زايد بن سلطان آل نهيان

زايد بن سلطان آل نهيان

زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان (٦ مايو ١٩١٨ - ٢ نوفمبر ٢٠٠٤) أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة. كان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في ٢ ديسمبر ١٩٧١ وأسس أول فدرالية عربية حديثة. عمل الشيخ زايد مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون الخليجي فاستضافت أبوظبي في ٢٥ مايو عام ١٩٨١ أول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي. تولى حكم إمارة أبوظبي خلفاً لأخيه شخبوط في عام ١٩٦٦، خلفه في حكم إمارة أبو ظبي ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة. استطاع في عهده خلق ولاء للكيان الاتحادي عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن. كما قام الشيخ زايد خلال أربعة عقود بإنفاق بضعة مليارات الدولارات في مساعدة قرابة الأربعين دولة فقيرة. كما كان له دور كبير في حل المشاكل العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) أثناء النزاعات الحدودية في عام ١٩٨٠ وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بزايد بن سلطان آل نهيان؟
أعلى المصادر التى تكتب عن زايد بن سلطان آل نهيان
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من إعلان قيام «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من استقلال «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق " أكاذيب الإعلام السعودي .. سـلـمــان الــدوســري نـمــوذجـــــاً " قطر بكل مكوناتها مع أميرها الآمر .. وليس «الشيخ المأمور» أصغر طفل قطري يعلم أن «تميم المجد» صمام الأمن والأمان .. .. وهو الضمان لاستقلالية القرار القطري ستبقى قطر الدولة المستقلة .. وليست " الدويلة الدمية " التي تدار من الرياض . للوهلة الأولى، يبدو أن هناك خيوطاً جامعة بين سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة «الشــــرق الأوسط» السابق، الذي خرج مطــــــروداً من منصـــبه فــي شــــهر نوفمــــبر الماضــــي، ونقيـــــــضه غانم الدوســــري، صــــاحب التعليـــــقات اللاذعة، في وسائل التواصل الاجتماعي، خلال برنامجه المسمى «فضفضة»، أولها أنهما «دوسريان»، باعتبارهما ينتميان إلى الدواسر، وثانيهما أنهما سعوديان. لكن الحقيقة أن هناك حدوداً مانعة تفصل بينهما، حــيث الأول محسوب على «الشعب السعودي»، بينما الثاني منسوب إلى «الشعب المُسَعود»! .. وفي الوقـــــــت الـــذي يمـــارس فــيه «ســـلمان» دوره كأحد الأبواق الإعلامية النافذة، المدافعة عن سياسات «المملكة» الناشزة، يقف «غانم» على الطرف الآخر، حيث يعتـــبر مـــن أكثر الناشطين المعارضين، الذين يهاجمون مواقف «المهلكة»، ولعلكم تتفقون معي في ذلك، أليس كذلك؟ .. وبعيداً عن «فضفضة» غانم الدوســــــــري، التي يمتد فـــضاؤها «فوق هام السحب»، اسمحوا لي أن «أفضفض» ما ينبغي «فضفضته» عــــــن سلمان الدوســـــــري، الذي مـــــارس هوايته فـــي التضليل، وســـار في مواكب التطبيل، فكتب مقالاً قبل أيام بعنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر». لقد زعم الكاتب السعودي أن نجاح الوساطة المزعومة المنسوبة لصاحــــبهــــا «الشــــيخ القــــــطـــــــــري» فــــي موضـــــوع الحــــجــــــاج «هزّت أركان الدولة القطرية، وأثارت قلق النظام، وزادت حجم الضغوط السياسية»، زاعماً أن «الدوحة لا تعلم أين سيكون اتجاه الرياح في مقبل الأيام ضدها». .. ولعل التطور الأكثر تحريضاً في الأزمة الخليجية، هو ما تروّجه وسائل الإعلام السعودية، ومن بينها صحـــيفة «الـــــشرق الأوسط» أن «الشيخ القطري» ينوي إعلان حكومة، انطلاقاً من الرياض! .. وما من شك في أن الإقدام على هذه الخطوة التآمرية سيعيد إلى الأذهان الحكومة العميلة التي شكّلها صدام حسين في الكويت، لتشريع غزوه لها، وكانت مجرد حكومة شكلية تابعة للعراق، وكان مصير رئيسها «علاء حسين الخفاجــــي» الحكــــم عليــــه بالإعـــدام، بتهمة الخيانة العظمى، ثم خفف إلى السجن المؤبد، ليقضي بقية حياته خلف القضبان. .. وأعود إلى ما كتــــبه الكاذب السعودي سلمان الدوسري، الذي يقول «إن الدبلوماسية القطرية أخذت على حين غرة، من دخول ما سماها قوى سياسية جديدة على خط أزمة بلادها، بعد استقبال الرياض للشيخ عبدالله آل ثاني، وهذا يفتح باب المفاجآت مستقبلاً على مصراعيه داخل البيت القطري» ... إلخ هذه الخزعبلات! .. ولا عجب من كاتب كاذب، له سوابق عديدة في ترويج الأكاذيب، وتدليس الحقائق، أن يكون موقفه من الأزمــــة الخليـــــجية بـــــهذه الطريقـــــة التحريضـية، فليــــس جـــديـــداً على ســـلمـــان الدوسري أن يكتب بالكذب عن قطر، حيث ســــبق له عنــــدما كان رئيساً لتحرير «الشرق الأوسط» ممارسة التضليل الصحفي، والتلفيق الإعلامي، مما تسبب في خروجه مطروداً من منصبه، بعد تمريره تقريراً ملفقاً، أثار ضجة لا مثيل لها في العراق، منذ قيام التتار بغزو بغداد! لقد نسبت صحيفة «الشرق الأوسط» في شهر نوفمبر الماضي، عندما كان الدوسري يتولى رئاسة تحريرها إلى المتحدث باسم منظمة «الصحة العالمية»، تصريحاً حول «حدوث عشرات حالات الحمل غير الشرعي في الجنوب العراقي»! .. ونقلـــــــت الصحيفـــة الســـعوديـــــة عــــــن ذلك المــــسؤول قـــــولــــــه «إن المناسبات الدينية التي تقام جنوب العراق تشهد اختلاطاً غير منتظم بالوفود القادمة من الخارج، خصوصاً من إيران المجاورة، يصعب على القوات الأمنية السيطرة عليها، بسبب كثرة أعداد المشاركين، مما تسبب في حدوث حالات حمل غير شرعي لأكثر من ١٦٩ امرأة عراقية»! .. وانتشر الخبر الكاذب كانتشار النار في الهشيم، وخصوصاً بعدما سارعت المنظمة الدولية إلى نفي التقرير الملفق، المنسوب على لسان متحدثها الرسمي «غريغوري هارتل»، وأدانت بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تلك الإهانة الموجهة إلى العراقيات، والتي لا تمت لمبادئها بصلة، وهددت بمقاضاة الناشرين. .. وعلى وقع الضجـــــة الـــــتي أثـــــارها التقـــــرير الملــــــفق، طــــــالبت الأوساط البرلمانيــــة والسياسيـــــة العراقيـــة حكومة بلادها بمقاضاة الصحيفة الســـــعودية، وإغــــــلاق مكاتبــــها في الـــــعراق، كما طالب حيدر العبادي رئيس الحكومة بضرورة تقديم اعتذار عن التقرير الكاذب الذي كان مسيئاً للعراقيات. .. ولكل هذه السوابق الغارقة في السواد، في سجل سلمان الدوسري، الذي يعد واحداً من أكثر الصحفيين السعوديـــين هجــــوماً على قــــطر، لن أرد عليه بقلمي، بشأن ما كتبه بعـــنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر»، ولكن سأترك الرد ينساب بقلم كاتب سعودي آخر، كتب مستنكراً فضيحة تلفيق التقرير المسيء ضد العراقيات. .. ويعكس المقال الذي كتبه جاسر دخيل الجاسر المدير العام لقناة الإخبارية السعودية، المنشور في السطور التالية صورة ثلاثية الأبعاد عن واقع الإعلام السعودي، والاستراتيجيات الإعلامية التي تتبناها المملكة في خلافاتها السياسية، وكيفية إدارة مؤسساتها الصحفية، سواء قبل الأزمة الخليجية أو خلالها. .. ولهذا حرصت على نشره، لأنه يكشف كيف تدار الحملات الإعلامية في «مملكة الأكاذيب» ضد من لا يتفقون مع السعودية في سياساتها، وهذا نص المقال, الذي نشر بعنوان «ليستقل الدوسري وتعاقب الشرق الأوسط» المنشـــــــــور يـــــــوم ٢١ نوفمبــــــر المـــــاضي، أي قبل ٣ أيــــام مـــــن إقالة خامس رؤساء التحرير الصحيفة السعودية «ما فعلته صحيفة الشرق الأوسط كان محرجاً جداً لنا، كذبت علناً بكل وقاحة، وظن صاحب القلم أن كذبته ستمر، وسيصدق الناس قوله. .. وعيب ما فعلته يا رئيس تحرير الشرق الأوسط سلمان بن يوسف الدوسري، أنت قبل أن تسيء إلى العراق، اقترفت عيباً بحق المملكة، وبحق خادم الحرمين الشريفين، وقيادة المملكة عموماً، التي تمول الصحيفة، وتدفع راتبك من مال الشعب السعودي. لقد أحرجتنا وأظهرتنا كاذبين أمام كل العالم، لا، بل جعلتنا نقف خجلين من أنفسنا، وكأننا نرمي محصنة بالزنا، دون دليل شرعي، فيرتد الأمر علينا، وبدل أن يقام عليها حد الزنا، يصير لزاما أن يقام الحد على من يرمي المحصنة بالكذب. وأنا لا أطالب بإقامة حد الرمي بالباطل عليك، لكن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة المملكة، ووزارة الإعلام، هو أن تحاسب صحيفة الشرق الأوسط، بكامل مسؤوليها وعلى رأسهم الدوسري، لأنه لم يعد جديراً بها. فالإعلام والصحافة شهادة صدق، والدوسري لم يعد أهلا لشهادة الصدق، حيث يصف القرآن أمثاله بالفاسقين. إن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة السعودية اليوم هو معاقبة الدوسري، وفق القوانين التي تسري علينا في المملكة، ويتوجب على دبلوماسية المملكة الاستجابة لطلب دولة العراق، وتقديم الاعتذار إلى الشعب العراقي الذي أسأنا إليه. ولا ضير من قيام وزير الخارجية عادل الجبير بالاعتذار من العراقيين، وهذا الأمر ربما يعيد إلينا بعض الماء إلى وجوهنا، ويرفع عنا كدولة مسؤولية الموافقة على نشر هذه الأكاذيب». هذا الاعتراف مكتوب بقلم كاتب سعودي معروف وليس بقلمي، أنشره رداً على الأكاذيب التي تلفقها وسائل الإعلام السعودية ضد قطر حالياً، وأريد القول إن أصغر طفل قطري يدرك حقيقة القصة الملفقة التي روجتها صحف المملكة، عن وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني المزعومة. .. وكل طفل في قطر يـــدرك أن الـــــسعودية وتوابعـــــها في دول الحصار فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها، رغم كل وسائل الضغط التي استخدمتها ضد الدوحة، ولهذا لجأت إلى حيلة عبر استدراج أحد أبناء العائلة الحاكمة القطرية لتمرير مخططاتها، بعـــدما تم إعــــداد تمثيلية الوســـــاطة بحبــــكة سيـــاسية ســــاذجة، تحمل في طياتها مضامين تآمرية رديئة. .. وكل طفل من أطفال قطر يعلم أن قصة استدراج الشيخ القطري تمثل قمة الغدر والخداع والتآمر على قطر، وتشكل تجاوزاً ما بعده تجاوز لكل الخطوط الحمراء المتعارف عليها في العلاقات بين الأشقاء. .. وما من شك فـــي أن كل طفل قطري يرفـــــض أن يكــــون مســــــتقبل بلاده رهيــــنة في أيدي الســــعودية وتوابعــــها، ويـــــدرك أن أي شخصية قطرية تتواطأ ضد وطنها ستصبح مكروهة وتضحى منبوذة وتصير ملعونة في أوساط القطريــــين إلى يــــوم الدين، مهـــما علا شأنها، ومهما بلغت مكانتها، ومهما كان حسبها، وأيا كان نسبها. .. ويعلم أصغر طفل من أطفال قطر أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ــ حفظه الله ونصره على كافة الأعداء ــ هو صمـــام الأمــــن والأمــــان لدولتـــنا قطر، وهــو الضمان لاستقلالية القرار القطري، وهو الضامن لحرية المواطن القطري، بعيداً عن الانجرار والانجراف أو الانحراف بالمسار الوطني إلى طريق التبعية. .. ولــــــن يقـــبــــل أي مواطــــــن قطـــــري باستنـــــــساخ تجـــربـــــة «عبدربه منصور هـــادي» فــــي قــــطر، ذلك «الرئيــــس الدمـــية» الــــذي استقـــــــــوى على أبــــناء شــــعبه بالســـعوديــــة، فاســـــتغلته، لتبرير عدوانها على اليمنيين، فأصبح يتلقى الأوامر التي تملى عليه من الرياض، لينفذها بحذافيرها دون تفكير، بل حتى التفكير لم يعد مسموحاً له به! .. وكل طفل من أطفال قطر يعرف ملابسات وجود الشيخ القطري، الذي تم احتجازه في السعودية، وإجباره على الظهور في المظهر الذي ظهر عليه. .. وكل طفل قطري يعلم أن الشيخ تلقى اتصالاً يفيد بوجود إشكاليات تتعلق بأملاكه في حائل، تستدعي ضرورة حضوره شخصياً لتسويتها، وبطيبته المعروفة، وشخصيته المتسامحة المعهودة، تعامل مع الاتصال بحسن نية، وتوجه إلى السعودية، وفور وصوله تم احتجازه، وقطعت الاتصالات معه. لقد تم استدراج الشيخ القطري لإحداث انقسام داخل مجتمعنا المتماسك، بهدف إعادة هيكلة العلاقات القطرية ــ السعودية، بما يتماشى مع توجهات الرياض، التي تسعى لإخضاع الدوحة، لتدور في فلك التبعية السياسية للملكة. .. ويعكس الاحتفاء السياسي والاحتفال الإعلامي السعودي بالشيخ القطري النوايا السعودية الخسيسة، والأهداف التآمرية الخبيثة، التي تحـــــاول المملكـــــة تحقيقـــها، عــــــبر محاولتــــها الشيطانية إلغاء الدولة القطرية المســـــتقلة، وإنـــشاء «دويلــــة» تابعــــة لهـــــا تؤتمر بأوامرها، وتنتهي بنواهيها، كأنها دمية يتم تحريكها من الرياض، مثلما يحركون «دميتهم» عبدربه منصور هادي! .. ويبدو واضحاً أن وسائل الإعلام السعودية تحاول من خلال إظهار الشيخ القطري، المحتجز في المشهد السياسي، ولا أقول عبره ظهوره الإرادي، إحياء أحداث تاريخية أصبحت جزءاً من تاريخ قطر، وماضيها الذي مضى. .. وما من شك في أن استحضار تواريخ الأسر الحاكمة في المنطقة، يفتح ملفات كثيرة تم تسويتها، ولا داعي لنبشها، لأن حقائقها ستوجع «النابشين» قبل غيرهم. .. وما دام «إخوان نورة» يريدون نبش وقائع التاريخ وأحداثه، والتوقف عند تقلباته ولا أقول انقلاباته، ليس في مصلحتهم فتح ملف «الانقلاب الملكي»، الذي أدى إلى عزل الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن الحكم، وهو الملك الثاني في سلسلة ملوك السعودية، على يد شقيقه «الأمير فيصل» في الثاني من نوفمبر عام ١٩٦٤. لقـــــــد تمـــت خطـــوات الانقلاب عــــلى «الملك سعود» من خلال تجريده من صلاحياته الملكية، بحيث يكون ملكاً بلا سلطة، على أن يقوم أخوه «الأمير فيصل» في ذلك الحين، بتصريف شؤون المملكة الداخلية والخارجية، سواء بوجوده في البلاد أو غيابه عنها. .. وعلى إثر ذلك شهدت المملكة صراعاً حاداً على السلطة بين الشقيقين بدأ عام ١٩٥٨، حسمه «الفيصل» لصالحه، وقام بخلع أخيه «الملك سعود» عن الحكم رسمياً، لكن الملك المخلوع لم يستسلم، وظل يطالب بحكمه بصفته «الملك الشرعي»، حتى بعد انتقاله إلى القاهرة كلاجئ سياسي، رغــــــــم أنـــــه كــــان قـــد أرســـل في الثــــالث من يــــناير عـــام ١٩٦٥ كتاب مبايعة للملك فيصـــل، وظهر ذلك جــــليا خــــلال الزيارة التي قــــــــام بــــها الى صنــــعاء في ابــــــريل عام١٩٦٧، والقى خلالها خطابا ضد أخيه الملك فيصل،الذي قام بعزله، ندد فيه بمواقفه المناهضة للجمهوريين في اليمن، وسياساته العدائية ضد الجمهورية اليمنية. .. ومن يدري ربما تم تزييف أو تزوير الكتاب المنسوب للملك سعود، مثلما يقومون الآن بتزييف مواقف الشيخ القطري، الخاضع حالياً للإقامة الجبرية، ولا أحد يعرف مكان تواجده، حيث يقومون بنشر تغريدات منسوبة له، من المؤكد أنه آخر من يعلم بها، وربما لا يتاح له حتى قراءتها بعد إرسالها!. لقد نسبوا للشيخ المحتجز، في حساب «تويتري» تم تسجيله باسمه، يدار بأصابع سعودية تحركها لجانهم الإلكترونية، لجوءه إلى «إخوان نورة»، وهذه مقولة لها دلالاتها في التراث الشعبي السعودي، نسبة إلى الأميرة نــورة بنــــــت عبدالرحـــــمن آل ســـعـود، شـــــقيـــقـــة «الملك المؤسس»، التي كانت تشجع شقيقها على خوض معاركه ضده الآخرين! لكن ينبغي أن يعلم من يحرض على انتهاك سيادة قطر، أن أهلها «إخوان شما»، نسبة إلى الشمم، وهو المكان المرتفع، تعبيراًعن شهامتهم واستناداً إلى عزتهم، وحرصهم على صعود قمم المجد والسؤدد. .. وهذه صفات القطريين جميعاً، الذين يتصفون بكرامتهم الغالية، وعزيمتهم الصلبة العالية التي لا يمكن لأحد كسرها، أو الوصول إليها. .. ولن يتلكأ قطري واحد في الدفاع عن سيادة بلاده، ووجودها وحضورها وحقوقها وثوابتها وأهدافها ومكتسباتها، وسندافع جميــــــعاً عـــن الســــيادة القطــــريــــة، والدبلــــوماسية القطرية، والتجربة القطرية، بكل نجاحـــــاتها، ولــن نسمح لكائن من يكون أن يقمع حريتنا، ويسعى لإلحاق الدوحة بالرياض، أو يحاول سعودة قطر. .. ووفقاً للمنطق الانقلابي السعودي، الذي يروجونه ضد قطر في وسائل إعلامهم، فإن أبناء وأحفاد «الملك سعود» هــــم أصحاب «الحق الشرعي» في حكم «المملكة»، باعتبارهم من ذرية أول أبناء «الملك المؤسس»، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده عام ١٩٥٣، لمدة ١١ عاماً وتم عزله عام ١٩٦٤. .. وفي إطار حديثهم عن التقلبات والمتغيرات التي شهدتها قطر عبر تاريخها السياسي، لإثارة الفتنة داخل الأسرة الواحدة، لا بد من التوقف أيضاً عند الانقلابات الدامية التي شهدتها إمارة أبوظبي، مطلع القرن الماضي، حيث تنقل الحكم بين أبناء «زايد الكبير» بأسلوب دموي، ولم تكن طبيعة الانتقال السلمي للسلطة واردة بينهم على الإطلاق، بعدما تكرر ذلك مراراً في تاريخ العائلة الحاكمة! لقد تصارع على الحكم أبناء زايد بن خليفة آل نهيان، الذي حكم خلال الفترة من (١٨٥٥ ١٩٠٩)، وهـــــو جد المغــــــفور له الشــــيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه. .. وبعد رحيل «زايد الكبير» انزلقت الإمارة في تصفيات جسدية بين أبنائه الإخوة المتصارعين على السلطة، وهم طحنون وحمدان وسلطان وصقر. لقد تولى حمدان بن زايد الكبير الحكم سنوات معدودات، ليتم اغتياله على يد أخيه سلطان بن زايد عام ١٩٢٢، الذي تولى الحكم لمدة ٤ سنوات فقط، انتهت بأن شرب من نفس الكأس المعتادة بين آل نهيان، حيث اغتيل عــــلى يد أخيــه صــــقر عام ١٩٢٦، فتولى الحاكم القاتل حكم الإمارة لمدة عامين فقط، وكالعادة تم اغتـــياله وهو في الحادية والأربعين من عــــمره، في إطــــار سلسلة الاغتيالات السوداء بين الأخوة والأشقاء! .. والمتابع لفترات حكم هؤلاء «الإخوة الأعداء» يعلم جيداً أن الانقلابات الدموية بلغت مبلغاً فالتاً، ولا أقول ملفتاً فحسب، حيث لم يتوقف سيل الدماء بينهم حتى عام ١٩٢٨، عندما تم اغتيال صقر، الذي سبق له قتل شقيقه سلطان، والد الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، وتــــــــم تسلـــيم السلطــــة في شـــهر يناير من ذلك العام إلى شخبوط بن سلطان آل نهيان، فأصبح الحاكم الحــــادي عشر للإمارة، بعدما كان منفياً هو وإخوته في الشارقة، ويقال إنه تم تهـــــريبه إليـــــها بسبب إهدار دمه! .. واستمر هذا الشيخ حاكـــماً لإمارة أبوظبي لمدة ثمانية وثلاثين عامــــاً، حتى الســـادس من أغــسطــــس عام ١٩٦٦، تاريخ خلعه من الحكم، على يد شقيقه الشيخ زايد، بانــــقلاب أبـــيض تم بدعم بريطاني، وبعدها نفي إلى بيروت، ثم انتقل إلى لندن، قبل أن يسمح له بالعودة، ليقضي بقية حياته قيد الإقامة الجبرية في مدينة العين، حتى وفاته عام ١٩٨٩. لقد كان السبب في عزل هذا الحاكم المخلوع رفضه منح امتيازات في أبوظبي للشركات البريطانية، رغم أن عهده شهد تصدير أول شحنة من النفط عام ١٩٦٢، وكان يعرف عن شخبوط الذي عزله الشيخ زايد عداؤه الشديد للإنجليز، ورفضه التعامل معهم. .. وهكــــــذا يتــــضح أن من يحاولون إحياء وقائع التاريخ، وتوظيفها لخدمة أغراضهم السياسية ضد قطر، من خلال استحضار تقلباتها واسترجاع متغيراتها للإساءة إلى قيادتنا وحكومتنا، إنما يمارسون لعبة خطيرة، تشبه قيام أحد «البزران» بقذف الحجارة على الجيران، رغم أنهم جميعاً يقيمون في بيت واحد، مصنوع من زجاج! .. ولعكم تتفقون معي أن من يقيم في بيت زجاجي ينبغي ألا يقذف الناس بالحجارة، أليس كذلك؟! .. وأود التوضيح أخيرا أن هذه العبارة أكتبها بطريقتي الخاصة، وليس كما ينطقها الناشط المعارض «المُسَعود» غانم الدوسري, في برنامج «فضفضة»، أليس كذلك؟! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق « قراقوش» يظهر في أزمة حصار قطر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كل قطري تنبض في عروقه الكرامة لا يقبل بالتنازل عن سيادتنا الوطنية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أدعو كل مواطن لرفع علمنا " الأدعم " فوق سطح منزله تعبيرا عن رفضه قائمة " الدول الأربع " ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم يكن رمضان الذي طوى أيامه قبل يومين، كسائر «الرمضانات» التي عرفناها على مدى تاريخنا، فرغم أن هذا الشهر الكريم يشتهر بأنه حاضنة الانتصارات الإسلامية والعربية، بدءاً من «انتصار بدر», مروراً بفتح مكة، وعين جالوت، وفتح القسطنطينية، وصولاً إلى انتصار العاشر من رمضان، في السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣. .. أقول رغم كل هذه المحطات التاريخية الفاصلة، التي تعكس في مجملها انتصار الخير على الشر، فقــد سعت إرادة الأشـــرار في المنطــقـة، لتحويل أيام وليالي شـهـر رمضـــان المنصــرم إلى منصة للإضرار بدولتنا قطر، دون مراعاة أنه شهر العبادات والصلوات والبركات! .. والمؤسف أنه من رحم الليالي الرمضانية، ولدت «أم الأزمات»، على يد فاعليها ومفتعليها، وسرعان ما تحولت إلى «مسلسل رمضاني» سجل أعلى نسبة متابعة من كل المسلسلات الرمضانية، وما زال المراقبون والمحللون المتابعون يتابعون أحداثه ويتأملون تطوراته الدراماتيكية، الفائقة في غموضها عن أفلام «هيتشكوك»! .. ووسط تلك «الدراما السياسية» التي لا حدود لها، ظهرت على سطح الأحداث شخصية «قراقوش»، ولا أقصد بذلك الأخ الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولــة الإمــارات، ولا أقول «المــؤامـرات» العربية المتحدة، ولكن أعني «والــي عـكــا» أيام الحقبة الأيوبية، الذي اشتهر بأحكامه العجيبة، ومواقفه الغريبة! .. وهذا ما نراه ماثلاً في قائمة «المطالب القراقوشية» المسربة لدول «التحالف الرباعي» ضد قطر، التي تتضمن (١٣) بنداً «قراقوشياً»، أبسط واحد منها ينتهك السيادة القطرية! .. وما من شك في أن ما ورد في القائمة يمثل استخفافاً ما بعده استخفاف بمبدأ أصيل في العلاقات الدولية، وهو السيادة الوطنية، كما يمثل استهتاراً ما مثله استهتار بحق صميم من حقوق الإنسان، وهو الحرية، كما يمثل انتهاكاً لا مثيل له لمبدأ أساسي، بل سيادي، ترتكز عليه الشخصية القطرية، وهو الكرامة الشعبية! .. ومن المؤكد أنه لا يوجــد قطــري واحد تنبض في عروقــه تلك الكرامة المتدفقة منذ أيام «قطري بن الفجاءة» يقبل بالتنازل عن سيادتنا الوطنية، باعتبارها حقا من حقوقنا السيادية، وهذا الحق غيرخاضع لتوجيهات أي دولة، أو توجهاتها أو اتجاهاتها. .. ولا جدال في أن السيادة الوطنية هي مظلتنا الكبرى في قطر، وسنقوم بحمايتها، ولا معنى لأي خطـــوة من خطواتنا في الحـاضــر أو المسـتقـبـل، في الداخــل أو الخـــارج، إذا تعرضت سيادتنا للانتهاك، أو الانكار، وسندافع عنها بكل إصرار، سواء إذا حاول عدو متآمر المســــاس بها، أو سعى «تاجر في البازار» إلى مساومتنا عليها، وكأنها بضاعة رخيصة، أو سلعة بخيسة، تباع وتشترى في أي مجمع من المجمعات! .. ومن الواضح أن بنود القائمة، التي لا أريد سردها، لأنها تسبب لقارئها التقيؤ، وتثير له الغثيان، تتضمن «شروط إذلال»، حيث تشكل في حقيقتها مقدمة لتدخل خارجي سافر في شؤوننا الداخلية، عدا كونها تمثل في مضمونها «إعلان احتلال» لدولتنا المستقلة! .. ووسط ذلك الاختلال، يريد المتآمرون لهذا «البيت القطري» الشامخ أن ينهار، حتى تستفرد ضباعهم بفريستها، والاســـتئثار، ولا أقول الاستثمار ، بثروتنا الطبيعية في حقل «غاز الشمال»، والاستحواذ على مقدراتنا، من خلال تقاسم الوطن وثرواته ــ وما أكثرها ــ وإشباع جشعهم للسلطة والتسلط علينا. لقد لوح «قرقاش» كثيراً في تصريحاته باستخدام ورقة «الطلاق»، وكأنه بهذا الأسلوب يعيد إحياء خبر انفصال «أنجلينا جولي» وزوجها «براد بيت»، من خلال استخدامه عبارة «افتراق الدروب»! لكن ما يدعـــو إلى القـلـق حـقــاً، أنــه لم يحدد «مصير الأبناء»، الذين سـيكــونون ضحية قــرار الانفصــال المتعجل، وأقصد بهم مواطـني الدولتين الشقيقتين، اللتين تجمع بينهما أواصر الأخوة. .. والمؤسف أن بعض «الأزواج» يضربون بعرض الحائط ما بينهم من «أبناء»، وبما كان بينهما من رحمة ومودة وعشرة وعشيرة واحدة، فنلاحظ أنهم يهددون في كل صغيرة وكبيرة باللجوء إلى «الطلاق»، بسبب تركيبتهم النفسية، التي تختلط فيها المشاعر الوسواسية والاستفزازية والهستيرية والعدوانية والاكتئابية، ولهذا نجدهم يتصرفون بلا نضج، مثل «الأطفال»، ويتأرجحون في مواقفهم بين الغيرة والحيرة! .. وعلى العمــوم ما دام «قــرقــاش» اختــار «الطـلاق» ينبغـي عليــه ألا ينســى الالتــزام بواجباته المادية المترتبة عليه «لمطلقته»، لا سيما مؤخر صداقها ونفقتها ونفقة الأبناء! كما ينبغي عليه عدم اصطناع أو تلفيق أي تهمة يستطيع من خلالها التملص من مسؤولياته، وإهدار حق «طليقته» في حضانة أبنائها أو إسقاط الحضانة بلا وجه حق! .. وعلى أية حال فإن «الطلاق» الذي يتحدث عنه «قرقاش» يشبه تماماً موقفك من السكين، حيث يمكنك الاستفادة منها لتقطيع الفاكهة، التي يسمونها «الميوة» في الإمارات، أو استخدامها لقتل شقيقك، كما فعل قابيل مع هابيل، فأيهما تختار؟ .. ومــا من شــك في أن الخلل لا يكمن في الســكين التي تلوح بها في يدك، ولكن في عقلك الذي يسيء استخدامها، ومن المؤكد أن العيب ليس في «ورقة الطلاق» التي يهددنا بها وزيــر الدولــة للشـــؤون الخارجيـــة في الإمــارات، من خلال خطابه البعيد كل البعد عن مقومات الدبلوماسية، ولكن المشكلة في اللسان الذي يستخدمه الإنسان بلا وعي، مهدداً بالطلاق بين شقيقين وليس زوجين! .. ويبدو واضحاً، من خلال القائمة الملعونة ــ ولا أقول الملغومة فحسب ــ ، التي يروج لها «قرقاش» أن أصحابها يحاولون دفعنا دفعاً للوقوع في مأزق وطني لا علاج له، والانزلاق في منزلق سياسي لا خروج منه! .. وما من شك في أن قبول قائمة الشروط المطروحة على قطر يعني خضوعاً لأصحابها، وهذا أمر مرفوض قطرياً ووطنياً وشعبياً وجماهيرياً وخليجياً وعربياً وقومياً وإقليمياً ودوليا، وليس لأي جهة الحق أن تفرض شروطها أو طلباتها، أو توجيهاتها أو أوامرها على دولة أخرى مستقلة. .. وينسى «قرقاش» أن مبدأ السيادة الوطنية يمثل حجر الزاوية في بنية القانون الدولي، بل هو المبدأ الأساسي في تكوين الدولة المستقلة، فلا استقلالية بدون السيادة، ولا سيادة بدون استقلال القرار الوطني. .. وما من شك في أن الدول المستقلة متساوية قانوناً في حقوق السيادة، وليس هناك دولة سيادتها كاملة على أرضها، مقابل أخرى عندها «طشونة» فقط من السيادة، مهما كان الاختلاف بين الدولتين من ناحية المساحة الجغرافية، أو الكثافة السكانية، أو الموارد الطبيعية، حتى لو كان في الدولة الأولى «قراقوش»، وفي الأخرى «قرقاش» وفي الثالثة «قرنقوش»! .. وفي العلاقات الدولية يمكن أن تكون أية خيارات سياسية مطروحة على طاولة النقاش من أجل التطوير، ولا أقول التغيير، إلا السيادة الوطنية، فلا نقاش مع الآخرين حولها، ولا حوار مع الغرباء بشأنها، ولا انتقاص منها، ولا انقضاض عليها، ولا تناقض فيها، لأنها مصانة ومحصنة بمواد القانون الدولي، ولا يرقى إليها جدل، أو وجل، مهما كان الأمر فيه «جلل». .. ولأن أبرز دلالات السيادة الوطنية علم البلاد، باعتباره الراية الجامعة، التي ينطوي تحتها الوطن والمواطنون، أدعو كل مواطن قطري يقرأ مقالي إلى رفع علمنا «الأدعم»، ليرفرف خفاقاً فوق منزله، قبل انتهاء «مهلة الأيام العشرة»، تعبيراً عن رفضه قائمة «الدول الأربع»، القائمة على القوائم الأربع! .. والمؤسف أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات يقوم بدور «حمالة الحطب»، من خلال تصريحاته «وتغريداته»، التي تساهم في إشعال النار في المنطقة، وكأنه بذلك يقوم بنقل الخشب، وتغذية «جهنم» بالحطب! .. ويعــرف الجميع ــ وأولهــم قرقــاش ــ أن القـائمــة المــؤذيــة أو المؤديــة إلى التـنـازل عن سـيـادتنا الوطنية، تمثل انتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، الذي يــؤكــد عـــلى ضــرورة احتـــرام الســيــادة الوطنيــة للدول، كما يعلم أيضاً، هــو وغيره، أن سـلطة دولـتـنـا المـسـتقـلـة داخل ترابها الوطني غيـر قابلــة للتفاوض، ولا تعلوها أي سلطة خارجية أخرى تتسلط عليها. لقد أعطت الدول الأربع المتحالفة ضد قطر لنفسها الحق في ابتداع «شرعية رباعية» موازية وبديلة عن شرعية الأمم المتحدة، وهذا ما يظهر في البنود الواردة في قائمتها العجيبة، وخصوصاً البند المتعلق بمزاعم «مكافحة الإرهاب». أما ما يتعلق بوجود القاعدة العسكرية التركية فهذه ليست بدعة، لأن هناك العديد من القواعد الأميركية والبريطانية والفرنسية الرابضة في دول الخليج الأخرى، الجاثمة على صدورها، بل إن بعض دول المنطقة تبدو بكل مساحتها الشاسعة وكأنها قاعدة عسكرية أجنبية كبرى من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها! .. وحبذا لو أن «قرقاش» يحدثنا عن تفسيره «القرقاشي» لأسباب قيام «السنغال» بإرسال (٢١٠٠) جندي من قواتها المسلحة إلى السعودية، أو مبررات وجود (١٠٠٠) عسكري باكستاني في المملكة، طبقاً لاتفاقية مبرمة بين إسلام أباد والرياض، موقعة منذ عام ١٩٨٠، تم بموجها نشر «لواء مدرع» من القوات الباكستانية لنحو عقد من الزمن، خدم فيه حوالي ٤٠ ألف جندي! أم أن كل هـذا الوجـــود العسكـــري الأجنبي الهــائــل في السعودية حلال عليها، أما تواجـد قــوات تركـيــة في قطـر فهو «رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه»؟! .. وما من شك في أن «القائمة الملعونة» تأتي في إطار محاولات «الدول الأربع» تفكيك إنجازاتنا القطرية، واستهداف مكتسباتنا الوطنية، التي حققناها بإرادتنا على مدى العقدين الماضيين. كما تكشف قائمتهم ذات القوائم الأربع الرغــبة الكــامنة في نفــوسهم لإســكات الصوت العربي الحر، عبر إزالة «الجزيرة» من الفضــاء الإعلامي العالمي، باعتبارها واحدة من أبرز مظاهر الحضارة القطرية، وأهم معالم القوة الناعمة التي تملكها دولتنا المستقلة قطر. .. ووسط كل سطر من سطور «القائمة المجنونة» تشم رائحة «نظام السيسي» تفوح بين بنودها، وخصوصاً البند المتعلق بدفع ما يسمونه «التعويضات» الموهومة، حيث يسعى «فخامة الرئيس» للحصول على «أكبر كمية من الرز»، خاصة أن الموجود في قطر من النوع «البسمتي» الفاخر «طويل التيلة»، أقصد طويل الحبة! .. ولا جدال في أن تلك البنود التي وردت في «قائمة الرز» لا تختلف في غرابتها وعدم واقعيتها عما ورد في صفحات كتاب «الفاشوش في أحكام قراقوش»، الذي أصدره «الأسعد بن مماتي»، وهو أحد الذين عاصروا الوالي المقصود، الذي تصفه القصص الشعبية بأنه كان طاغية غشوماً، ووالياً ظلوماً، متجاهلاً كل عدالة، حتى أنه غدا مضرب الأمثال لكل عسف وجور وفجور! .. ولهذا صار يعرف لدى غالبية الناس، مقترناً بأحكامه الغريبة، التي تناقلها الرواة، وأضافوا عليها بعضاً من النوادر المضحكة، التي نسبت لصاحبها، حتى أصبح بعضهم، حين يشهد تصرفاً غريباً، يطلق عليه «حكم قراقوش»! .. وأستطيع أن أجزم ولا أزعم أن «قراقوش» عاد إلى الحياة نافضاً عن نفسه غبار التاريخ، ليطل برأسه في أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر! .. ومن المؤكد أن الذي قام بصياغة القائمة لا ينتمي إلى هذا العصر، وإنما يعيش في ذلك «الزمن القراقوشي»، خاصة أن بنودها القائمة على الأربع صيغت بأسلوب أرعن، وترتكز على منطق أعرج، وسلوك أهوج، مما يؤكد أن من كتبها مصاب بحالة مرضية يسمونها في علم النفس «جنون العظمة»، دون أن يعلم أنه سيصبح عظاماً، ولن يكون «عظيماً» عندما يتعرض بأي سوء إلى قطر. .. ويخــطئ الأخ الدكتــور أنور قرقـاش وزير الدولة للشــؤون الخارجيـة بدولـة الإمــارات عندما يتعامل معنا وكأنه «وزير خارجية دولة عظمى»، حيث يريد إجبارنا على أن نطأطئ رؤوسنا له، ونقول له سمعاً وطاعة! .. ولهذا نراه يطرح علينا «خريطة الطريق»، التي يحدد لنا من خلالها ما يجوز ولا يجوز أن نفعله، بخصوص سياستنا الخارجية والداخلية، وكأنه بذلك يملك «حق النقض الفيتو» الذي يقتصر استخدامه على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في حين أن أقصى ما يملكه هو حق شرب الكمية التي يريدها من «شراب الفيمتو»! .. والمؤسف أن «قرقاش» يتجاوز في خطابه الذي يوجهه إلى قطر آداب الخطاب الدبلوماسي الرشيد، حيث يدخل في حلقة التهديد، ويسرد في مسلسل الوعيد، وكأنه «سوبرمان» أو رجل من حديد، رغم أن «بيته من جريد»! .. لدرجة أن وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» ـ وهو وزير دولة عظمى ــ طالب في تصريحاته مؤخراً بضرورة تخفيض سقف الخطاب السياسي للإسهام في تخفيف حدة التوتر، مؤكداً أن المطالب المطروحة من الصعب على قطر أن تنفذ معظمها، مشيراً أن الخطوة الإيجابية لحل الأزمة تتمثل في جلوس دول الجوار على طاولة الحوار، وهذا ما تطالب به الدوحة. .. وأشار وزير «الدولة العظمى» إلى أن حلفاء الولايات المتحدة سيكونون أقوى عندما يعملون لتحقيق هدف محدد، يسعى الجميع إلى تحقيقه، وهو «وقف الإرهاب ومكافحة التطرف»، موضحاً أن كل دولة من الدول التي قاطعت قطر لديها ما تقدمه باتجاه تحقيق هذا الهدف. والشــــيء نفســـه قاله زيغمار غابرييل وزيــر الخــارجـيـة الألمــانــي أمس الاثنين، حيث أشار إلى أن قائمة المطالب المقدمة من أربع دول عربية لقطر كشرط لإنهاء مقاطعة تفرضها على الدوحة استفزازية جداً وسيكون من الصعب تنفيذها بالكامل». .. ولو عدنا إلى «تصريحات قرقاش الرعناء»، البعيدة كل البعد عن قواعد التعامل مع الأشقاء، نجد أنه يستحق من خلالها الفوز ــ بجدارة ــ بجائزة أسوأ وزير دولة للشؤون الخارجية في المنطقة، لمراهناته الخاسرة، وتدخلاته السافرة في شؤوننا الخارجية، وسعيه المتواصل إلى تدمير قواعد الدبلوماسية الاماراتية الرصينة، التي أرساها المؤسسون الأوائل، واجتهدوا في جعلها نموذجاً في الاعتدال وليس الاعتلال. .. وينســـى «قـــرقـــاش» أن أشـهـــر وزيــر خــارجـيـة فــي تــــاريـخ الإمـــارات، الذي يوصف بأنه «أبو الدبلومـاســية الإمــاراتية»، وهـــو معالي السيد أحــمد بن خليـفة السويدي، كان من مخرجات قطر. .. ولا أكشف سراً، عندما أقول إن «السويدي» تعلم «ألف باء» السياسة في المدرسة القطرية، حيث عاش في قطر، وكبر فيها، وأكمل تعليمه من خلالها، وسافر إلى العاصمة المصرية مبتعثاً على نفقتها، ليدرس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في القاهرة، ويعود بعد تخرجه عام ١٩٦٦ ليعمل في قطر. .. وعندما بدأ المغفور له بمشيئة الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ طيب الله ثراه ــ في إرساء قواعد الإدارة الحكومية في أواخر الستينيات من القرن الماضي في إمارة أبوظبي، وتنظيمها على أسس عصرية، جمع حوله مجموعة من الشباب المثقفين المتعلمين بنور «المعارف القطرية»، وكان من بينهم معالي أحمد بن خليفة السويدي، الذي أسندت له يومئذ رئاسة «ديوان الحاكم». .. ولأنــه كـــان شـــاهــداً ــ وليس مــشـــاهــداً ـــ على اللحظــات التــاريخـيـة التــي سبقت قيام الدولــة الاتحادية الوليدة، فقد صدح صوته عبر الأثير، ليذيع البيان التاريخي الأهم في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، معلناً قيامها في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١. .. وفي أول تشكيل وزاري على المستوى الاتحادي تولى «معالي السويدي» حقيبة وزارة الخارجية في دولة الإمارات، فأسس قواعدها، واختار كوادرها، وأولاها الرعاية لتقوم بأدوارها على الساحة الدولية. .. وساهم معاليه بجدارة في رسم وتنفيذ السياسة الخارجية الحكيمة، التي ميزت دولة الإمارات في ذلك الحين، من خلال تغليـب الحكمة وروح التعاون مع الأشـقاء، وليس التــآمــر على الإخوة والأصدقاء! .. ومن العيب ــ كل العيب ــ أن يخرج وزيــر الدولــة للشــؤون الخــارجيــة في دولة الإمارات ليهاجم قطر من مكتبه في الوزارة، ناسياً أو متناسياً أن الذي وضع حجر الأساس لقيام وزارته في أبوظبي، كان مواطناً قطري الهوى، إماراتي الهوية. .. وما من شك في أن معالي أحمد بن خليفة السويدي تاريخ مشرف في الدبلوماسية الخليجية والعربية، وينبغي على صغار الدبلوماسيين، أو «المراهقين» العاملين في الخارجية الإماراتية، أن يتعلموا من مدرسته، ويعرفوا أن مسيرته الناجحة في الإمارات ما كان لها أن تنجح لولا الدعم الذي تلقاه في قطر، الداعمة ــ كعادتها ــ لكل الأشقاء في المنطقة. .. ولا جدال في أن السمعة الطيبة التي حظيت بها الدبلوماسية الإماراتية آنذاك، كانت ترجع لمؤسسها ووزير خارجيتها «السويدي»، الذي كان حبه واحترامه لحاضنته قطر بلا حدود، وكان وما زال وسيظل مغرماً بها، وبشعبها، وناسها ورموزها وقادتها. .. ولـــن أقـــول، يا أخــي الدكتــور أنـور قـرقـاش، أين أنت من «دبلـومـاسـيـة الســويـدي الحكيمة»، بل أين أنتم من مدرسته، وسياسته المتزنة المتوازنة الوازنة الموزونة في ميزان الحكمة، بعيداً عن التحكم في شؤون الآخرين؟ .. وفي سياق الحكمة التي أضاعها «قرقاش» في تصريحاته غير الحكيمة، لا أجد ما أختم به مقالي سوى استرجاع أبيات من شعر شاعرة الإمارات الأولى، شقيقة «أبو الدبلوماسية الإماراتية»، الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، رائدة القصيدة الشعبية، التي عاشت في قطر أيضاً، أكثر من ١٥ عاماً، بعد انتقال عائلتهم العريقة إلى الدوحة في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي. .. وتقول الشاعرة الكبيرة التي تعكس في قصائدها جودة أشعارها, وصدق شعورها وتلقائية مشاعرها ما حد شرواية حمولي للهم وأسباب البلايا لاسع سريج الويج يولي في مهجتي وأضنى بحشايا .. وكــأنهـــا بهـــذه الأبـيـات تحكي قصـة قـطـر، وتتحدث بلـســان قــطــر حديثاً معناه بالعربيـــة الفصـحـى، أنه لا أحد مثلي يتحـمل الهـم والبلاء والابتلاء بغدر الأحبــاء، الذي جعل جمرة الحزن لاسعة في داخلي، كالحريق المشتعل داخل الأحشاء! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
رسالة إلى الدكتور «أنور قرقاش» وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم تحرير الجزر لا يبدأ من قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر ليست إمارة تابعة لكم .. وتعاملكم الفوقي لا يصلح سوى في إماراتكم المأمورة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم نسمع أنكم أصدرتم قرارا يمنع أهلنا في الإمارات من التواصل مع أهلهم في إيران ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معالي الأخ الدكتور أنور محمد قرقاش الموقر وزير الدولة للشؤون الخارجية ــ أبوظبي دولة الإمارات العربية المتحدة تحية رمضانية، أزفها إليك في العشر الأواخر من الشهر الكريم، مبادراً بتهنئتك بقرب حلول عيد الفطر المبارك، وكل عام وأهلنا الكرام في الإمارات بكل خير، ومعهم «عبدالله بالخير»! أكتب لكم هذه الرسالة من وهج شعلة الغاز الطبيعي المتوقدة في «حقل الشمال»، الذي يغذي «دولفين للطاقة»، وهو أكبر مشاريع الاستثمارات المشتركة بينـنا وبينكم في المنطقة، حيث ينقل لكم الغاز القطري النظيف عبر أنابيب تحت الأرض، إلى منطقة «الطويلة» في إمارة أبوظبي، ومنها إلى جميع أنحاء دولتكم. .. ومع تدفق «الغاز القطري» في ذلك المشروع الحيوي، ملبياً أكثر مـــــن ٣٠ % من احتــــياجــــــاتكم، حــيــث يضــــخ لكـــــم نحــو ملياري قدم مكعبة، تتدفق كلمات رسالتي بلا انقطاع أو قطيعة أو تقاطع، محاولاً تفكيك «ألغاز» قراركم بقطع علاقاتكم مع قطر بلا مبرر. .. ورغم القطيـــعة، أريـــد أن أطمئنـكـم أننا لا نــنوي قطـــع تلك «الطاقة الحيوية» عنكم، لأننا نقدم الأخلاق على الفراق، ولأن دولتنا لا تتعامل مع الآخرين وفقاً لمصالحــها وعقــــودها فحسب، وإنما بقواعدها وأخلاقها، ومبادئها وقيمها الإنسانية. معالي الأخ الدكتور أنور قرقاش.. لست بحاجة إلى توضيح مشاعري الأخوية تجاهك، فأنت تعرفها أكثر مني، ولا تنس أن في ذاكرة كل واحد منا ذكريات جميلة عن الآخر، وهناك أكثر من «موقف نبيل» صادر من الآخر تجاه الآخر، وكلها تعكس المعدن الأصيل، الذي لا يزيد فيه أو يزايد أحدنا على الآخر. .. وبعيداً عن العلاقة الشخصية التي تربطني بك، منذ أكثر من ٣٥ عاماً، أخاطـبك عبر هــذه الرســــالة بصفتك الرسميــــة، ومثــــلما أحترم دفاعك «التويـــتري» عن موقــــف وطنك الإمارات، ينــــبغي أن تحترم دفاعي عن وطني قطر، حتى الرمق الأخير، وحتى النبض الأخير، وحتى السطر الأخير دون أن يفسد ذلك «علاقتنا التاريخية» ويؤدي بها إلى قطيعة أبدية. معالي الوزير أنور قرقاش.. لقد صرحتم مؤخراً أن عزل قطر قد يستمر سنوات، وأنه ليس لديكم أي نية للتراجـــــع عن موقفـــــكم قريـــبا، وأن الأزمـــة لن تحل قبل أن تغير الدوحة سياستها، وأنه ليس لديكم نية لما سميتموه «طرد قطر» من «مجلس التعاون»! .. وما من شك في أن كل هذا الاستعلاء والاستعداء، والاستكبار والاستهتار بالروابط الأخوية لا يفيد مع قطر، ويؤسفني إبلاغكم أن هذه التصريحات لا تليق أن يدلي بها مسؤول كبير، يتبوأ موقعكم الدبلوماسي المرموق، خاصة إذا علمنا أنكم درستم «السياسة» وتخصصتم فيــــها، لكن خطابكـــــم السياسي لا يحــــمل في طـــياته ذرة واحدة من الدبلوماسية! .. وأريد أن أخبركم أن كل هذا التعامل الفوقي يمكنكم تطبيقه على الفجيرة، وأم القيوين، ورأس الخيمة، وباقي إماراتكم المأمورة، ولكن مع قطر ينبغي أن يكون خطابكم متكافئاً متوازناً محترماً، يحترم سيادتها، ويقدر ريادتها، خاصة أنها ليست إمارة تابعة لكم، من «الإمارات المجبورة» على تنفيذ أوامركم! .. وما دامت لديكم كل هذه الطاقة الفائضة من القدرات الكلامية، والأوامر الاستعراضية، لماذا لا تفرغونها على الساحل الآخر، حيث توجد جزركم المحتلة، التي مضى على احتلالها أكثر من ٤٦ عاماً؟ .. ومن الملاحظ ــ يا معالي الوزير ــ أن قضية الجزر لا تظهر إلا في «بيانات مجلس التعاون»، ولا تحضر إلا في وثائق الجامعة العربية، لكنها تتوارى ــ ولا أقول تستحي من الظهور ــ وتختفي عندما يتعلق الأمر بما يحتويه ملف علاقاتكم الثنائية الوثيقة مع الجمهورية الإيرانية! .. وربـــــما تكــــون مــــــلاحظـــاتـــي ليــــست في محلــــها، ولكـــــن بـــماذا تفسرون عدم حشد طاقاتكم و«تغريداتكم» لتحرير جزركم المحتلة، التي لا تبعد أكبرها وهي جزيرة «أبو موسى» عن حدودكم سوى ٤٣ كيلومتراً فقط، وأعتقد أنها أقرب جغرافياً لكم من الدوحة، التي نراكم تشغلون وقتكم صباحاً ومساء بـ«التغريد» ضدها في حسابكم «التويتري»؟ فلماذا كل هذا «التحشيد» ضد قطر وكأنها تشكل لكم مصدر الخطر؟ .. وما من شك في أن افتعال مشكلتكم مع دولتنا ينعكس سلباً على قضية الجزر، إلا إذا كنتم تعتقدون أن تحريرها يبدأ من قطر! .. ورغم كل جوركم علينا، أؤكد لكم أن قضية جزركم المحتلة متجذرة في داخلنا، متأصلة في نفوسنا، متوهجة في وجداننا، ولا يجوز لكم أو لغيركم التفريط فيها أو التنازل عنها أو التراجع عن تحريرها، مهما طال الزمن. .. ولأن «الطنب» تعني الدعامة، فإنني أعلن من خلال هذه الرسالة دعمي إعلامياً وسياسياً وميدانياً لتحرير «طنب الكبرى» وشقيقتها الصغرى، ومعهما «أبو موسى» فما رأيكم يا «أبا محمد»؟ معالي الوزير الدكتور أنور قرقاش.. لقد مضى على احتلال جزركم ٤٦ عاماً تقريباً، الذي وقع في ٢٠ نوفمبر ١٩٧١، ومنذ ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، لم نسمع أنكم منعتم «إيرانيا» واحدا أو «خودموني» وحيدا من دخول الإمارات، مثلما تفعلون حالياً مع أشقائكم القطريين، ولم نسمع أنكم أغلقتم أجواءكم، وسماءكم، وموانئكم ومنافذكم، و«بارجيلاتكم» الحاضرة في منطقة «البستكية»، هناك في «الشندغة»، أو أوصدتم «درايشكم» وقلوبكم أمام الطائرات والسفن الإيرانية التي تسرح وتمرح في بلادكم، تنقل الإيرانيين وبضائعهم إلى أسواقكم وفنادقكم ومراكزكم التجارية! .. ولو كنتم تريدون حـــقاً تحــــريـــر جـــزركم المحـــتلة لأوقفــــتم التبادل التجاري النشيــــــط مع الـــدولة التي قــــامت باحتــــلالها، وفرضتم المقاطعة الاقتصادية الشـــاملة عليها، كما تفعلون حالياً مع أشقائكم في قطر! .. ولا يحتاج الأمر إلى «آلة حاسبة» لأحسب معكم ــ ولا أحاسبكم ــ حجم عمليات التبادل الاقتصادي التي تتم بينكم مع حكومة طهران بمليارات الدولارات، حيث تعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول للجمهورية الإيرانية التي تحتل جزركم! .. وأستطيع القول بالأرقام إنه خلال الأعوام من ٢٠١١ ــ ٢٠١٤ بلغت التعاملات التجارية بين الطرفين ١٦ مليار دولار، ووصلت إلى حدود ٢٥ ملياراً من الدولارات. .. ويعلم كل المتابعين لشؤون المنطقة أن تبادلاتكم التجارية مع الجمهورية الإيرانية تسير بانسيابية كسيرورة قطارات «المترو» في محطات «دبي»، التي تم افتتاحها في التاسع من سبتمبر عام ٢٠٠٩، وبالتحديد في الساعة (٩٩٩) مساءً وهو المشروع الكبير الذي لا يستفيد منه سوى الجاليات الآسيوية، وفي مقدمتها الإيرانية! .. وتعكس كل هذه الأرقام حقيقة الانسجام والهيام ولا أقول «الغرام» مع الدولة الإيرانية، التي تحتل جزركم، يا أهلنا الكرام! .. وإذا أردتم المزيد فإنني أعيد وأزيد وأقول لكم إنه يعيش حالياً في الإمارات نحو نصف مليون إيراني، أو كما تسمونهم «خودموني»، وتوجد في أوساطهم زيجات بين إماراتيين وإيرانيات، ولم نسمع أنكم أبعدتم أولئك الأمهــــات عن أبنائهــــن من الإمارات، مثلما فعلتم مع الزوجات القطريات! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. إن محاولتكم الالتفاف على استقلالية القرار القطري، بخصوص التعامل مع كثير من الملفات الإقليـــمية، يـــعد نوعاً من أنـــواع التدخل الآمر ــ ولا أقول السافر ــ في شؤوننا الداخلية! .. ومثلما نحترم مواقفكم السياسية المتباينة معنا في ليبيا ومصر وسوريا واليمـــــن والمالديـــف وجيبـــوتي وجزر القــمــــر «وكوكب زحل» وغيــــرها، ينبـــغـــي عليـــكم احترام مواقفنا تجاه القضايا الإقليمية. .. ولا تنسوا أنه داخل البيت الواحد تختلف أذواق الجالسين على «مائدة العائلة»، فهناك من يحب «الجشيد»، وهناك من يطلب «العصيد»، وهناك من يكره «الثريد»، ومسألة تفضيل طعام أو شراب أو ثياب تختلف من شخص إلى آخر. .. وقد يكون الاختلاف نابعاً من نوع الشيء المختلف عليه، أو بسبب شكله أو رائحته، أو بسبب الحساسية أو التحسس من أنواع معينة من «الأطباق» التي تسبب «الإسهال»! .. وفي عالم السياسة هناك من يتمدد في موقفه، وهناك من يتشدد، في الكثير من المسائل، وهناك من تقوم سياسته على «التساهل»، وهذا ما نراه ماثلاً في موقفكم المتساهل مع إيران، التي تحتل جزركم دون أن تفكروا في قطيعتها أو مقاطعتها كما فعلتم مع شقيقتكم قطر. .. ورغم احتلالها جزركم لم نسمع أنكم أصدرتم قراراً يمنع أهلنا في الإمارات من التواصل مع «أهلهم» في إيران، لأي سبب كان، ولهذا يصعب تفسير موقفكم المثـــير، المستعـــصي على التفكير، ضد أشقائكم القطريين، عندما قررتم مقاطعتنا بلا تبرير. معالي الوزير.. أريد أن أحيلكم إلى تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «هيذرناورت»، التي شككت بشدة في دوافعكم لمقاطعة قطر، قائلة إنها مندهشة من عدم كشفكم عن «شكواكم» التي تشتكي من شكوككم! .. وفي أقوى لهجة استخدمتها واشنطن حتى الآن بشأن أزمتكم المفتعلة مع قطر، أكدت الناطقة بلسان وزارة خارجيتها أنه كلما مر الوقت زادت الشكوك بشأن تحركاتكم ضد الدوحة. .. وأضافت المتحدثة الأميركية أنه «في هذه اللحظة ليس أمامنا سوى سؤال واحد وبسيط؟» هل كانت التحركات فعلاً بشأن مخاوفكم إزاء دعم قطر المزعوم للإرهاب، أم هي بشأن شكاوي تعتمل منذ فترة طويلة بين دول مجلس التعاون؟، وهذا ما دفعكم إلى تقديـــم قائمتــــكم أمس، كـــما أعلن «ريكس تيرلسون» وزير الخارجية الأميركية. .. وما من شك في أن التصريحات القوية التي سبـــقت تقــديم «القائمة المشبوهة» تكشف الحقيقة أمام الرأي العام الخليجي والعربي والأميركي والعالمي، وتظهر أن أزمتكم مفتعلة مع قطر، تحركها دوافع مفتعلة، لكنها غير فاعلة، وليست فعالة في إثبات «اتهاماتها الفعولة» ضد الدوحة. .. ولا جدال في أن الصدمة الهائلة التي أحدثتها التصريحات الأميركية في نفوسكم لا تقل عن ردود أفعال ضيوف برنامج «رامز تحت الأرض» الذي تم تصويره في أبوظبي، عندما يفاجأون بظهور تنين «كومودو»، وهو أضخم أنواع السحالي اللاحمة، وله عضة بالغة القوة، ومخالبه القوية تمزق اللحوم الآدمية! معالي الوزير أنور قرقاش.. قبـــــل دعــــوتكـــــــم دول العـــــالم الـــبحث عما تســــمونـــــــــه آلــــية مراقبة لإجبار الدوحة على الالتزام بوضع نهاية لما تسمونه دعمها «الإرهاب»، وفقاً لمزاعمكم وعلى حد قولكم لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أطالب المجتمع الدولي بمراقبة «تغريداتكم» التي تجاوزت حدود «التغريد الدبلوماسي» لتصل إلى صميم التحريض العدائي. .. وطبعاً كل هذا ليس من شيم الأشقاء، ولا من صفات الأصدقاء، ولا يدخل في أعمال «الأعدقاء»! .. ولعل ما يعيد إحيـــاء أســطـــورة «العـــــنقـــاء» قـــولكــــــم إن «حــل الأزمة في الرياض وعند سلمان»، وكنا نتمنى ذلك، ولكن كيف يمكــــــن أن يتحقـــــق ذلك بعـــدما اندفعـــت السعودية دفعاً لتكون طرفاً رئيسياً من أطراف الأزمة؟ .. وما مـــــن شـــك في أن الحــــل المرتقـــــب سيــــكون بمشــــيئة الله «في الكويت وعند صباح»، الذي آثر القيام بدور الحكيم المحايد، وهذا ليس غريباً علــى «أمير الإنسانية»، أما ما يتعـــلق بــــقولكــــم إن «الحل في الرياض» فلا أعتقد أن صاحب أي مشكلة يكون لديه حلها، وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نقول لكم إن حل مشكلتكم المستعصية حول الجزر موجود في إيران، وبالتحديد عند رئيسهم خاتمي في طهران! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. لقد أعلن التحالف الدولي مقتل مفتي تنظيم «داعـش» الإرهابي في غارة جوية على سوريا، واسمه الكامل تركي بن مبارك بن عبدالله البنعلي، وهو مواطن بحريني، رغم إسقاط جنسيته، وهو ليس قطرياً. .. وكما نعلم أن مملكة البحرين حليفتكم في «تحالفكم الجائر» ضد قطر، الذي تزعمون أنه يهدف إلى مكافحة «الإرهاب القطري»، فما قولكم في «الإرهابي البنعلي» المولود في المحرق، في العاشر من مايو عام ١٩٨٣، وهو أقرب المقربين من زعيم «التنظيم الداعــشي»، وكــــان يقوم بدور مركزي في تجنيد الإرهابيــــــين، والدفـــــع بهم للقـــــيام بهجمات إرهابية حول العالم؟ .. والمفارقة أنه تلقى جزءا من تعليمه في إحدى الكليات الإسلامية بالإمــــــارات، قبــــل أن يغـــادرهــــا، متنــــقلاً إلى العــــديد مـــــن الدول المتحالفة ضد قطر، وهي السعودية ومصر، وليبيا واليمن، وقد عمل إماماً لمسجدين في «المحرق»، ومدرساً في إحدى مدارس «الحالة» في البحرين، وأصدر رسائل بحثية متطــــرفة، أبـــــرزها رســالة «مد الأيادي لبيعة البغدادي»! .. ومن المؤكد أن هذا «القيادي الداعشي» لو كان قطرياً لقلبتم الدنيا صخباً وضجيجاً، ولكن لأنه مواطن بحريني الجذور، فقد بلعتم ألسنتكم، وليس لديكم ما تقولونه، خاصة أن «الإرهابي البحريني» تلقى في الإمارات بعضاً من علومه المتطرفة، ولا أقول «علوم الدار»! معالي الأخ الوزير أنور قرقاش.. أراكم تعيبون علينا وجود «عزمي بشــــارة» بين ظهــــرانيـــنا، وهـــو مفكر عربي فلسطيني مرموق، من عرب ٤٨، ودوره في قطر لا يخرج عن إطار نشر الفكر وليس الشــــــر، من خلال موقعه كــــمدير عام «المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات»، ويحسب له ولا يحسب عليه، أنه خرج منفياً من إسرائيل، ملاحقاً من سلطاتها ولجأ إلينا. .. وما أريد قوله إنه ليس «إرهابياً» حتى تخافون منه، ولا يرتدي «حزاماً ناسفاً» حتى ترتعشون من اسمه في الإمارات. لكن ما يجعلــــــني أندهـــــش، ولا أقـــــول إنني أرتعـــــش، أنــــكم تتجاهلون احتضانكم «محمد دحلان» الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين، الذي يوصف بأنه «بندقية مأجــورة»، ولــــــه تاريخ أســـــود في التحريض، والإقصاء والتصفية والإلغــــــــاء، وكان يشغل منـــصب «رئيس الأمن الوقائي» سابقاً، وتم طرده من حركة «فتح»، وهو يقود حالياً صراعاً حامي الوطيس بتمويل إماراتي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طمعاً في السلطة والحكم المتحكم بعيدا عن الحكمة! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. إذا كانت الحكمة قد ولدت في اليونان القديمة على يد فلاسفتها، فإنها «نحرت» ولا أقول انتحرت في المنطقة على يد ساستها، وأخص منهم المتآمرين على قطر، الذين قاطعوها، فقطعوا صلة الأرحام مع شعبها. .. والمشكلة ــ يا معالي الوزير ــ أن المتآمرين على الدوحة يحيطون أنفسهم بمستشارين من شاكلة «محمد دحلان» ينفخون في ذاتهم ــ كالنفاخة ــ أو «البالون»، وهم لا يدركون أنها لا تستوعب من الهواء أكثر من حجمها، وأن النفخ الكثير فيها سيؤدي إلى انفجارها لتحدث صوتاً عالياً «بوووووم»، وأول المتضررين من تمزقها هم أصحابها! .. وعندما نستعرض أسماء الذين يشاركون في التآمر على قطر حالياً، فإننا نستعيذ «برب الفلق من شر ما خلق»، وكان آخرهم المهرج «ناصر القصبي» الذي خرج من بلاده «لاجئاً» عندكم، بسبب ارتفاع منسوب «التطرف» في أوساط المملكة، لدرجة تهديده بالقتل!، .. والمؤسف أن مستوى الفجور في الخصومة عندكم وصل إلى درجة السقوط في مستنقع العيب، بعد إنتاج حلقة هابطة من برنامج «سيلفي»، وتم خلال الحلقة الغمز واللمز فيما يتعلق بالتغيير الوطني في قطر، الذي تم بإرادة الشعب القطري عام ١٩٩٥، ونقلها إلى آفاق التطور. .. وبحكم أنكم درستـــــم السياســـــة، وتحملـــون شهادة الدكتــــوراه فيهـــــا، لا يغيـــب عنكم أن معظـــم دول المنطــــقة تمت فيها تغييرات استدعتها الضرورات الوطنية، ولا يخفى عليكم، بل ليس بعيداً عنكم، تفاصيل «المتغيرات» التي وقعت في السادس من أغسطس عام ١٩٦٦، ونقلت مقاليد الحـــكم في إمارة أبوظبي، من «الشيخ شخبوط»، الذي كان الحاكم الحادي عشر للإمارة، إلى شقيقه الـــــشيخ زايد بن سلطان آل نهيــــان ــ طيب الله ثراه ــ ليقود إمـــــارته إلى آفاق التطور. .. ولا ننسى في السعودية القفزة الهائـــلة التي حقــــــقها الأمـــير الشاب محمد بن سلمان، ليصبح ولياً مباشراً للعهد، بعد صدور «الأمر الملكي» المتضمن إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه، وهذا يدفعني إلى أن أرفع أصدق التهاني القلبية إلى «صاحب السمو الملكي» بمناسبة نيله «الثقة الملكية»، مما يعكس جدارته بالاختيار المستحق المبارك، الذي لقي مباركة شعبية، في الشهر المبارك. .. وعلى هذا الأساس لا يعيب قطر ما جرى فيـــها عام ١٩٩٥، فـــــهذا «شأن داخلي»، تم بمباركة الأسرة الحاكمــــة، وتأييــــد ومبـــاركة الشعب القطري، ولكن العيب ــ كل العيب ــ أن يتجاهل الآخرون وقائع التاريخ التي دارت على أرضهم، ويتناسون الانعطافات الحادة، ولا أقول الجادة، التي شهدتها أنظمتهم! .. وكــــــــان من بينهـــــا محاولة الانقــــلاب على شرعيـــــة الشـــــيخ سـلطان بن محمــــــد القاســــمي، حاكـــــم الشـــــــارقـــة، التي تــــمت بمباركة وتأييد أبوظبي، ولولا تدخل دبي القوي لنجح الانقلاب على الشرعية في إمارة الشارقة، الذي جرت أحداثه في الرابع عشر من يونيو عام ١٩٨٧، عندما قام الشيخ عبدالعزيز بن محمد القاسمي رئيــــس «الحرس الأميري» وقتها، بالاستيلاء على السلطة، مستغلاً غياب شقيقه الحاكم المثقف، الدكتور سلطان القاسمي. .. وعلى وقع هذه الأحداث المؤسفة، توترت العلاقات ما بين إمارة أبوظبي المؤيدة للانقلاب، وإمارة دبي المعارضة له، التي دافعت بقوة عن الشرعية في الشارقة. معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. أعتقد أنكم تتفقون معي أنه لا داعي لأي جهة في المنطقة القيام بالأعمال الصبيانية، التي لا يقوم بها إلا «فريخات الفريج»، عندما يقومون بقذف بعضهم البعض بالطين، مما يكشف عوراتهم أمام الآخرين، بعدما يخلعون ثيابهم المتسخة بالوحل! .. وما من شك في أن قيام فضائية (MBC) السعودية، التي تبث برامجها من فضاء الإمارات، بنشر قاذوراتها في حلقة يسمونها «سيلفي»، يعد انزلاقاً في مستنقع العيب، الذي لا ينسجم مع أخلاق «البيت الخليجي»، ولا يتوافق مع صفات الخليجيين. .. ولا تنسوا أن لدينا قامات درامية كبيرة، سواء في الكوميديا أو التراجيـــــــديا، ونستطــيع إنتـــاج مسلـــسلات تتناول الكثير من التجاوزات غير الأخلاقية، التي وقعت في الإمارات أو غيرها، منها على سبيل المثال لا الحصر، «فضيحة الشيخ» الذي تم تصويره عام ٢٠٠٤ في مزرعتـــــه بالصحـــراء، برفقــــــة أشــــخاص يقـــــومـــون بتعذيب عامل آسيوي موثوق اليدين، وتم بث «الشريط السادي» في قناة (A.B.C) نيوز الأميركية، ليحدث ضجة في الأوساط العالمية، باعتباره يمــثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان في كل مكان. معالي الأخ الوزير أنور قرقاش .. هذه الرسالة ثمرة من ثمار الحقيقة المرة، بل هي نتيجة من نتائج الأزمة الأكثر مرارة، كتبتها إليك حيث ترفرف الرايات القطرية، وترتفع الهامات الوطنية، في البلد الذي تفوح في أرجائه رائحة القهوة العربية، المسكوبة في فنجان النخوة الخليجية. أكتبها إليك من «الشرفة التميــــــمية» المطلة على مياه الخليج، حــــــيث البحر المترامي الأطـــــراف بزرقتـــه الفـــيروزية، وحيث زرقة سماء قطر الصافية، كصفاء قلوب أهلها ومواطنيها وساكنيها. .. ومن خلال هذه الرســـالة التي قاربـــــــــت على نهايتــــها، وضعت النقاط على الحــــــروف، ووضعـــت الحروف على الســــطور، ووضعت السطور على هذه المساحة، وخاطبتكم من خلالها بلسان مواطن قطري، يخاطب أخاه الإماراتي مسترجعاً أيام الزمن الجميل، مستعرضاً الموقف الأخوي «النبيل» بينه وبينه، الذي لا يمحى من ذاكرته، ولا ينسى من ذكرياته، مستطعماً مذاق «الشاي الإيراني» الذي احتسيناه سوياً ! .. وما من شك في أن «النبل موقف أصيل»، لا يمكن أن أقابله أنا وأنت إلا بالشعور الجميل، حتى لو كنا نعيش حالياً في محيط ظلامي، توجهون فيه الاتهامات الباطلة ضدنا بلا دليل. معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. معذرة على جرأتي في مخاطبتك بكل هذه الصراحة، ولكن لي العذر فيها، فقد تعلمنا الجرأة في مدرسة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليـــــفة آل ثاني، حفــــظه الله، وتعلمنا منـــه أن نتمسك بثوابتنا الوطنية، ولا نسمح للآخرين أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، لأنهم ليسوا أوصياء علينا. .. وتعلمنا أيضاً أن الحقيقة قد تغفو أحياناً في منطقتنا المعتلة، بكـــــــل حـــروف العــلة، لكنـــــها لا تمـــوت مطلقـــا، .. وتعلمـــــنا أن البحر مهما كانت أمواجه عالية، فإنها ستكسر على صخور شواطئنا، وتعلمنا بل تعودنا في قطر ألا نكترث من أقوال الحاسدين، أو أفعال الحاقدين، أو مواقف المتآمرين، وأن المستقبل لا يكبر ولا يزهر ولا يزدهر إلا بأفعال الحاضر. .. وتعلمــــــنا من صاحــــب الســـمو «الأميــــر الوالد» ألا نلــتقط الذهب الساقط، والمعدن اللاقط، عندما يكون مطروحــاً على الأرض، حتى لا ننحني! .. وبعيدا عن الانحناء و«رمسات السياسة» المملة، اسمحوا لي أخيراً أن التقط معكم صـــورة «سيلـــفي» نسترجع من خلالها ذكريات الأخوة التي جمعتنا على مدى الأيام الماضية والسنين، متمنياً ألا أجد اسمي بعد هذه المقالة في «قائمة الإرهابيين»! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أسباب غياب "الأمين العام " عن الظهور لتوضيح موقفه من أخطر أزمات " التعاون" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مطالب السعودية و«توابعها» لرفع الحصار عن قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجيل الحالي يهدم ركائز «الجيل الباني» لمنظومة «البنيان الخليجي» لم أجد تفسيراً واحداً حتى الآن لتبرير أو تمرير الموقف السلبي الصادم، ولا أقول الصامت، الذي اتخذه معالي عبداللطيف الزيانــي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، سوى أنه ربما يشكو ـ لا سمح الله ـ من أعراض «العنقز» أو «العنكز»! .. والمعروف أن هذه الحالة تصيب الصغار والكبـــار مرة واحــــدة غالباً في حياتهم، وتكون أكثر قوة إذا أصابت كبيراً، حيث تسبب للمصاب حكة جلدية، مصحوبة بطفح مؤلم، يعقبها ظهور فقاعات صغيرة، ترتكز على قواعد حمراء، مليئة بسائل يصب كالدمع! .. وبعيداً عن دموع الأمهات المحاصرات في قطر، اللواتي انتهكــــت حقوقهن الإنسانية، نتيجة الحصار الجائر، المفروض عليهن من دول «التحالف الثلاثي» وتابعهم «نظام السيــسي»، أود التوضــــــيح ـ رغم أنـــني لست طبيباً ـ أن «العنقـــــــوز» ينتــــشر بســــــرعة عن طريق التلامس أو التنفس أو العطس، ولم أكن أعلم أن عدم الادلاء بالتصريحات الصحفية من أعراض ذلك المرض، ولهذا يبدو ـ والله أعلم ـ أن «الأمين العام لمجلس التعاون» آثر الاعتكاف في مكتبه في الرياض، مفضلاً عدم الظهور أمام الرأي العام، للادلاء بدلوه في ذلك الأمر الهام. .. وتقديراً لهذه الحالة المَرَضية ـ ولا أقول المُرضية ـ فإننا ندعو له ـ ولا ندعو عليه ـ بالشفاء العاجل، ليستأنف نشاطه الحافل، الذي عودنا عليه، حيث برع معاليه في إصـــدار الكــــثير من بيانات الشجب والاستنكار، حول العديد من القضايا الإقليمية، سواء الأزمة اليمنية أو غيرها من الأزمات. .. ولأن علاج «العنقز» يتطلب الراحة التامة للمريض خلال فترة العلاج، فإننا نتفهم أسباب غياب «الأمين العام» عن الظهور العلني، لتوضيح موقفه تجاه أخطر أزمة تواجه «مجلس التعاون» الذي يتولى «أمانته»، وربما يعاني من حالة نادرة من حالات «الخاز باز» التي تمنعه من الكلام! .. وحتى تتضح تفاصيل الصورة حول أسباب الصمت المطبق الذي أصابه ليس أمامنا سوى الاعتقاد أن الأمور التبست على معالي «الأمين العام» وجعلته يعتقد أن قطر هي التي تحاصر السعودية والإمارات والبحرين، ولهذا آثر التروي، بانتظار أن يستأذن الرياض وأبوظبي والمنامة لتحديد موقفه من الأزمة! .. والمؤسف أن معالي السيد «عبداللطيف الزياني» لم يكلف نفسه حتى بزيارة الدوحة، للتعبير عن موقفه، سواء كان سلبياً أو إيجابياً. .. وكــــــنا ومازلنـــا على استــــعداد لإرســــال تذكرة ســــفر صادرة باســــمه ذهاباً وإيــــابـــــاً (الرياض ـ الدوحة ـ الرياض) بالدرجة الأولى على الخطوط الجــوية القطــرية، ليعود بعدهــا عزيزاً معززاً إلى مقره في «الأمانة العامة» الموجود في العاصمة السعودية. .. ويمكن لنا أيضاً إرسال طائرة خاصة له، لضمان عودته بسرعة، لمباشرة عمله، وإن تعذر ذلك كما هو متوقع بسبب إغلاق الأجواء السعودية في وجه الطائرات القطرية، يمكننا إرسال «سنبوك» أو «جالبوت» ينقله من المنـــامة عبر مياه الخليـــــج، وسيجدنا بانتــــظاره فـــــي «ميناء الدوحة» ونحن نغني له أغنية الفنان البحريني الكبير إبراهيم حبيب «دار الهوى دار.. متى نشوفك يا حلو نفرش لك الدار» .. وبعيداً عن الغناء، نتوقف عند البلاء الذي أصاب «مجلس التعاون»، وأثبت أن «أمينه العام» فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر من شقيقاتها الثلاث أعضاء المجلس! .. وهذا الفشل الذريع لا يقل عن إخفاق نظيره «الأمين العام» الآخر المريع، وأقصد «أحمد أبوالغيط» الذي مازال جالساً بجلابيته في «الغيط»، يتابع تداعيات قيام البرلمان المصري بتمرير اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، الذي بمقتضاه ستنتقل السيادة المصرية على جزيرتي «تيران وصنافير» الاستراتيجيتين، الواقعتين بمدخل البحر الأحمر، من القاهرة إلى الرياض. .. ويبدو أن «أبوالغيط» لا يعلم أن قطر دولة عربية، تتعرض لحصار جائر من دول تدعي العروبـــــة، لكنــــها تفــــرض حصــــــاراً ظالماً لا مثيل له على دولة شـــقيقة لها، تشترك معها في اللغة والتاريخ والمصير الواحد، وفي التأثر عند سماع أنشودة «أمجاد يا عرب أمجاد»! .. وما من شك في أن «الأمانة القومية» تقتضي من «الأمين العام للجامعة العربية» أن يتحرك لمعالجة الأزمة، خصوصاً بعد قيام جزر المالديــــف والنيجر بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع دولة عربية اسمها قطر. .. ومـــــن المعيــب أن يكـــــون موقــــــف دول «الاتحــــــاد الأوروبــــي»، وفــــــي مقدمتها ألمانيا، أشرف من مواقف «الأمين العام» الخليجي ونظيره العربي، إلا إذا كان الأخير يعتقد أن قطر، لكونها دولة آسيوية، فهو غير مسؤول عن الدفاع عن حقوقها، لأنه «إفريقي» ولا أقول «فرعوني»! .. ولهذا ينبغي عليها أن تلجأ إلى «الآسيان»، وهو تحالف آسيوي نشأ عام ١٩٦٧، كنوع من الحلف السياسي، لمواجهة انتشار الشيوعية بين دول جنوب شرق آسيا، لكنه سرعان ما اتجه لتحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائه. .. وما من شك في أن هذا التكتل يحترم «الخصوصية السياسية» لكل دولة من دوله الأعضاء العشرة، دون تدخل إحداها لفرض موقفها على الأخرى، حيث يحترم كل عضو من أعضاء «الآسيان» الحقوق السيادية لكل أعضائه، وهذا ما دفعهم لوضع الآليات الكفيلة بتجنيب دول الرابطة أي صراعــــات أو نزاعـــــات، لضـــمان الاستـــقرار الســـياسي بينهم، حتى يتم التركيز على تسريع النمو الاقتصادي، وتحقيق التقدم الاجتماعي، من خلال عملهم المشترك، الذي يقوم على روح التعاون الحقيقي، وليس «التعاون الشكلي» الموجود في «مجلس التعاون الخليجي». .. ولطــــــالـما نظرنــــا إلـــى هــــذا «الميلـــــس» عـــــلى أنـــه الضـــــامن الأول لأمـــــننــــا، وجـــــاءت أزمة حصار دولتــــنا قطر لتصدمنـــــا، بعدما أزاحـــــت الــــستار عن حقيقتـــــــه، حيث كــــشفت الأزمــــــة الحاليـــــــة أن التهديــــدات لأمـــــن دول «مجــلـــــس التعاون» تصـــــــــدر مـــــــن داخـــــله، والمخــــاطـــر الأمنية تتصدر من بعضنا ضد بعضنا الآخر، ولا وجود لأي تهديد خارجي حقيقي، إلا ذلــك الأمن الداخلي المهدد من الداخل الخليجي! .. ولا جــــــــدال فـــي أن الجــــيل المؤسس لمجلس التـــــعاون، وهـــم المغفـــــور لهم بــــــإذن الله الـــشيخ خليفة بن حمد آل ثـاني، وزايد بن ســـلطان آل نهيـــان، وجــــابر الأحـــمد الجابر الصباح، وعيسى بن سلمان آل خليفة، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمهم الله جميعاً ـ سيشعرون بالصدمة لو كانوا أحياء، لما يفعله «جيل الأبناء» بشقيقتهم قطر، لأنهم يجدون أن ما بنوه بإصرارهم وعزيمتهم وتلاحمهم ينهار أمامــــهم، بعدما ســـــاهموا في ترســــيخ دعائم «البنيان الخليجي» في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٨١. .. وها هو «الأمين العام لمجلس التعاون» يفشل في ارتداء القناع الذي ارتداه كثيراً، ويخفق حتى في الظهور العلني، ولا أقول الإعلامي، لتوزيع ابتساماته الصفراء، وإطلاق تصريحاته الجوفاء، التي تحمل في مضمونها الكثير من الهراء. .. وأذكر فيما أذكر أن «معالي الزياني» سُئل ذات مرة في حوار نشرته عام ٢٠١٢ صحيفة «الشرخ الأوسع» عفواً أقصد «الشرق الأوسط» السعودية عن التباين في مواقف دول مجلس التعاون، فيما يتفق بالقضايا الإقليمية والدولية، ومدى اعتقاده أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً أم سلبياً.. وهل هناك آلية لتحديد المواقف.. فأجاب قائلاً بالحرف الواحد «التقييم بهذه الطريقة غير عادل، فنحن ككتلة واحدة نحرص على التنسيق المشترك في المواقف المهمة، والظهور بمواقف موحدة، ولا أذكر أن هناك قضية محورية تهم دول المجلس إلا إذا كان هناك اتفاق حولها». .. ومادام «مجلس التعاون» يسير على التوافق الذي يقوده الى الاتفاق وليس الانفلاق أو الانشقاق، لماذا تتطرف «دولة الأمانة العامة» وتريد قيادة المجلس، وفقاً لمزاجها السياسي، لدرجة منع «الأمين العام» من الادلاء بتصريح يحدد موقفه من أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر؟. .. ورغـــــــــم مــــرور أكـــــثر من أســــــبوعين على الأزمة المفتعلــة ضـــد الدوحـــة، التي تقصف بأركـــــــــــان «المجلس غيـــــر المتعــاون» لـــــم يظـــهــــــر أميـــــنه العام، ولم يبـــــادر حتى بتنفــــيذ ما جـــاء في الآيــــــة العـــــاشرة من ســـــورة «الحجـــــرات» التي يـــقــــول فيها تعالى «إنما المؤمنون أخوة، فأصلحوا بين أخويكم». .. وما من شك في أن هذه الآية الكريمة قلـــيل من لا يحفظـــها من المسلمين، لأنها تــــشير إلى قاعدة عظيمة، وتقرر أصلاً من ثوابت أصول الإسلام، وتؤكد أمراً على جهة التأكيد والإلزام، وهو أن الأخوة تمثل دعامة من دعائم الدين. .. وإذا كان النسب الذي يجمع دول «مجلس التعاون» وشعوبها يمثل اشتراكاً في الدم واللحم، فما بالك بذلك الارتباط الديني، الذي ينبثق من روابط الدين الحق؟ .. ولهذا لا ينبغي على الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن يتنازلوا ــ ولا أقول يتنازعوا ــ عن أخوة المكان، ولا شراكة الإيقان، والكيان الخليجي الواحــــد، إلى فرقة الهجـــــران، واتبــــــاع الشيطان والبحث عن الصولجان! .. ومن المعروف أن الإسلام يجمع ولا يفرق، يقرب ولا يبعد، يوحد ولا يعدد، لذلك نستغرب جميعاً، ونتساءل كيف تقوم «دولة الإسلام» ومهبط الرسالة السماوية بمقاطعة شقيقتها قطر، وتفرض حصاراً جائراً عليها في شهر رمضان، وتقوم بإغلاق المنافذ الجوية والبرية في وجه شعبها، وكل هذا الجور والبهتان يحدث في شهر القرآن؟ .. وإذا كان رب العالمين، الرحمن الرحــيم، مالك يــوم الدين يقول في كتابه الكريم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).. فكيف تتبنى «دولة القرآن» موقفاً متطرفاً، لا يعكس «الوسطية» في التعامل مع الأشقاء في شهر نزول القرآن، رغم أن «المصحف الكريم» هو كتاب السماء، وأحكامه أقوى من قوى البشر، وأعظم من كل تحالفات دول الشر؟ .. وكيف تقوم السعودية بقطع روابط الأخوة التي يحث عليها «الخطاب القرآني»، من خلال حصارها الجائر مع توابعها ضد أبناء قطر، الذين تجمعها بهم روابط الرحم الواحد، والدين الواحد، والرسول الواحد، والإقليم الواحد، والمجلس الواحد، والشعب الواحد، والمصير الواحد، و«البشت» الواحد؟ .. وكيف تقوم بارسال وزير خارجيتها غرباً، وتوجهه بعيداً، بدلاً من إرساله إلى شقيقتها قطر، التي لا تبعد عنها سوى مسافة كيلومترات معـــــدودة لبحث الســــبل الكفــــيلة بإنهـــــاء الخلاف المفتعل؟ .. ولماذا لم ترسل «جبيرها» إلى الكويت، بدلاً من واشنطن، حيث يوجـــد «أمير الإنسانية» الشيخ صباح، الصبوح بوجهه، صاحب المبادرات الصبوحة، الذي بادر بالوساطة لحل الأزمة، عــــــلى أســــــــاس لا غالـــب ولا مغلـــوب، وتمنحه شــــــرف إنــــــهاء أزمـــــة الحـــصار، تقـــــديـــــراً لمبادرته وإنسانيته وشيخوخته، وهو «شيخ الشيوخ» في المنطقة؟ .. ولماذا يقوم «الوزير الجبير»، ولا أقول الأجير، بتغيير استراتيجيات إدارة الأزمة المفتعلة ضد قطر، حيث تحولت «الشروط» إلى «مطالب»، لتتغير بعدها وتصبح «شكاوى» ومن يدري ربما تصبح قريبا مجرد «ملاحظات»! .. ورغم كل هذه المتغيرات في المسميات، أستطيع التأكيد أن «شكاواهم» أو شروطهم لن تخرج في نهاية الأمر عن النقاط التالية، التي تتضمن سقفاً عالياً من الاشتراطات الفوقية، أكثر من علو «برج خليفة» في الإمارات، أوردها فيما يلي ١) إلزام كل قطري باحضار شهادة موقعة من «ضاحي خلفان» تثبت أنه ليس «إرهابيا»! ٢) تغيير اسم «سوق واقف» إلى «سوق جالس»، مع ضرورة أن يكون جالساً على كرسي متحرك، بدلاً من وقوفه شامخاً! ٣) نقل «دورة الخليج» المقبلة من الدوحة إلى القاهرة، لتشجيع السياحة في مصر! ٤) منع القطريين من ارتداء «الغترة» على طريقة «الكوبرا»، لأنها تشجع على «الإرهاب»! ٥) تغيير اسم قنــــاة «الجزيـــــرة» لأنها تســــبب إحــــراجاً لأهلنـــــا في الإمـــارات، وتـــذكـــــرهم بـ «الجزر المحتلة» التي عجزوا عن تحريرها! ٦) إغلاق كل مطعم إيراني في قطر يبيع «جلو كباب»، كمؤشر لقطع العلاقات مع إيران، وبادرة على حسن النية تجاه «دول الحصار». ٧) منع إذاعة أغنية «الله يا عمري قطر» باعتبارها تحرض على «الإرهاب»، مع إجبار المستمعين القطريين على سماع أغاني «عتاب»! ٨) تسهيل بيع «الحلوى والمتاي» في المراكز التجارية القطرية، لدعم الاقتصاد البحريني! ٩) تأييد «حفتر» في ليبيا، لتغيير الانطباع السائد في أوساط القطريين أنه «جنرال حتر»! ١٠) تغيير اسم «فريجنا العتيق» المسمى «أم غويلينة»، وتحويله إلى اســــم ذكــــوري ليصبح «أبو غويلينة»، حتى يشارك بفاعلية في «مكافحة الإرهاب»! ١١) إغلاق الخطوط «القطرية»، وإجبار القطريين على السفر بالدرجة السياحية فقط على الخطوط «السعودية»، وفي حالة زيادة وزن الراكب شخصيا عن ٨٠ كيلو يتم تحويله على رحلات الشحن! ١٢) تعيين «مرتضى منصور» رئيساً للنادي «العربي»، لضمان هبوطه الموسم المقبل إلى دوري الدرجة الثانية! ١٣) منع القطريين من شراء «الخبز» من أي «خــــباز إيرانـــي» في الدوحة، والاكتفاء بشراء البضائع الإيرانية من الإمارات التي تغرق الأسواق الإماراتية! ١٤) مبـــــــادرة قطــــــر لترشيـــح «السيسي» لجـــائزة «نوبل» للسلام، وإغراق ــ ولا أقول إغراء ــ جيبوتي وجزر القمر بالمال السياسي لدعم هذا الترشيح! ١٥) فتح «منافذ آمنة» في شارع «٢٢ فبراير» لتسهيل حركة المرور في ساعات الذروة، مع إعطاء الأولوية للسيارات التي تحمل لوحات سعودية وإماراتية وبحرينية! ١٦) تسليم «بودرياه» زعيم «الإرهابيين» في الخليج، المختبئ حاليا في الذاكرة الشعبية، وتغيير التراث الشعبي القطري باعتباره يتضمن شخصيات «ارهابية». ١٨) إغلاق جميع مصانع «البطاطيل» في قطر، ومنع «العيايز القطريات» من ارتداء «البطولة»، وهي البرقع الذي يغطي الوجه، لأنه مظهــــــر من مظاهر «الإرهاب»، وعــــدم السمــــــاح لكل «عجوز قطرية» للتسوق أو «الشوبنغ» في «شبر بوش» في العاصمة البريطانية! ١٩) تخفيض سعر الريال القطري، وربطه بـ «الجنيه المصري»، بدلا من الدولار الأميركي! ٢٠) عدم التدخل في شؤون «مشيرب»، سواء بهدف تطوير المنطقة أو تعميرها، والإبقاء على النسيج الآسيوي الكثيف المتواجد فيها! ٢١) إجبار المشجعين القطريين على تشجيع الهلال السعودي والعين الإماراتي والمحرق البحريني، بدلاً من أندية السد والريان والعربي. ٢٢) إلزام المشاهدين القطريين بمشاهدة نشرة الأخبار في التليفزيون السعودي فقط، مع ضرورة الانصات إلى الموسيقى التصويرية المملة المرافقة لكل خبر حتى نهاية النشرة! ٢٣) تعييــــــن «أحمد الجارالله» رئيـــسا لتحـــــرير صحيفة «العــــربي الجـــديد»، رغـــم أنه ما يعرف يكتب اسمه! ٢٤) دعوة «نجيب ساويرس» للاستثمار في قطر، ودراسة امكانية افتتاح محل لبيع «البصارة» في «كتارا»! ٢٥) تعيين «عمرو أديب» رئيساً لتليفزيون قطر، باعتباره من رموز المصداقية الإعلامية! ٢٦) تكليف «الهيئة القومية لسكك حديد مصر» بإدارة مشروع «الريل» في قطر، للاستفادة من خبراتها الطويلة في وقوع حوادث تصادم القطارات الأليمة! ٢٧) تعليق صــــورة المنافــــق «مصطفـــــى بكري» في كل مجلـــــس قطري، حتى يقوم الزوار بالبصق على صورته عند دخولهم وخروجهم من المجلس. ٢٨) تعيين «أحمد موسى» رئيسا لقناة «الجزيرة للأطفال»، لقدرته الفائقة على «تخريعهم» .. أقصد تثقيفهم! ٢٩) الالتزام بشراء جميع الكميات المصدرة من «البخور الإماراتي»، تشجيعا للتجارة البينية بين الإمارات وقطر. ٣٠) منع القطريين من «الكشخة» المعروفة عنهم، وحظر قيامهم بشرب شاي «الكرك» في محلات «هارودز» في لندن. ٣١) تعيين «لميس الحديدي» مديرة لفريق «الجمباز» في نادي «باريس سان جيرمان» المملوك لدولة قطر، باعتبارها «جمبازية» من الطراز الأول في الشرق الأوسط! ٣٢) في حال عدم الالتزام بتنفــــــيذ هـــذه المطالب أو الشروط أو «الشـــــكاوى» ستـــقوم دول «التحالف الثلاثي» بتصعيد حصارها الجائر على قطر إلى المستوى الأعلى، مما يعني إجبار كل مواطن قطري على ارتداء «كندورة» لونها «كركمي»، في عيد الفطر المبارك، وكل «حصار» وأنتم بخير! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن زايد بن سلطان آل نهيان مع:
شارك صفحة زايد بن سلطان آل نهيان على