موروثنا جذر هويتنا
٤ أشهر فى الإتحاد
يفخر العالم بموروثه، ويعتز بقيمه الإنسانية، لأنها تحمل في الطيات الهوية، وتعبر عن فن الذات الوطنية في رسم صورة الإنسان الكامل، ذلك الحب الذي خلق من ميراثه علامة بارزة تمثل سمات الهوية وروحها، ولونها، جذرها، وسبرها، وسيرتها، وسيرورتها، وبناءها، وأثر الذين نحتوا على تراب الأرض خارطة التطلعات والأمنيات والآمال التي انزرعت في الوجدان شجرة خالدة.مؤسسة محمد بن زايد آل نهيان هي تلك الشجرة الوارفة التي تفرعت، وسمقت، وعانقت نجمة السماء مكتسية من فيض أعمالها الجليلة ما تفتخر به الإنسانية جمعاء، حيث من تلال الرمال الذهبية بزغت نجمة، ثم حلقت في السماء، ثم استدارت بوعي حول القارات الخمس، وصارت جزءاً من كل، كما أصبحت كلاً في أجزاء، ترامت في الوجود دائرة محيطها قلب رجل الإنسانية، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. هذه المعطيات، هذه الانثيالات، وشاح دولة ملكت الألباب بحبٍّ، واستولت على القلوب بشغف العطاء المستديم، حيث غيمة الإمارات لا تكف، ولا يجف معينها عن إمطار العالم بخير جزالته عاكفة على تلاوة التاريخ من حيث بدأ، ومن حيث رسخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فعل الخير للناس جميعاً، مؤمناً، رحمه الله، بأننا في الكل المعافى من دون الفقر والعوز، نقوى ويشتد عود عزيمتها في النمو والتطور، ولا مجال لحياة الجزئيات، ولا فرصة لعيش الطرائق القدد، لأن الله خلق البشرية من طينة واحدة، فلا دين يفرق، ولا عرق يمزق، ولا لون يضيق، بل إن الحياة هي هكذا جاءت، لنكون معاً في الطريق إلى مورد التطور، وتنمية حضارة إنسانية تترعرع على ضفاف أنهار الحب.بهذه السمات والصفات والتوجهات، أراد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أن تكون الإمارات، وتصير مؤسساتها جناحي الطير الذي يرفع جسد الإنسانية إلى حيث تكمن حقيقة النجاة من نار البؤس والأسى، وهكذا أراد سموه أن تصير الإمارات العون والصون لكل إنسان ناله الضنك، وأتعبه الظمأ. مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني هي ذخيرة الإنسان في كل مكان، وهي العضيد السنيد، هي حزام الظهر لكل محتاج أقعده العوز. وجود سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان على رأس مؤسسة ذات إرث وتاريخ في العمل الخيري، وعضيدها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، سيكون لهذا الصرح القويم قوامة العمل الإنساني ذات الشأن والإبداع في العطاء، وتطوير أدوات المؤسسة، وتنمية قدراتها، في استدامة وظيفية تتوازى مع قدرات دولة الإمارات في أعمال الخير، والوقوف دوماً بصرامة وحزم إلى جانب العدالة الإنسانية، وإسنادها، بما تدخره من تراث إماراتي عريق قائم على حب العطاء، والالتزام القيمي بما يسعد البشرية.