الساخرة لنمط الحياة السلفي. عندما يعلم الشيخ بخبر وفاة مايكل جاكسون، مثله الأعلى السابق، ورمز مراهقته المضطربة، يهتز داخليًا، وتلعب هذه التفصيلة دور المحرك للأحداث، لأنها تقوم بإزكاء نار الصراع الخامد داخله، ليجد نفسه في مواجهة أزمة هوية مكتملة، ما يدفع حياته إلى التدهور. يبدأ الشيخ في المعاناة من كوابيس متكررة، نتيجة إحساسه بالذنب من ما يُطلِق عليه «انتكاسة إيمانيّة»، بعد أن بات غير قادر على البكاء في صلاته ما يسبب له ضيقًا شديدًا يدفعه لطلب العلاج النفسي، واسترجاع ذكريات الماضي لفهم مشكلته الحالية. بالتالي، ومن خلال المَشاهد التي تعود بنا إلى الوراء، حيثُ نقابل نسخته المراهِقة (أحمد مالك)، يتم تأسيس الصراع الأساسي للفيلم، والذي يتلخَّص في الحب مقابل الخوف. يُمثّل طرفي هذا الصراع والدا البطل الأب مدرِّب الرياضة القاسي حاد الطباع الذي يبدي إعجابه بصدام حسين و احتقاره للمخنثين أمثال (مايكل جاكسون)، والأم الحنون الملائكية التي تعترف لابنها بحبها لجاكسون وتسأله كتمان السر. اختيار أن يكون التبايُن بين المكوِّنيْن الأساسيين المساهميْن في تشكيل شخصية البطل، صارخًا بهذا الشكل، رسَّخ لسطحية المعالجة. بالإضافة إلى أن الاستعانة بالكدواني لتجسيد شخصية الأب الغليظة، دون المجازفة بالاستغناء عن بصمته الكوميدية المعتادة التي يتخلَّلها بعض الملاحظات الفلسفية العميقة، نتج عنها تشويه في تركيبته الدرامية، فتحوّل بدوره لشخصية كارتونية كغيره من الشخصيات التي يمتلئ بها الفيلم. عقب إحدى خلافاتهما العنيفة يتوعَّد الأب ابنه أنه سيكون دومًا رقيبًا عليه، محذرًا إياه من نسيان ذلك، ومجذّرًا داخله إحساسيّ الخوف والذنب اللذين يعاني منهما بعد الوفاة المفاجئة للأم. ولتبرير قرار المراهِق (جاكسون) كما يطلِق عليه أصدقاؤه؛ بالتحوّل لطريق التديّن السلفي المتشدّد، يزج المخرج في إحدى لقطات الفلاش باك، بشخصية خاله السلفي (محمود البزاوي) الذي يستغّل انهياره عقب وفاة والدته، لينصحه بالابتعاد عن طريق أبيه المليء بالمعاصي والذنوب، حتى يتمكّن من اللحاق بأمه في الجنة الآخرة. هذا المشهد النمطي شديد السطحية، هو المبرر الدرامي الوحيد الذي يدفع البطل لاعتناق السلفية وبناء حياته على أساسها لمدة خمسة عشر عامًا، وحتى يصير رجلًا ناضجًا. بتقدٌّم الأحداث يتحول ثقل الفيلم إلى الصراع بين فكرتي الحياة والموت، ممثلتين في صوتين متضادين يتردّدان داخل عقل البطل. أولهما صوت الخطب الدينية السلفية والتي تتوعّد بالنار والعقاب الإلهي. وثانيهما هو الصوت الهادئ الرزين للمعالِجَة النفسية (بسمة) التي تحاول التوصُّل لجذور عقدته وحلّها بدفع مشاكله إلى السطح، والتي يجري توظيف جلساتها مع الشيخ؛ دراميًا، لتلعب دور الوسيلة التوضيحية للأحداث على مدار الفيلم. بعد إدراكها هوسه الشديد بالموت؛ تَطرح عليه الطبيبة السؤال التقليدي المبتذل عن « الأشياء الميتة بداخله والأشياء التي تشعره بأنه مازال حيًا». كون أن هذا السؤال ينجح بالفعل في دفْع الشيخ للغوص في ذكرياته وسرد قصة حياته كاملة، يؤكد على الطريقة السطحية التي حاول بها الفيلم تشريح بطله نفسيًا. كما تتجلّى تلك الرؤية السيكولوجية الفقيرة في أوضح صورها؛ في مشهد نزول الشيخ الى أحد القبور، فبدلًا من أن ينتهز الفيلم تلك الفرصة للغوض لأعماق عقل مشوَّه و مضطرِّب، يقوم بتضمين المشهد فقرة كارتونية تحاكي فيديو كليبات شهيرة لمايكل جاكسون، جاءت فقيرة بدورها، لأن صنّاع الفيلم لم يستطيعوا الحصول على حقوق استخدام موسيقى جاكسون، ما خلّف الإحساس بوجود شيء ناقص. هذه الطريقة في تسخيف المشاعر تسيطر على السيناريو بشكل عام، وهي إحدى نقاط ضعفه. فجميع المشاهد التي تتخذ طابع الجدية في بدايتها، تنتهي دائمًا بنبرة فكاهية ساخرة، ما يجعل الفيلم يعجُّ بإفيهات ساخنة مصطنعة وموزّعة بعناية على جميع مشاهده، بشكل لا يترك للمتفرّج مساحة للانغماس في أية مشاعر حقيقية، رغم محاولة الفيلم الدؤوبة لإقناعنا بحالة الشيخ المتعسّرة. وإكمالًا في خط التسطيح، يأتي مشهد تصالح البطل مع ماضيه بشكل ساذج للغاية، حيثُ يتجه الشيخ إلى منزل طفولته ليستعيد تذكارات مايكل جاكسون القديمة المخبأة من سنين، وهناك يلتقي بوالده الذي تحول الآن إلى شخصية لطيفة، فيتحدث معه ويبوح له الأب بكل ما في صدره، وهكذا يجري التصالح دون أي عمق حقيقي. وكنتيجة لتلك المواجهة السطيحة يتحرَّر البطل بأعجوبة من أحاسيس الخوف والذنب التي أرَّقته طوال حياته، ويتمكن أخيرًا من التصالح مع حبه لمايكل جاكسون، ليتحول إلى الشيخ الراقص الذي يتصدر ملصق الفيلم. من ناحية أخرى، يستخدم عمرو سلامة الألوان كوسيلة تعبير أساسية عن تطوَّر الحالات النفسية المختلفة التي تمر بها شخصيته الرئيسية خلال الأحداث. فيختار درجات لونية شاحبة من تدرجات الأزرق والأبيض والرمادي؛ لمَشاهد الحاضر التي تصوّر حالة البطل المضطربة. بينما على النقيض، يستخدم الألوان الدافئة ذات الطابع النوستالجي، كالأصفر والبرتقالي، لمشاهد الفلاش باك. ولمشاهد المصالحة بين ماضيه وحاضره، يختار باليتة ألوان زاهية ومشرقة ومشبَّعة بالألوان المبهجة، وهي نفسها التي يستخدمها في مشاهد العلاج النفسي، وفي لقائه مع حب مراهقته. في الحقيقة، كان يمكن إذا تم الإخلاص لثيمة «الانتكاس» للنهاية وهي إحدى الثيمات الرئيسية للفيلم، أن ينجح في تقديم معالجَة ذكية لفكرة الانقلاب الجذري المفاجئ من الشيء لنقيضه، والتداعيات الناتجة عنه. ولكن الشيخ جاكسون صبَّ اهتمامه على صنع نهاية مُلفتة أكثر من انشغاله بكيفية الوصول إليها. ويبدو أن الصورة المثيرة لـ «شيخ يؤدي رقصات مايكل جاكسون مرتديًا العباءة البيضاء رمز التدين السلفي» كانت مسيطرة على ذهن المخرج من البداية بشكل كبير، ودفعته لأن يجعل بقية فيلمه مجرّد حيلة، ليصل لهذا المشهد. فبسبب رغبته في التوفيق بين صنع فيلم شخصي، وبين التمتع بنجاح جماهيري؛ حرص سلامة على إبقاء عناصر التكوين الدرامي عامّة ونمطية، ليضمن تفاعل أكبر شريحة من الجمهور معها. ففكك شخصياته وعناصره بطريقة مصنطعة، خالقًا صراعًا وهميًا، ليدفعهم لنهاية معينّة، دون الاكتراث بخلق سياق ينتصر للمنطق. في فيلم «الشيخ جاكسون» تعامل سلامة مع فن السرد القصصي كمعادلة حسابية أو تركيبة كيميائية، فكانت النتيجة فيلمًا غير مقنع، خاليًا من أي عمق وأي صدق. وباختياره اختيارات درامية وإخراجية حذِرة، وتمسّكه بنبرة حيادية، لم يفلح في أن يجعل فيلمه تعبيرًا صادقًا عن أي من شخصياته.
معركة كركوك السيناريوهات المختلفة بعد سقوط «قدس الأكراد» محسن عوض الله ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧ في ٢٢ سبتمبر الماضي، وفي أحد ساحات مدينة أربيل، وقف مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، أمام حشد كبير من أنصاره، معلنًا رفضه لكل الضغوط الدولية التي مورست عليه من أجل تأجيل الاستفتاء أو إلغائه، ومعلنًا استعداده للموت في سبيل استقلال كردستان، وفي ١٧ أكتوبر، في مدينة كركوك، انسحبت قوات البشرمكة الكردية، التي يعد برزاني قائدها الأعلى، دون قتال مسلمة المدينة للقوات العراقية. فصل بين المشهدين أقل من ٢٥ يومًا، ولكن النتائج المترتبة عليهما أعادت الأكراد سنوات طويلة للخلف. نكسة كردية في صبيحة ١٧ أكتوبر، فوجئ شعب كردستان العراق بدخول ميليشيات الحشد الشعبي والقوات العراقية مدينة كركوك، وبسيطرتها على مطار المدينة ومعسكراتها ومنشآتها النفطية، دون أدنى مقاومة من البشمركة الكردية التي تُعد هي جيش الدفاع الكردستاني. مدينة كركوك، الغنية بالنفط والغاز والتي وصفها الزعيم الكردي الراحل مؤخرًا، والرئيس السابق للعراق، جلال طالباني، بأنها «قدس الأكراد»، هي إحدى المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والسلطة المركزية في بغداد، بالإضافة إلى محافظة نينوى وديالى وصلاح الدين، فرسميًا، لا تنتمي كركوك لإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ سنة ١٩٧٤. لم يصدّق الأكراد أعينهم وهم يرون علم كردستان يُنزَل من فوق ديوان محافظة كركوك ويُستبدل به العلم العراقي، مع إقالة محافظ المدينة الكردي نجم الدين كريم وتعيين آخر تابع للحكومة الاتحادية. مع غروب شمس ١٧ أكتوبر، كانت القوات العراقية قد أحكمت سيطرتها على مدينة كركوك بالكامل، لأول مرة منذ عام ٢٠١٤، معلنة ذلك في بيان رسمي. نظر الأكراد حولهم، فلم يجدوا قائدهم مسعود برزاني الذي أعلن منذ أقل من شهر واحد استعداده للموت دفاعًا عن استقلال كردستان، فضلًا عن تأكيده على أن قوات الإقليم لن تنسحب من مناطق «سُفك دم كردي على ترابها»، بحسب تعبيره الذي يشير لمشاركة الأكراد في الحرب ضد تنظيم داعش في مناطق متنازع عليها مع بغداد، أبرزها كركوك. خيانة أم تنسيق مشترك؟ اختفي برزاني، البالغ من العمر ٦٨ عامًا، والذي يحكم كردستان منذ إنشاء النظام الرئاسي عام ٢٠٠٥، مكتفيًا بإصدار بيان عن القيادة العامة لقوات البشمركة حذّر فيه الحكومة العراقية من كونها «ستدفع ثمنًا باهظًا لحملتها على كركوك»، ومتهمًا فصيلًا من الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، بـ«الخيانة لمساعدته بغداد في العملية». ورغم الإعلان المسبق عن كلمة مرتقبة للبرزاني، إلا أنه جرى إبدالها ببيان من رئاسة الإقليم يصف ما حدث في كركوك بـ«المجزرة» التي تعرض لها الشعب الكردي، ويتهم في الوقت نفسه سياسيين أكرادًا بالتورط في الأحداث. كما شبه كوسرت رسول، والنائب الأول لرئيس الإقليم، ما حدث في كركوك بـ«مجزرة الأنفال» التي شنها صدام حسين ضد الأكراد، متهمًا عناصر بحزبه بالتآمر والخيانة. لكن تصريحات برزاني ونائبه، قد تتناقض مع تصريحات فاضل ميراني، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتولي رئاسته مسعود برزاني رئيس الإقليم، حيث كشف ميراني في تصريحات تليفزيونية لفضائية «الحدث» أن انتشار القوات العراقية بكركوك استند على تنسيق مسبق مع بغداد. لافتًا إلي أنه كان هناك اتفاق بين البشمركة مع رئاسة أركان الجيش والدفاع العراقية، في اجتماع عُقد بتاريخ ٢٩ سبتمبر، على عودة البشمركة لحدود ما قبل معركة الموصل. تراشق سياسي واتهامات بسرقة النفط على الناحية المقابلة، من جبهة معارضة برزاني، كانت ردود فعل قيادات حزب الاتحاد قوية، ومعبّرة عن حجم الانقسام داخل الإقليم والخلافات حول مسألة الاستفتاء، حيث أرجع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وهو نفسه قيادي في حزب الاتحاد الكردستاني، سبب ما حدث في كركوك لخطوة الاستفتاء التي أقدم عليها رئيس الإقليم برزاني، وما أثارته من خلافات مع حكومة بغداد. وأشارت وسائل إعلام كردية وإيرانية أن هيرو إبراهيم طالباني، زوجة الراحل جلال طالباني، اتهمت بارزاني «بالتواطؤ» من أجل مصالحه الشخصية. لاهور شيح جنكي، نجل شقيق الزعيم الكردي جلال طالباني، والمسؤول عن جهاز مكافحة الإرهاب بحزب الاتحاد، أعلن أن حزبه لن يضحي بأبنائه من أجل تعزيز سلطة مسعود برزاني، مضيفًا «كنا نقوم بحماية الشعب الكردي بينما كان برزاني يسرق النفط». كما كرر حسين إسماعيل، عضو برلمان كردستان عن الجماعة الإسلامية، اتهام رئيس كردستان المنتهية ولايته، مسعود بارزاني، بسرقة النفط طيلة الأعوام السابقة لصالح عائلته وحزبه، داعيًا الأحزاب الكردية لمنع بارزاني من الاستمرار في السلطة لوقت آخر. تذكير بتسعينيات الأكراد اتهامات الخيانة المتبادلة بين أكبر حزبين بالإقليم، دفعت البعض للتخوف من تطورات الأوضاع لمواجهة عسكرية وحرب أهلية تعيد للأذهان أجواء الحرب الأهلية بالإقليم في التسعينات. حيث توقع ملا بختيار، مسؤول المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، اندلاع حرب أهلية في إقليم كردستان وانقسامه إلى إدارتين بسبب الأزمة الحالية، محملًا قادة الإقليم المسؤولية عن هذا، بسبب إجرائهم الاستفتاء وتداعياته. كما رجّح النائب عن ائتلاف «دولة القانون» بالبرلمان العراقي، كامل الزيدي، احتمالية حدوث انقلاب ضد رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني. وكان الإقليم قد شهد في التسعينات حربًا دموية بين حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بقيادة جلال طالباني، وحزب «الديمقراطي الكردستاني» بقيادة مسعود بارزاني. وقتها تقدمت قوات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، التي تحظى بعلاقات جيدة بإيران، نحو أربيل، وانتزعت السيطرة على عاصمة الإقليم من حزب بارزاني، فما كان من الأخير إلا أن ذهب إلى بغداد طالبًا العون من صدام حسين، والذي تدخل بقوات الجيش العراقي لينتزع السيطرة على العاصمة من طالباني ويسلمها لبارزاني. ولكن منذ إطاحة الغزو الأمريكي بصدام حسين عام ٢٠٠٣، تعاون الحزبان إلى حد كبير في إدارة المنطقة الكردية، حيث سيطرت قوات «الاتحاد الوطني» على السليمانية، وتحكمت قوات «الديمقراطي» بأربيل ودهوك. وبينما تولى البرزاني رئاسة الإقليم، تولى جلال طالباني، القيادي بحزب الاتحاد الوطني، رئاسة العراق وقتها، وهو منصب شرفي خُصّص للأكراد في عراق ما بعد صدام. غضب شعبي ارحل! تطورات الأحداث في كركوك، والاتهامات المتبادلة بين أكبر حزبين بالإقليم، أثارت حالة من الاحتقان بين القوى السياسية الأخرى والنشطاء الأكراد، حيث اعتبرت «حركة التغيير»، أحد القوى السياسية المؤثرة بالإقليم، أن الوضع في كردستان لن ينصلح إلا بتنحي مسعود بارزاني عن رئاسة الإقليم. كما أن رئيس برلمان إقليم كردستان «المعطَّل»، يوسف محمد، طالب رئيس الإقليم، مسعود برزاني، بتقديم استقالته «حفاظًا على ماء وجهه» بحسب تعبيره. وفي بيان لها، طالبت قائمة «الجيل الجديد» الكردستانية بارزاني وقيادة الأحزاب الحاكمة في الإقليم بتقديم استقالاتهم فورًا، لكونهم «السبب في الأوضاع الحالية»، مهددة باللجوء للشارع لإسقاط الحكومة الفاشلة في حال لم تقر قيادات الإقليم بالمسؤولية عن هذه الاحداث. وعلى المستوى الشعبي، اشتعلت حالة من الغضب بين النشطاء الأكراد على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ظهرت دعوات تطالب برحيل مسعود برزاني والتخلص من كل الزعامات التي أضاعت حقوق الشعب الكردي لخدمة مصالحها الحزبية والقبلية. وتظاهر العشرات من شباب كردستان صباح الأربعاء الماضي أمام مقر حزب الاتحاد الوطني متهمين قياداته بالتورط في تسليم كركوك للجيش العراقي والحشد الشعبي. مستقبل الإقليم لا يبدو مستقبل إقليم كردستان مبشرًا، وقد تشهد الأيام المقبلة اختفاء اسم الإقليم من المشهد الدولي بشكل كامل، في ظل الهجمة العسكرية العراقية على الإقليم، واستخدام ساسة العراق مصطلح «شمال العراق» بدلًا من لفظ «الإقليم الكردي». كما أن نائب قائد القوات البرية بالجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، وفي تصريحات صحفية أمس الأحد، كشف عن النية العراقية لـ«احتلال» الإقليم بالكامل خلال الأيام المقبلة. وبعيدًا عن التهديدات بالاحتلال العسكري، فالأزمة المعيشية تتصاعد نتيجة الحصار الاقتصادي وانخفاض صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي لأقل من الثلث، ولا تزال المرتبات معطّلة نتيجة الحصار المفروض من قبل حكومة بغداد. سياسيًا، وفي ظل الخلاف الشديدة بين حزبي الاتحاد والديمقراطي، فإن تمزق الإقليم بين إداراتين وارد بشدة، حيث طُرح احتفاظ الحزب الديمقراطي، بقيادة برزاني، بإدارة مدينتي أربيل ودهوك، وفي المقابل يدير حزب الاتحاد، في ظل علاقته الجيدة بحكومة بغداد، مدينة كركوك ومحافظة السليمانية. وطالب أعضاء في مجلس السليمانية بفك الارتباط المالي مع كردستان، ووقع ١٢عضوًا بالمجلس على بيان يطالب بعقد اجتماع عاجل لمناقشة تأمين الحكومة العراقية لميزانية المحافظة والوقود فيها. أما برزاني نفسه، وفي ظل الدعوات الشعبية والسياسية لإقالته، فقد أضحى مستقبله في مهب الريح، حتى أن الأمر وصل لدعوة حركة التغيير لإلغاء منصب رئيس الإقليم أصلًا، وتوزيع صلاحياته على رئاسة البرلمان والحكومة. يبدو أن سقوط حلم «الدولة المستقلة»، أو تأجيله، قد يغيران كثيرًا من الأوضاع بكردستان، وفي كل الأحوال، فإن أوضاع كردستان بعد ١٧ أكتوبر ستختلف تمامًا عن الأوضاع قبلها، سواء لحسابات سياسية داخلية أو عبر ضغوط دولية أو حتى لاندلاع انتفاضة شعبية محتملة. في ظل هذه الأجواء المشحونة، تبقى الكلمة للشعب الكردي، فهو الأدرى بمصالحه والأجدر بالتعبير عنها.
قارن صدام حسين مع:
شارك صفحة صدام حسين على