دمشق تنتقد الوجود الأميركي وترفض تشكيل قوة حدودية

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

انتقدت دمشق بشدة أمس (الاثنين)، إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن عزمه تشكيل قوة أمنية حدودية في شرقي سوريا، محذرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعتبر "خائناً" . ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله، إن "سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أميركية خائناً للشعب والوطن، وستتعامل معه على هذا الأساس" . 
ويأتي الموقف السوري غداة إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرقي سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم (داعش)، في تصريح استدعى تنديداً تركياً.
واعتبرت الخارجية السورية، أن الاعلان الأميركي تشكيل «ميليشيا مسلحة في شمال شرقي سوريا، يمثل اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي»، داعية "المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأميركية" .
من جهته، قال الناطق باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون أمس إنه مع تراجع حدة الهجوم على التنظيم، بدأ التحالف مع حلفائه في «قوات سوريا الديموقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية، بتركيز الاهتمام على حماية الحدود.
ومن المقرر أن تعمل هذه القوات وفق التحالف، على تأمين نقاط التفتيش وإحباط أي هجوم معاكس قد يبادر إليه "داعش" .
وأوضح التحالف اليوم في رسالة عبر الانترنت أنه «سيتم العمل على تشكيل هذه القوة تباعاً خلال السنوات القليلة المقبلة»، على أن يكون نصف عددها من المقاتلين في «قوات سورية الديموقراطية»، والنصف الآخر من مقاتلين جدد سيتم تجنيدهم.
وأضاف «ستتمركز قوة الأمن الحدودية على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديموقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات، والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة» من هذه القوات.
وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» من طرد «داعش» من مناطق واسعة في شمالي وشرقي سوريا، بدعم من التحالف الذي دعمها بالغارات والسلاح والمستشارين ونشر قوات على الأرض.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد اتهم المقاتلين الأكراد بـ «الخيانة»، نتيجة تعاونهم مع واشنطن. وردت تركيا بحدة على إعلان واشنطن أمس، معتبرة أنها "تعطي شرعية لمنظمة ارهابية".
وعلى صعيد آخر، أفادت وزارة الخارجية السورية أمس، بأن الجيش السوري أكثر عزيمة وصلابة على إنهاء أي شكل للوجود الأميركي في البلاد، وأدواته وعملائه، وفق ما نقل التلفزيون الرسمي. ويعمل التحالف بقيادة الولايات المتحدة مع الفصائل السورية الحليفة له على تشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد. وأججت الخطوة غضب تركيا من دعم واشنطن لقوات يهيمن عليها الأكراد في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أيضاً أن وزارة الخارجية السورية دانت تشكيل قوة حدودية بدعم أميركي، ووصفته بأنه «اعتداء صارخ» على سيادة البلاد.
من جهة آخرى قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تحاول تشكيل ”جيش ترويع“ على الحدود الجنوبية لتركيا بتدريب قوة حدودية سورية تتضمن مقاتلين من الأكراد، وتوعد بسحق القوة قبل أن تولد.
وقال إردوغان في خطاب في أنقرة ”تصر دولة نصفها بأنها حليف على تشكيل جيش ترويع على حدودنا... ماذا يمكن لجيش الترويع هذا أن يستهدف عدا تركيا؟ وأضاف ”مهمتنا خنقه قبل حتى أن يولد“.
وقال إردوغان ”هذا ما لدينا لنقوله لكل حلفائنا: لا تتدخلوا بيننا وبين التنظيمات الإرهابية وإلا فلن نكون مسؤولين عن العواقب غير المرغوب فيها“.
وتابع قائلا ”إما أن تنزعوا أعلامكم المرفوعة على هذه التنظيمات الإرهابية أو سنضطر لتسليم هذه الأعلام إليكم... ستستمر عملياتنا حتى لا يبقى إرهابي واحد على حدودنا، ناهيك عن 30 ألفاً منهم“.
وقال إردوغان أيضا إن القوات المسلحة التركية أكملت استعداداتها لعملية في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال غربي سوريا وبلدة منبج.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين إن إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.
وكانت روسيا قد بدأت بسحب قواتها من سوريا الشهر الماضي، لكنها قالت إنها ستبقي على قاعدتها الجوية في حميميم بمحافظة اللاذقية إلى جانب منشأة بحرية في طرطوس "بشكل دائم".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا، إن القوات التركية جددت القصف الصاروخي على أماكن بالقرب من مدينة عفرين شمال غرب حلب، مستهدفة مناطق سيطرة القوات الكردية المسيطرة على منطقة عفرين.
كما ذكر المرصد أن منطقة عفرين شهدت في الأشهر الفائتة عمليات قصف متكررة من قبل القوات التركية التي عمدت خلال الشهرين الأخيرين إلى تثبيت نقاط تواجد لها في محيط منطقة عفرين، وعلى تخوم مناطق سيطرة القوات الكردية، بعد دخولها إلى المنطقة وقيامها باستطلاع في ريفي إدلب وحلب.
وفي سياق متصل عقدت مسؤولة السياسة الخارجية فيدريكا موجريني محادثات مع رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري في بروكسل،أمس الاثنين .
يأتى الاجتماع بعد شهر من تحذير الحريري أثناء تواجده في جنيف من أن المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بهدف إيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ 7 سنوات مهددة بشكل خطير وحث المجتمع الدولي على إيجاد سبيل جديد لإنقاذها.
كان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دى ميستورا قد قال في كانون الاول إنه يخطط لعقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف في النصف الثاني من هذا الشهر.

شارك الخبر على