مارلين مونرو

مارلين مونرو

ماريلين مونرو، أو نورما جين مورتنصن كما سُميت عند مولدها (نورما جين بايكر وفقاً لشهادة التعميد، وُلدت في الأول من يونيو ١٩٢٦م في لوس أنجيلوس، وماتت بها في ٥ أغسطس ١٩٦٢، وهي ممثلة ومغنية أمريكية. كانت ستتجه في الأصل إلى مهنة عرض الأزياء، إلى أن وجدها هاورد هيوز وأقنعها بأن توقع عقدها الأول مع شركة أفلام فوكس للقرن العشرين في أغسطس ١٩٤٦. واستطاعت في بداية الخمسينيات أن تصبح نجمة هوليودية ورمزاً جنسياً. شملت نجاحاتها الكبرى أفلام «الرجال يفضلون الشقراوات»، «حكة السنة السابعة»، وأيضاً «البعض يفضلونها ساخنة»، والذي رشحها لجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة كوميدية في عام ١٩٦٠م. ورغم تلك الشهرة المهولة، فقد فشلت مونرو في حياتها الشخصية، ولم تحقق لها مهنتها الرضا النفسي. وقد أثارت وفاتها العديد من الاحتمالات والظنون (انتحار، جرعة زائدة من المهدئات، أو اغتيال سياسي)، ما ساهم في تقوية مركزها كرمز ثقافي. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمارلين مونرو؟
أعلى المصادر التى تكتب عن مارلين مونرو
لستُ «نيجرو» عندك رحلة مع الأرشيف يارا شاهين ١٢ أغسطس ٢٠١٧ لم أتوقع أن تثير مشاهدتي لفيلم «لست نيجرو لك»، أو «لست النيجرو خاصتك.. I am not your Negro» كل هذه التساؤلات والتأملات بداخلي، ليس فقط بعد مشاهدة الفيلم، بل وأثناء المشاهدة نفسها. الفيلم ثري ودسم على عدة مستويات، فكل لقطة محملة بدفقات من المشاعر والأفكار، وكأنه مجموعة من الطبقات المتداخلة، والتي يتطلب الغوص في كل منها تركيزًا شديدًا. أولى الطبقات المتداخلة كان جيمس بلدوين، الكاتب الأمريكي من أصل أفريقي، والذي كان، إلى جانب قيمته الأدبية الكبيرة والهامة، حاضرًا بقوة في حركة الحريات المدنية التي اجتاحت الولايات المتحدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. حاول بلدوين في السبعينيات كتابة كتاب عن رموز تلك الحركة، والذين اغتيلوا جميعًا؛ مالكوم إكس، مارتن لوثر كينج وميدجر إفيرز. لكن كتابه «تذكر هذا المنزل» لم يكتمل، ولم يتجاوز ثلاثين صفحة تتناول مشاهداته للرموز الثلاثة وللحركة ككل. اللغة التي يكتب أو يتحدث بها بلدوين هي أجمل ما سمعت أو قرأت من حيث الحدة والصراحة والسلاسة والانسيابية ووضوح الأفكار. تلك اللغة وتلك الأفكار والكتابات والمحاضرات واللقاءات المسجلة لبلدوين تتملك الفيلم تمامًا، تسيطر عليه، تجعل صاحبها حاضرًا رغم وفاته منذ أكثر من ثلاثين عامًا. كما يزداد حضوره ووجوده أيضًا من خلال صوت صامويل إل جاكسون. يقرأ جاكسون مقتطفات من الكتاب غير المكتمل، يختلط الصوتان معًا فيصبح جاكسون هو بلدوين أو العكس. الأرشيف والماضي لكن الحضور الطاغي لبلدوين، بأفكاره الحادة ولغته الاقتحامية لم يطغ على الحضور الأقوى للصورة والبناء البصري غير العادي في الفيلم، كما قدمه المخرج راؤل بيك. يبحر بيك في مادة ضخمة من الأرشيف؛ الصور الفوتوغرافية الثابتة، الإعلانات، الصحف، تسجيلات المسيرات الكبرى وجنازات القيادات الثلاث المغدورة، أرشيف التليفزيون ولقاءات بلدوين، بل وأيضًا الأرشيف الأكبر، أفلام هوليوود التجارية أو «الماينستريم»، منذ السينما الصامتة، كفيلم «كابينة العم توم» ومرورًا بأفلام الغرب الأمريكي «الويسترن»، المحتشدة بصور القتل والتنكيل بـ«الهنود الحمر»، حتى الظهور الخجول لنجوم السينما من أصول أفريقية، مثل سيدني بواتييه وهاري بلفونتي. كل لقطة منتقاة ببراعة من داخل الأرشيف الواسع ومحمّلة بفكرة يعكسها صوت بلدوين جاكسون، وحتى في لحظات السكتات والصمت تقول الصورة شيئا ما. هذا التوازن الدقيق يجعل كلًا من الصور تقول كلمتها، دون أن تطغى كلمات بلدوين الحادة والمعبرة على ما نراه. يظل لكل من الصور وللكلمات حضورهما الواثق. رغم كل هذا الأرشيف الدسم، ورغم الالتزام شبه المقدس بأن تصاحب كل كلمة من كلمات بلدوين لقطة أو صورة تعبر عنها وكأنها تترجمها للغة بصرية، ولكن يبدو أن المخرج راؤل بيك لم يتمالك نفسه في كثير من اللقطات من تقديم «استعراض للعضلات» لصور شديدة الجمال من كافة أنحاء الولايات المتحدة الآن؛ لقطات طويلة لا تتحدث فيها إلا الطبيعة، تتحرك فيها الكاميرا أمام غابات أو حقول في الجنوب الممتد أو حتى أمام القطارات المعلقة التي تتميز بها ولايات الشمال. ربما كانت هذه اللقطات المطولة أيضًا فرصة لالتقاط الأنفاس واستيعاب كل هذا القدر من الصور والأفكار ومن تداعي المشاعر، خاصة بعد انتهاء بلدوين من سرد قصص معرفته بمقتل كل من قيادات الحركة الثلاث، إكس وكينج وإيفرز. الأرشيف والحاضر الأرشيف، كما استخدمه بيك، هو الفيلم نفسه، وليس مجرد لقطات توثيقية تكمل الناقص ويُربط بينها بذكريات شهود ممن عاصروا الحدث، كما هو الحال في الكثير من الأفلام الوثائقية، ولا حتى كمجرد عنصر يزيد واقعية وحيوية الأفلام الروائية، كما هو معتاد. لا يثير الأرشيف في هذا الفيلم أي مشاعر نوستالجية تستدعي تلك الأيام باعتبارها «أجمل الاوقات»، كما اعتدنا لدى استخدام الأرشيف في السينما المصرية، بل تحمل كل لقطة ومقتطف من الأرشيف معناها الخاص ورسالتها المتفردة، وفي تتابعها يتصاعد الفيلم وينمو، ومع تصاعده تكثر التساؤلات حول الحاضر والمستقبل، لا حول الماضي فقط. للربط بين الماضي والحاضر، وكي لا يتحول الأرشيف لمادة لا تفعل سوى استدعاء النوستالجيا أو مساءلة الماضي، استعان بيك بالفعل بلقطات أرشيفية من أحداث فيرجسون ٢٠١٤، بما تبعها من مسيرات اجتاحت الولايات المتحدة مندّدة بالعنف المنظم ضد الأمريكيين من أصول إفريقية. تشابهت تلك الصور واللقطات إلى حد كبير مع صور أحداث ثورة يناير والـ١٨ يومًا من المواجهات بين الشرطة والشباب الغاضبين في شوارع القاهرة والكثير من مدن مصر؛ الشاب الواقف بشجاعة وحيدًا أمام مدرعة، الحشود التي تتحدى السلاح، ومشاهد التنكيل والعنف كما رأيناها في «محمد محمود» وغيرها من مواجهات الكر والفر. كيف تتشابه لهذا الحد صور التمرد والمواجهات وموجات الغضب في كل مكان وزمان؟ أتذكر فيلمًا ألمانيًا تسجيليًا اعتمد هو الآخر لحد كبير على الأرشيف. يدور الفيلم حول برلين الغربية في الثمانينيات، كمشهد لموسيقى الأندرجراوند وانتشار ثقافة قصة الشعر «البانك». أتذكر مشهدًا بعينه من الفيلم، اندلعت فيه مواجهات شغب مشابهة بين الشرطة والشباب الذي يحتلون المدينة المقسمة والمهجورة في عصر الحرب الباردة، تندفع المدرعة ويواجهها المتظاهرون. أميل على صديقي المصري في قلب دار العرض في برلين لأكتشف أن لدينا نفس الملاحظة «آه، عشان كده كانوا معجبين بالثورة المصرية؛ متعودين على المشاهد دي بقي! » لم يختلف هذا المشهد بين برلين الثمانينيات والقاهرة ٢٠١١ وفيرجسون ٢٠١٤، وكأن موجات التمرد والمواجهة تغذي بعضها البعض، تتأصل في الذاكرة، تنتقل من مكان لأخر وعبر الأزمنة لتصور الشجاعة الفردية وحمى المسيرات الجماعية وعنف قوات مكافحة الشغب، ثم حيرتها وتخبطها أمام الغضب المتصاعد. بعد وصول الفيلم لمنتصفه، واستيعابي لإيقاعه الذي يوازن بدقة بين استدعاء الأرشيف وكلمات بلدوين، انتظرت ظهور صورة أوباما، لتكتمل رحلة الأرشيف الذي يؤرخ لقصة وصول الأفارقة إلى أرض الحلم والموعد، مرورًا بمحطات الاستغلال والقهر ثم الانتفاضات المتوالية. بالفعل، تظهر صورة أوباما وميشيل يوم التنصيب الأول في البيت الأبيض، وسط الحشود الصاخبة، ويسبقها مقطعٌ من إحدى خطب بلدوين تعليقًا على أحد تصريحات روبرت كنيدي، الذي كان مرشحًا رئاسيًا على رأس قائمة الحزب الديموقراطي، وبمفاده فـ«السود يحققون تقدمًا، ويمكن خلال سنوات في المستقبل أن يصل إلى البيت الأبيض رئيس أسود». يعقب بلدوين قائلًا إن من سمعوا تصريح كنيدي في أحياء هارلم قابلوه بضحكات السخرية والمرارة، فـ«بوب كنيدي الذي تواجد على هذه الأرض بالأمس القريب، وها هو على بعد خطوات قليلة من البيت الأبيض بينما نحن في هذا البلد منذ ٤٠٠ عامًا، يخبرنا أننا، إذا أحسنّا السلوك، قد يُسمح لنا بالوصول للبيت الأبيض بعد ٤٠ سنة». تحققت نبوءة كنيدي بالفعل في ٢٠٠٩، ولكن تشكك بلدوين وسخريته كانا في محلهما أيضًا، فالمفارقة كمنت في اندلاع أحداث شغب وعنف في فيرجسون، في الفترة الثانية لحكم أوباما، حيث لا يكتمل حل مشكلة العنصرية في أمريكا دون تصالح الرجل الأبيض مع حقيقة وجود بشر، أو إخوة، أو مواطنين آخرين، لم يرهم ولم يدرك وجودهم على مر السنين، كما يؤكد بلدوين. ذاكرة هوليوود الأرشيف الموازي رغم أنني لم أر الولايات المتحدة قط، ولم أعش بها ولا يومًا واحدًا، لكن كان هناك رافد آخر يغذي ذاكرتي، أنا ابنة القاهرة بأرشيفي الخاص عن تلك البلد، أو لنقل القارة الصغيرة، ويتمثل في مئات الأفلام الأمريكية التي أنتجتها هوليوود، والتي كنت على موعد معها كل يومي سبت وخميس على قنوات التلفيزيون المصري مع برنامجي «أوسكار» و«نادي السينما». وبطبيعة الحال، كانت معظم الأفلام التي استطاع البرنامجان جلبها أفلامًا قديمة ذات حقوق عرض أرخص. كبرتُ مع الأفلام الأمريكية، بأبطالها مثل روك هادسون ودوريس داي ومارلين مونرو وتوني كيرتس. وقعت، ولا أزال، في غرام روبرت ريدفورد وبول نيومان. ثم كانت هناك بالطبع كل الأفلام الغنائية الخفيفة لدين مارتين أو الأفلام الاستعراضية لجين كيلي وفريد أستير، أما الفخر الشديد الذي كان ينتاب مقدمي البرنامج، فكان لدى حصولهم على حقوق عرض فيلم لمارلون براندو مثل «على رصيف الميناء» أو «عربة اسمها الرغبة» وغيرها. كانت هذه نافذتي على بلد لم أره، في عصر بلا إنترنت ولا «أونلاين ستريمينج». أتذكر أنه في إحدى ليالي الخميس عرض برنامج أوسكار فيلم «كارمن جونز»، وهو معالجة لأوبرا «كارمن» لبيزيه. لم أعرف من هي كارمن، ولا من هو بيزيه، لكني كنت قد شاهدت سابقًا فيلم «كارمن» لريتا هيوارت وجلين فورد، وإذ بي أفاجأ أن جميع أبطال الفيلم من الممثلين السود، وعلى رأسهم هاري بلفونتي بالطبع. أتذكر استغرابي من وجود فيلم عن الحب والغيرة والإغراء، بلا ممثلة شقراء أو ممثل ضخم أبيض بعيون زرقاء، كما اعتدت. يتحدث بلدوين عن بواتيه وبلفونتي تحديدًا، وعن عدم استخدام هوليوود لهما كرموز جنسية، كما هو الحال مع باقي الممثلين. في ذاكرتي، ارتبط بواتييه، بوصفه مندوب الأمريكين من أصول أفريقية في هوليوود، بفيلمه الشهير «انظر من قادم للعشاء»، أو حتى الفيلم الشهير «The Defiant Ones»، والترجمة الدقيقة للعنوان هي «المتحديان»، وهي منطقية في حالة قصة عن هاربَيْن من السجن. غير أنني نشأت على أن اسمه، لدى ترجمته للعربية، هو «حطمتُ قيودي»، ويبدو أن هذه الترجمة أتت من تفصيلة أخرى معقدة وثقيلة، فالهاربان أحدهما أبيض والآخر أسود، ويربط بينهما قيد واحد. كانت أجمل لقطات الأرشيف بالنسبة لي هي صورة إحدى المسيرات التي تطالب بالمساواة في العمل، وهناك في واشنطن وقف بلفونتي وبواتيه وبلدوين مع قيادات الحركة، وبجانبهم وقف مارلون براندو. أراشيف متنوعة كما أسلف، يستدعي المخرج أشكالًا متعددة من الأرشيف، مثل أرشيف الإعلانات المطبوعة، والتي يظهر فيها الأمريكي من أصل أفريقي، كخادمة، طباخ، مزارع، سفرجي، مع كافة أشكال العمال أو مقدمي الخدمة للبيض، أما عن الإعلانات التلفزيونية، والتي يبدو أنها ظهرت مباشرة بعد صدور قانون الحريات المدنية، فهي تقدم الأمريكيين من أصول أفريقية بصفتهم «سوقًا جديدة»؛ قوة شرائية جديدة ظهرت وتستطيع شراء المزيد من السلع! كان شريط الصوت في الفيلم بديعًا أيضًا، فبالإضافة لصوت صامويل جاكسون، كانت الأغنيات المصاحبة لكل هذه الوجبة البصرية الدسمة شديدة الجمال أيضًا، وخاصة أن وجود نص مكتوب على الشاشة أنقذني من شرودي المعتاد، وجعلني أتابع كلمات الأغاني، لا الألحان فقط. مع الأسف، لا ذاكرة لديّ لكافة تلك الأغنيات التي استخدمها بيك، والتي يظهر جليًا من كلماتها وإيقاعتها ارتباطُها بمسيرات الستينيات، أو بحوادث قتل رموز وأبطال الحركة وقتها. مرت بذهني خاطرة بمفادها يستطيع المشاهد الأمريكي استدعاء التواريخ والحوادث من الأغاني المصاحبة، تمامًا مثلما يستطيع أي مشاهد مصري، إذا ما ترددت في العمل الفني أغنية «عدا النهار»، توقع أن الحدث القادم سيكون «النكسة». لكن أكثر أرشيف لم أتوقع استدعاءه كان أرشيف ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي الشهير، الـ«إف بي آي»، والذي احتوى على ملفات للكتّاب الأمريكيين، وكان لجيمس بلدوين منها ملفٌ وصل لقرابة الألفين صفحة في عصر إدجار هوفر، بينما لم يتجاوز عدد صفحات ملف ترومان كابوتي مثلا المائة صفحة. حتى في مراقبة الكتاب كانت هناك تفرقة عنصرية! حتى في الكلمات التي تصف بها المؤسسات الأمنية الشخصيات المؤثرة، يتشابه أرشيف الإف بي آي مع أرشيف أمن الدولة المصري، الذي نُشرت بعض وثائقه في واقعة اقتحامه الشهيرة في مارس ٢٠١١. كُتب عن بلدوين أنه ربما يكون خطرًا، وله قدرة تأثير على الحضور أثناء محاضراته، فأتذكر أوراقًا متناثرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بها كلام شديد الشبه عن بعض الناشطين أو الشخصيات الشهيرة. الأرشيف والذاكرة داخل طيات الأرشيف وصوره تتوالى على رأسي الأفكار عن دلالات مثل هذه الصور للأمريكيين البيض المحافظين. كيف يرون تلك الصور الآن وهم يحملون لافتات مكتوب عليها «نعم للعنصرية» أو «ليذهب السود إلى الجحيم»، أو «لا نريد سودًا في أمريكا»، وكأنهم يستدعون من الذاكرة الجمعية الجريمة الأقدم لهذا البلد، إبادة الأمريكيين الأصليين، أو «الهنود الحمر» كما أُطلق عليهم. يتصاعد النداء لإبادة عنصر كامل من عناصر المجتمع، لا لشيء إلا لمجرد إنتهاء دوره في بناء الاقتصاد وتراكم رأس المال هاهي العمالة الرخيصة (وهل هناك ما هو أرخص من العبيد؟) تطالب أيضًا بالوجود! بل يصل الأمر بإحدى السيدات البيض لأن تقول «الله قد يغفر للقاتل أو للسارق، لكنه بالتأكيد لا يرضى أن ينتهي نظام الفصل العنصري». كيف تعايش الأمريكيون البيض مع هذه الصور ومع هذا التراث؟ أستدعي كل الجدالات التي ثارت حول خسارة هيلاري كلينتون للانتخابات، والاتهام الذي وُجّه لليبراليين الأمريكيين بتبني السياسة الهوياتية وإعلائها فوق تناقضات الرأسمالية وأزمات الطبقة الوسطى أو الطبقة العاملة «البيضاء»، والتي صوتت لترامب، لكني أتسائل أيضًا كيف يعيش ذكر أمريكي أبيض ليبرالي غيري الجنس وهو يحمل فوق كتفيه عبء هذه الجرائم، هذه الصور، هذا الأرشيف وهذه الذاكرة؟ كيف يعيش مع الجثث التي دفنت لسنوات، وتنبعث من جديد، على حد قول بلدوين، وها هي «تطاردهم كزومبي كموتى أحياء». نيجرو وأسود ومعضلة الموائمة السياسية رغم كوني بعيدة كل البعد عن عوالم بلدوين وبيك، ظل وقع كلمة «نيجرو» التي تتكرر طوال الفيلم، باعتبارها كلمة لا يليق استخدامها، يثير توتري، ناهيك عن الكلمة الأسوأ المكتوبة على اللافتات، والتي ردّدها المتعصبون طوال لقطات الفيلم، كلمة «نيجر» المستخدمة للتحقير من الأمريكيين من أصول أفريقية، والتي يلي أي استخدام لها اتهامٌ فوريٌ بالعنصرية. أرتبك أكثر عندما أكتب كلمة «أسود»، أبحث عن الكلمة اللائقة والمقبولة الآن، الكلمة الموائمة سياسيًا، وهي «أمريكي من أصل أفريقي»، وأقرر استخدامها، بل أقرر أنه من الواجب استخدامها، رغم طولها وتعقيدها من أجل وصف بسيط جدًا؛ بشر سود البشرة. «نيجرو» هي الأصل اللاتيني للون الأسود، و«بلاك» تعطي نفس المعنى بالإنجليزية، وترجمة الاثنين هي «أسود» ببساطة، أي لون، مجرد لون. كيف حُمّلت كلمة بسيطة جدًا في كافة اللغات، بكل هذا الثقل؟
قارن مارلين مونرو مع:
شارك صفحة مارلين مونرو على