تقدم جهود التحرير يطلق التفكير بإعادة إعمار اليمن مأرب برس العرب أطلق التقدّم الكبير المسجّل في تحرير الساحل الغربي لليمن من المتمرّدين الحوثيين وما يحمله ذلك من مؤشّرات بشأن إمكانية إنهاء التمرّد وانتزاع مختلف مناطق اليمن من يد الميليشيا الموالية لإيران، الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب وبدء عملية إعمار واسعة النطاق. وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” إن برنامجا لإعادة الإعمار في اليمن تقوده المملكة العربية السعودية سيبدأ في المحافظات والمدن الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا مطلع ٢٠١٨. وشرحت الوكالة أنّه جرى اختيار سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر ليكون مشرفا عاما على البرنامج. وخلال لقاء جرى في العاصمة السعودية الرياض وجمع الرئيس عبدربه منصور هادي بنائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية أحمد عسيري والسفير آل جابر، أكد هادي أن لجنة التنسيق والمتابعة الحكومية أعدّت تصورا مبدئيا لبرنامج إعادة الإعمار ستجري مناقشته لاحقا من الجهات المعنية. وتشير التقديرات العسكرية للوضع في محافظة الحديدة، إحدى أهمّ المناطق المتبقية بأيدي الحوثيين، إلى تكبّد المتمرّدين خسائر فادحة أفقدتهم القدرة على التواصل والسيطرة وقلبت ميزان القوى لمصلحة المقاومة المدعومة من التحالف العربي والقوات التابعة للسلطات الشرعية. ويُنظر إلى دخول القوات اليمنية المدعومة من التحالف إلى محافظة الحديدية الواقعة على البحر الأحمر والتي تحتوي على ميناء حيوي لإمداد المتمرّدين ولتمويل جهدهم الحربي، على أنّه منعطف كبير في حرب تحرير اليمن من الحوثيين الذين خسروا جهد القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل الأسبوع الماضي على يد مسلّحي الحوثي. وتمكّنت القوات الموالية للشرعية اليمنية، الأحد، من السيطرة على مواقع جديدة في المحافظة المذكورة. ونُقل عن مصادر عسكرية قولها إن معظم المواقع في مديرية حيس باتت تحت سيطرة الجيش والمقاومة عقب معارك عنيفة مع المتمرّدين الحوثيين. خسائر كبيرة للمتمردين بجنوب الحديدة أفقدتهم القدرة على التواصل والسيطرة وقلبت ميزان القوى لمصلحة قوات الشرعية وأوضحت ذات المصادر أن تقدم الجيش جاء تحت غطاء جوي مكثف من قبل قوات التحالف العربي. وشنّ طيران التحالف، الأحد، غارات جوية على تعزيزات عسكرية لمسلحي الحوثي في مديرية المخا على ساحل البحر الأحمر التابعة إداريا لمحافظة تعز جنوب غربي اليمن والمحاذية لمحافظة الحديدة من الجهة الجنوبية. وقال مصدر في المقاومة المدعومة من القوات الإماراتية ضمن التحالف العربي إنّ الغارات دمّرت تلك التعزيزات التي كانت متجهة شمالا لرفد جبهة جنوب الحديدة. ويقول محلّلون عسكريون إنّ استعادة الحديدة تفتح الطريق لاستعادة صنعاء من أيدي الحوثيين، خصوصا وأنّ الجبهة الشرقية للمدينة تشهد بدورها منذ أشهر نشاطا كثيفا ما سيجعل العاصمة محاصرة من أكثر من جهة، إضافة إلى تحفّز أعداد كبيرة من سكّانها للانقضاض على المتمرّدين، وخصوصا من أنصار علي عبدالله صالح والمنتمين لحزبه. وخلّفت الحرب المستمرّة في اليمن منذ قرابة الثلاث سنوات دمارا هائلا في البنى التحتية وشللا في الدورة الاقتصادية. وتأخذ الدول الرئيسة في التحالف العربي القائد للحرب على المتمرّدين الحوثيين بالاعتبار إعادة إعمار البلد كخطوة أساسية في إعادة الاستقرار إليه في مرحلة ما بعد الحرب. وسبق لمصادر مطّلعة على الملف اليمني أن كشفت عن وجود مشروع لإعادة الإعمار قيد الدرس يقوم على مرحلتين، إحداهما عاجلة تقوم أساسا على ترميم المرافق الأساسية وإعادة الخدمات التي انقطعت عن السكان بفعل الدمار الذي طال البنى التحتية، والثانية أطول مدى وتستهدف إعادة تنشيط الدورة الاقتصادية اليمنية بإقامة مشاريع تشمل مختلف القطاعات. وتقول ذات المصادر إنّ الهدف من المشروع خلق يمن مستقر وصلب في مواجهة التطرف وأيضا في ممانعة التدخلات الخارجية والإيرانية تحديدا. وعلى مدار سنوات الحرب في اليمن عملت كلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتّحدة على إرفاق جهدهما الحربي ضدّ المتمرّدين بجهد إغاثي وإنساني ساهم في التخفيف من معاناة المدنيين، كما نجح في وضع عدد من المناطق المحرّرة على سكّة تطبيع الحياة وعودة الاستقرار. وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في تقرير نشرته الأحد، إنّ قيمة المساعدات التي قدّمتها دولة الإمارات لليمن خلال الفترة من أبريل ٢٠١٥ حتى نوفمبر ٢٠١٧ بلغت ما يعادل مليارين و٥٦٠ مليون دولار.وشرحت الوزارة في تقريرها المنشور عبر وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” أنّ تلك المساعدات طالت مختلف القطاعات والجوانب الحياتية من صحة وتعليم وأمن وخدمات أساسية. كما ذكّر التقرير بجهود الإمارات في إعادة إعمار المناطق اليمنية المحررة من خلال مشاريع تأهيل قطاع البنية التحتية الأساسية التي شملت إمدادات التيار الكهربائي ومياه الشرب والصرف الصحي، كما شملت ترميم وإعادة بناء مراكز الشرطة والدفاع المدني في عدن وما حولها وتجهيزها بكل ما تحتاجه من آليات ومعدات حتى تقوم بدورها في حفظ الأمن والاستقرار. أكثر من ٦ سنوات فى مأرب بريس