هل تستطيع اللجنة العربية السداسية مواجهة القرار الأمريكي حول القدس؟
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
بدأت اجتماعات اللجنة العربية السداسية المعنية بمتابعة وتقييم التداعيات الخاصة بقرار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، اجتماعها الأول اليوم السبت، بعد أيام من تصويت الكنيست على قانون يمنع التفاوض على أي جزء من القدس.
فهل تستطيع اللجنة العربية مجابهة التحركات الأمريكية والإسرائيلية على أرض الواقع؟ وما الإجراءات التي قد تتخذها؟ وما مصير الصراع العربي الإسرائيلي؟
سبب إنشاء اللجنة العربية السداسية
منذ أقل من شهر وتحديدًا في 9 ديسمبر الماضي، شكلت الجامعة العربية لجنة وزارية سداسية، عقب الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة، لتقييم الموقف وتحديد الخطوات القادمة للدفاع عن وضعية القدس.
وضمت اللجنة كلا من: مصر والأردن، وفلسطين، والسعودية، والإمارات، والمغرب، والجامعة العربية.
ضمن خطة التحرك العربية في الأمم المتحدة بشأن القدس، أقر الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخرا، تشكيل لجنة سداسية لهذا الغرض.
«الخارجية»: نرفض أي قرارات مخالفة للشرعية الدولية
قالت الخارجية المصرية إن اجتماع اللجنة الوزارية السداسية حول القدس بالأردن، يأتي لمتابعة أزمة المدينة، ورفض أي قرارات مخالفة للشرعية الدولية.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن اللجنة ستنظر في كيفية التحرك على المستوى الدولي في المرحلة القادمة، للتأكيد على وضعية القدس وحمايتها بشكل قانوني باعتبارها أحد قضايا الحل النهائي.
وأضاف أن القانون الذي تم اعتماده في الكنيست الإسرائيلية بشأن القدس الموحدة، زاد من تعقيد الموقف، موضحا أن هناك تحركات تتم في الإطار العربي والإسلامي، منها اجتماع اللجنة السداسية في الأردن السبت المقبل.
بكر: أوراق اللعبة ما زالت في يد أمريكا
أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية وخبيرة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن اجتماع اللجنة السداسية، يأتي استكمالا للجهود العربية التي تركز على احتواء ومواجهة الموقف الأمريكي والإسرائيلي بشأن القدس وذلك.
من خلال أمرين، الأول يخص مواجهة قرار ترامب، الذي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي على تفعيله طوال 22 عامًا، فقد صدق الكونجرس الأمريكي في 23 أكتوبر 1995 على قانون يسمح بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعطى الحرية للرئيس بالتوقيع عليه لإقراره، وكيفية التعامل مع هذا الأمر، الذي يعطى لإسرائيل الضوء الأخضر في بناء مزيد من المستوطنات واحتلال مزيد من الأراضي العربية.
أضافت بكر أن قرار ترامب أظهر عدم إمكانية اعتبار أمريكا وسيطا موضوعيا ومحايدا، في المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، نظرًا لانحيازه للطرف المحتل، لذا تأتي الاجتماعات لممارسة مزيد من الضغوط على أمريكا وإسرائيل، عبر تكوين رأي عام دولي تجاههما، وفرض نوع من العزلة الدولية عليهما، الذي بدأ من الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي صوت أعضاؤها -128 دولة- بأغلبية لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومجلس الأمن أيضًا التي استخدمت فيه أمريكا حق الفيتو لوقف أي قرار.
وفيما يخص قرار الكنيست الإسرائيلي، بمنع أي تفاوض على القدس، قالت أستاذ العلوم السياسية، إنه يئد أي فرص في تحقيق مفاوضات سلام بين الجانبين، فإسرائيل اعتبرت القدس ملكًا لها، ولا أحد يستطيع التفاوض عليها، ووسعت نطاق مصادرة الأراضي الفلسطينية، واستخدام المياه الجوفية بها.
وعن كيفية مواجهة اللجنة لما يدور في القدس، أوضحت الدكتورة نهى بكر، أن ما بأيدينا هو يكمن في استمرار إثارة الأمر على المستوى الدولي، وممارسة المزيد من الضغوط، ولكن علينا أن نعي أن أوراق اللعبة ما زالت في يد أمريكا.
نافعة: سحب السفراء من إسرائيل
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اللجنة معنية بمتابعة التداعيات الخاصة بقرار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن اجتماعها هو روتيني من الدرجة الأولى، لكونه يأتي تنفيذا لقرار الجامعة العربية بضرور انعقاده قبل مرور شهر من إعلان تشكيلها.
أضاف نافعة أنه سيتم الاستماع لوزير الخارجية الفلسطيني، ومطالب فلسطين، والخطوات التصعيدية، متوقعًا ألا يتم الاستجابة لتلك المطالبات، نظرًا لمرور العالم العربي بحالة من الانهيار، وعدم قدرته على مجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
تابع: "سيحاول البعض إحباط خطط الفلسطينيين، الدافعة نحو غضب شعبي عربي لصالح القضية".
وأبدى الدكتور حسن نافعة، رغبته في أن تخلص اللجنة، لاقتراح عقد اجتماع طارئ لقمة عربية، بصورة عاجلة، لمواجهة القرارات الإسرائيلية التي تزيد من تعقيد الأمور.
كما تمنى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، صدور قرار عربي سحب السفراء العرب من إسرائيل، بالإضافة إلى وضع حد للتفاوض مع المحتل الإسرائيلي، ولكنه أكد عدم توقعه حدوث ذلك.