قرى «دسوق» تغرق في الصرف الصحي.. ورئيس المدينة «يصبروا شوية»

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

معاناة حقيقة تعيشها القرى الثلاثة الكبرى "النوايحة، شابة، المندورة"، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، بسبب انتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع بل وامتدادها إلى المنازل أيضًا، وبالرغم من تعدد مطالب الأهالي للمسؤولين بمجلس مدينة دسوق بحل مشكلتهم إلا أنهم لم يعيروا الأهالي أي اهتمام، ولم يجدوا من يستغيثون به، فمياه الصرف الصحي تغرق الشوارع التي تهدد المنازل بالانهيار، لتسرب المياه أسفل المنازل.

قال محمد حمدي، مدرسة بقرية شابة، إن مواسير الصرف الصحي بالقرية متهالكة تمامًا، مشيرًا إلى أن المواسير المتهالكة طولها يقرب من كيلو متر مما يؤدي لتسريب المياه بالشوارع ووصولها للمنازل المُهددة الآن بالانهيار، مضيفًا: "الحياة التي نعيشها غير آدمية بسبب مياه الصرف الصحي التي تسربت لداخل منزلي بصورة سيئة وتقدمت بشكاوى لعدد من الجهات المعنية، وللأسف الشديد لاتوجد استجابة من المسؤولين لا في المجلس المحلي ولا بشركة مياه الشرب ولا المحافظة".

وأضاف السيد عبدالغفار، صاحب سوبر ماركت بالقرية، أن العمل بمشروع الصرف الصحي بالقرية بدأ منذ 7 سنوات ضمن خطة الدولة، لكن لم ينتهٍ حتى الآن بسبب البطئ الشديد من جانب شركات المقاولات التي تتولى عمليات تنفيذ المشروع، خاصة أن هذه الشركات معظمها تعمل من الباطن وبعيدًا عن تدخل الجهات المسؤولة عن المشروع وهو مايتسبب في تأخر الانتهاء من المشروع.

والتقط محمد مدبولي، طرف الحديث، قائلًا: المشكلة هو انتشار العديد من آبار مشروعات الصرف الصحي التي لاتزال تحت الإنشاء مفتوحة على مصراعيها في الشوارع الضيقة بالقرية وبدون أي تأمين أو تغطية من جانب المسؤولين، حيث تحولت هذه الآبار لمصيدة تُهدد حياة وأرواح المواطنين وخاصة الأطفال الصغار الذين يلهون ببراءة بجوارها من السقوط بداخلها مطالبًا بسرعة تدارك هذا الإهمال الجسيم قبل أن نستيقظ على كارثة ووقوع ضحايا أبرياء.

وأشار أحمد أشرف مجاهد، أحد أهالي قرية المندورة، إلى أنهم يعانون من طفح المجاري بشوارع القرية، بالإضافة لطفح مياه الصرف الصحي بالمنازل أيضًا، موضحًا أن منزله ملئ بمياه الصرف لدرجة تمنعهم من الخروج والدخول، بالإضافة إلى غلق عدد من نوافذ المنزل لعدم تحملهم رائحة المياه الراكدة، وذلك على الرغم من أنه يتم نزح المياه يوميًا من منزله إلا أن المياه تزاداد يومًا عن الآخر.

وطالب مجاهد، بلجنة لمعاينة المنازل لترى كميات المياه المتراكمة في المنازل وأسفلها، موجهًا استغاثة للمحافظ وكل المسؤولين لإنقاذ منازلهم من الانهيار، في الوقت الذى أكد فيه علي الحمداوي، موظف حكومي، ومقيم بقرية المندورة، أنه قد قام بالحفر أسفل منزله ليعرف مصدر المياه ولكنه لم يتوصل لأي شيء، مطالبًا بلجنة من المحافظة ومجلس مدينة دسوق لإنقاذ منزله من المياه ومعرفة مصدرها رحمة بأولاده الذين يخشى من انهيار المنزل عليهم، فضلا عن انتشار الأمراض، أما زوجته منى حلاوة، فطالبت الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنقاذ أهالي القرية من الصرف الصحي المنتشر في الشوارع والمنازل وأيضا القمامة التي حاصرهم وتحديدا عند مدخل القرية.

لم يختلف الحال كثيرًا في قرية "النوايحه" عن مثيلاتها، حيث أكد كرم غريب، محام مقيم بالقرية، أن حياتهم أصبحت مهددة بالخطر نتيجة الصرف الصحي الذي تغرق فيه القرية ومحاصرة النفايات لمدخل القرية، فضلا عن قيام البعض بإطلاق الصرف الصحي في الترعة التي يتم منها ري المحاصيل، مما أدى إلى انتشار أمراض فيروسية خطيرة يعاني منها الأهالي، لافتًا إلى أن جدران المنازل بدأت تتشقق بسبب المياه في الشوارع المحيطة، قائلا، "نتكلف الكثير ونحن ننزح المياه من الشوارع على نفقتنا الخاصة في ظل غياب المجلس القروي".

من جانبه، فقد أكد اللواء حمدي الحشاش، رئيس مدينة دسوق، أنه تم بدء العمل بالفعل في قرية المندورة، وذلك بتطهير لخطوط الصرف الصحى بشوارع القرية المندورة قائلا: "والله أحنا شغالين بس الناس تصبر شوية".

وأضاف الحشاش، في تصريحات خاصة لـ "التحرير"، أنه يوجد في المندورة حاليًا فريق عمل للقيام بتطهير خطوط الصرف الصحى بشوارع القرية كل بيارة على حدة حتى يتم القضاء على مشكلة المشكلة بالقرية، لافتًا إلى أنه سيتم أيضًا بحث مشكلات باقي القرى التي تعاني من الصرف الصحي والعمل علي حلها تباعا وفي أقرب وقت بعد مراجعة موقفهم من شركة المياه والصرف الصحي.

شارك الخبر على