مدى مصر

مكافحة الإرهاب خلال مدة السيسي الأولى تقدم رغم التمسك بالنمط التقليدي عمر سعيد ٢٣ مارس ٢٠١٨ بدأت ولاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالتزامن مع تطور كبير شهده واقع الجماعات المسلحة العاملة في مصر، هو مبايعة تنظيم «أنصار بيت المقدس» لـ «داعش» وإعلان تحول اسمه إلى «ولاية سيناء» الموالية لـ«الخليفة أبو بكر البغدادي». وانتهت ولاية السيسي مع تطور من الجهة المقابلة بإعلان عمليات «سيناء ٢٠١٨» الشاملة. في الدلتا، نشط عدد من المجموعات الصغيرة وانتهجت العمل المسلح. بدأت ولاية السيسي بعشرات العمليات المتفرقة التي استهدفت بالأساس أكشاك وأبراج الطاقة. ومرت في المنتصف بعملية اغتيال للنائب العام. وشارفت الولاية الثانية على البدء مع خفوت لافت للعمليات المُنفذة من قبل هذه المجموعات. وفي سيناء، سادت تكتيكات رد الفعل على معظم تحركات قوات الأمن. وفي حين كانت أغلب العمليات العسكرية السابقة في سيناء، كسلسلة عمليات حق الشهيد، تستمر دون سقف زمني واضح، فكانت العملية الأخيرة مختلفة، سواء من ناحية الجهات المشاركة، حيث تشارك فيها أغلب أسلحة القوات المسلحة وقطاعات الشرطة، أو من ناحية النتائج، إذ سقط عشرات القتلى من صفوف المسلحين. ومن ناحية رد فعل الجماعات المسلحة، كانت الأمور مختلفة كذلك، حيث اكتفت بعمليات متفرقة تستهدف مركبات عسكرية، وعدد أقل نسبيًا من الضحايا من صفوف قوات الأمن. تبقى معضلة قياس نتيجة المواجهة بين الدولة والتنظيمات المسلحة في غياب الأهداف التكتيكية لدى الطرفين. غير أن عدد من المسارات يمكنها المساعدة في تحديد رؤية ما أقرب للدقة في تشخيص هذه المواجهة. وربما يساعد المسار الأمريكي على هذا القياس.
«سلم نفسك» «قهوة سادة» مقلوبة ما بين مسرحيتين للمخرج خالد جلال، إحداهما نقدت الدولة فأحبها الجمهور، والأخرى نقدت المواطن فحضرها السيسي. هبة عفيفي ٢١ مارس ٢٠١٨ لم تكن مسرحية «سلم نفسك» الاختيار التقليدي ليشاهدها السيسي مع ضيفه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أثناء زيارته للقاهرة مطلع هذا الشهر، فهي ليست فيلمًا وثائقيًا يسرد إنجازات الرئيس أو مكتسبات الحرب على الإرهاب، كغيرها من الأفلام التي تنتج خصيصًا للعرض في المناسبات التي يحضرها الرئيس، كما أنها ليست عرضًا كلاسيكيًا كالذي دعا السيسي ضيوفه إليه فيما مضى، وإنما هي مسرحية كوميدية بالأساس، وهي مشروع تخرج الدفعة الثالثة من ورشة تمثيل مركز الإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية. وهو متاح مجانًا للجمهور على مسرح مركز الإبداع بالأوبرا. دخلت المسرحية متوجسة، فلابد أن تكون أقرب للبروباجاندا السياسية حتى يختارها السيسي ليشاهدها مع ضيفه، ولكنها خالفت توقعاتي. عدا مشهد النهاية الذي بدا لي أنه تم إقحامه في اللحظة الأخيرة تماشيًا مع متطلبات الجمهور «الرئاسي»، ومع أن المسرحية نجحت بالفعل في تمرير أفكار متماشية مع النهج العام لخطابات الرئيس، إلا أن ذلك كان من خلال اسكتشات مسلية وجيدة الصنع، وبشكل غير فج بالمرة. تقع أحداث المسرحية في مدينة فاضلة مستقبلية، يظهر فيها إنسان مصري من العصر الحالي، فتُرفع درجة الطوارئ القصوى تخوفًا من أن يتسبب وجوده في نشر الآفات التي بالتأكيد يمتلئ بها، والتي اندثرت من المدينة. يصمم «القائد الأعلى» للمدينة والقيادات الأمنية على قتل الإنسان المتسلل تفاديًا لشروره، ولكن تعارضهم قائدة الفريق العلمي، التي ترى أن على المدينة علاجه وليس قتله. وفي سبيل اكتشاف طريق العلاج تَفتح الملفات المختلفة في عقله لتأخذنا لاسكتشات تمثل كل منها خطيئة أو آفة من آفات المجتمع المصري الحالي، حتى تصل إلى الملف الوحيد الإيجابي في النهاية. تتبع المسرحية التركيبة التي عرف بها المخرج خالد جلال، وهي اسكتشات تتطرق كل منها لمشكلة اجتماعية، وذلك في إطار قصة عامة. تقترب الاستكتشات من مدرسة محمد صبحي التي تترَّحم على تدهور الأخلاق وتدهور حال الأمة، إلا أن مسرحيات جلال تتضمن قدرًا لا بأس به من التجديد، خاصة لاعتماده على مواهب ناشئة، يدين الكثير منهم بانطلاقه بعد ذلك لمسرح خالد جلال. رغم توجسي اندمجت مع الاسكتشات التي كانت مبتكرة ومتقنة ومضحكة وبإيقاع محبوك، ما جعلني أميل للتغاضي عن الواعظ الأخلاقي الواضح فيها، حتى جاء مشهد النهاية، وأصبحت الرسالة مباشرة أكثر من قدرتي على التغاضي. قبل ذهابي لمشاهدة العرض، لم أكن ملمِّة بأعمال المخرج، إلا أني عندما ذكرت اسمه أمام بعض الأصدقاء، وجدتُ رد فعل ينم عن انبهار وتقدير، بسبب ارتباط اسمه في ذاكرتهم بمسرحية «قهوة سادة»، التي فضلًا عن طزاجتها الكوميدية في ذلك الوقت (٢٠٠٨)، كانت تعتبر جريئة إلى حدٍ ما، ما دفعهم للاندهاش أن يكون صانعها، هو نفسه من فناني البلاط الآن. ظاهريًا، تبدو المسرحيتان من نفس المدرسة، إلا أن فارقًا طفيفًا في مضمون الرسالة، جعل الأولى تعتبر مسرحية جريئة تواجه السلطة، والثانية مناسبة للعرض أمام الرئيس السيسي وضيفه الملكي. تبدأ مسرحية «قهوة سادة» بمشهد عزاء ونحيب حدادًا على اندثار القيم الممثلة في كل اسكتش. بالرغم من عدم توجيهها أصابع اتهام صريحة للدولة، إلا أن اسكتشات قهوة سادة كانت تظهر المواطنين كضحايا للمشاكل المعروضة، ملمّحة في بعضها باللوم على السلطة والدوائر التابعة لها. فمثلًا في أحد الاستكتشات نرى رجال الأعمال في الجامع يدعون الله، بشكل يُظهر انفصال همومهم عن هموم المواطن، فيشكو أحدهم بطء سيارته الفارهة، أو حيرته في تصميم حمام السباحة الجديد، وآخر، يُلمح لفساده الشخصي، يدعو بأن يستقر المزاد عليه بعد أن «عمل اللي عليه»، ورشى اللجنة بأكملها، وآخر يدعو أن يتمكن من شراء الهرم وأبو الهول، في إشارة لفساد الخصخصة، بينما يسخر اسكتش آخر من انبطاح مصر أمام السيطرة الخليجية، فيظهر رجل خليجي يصمم على إقحام أبطالًا خليجيين على كل قصص البطولة في التاريخ المصري. بالنسبة للشباب، كانت «قهوة سادة» متعاطفة مع صعوبة ظروفهم. في أحد اسكتشاتها مثلًا تصوّر شبابًا متطلعًا لأحلامه على متن مركب هجرة غير شرعية قبل أن يغرقوا. في آخر نرى غلاء الأسعار الذي يجعل كل متطلبات الحياة أحلامًا صعبة المنال، بداية من إيجاد مكان للسكن، للخدمات الطبية، وحتى دفن الموتى. أما في «سلم نفسك»، فحدثت معالجة مختلفة لنفس الموضوع، بحيث تلقي اللوم على المواطن وليس الحكومة، فتختار الحديث عن «التبذير» بدلًا من الحديث عن غلاء الأسعار، فنرى سيدة تُرهق زوجها بطلبات غير منطقية، وفي نهاية المشهد بعدما نتعاطف معه نجده هو الآخر يحمل ١٠ تليفونات محمولة، بما يتماشى مع فحوى الخطاب الرئاسي بطلبه من المواطنين طوال الوقت أن يرشدوا صرفهم ويتحملوا بجَلد التدهور المستمر للحالة الاقتصادية. في اسكتش آخر نرى برنامجًا تليفزيونيًا بعنوان «انت عايش ليه؟»، يطلق الشائعات، و يصدّر الكآبة للمشاهد بعرضه سلبيات، وهو ما يتماشى مع انتقاد الرئبس للإعلام في مواقف كثيرة. هكذا، وبشكل دؤوب تحاول الاسكتشات تسليط الضوء، على فشل المواطن، لا على مشكلة عامة، ولا على فشل حكومي مثل سابقتها. متطرّقة لمشاكل تعتبر فرعية، كالنميمة، إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، «الفَتْي»، وغير ذلك، وليست مثل اختيارات قهوة سادة، التي حاولت لفت الانتباه لمشاكل رئيسية في المجتمع المصري. لكن حتى في نقدها للمواطن لم تكن المسرحية متسقة مع مبادئها. فبعد أن تعيب قمع النساء، والحكم الأخلاقي عليهن، تعود في مشهد آخر، يظهر خطورة الأثر المحتمل لاختلاط ذلك الإنسان المتسلِّل بسكان المدينة، بعد ٥٠ سنة، فتدلل على انحدار الأخلاق باحتفاء أب بكون إبنته «شمال» وترتدي ملابس كاشفة، وكون أخرى تعمل راقصة، في إعادة إنتاج لذات الأحكام الأخلاقية التي انتقدتها المسرحية. نجحت المسرحية في تمرير هذه الرسائل باسكتشات مسلية من صنع فريق العمل الموهوب، والتي تضمنت أغاني واستعراضات، علِق بعضها في ذهني لأيام. كان الأداء والكتابة الجيدة جديران بخروجي بانطباع إيجابي عنها، إلا أنها في النهاية اتخذت منحى مفاجئ، أحبطني وصدمني. فبعدما حافظت طوال ساعتين على خط منضبط يسمح بتمرير الرسائل بشكل ذكي، مع الحفاظ على مستوى فني معين، انفجرت ماسورة البروباجاندا في آخر ١٠ دقائق، ما إن نجحت العالِمة أخيرًا في فتح الملف الإيجابي. يفتح الملف على هتافات «تحيا مصر» المرتبطة بحملات دعم الرئيس السيسي، ثم نرى عساكر جيش وبصحبتهم لاعب كرة وفلاحة. يتحدث عسكري لوالدته على التليفون على خلفية موسيقى شديدة الدرامية أقرب للمسلسلات العربية القديمة ويخبرها أن «تخلي بالها» من نفسها، ويوصي أخيه الأصغر أن يرعاها. يدخل بعد ذلك ضابط جيش ليخبر الجنود أنهم سيخيِّمون في هذا الموقع، يسأل أحدهم «هنبات في الصحرا؟ فيجيب الضابط «الأرض دي استشهد فيها أغلى أبناء الوطن» وينتهي المشهد، الذي يغيب عنه الحوار المتماسك والاستعراضات والقيمة الفنية الموجودة في باقي المسرحية. ماذا تمثل الفلاحة؟ لا أعلم. هل لاعب الكرة هو محمد صلاح؟ غير مفهوم. هل لاعب الكرة الذي نفترض أنه محمد صلاح بالإضافة لعسكري الجيش والفلاحة هم فقط ما يمكن الفخر به في البلد؟ يبدو ذلك. بعد المشهد تنتهي المسرحية على أغنية «مفيش مستحيل»، وهي على غرار أغاني إعلانات بيبسي، التي تؤكد للمواطن أن المستحيل مجرد شماعة صنعها لفشله، وأن بمقدرته أن «يعدي من أعلى سور». في النهاية، وبينما يخرج المشاهد من «قهوة سادة» مشفقًا على المواطن من صعوبة الظروف وتفشي الفساد، فإنه يخرج من «سلم نفسك» ناقمًا على نفس المواطن لسلبيته، وجلبه المتاعب لنفسه وفشله في قهر المستحيل. لقراءة التقرير على موقعنا اضغط الرابط التالي
أربع سنوات من «كلام السيسي» أسمهان سليمان ٢٠ مارس ٢٠١٨ في شهر يونيو المقبل سيلقي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خطاب توليه الرئاسة لفترة ثانية، بعد فوزه المتوقع بالانتخابات التي بدأت، في الخارج، الجمعة الماضية، وتستكمل، في الداخل، الإثنين المقبل ولمدة ثلاثة أيام. وبحسب مصدر حكومي، بدأت جهات رسمية ووزارات مختلفة في إعداد فقرات مقترحة، كل في مجاله، تلبية لطلب مكتب الرئيس الذي سيتولى تنقيحها وصياغتها وبلورتها في صورة نهائية للخطاب الذي سيبدأ به السيسي فترته الرئاسية الثانية، التي يفترض أن تمتد ﻷربع سنوات على أن تكون الفترة اﻷخيرة له في سدة الحكم طبقًا للدستور، وذلك إن لم تصدق توقعات إجراء تعديل يُلغي تحديد مدد تولي الرئاسة. يصعب توقع فحوى الخطاب المقبل للرئيس الجاري انتخابه، وذلك لتباين وتبدل المواقف ووجهات النظر الواردة في خطاباته خلال سنوات حكمه اﻷربعة السابقة، والأشهر القليلة السابقة عليها حين كان وزيرًا للدفاع ثم مرشحًا رئاسيًا.
سيناء في ٥ أيام الجيش يعلن مقتل ٤ عسكريين و٣٦ مسلحًا .. وشهود عيان كمين لـ «ولاية سيناء» يقتل مجندين اثنين الإثنين ١٩ مارس ٢٠١٨ مدى مصر أصدر المتحدث العسكري اليوم، الإثنين، البيان السادس عشر حول العملية العسكرية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، والذي عرض فيه نتائج العملية خلال الأيام الخمسة الماضية. وفي سياق متصل، شهدت الأيام الخمسة نفسها عدة حوادث نقلها شهود عيان من أهالي شمال سيناء لـ «مدى مصر». وقال المتحدث العسكري في بيانه اليوم إن القوات المشاركة في الحملة قتلت ٣٦ «تكفيريًا»، كما أعلن عن مقتل ضابط وثلاثة مجندين، وفيما لم يذكر المتحدث ملابسات مقتل أفراد القوات المسلحة مكتفيًا بقوله إنهم قُتلوا «نتيجة للأعمال القتالية بمناطق العمليات»، قال شهود عيان إن مجندين قُتلا في كمين أقامته عناصر من تنظيم «ولاية سيناء». شاهد عيان تحدث مع «مدى مصر» قال إن عناصر التنظيم أقاموا كمينًا على الطريق الدولي (العريش القنطرة) غرب عاصمة محافظة شمال سيناء، الأربعاء الماضي، وقاموا بإيقاف السيارات وتفتيشها وفحص هويات المواطنين. وأوضح الشاهد أنه كان يستقل سيارة من اثنتين تابعتين لمديرية التربية والتعليم استوقفهما الكمين، ووجد عناصر التنظيم في إحداهما جنديين كانا قادمين من إجازتهما في طريقهما للعريش، واستقلا السيارة الحكومية من مدينة بئر العبد. وبحسب الشاهد، قتل المسلحون المجندين على الفور، وأنزلوا السائق وشخص آخر مدني ونبهوا عليهما بعدم حمل أي من أفراد الشرطة أو الجيش، وأطلقوا الرصاص عليهما في مناطق تعجيزية في الجسد. غير أن السائق تمكن من قيادة السيارة حتى أقرب كمين أمنى (الميدان)، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى. وأكد مصدر طبي لـ «مدى مصر» وصول ثلاث جثث ومصاب إلى مستشفى العريش العام في اليوم نفسه، وهم للسائق والجنديين، فضلًا عن مصاب مدني. فيما ذكر الشاهد أيضًا أنه خلال تواجده بالكمين تمّ توقيف وتفتيش سيارة إسعاف كان بها حالة مرضية لسيدة ومرافقيها، وحذر أحد المسلحين السائق من حمل أفراد الجيش والشرطة، مهددًا سائقي سيارات الإسعاف والمسعفين المرافقين بأنه سيقتلهم في حينها مباشرة. من جانبه، تبنى تنظيم «ولاية سيناء» الواقعة، ونشر الجمعة الماضي، على أحد المواقع التابعة له صورًا لما جرى. كما نشر صورة لـ «كارنيه» أحد المجندين، ويدعي محمد السيد حسن سليمان. ونشر عدد من المواقع الإخبارية خبرًا عن تشييع جثماني مجندين اثنين في الشرقية أمس اﻷول، السبت، أحدهما المجند الذي نشر التنظيم بطاقة هويته. وفي بيانه الصادر اليوم، الإثنين، لم يذكر المتحدث العسكري أي جديد يتعلق بنشاط القوات المسلحة في توزيع اﻷغذية على أهالي شمال سيناء، مثلما فعل في بيانه السابق والمؤتمر الصحفي الذي سبقه. غير أن شهود عيان قالوا لـ «مدى مصر» إن أربعة أشخاص، بينهم سيدة، أصيبوا، الخميس الماضي، بعد إطلاق جنود تابعين للقوات المسلحة الرصاص في محاولة لتنظيم عشرات اﻷهالي الذين تجمعوا أمام أحد منافذ بيع اﻷغذية التابعة للقوات المسلحة في منطقة «الساحة» بمدينة العريش. وفيما قال المصدر الطبي إن سيدة فقدت بصر إحدى عينيها، وأصيب ثلاثة آخرين بإصابات طفيفة جراء تلك الواقعة، أوضح شهود عيان أن سيارات القوات المسلحة حضرت إلى المنطقة وتوقفت داخل مركز شباب العريش، فتجمع حولها عشرات اﻷهالي في محاولة للحصول على المنتجات قبل نفادها. وبحسب الرواية نفسها، حاول الجنود تنظيم الموجودين فأخرجوا المواطنين خارج بوابة المركز وأغلقوا أبوابه على أن يكون الدخول في مجموعات، وفي محاولة للسيطرة على المواطنين المتدافعين أطلق الجنود رصاصات في الهواء، فارتطمت طلقات بسقف بوابة مركز الشباب وارتدت على مكان تجمع اﻷهالي ما نتج عنه إصابات اﻷفراد اﻷربع بشظايا. أحد أقارب السيدة المصابة، الذي طلب إخفاء هويته، قال لـ «مدى مصر» إن قريبته ظلت حتى يوم السبت في مستشفى العريش، بعدها أخبر الأطباء الأسرة «إحنا عملنا اللي علينا والشظايا هتستقر على كدة خلف العين، ومن الصعب تقدر تشوف تاني». وتابع أن أسرة السيدة تريد عرضها على طبيب متخصص خارج المحافظة، لكن الأوضاع الأمنية تحول دون ذلك، حيث يتطلب الأمر ترتيبات داخل ديوان عام المحافظة، والتي تكون مرهقة بالنسبة للاشخاص العاديين، لأن السفر يستغرق قرابة ١٨ ساعة حتى الوصول إلى مدينة القنطرة، مناشدًا المحافظة والحكومة بالتدخل والسماح بنقل الحالة بسيارة إسعاف وعلاجها خارج شمال سيناء. وباتت منافذ القوات المسلحة وسيارات الخضار التابعة لها هي المصدر الوحيد لأهالي مدينة العريش للحصول على الطعام، بعد مرور أكثر من شهر على بداية العملية الشاملة للقوات المسلحة، ومنع دخول السلع الغذائية والخضروات للمدينة ونفاد جميع الكميات داخل المحال التجارية وعند تجار الجملة، مع الإغلاق التام للطريق الدولي الساحلي (العريش القنطرة). وخلال اﻷيام الخمس نفسها، كان الجمعة الماضي هو آخر أيام حملة استمرت ٢٠ يومًا طَوقت خلالها قوات مشتركة من الشرطة والقوات المسلحة منطقة حي الفواخرية المطل على شارع أسيوط، وميداني العتلاوي وأبو بكر، وما يتضمنه من أحياء سكنية، بمدينة العريش، وفتشت القوات المنازل وسحبت الهواتف المحمولة من اﻷهالي. وبحسب سُكّان في تلك الأحياء، قام أفراد الأمن بغرس أسياخ حديدية في المساحات الخالية المحيطة بالمنازل، وذلك للكشف عن أي شيء قد يكون مدفون بها. وتوسعت الحملة في هدم المنازل بشكل كامل أو جزئي بحجة أن سُكّانها من المطلوبين أمنيًا، ومنهم أفراد محتجزين من قِبل الأمن. وأضافت مصادر من سُكّان العريش أن الإجراء الذي يطال المنزل يكون على حسب موقعه وعدد طوابقه، فإذا كان من السهل هدمه بالكامل يُهدم، وإذا كان مُحاطًا بمنازل أُخرى، أو كان عمارة كبيرة يتمّ تكسير الأجهزة الكهربائية ومحتويات المنزل من أثاث، وتلقى من الشرفات، وتُدّمر واجهتها بواسطة «لوادر» ضمن الحملة الأمنية. وبدأت سلطات اﻷمن في هدم منازل المطلوبين أمنيًا وذويهم في مدينة العريش أواخر عام ٢٠١٧ عندما تمّ هدم ٦ منازل لمطلوبين أمنيًا. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي نتائج جهودها الأمنية في ظل العملية العسكرية الشاملة «سيناء ٢٠١٨»، من خلال تقرير مصوّر، ذكرت فيه أن قوات الشرطة داهمت ١٧ ألف منزلًا، و١٩٣١ عشة، و٧٦٨ مزرعة، وتمّ تدمير الذي ثبت ملكيتها للعناصر الإرهابية. في سياق متصل، قال سكان في منطقة «آل أيوب» بالعريش إن السلطات بدأت مؤخرًا في إجراء جديد خلال تعاملها مع منازل المطلوبين أمنيًا. أحد المقيمين في المنطقة التي تستهدفها حاليًا حملة أمنية مكبرة، قال إن قوات اﻷمن أحرقت عمارة سكنية مجاورة له. وأوضح أن العمارة المكونة من ثلاثة أدوار تقطنها أسرة أحد أفرادها هارب مطلوب أمنيًا، تم توقيف أشقائه أكثر من مرة والإفراج عنهم لاحقًا، وحين علمت اﻷسرة أن الحملة اﻷمنية التي كانت في محيط حي الفواخرية تهدم منازل المطلوبين أمنيًا أو تخربها، قاموا بنقل كل اﻷثاث والأجهزة الكهربائية اﻷساسية إلى أماكن أخرى تخص أقاربهم؛ خوفًا من تكسيرها، غير أنهم فوجئوا بأفراد الحملة الأمنية يحرقون العمارة بالكامل بما بقي فيها من أثاث وأجهزة كهربائية. وفيما تدخل العملية العسكرية الشاملة «سيناء ٢٠١٨» يومها اﻷربعين، ارتفعت حصيلتها إلى مقتل ١٥٧ من العناصر المسلحة، والقبض على ٣١٧٧ شخصًا، بعضهم أفرج عنه لاحقًا، فيما قُتل ٢٢ ضابطًا ومجندًا من القوات المسلحة، وأصيب ٣٣، بحسب بيانات المتحدث العسكري في المؤتمر الذي عقده في الثامن من الشهر الجاري، وبيانيه التاليين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لقراءة التقرير على موقعنا
عن التصوف وعقاقير الهلوسة (٣ ٣) هل تمكننا رؤية الموتى؟ أحمد شهاب الدين ١٩ مارس ٢٠١٨ سرد نيك ساند برافاسي، جالب عقار الـ«إل إس دي» للعالم، تجربته مع الـ«دي إم تي» بينما منديل قماشي مفروش أمامه؛ القماش له بعدان، يتحرك فتصبح له ثلاثة أبعاد، وبشكل مستقل يتحرك في العمق وعلى السطح، للأعلى وللأسفل. هذه التجربة اختبرتها أنا، في طقس التأمل المعروف بـ«الكاراكاتا»، ولكن بعد مرور ما يقارب الستة أشهر من الممارسة المنضبطة شبه اليومية، حيث تنقسم شعلة الشمعة إلى اثنتين، وتتحرك في العمق والسطح، للأعلى والأسفل، ثم تنكشف أمامك هوة عميقة. هل يمكننا، بترباية أسيد و«دي إم تي»، فهم تجربة التصوف؟ ما الذي يعنيه «التوهم» الذي تحدث عنه المحاسبي؛ أن نشعر بدين الحب مع كل شيء ولكل شيء؟ أن نرى أشخاصًا لا وجود حقيقي لهم كما يرى الأولياءُ الأنبياءَ الذين يملونهم نفحاتهم، ويؤثر فينا ذلك؟ يجيب برافاسي، أو نيك ساند، بأنه لا يعتقد بوجود قواعد عامة لمقاربة رحلة الـ«دي إم تي»، على غرار النظام الغذائي مثلًا؛ فلا استعدادات، ولا وضع خاص للجلوس، ولا ضرورة للانتباه، ولا غير ذلك، ولكن «دي إم تي» هي تجربة الـ«ما وراء»؛ ما وراء الفكر والحواس والأدوات البيولوجية، تمهيدًا للتعامل مع العالم الداخلي. عندما ترحل عبر عوالمك الداخلية، تنفصل عن قواعد الفكر وقيم العالم المادي، ويتسبب استخدام تلك الأشياء، كمعايير للحكم على التجربة، في الارتباك. يؤكد برافاسي أن «أدوات الفكر تحليلية وتقسيمية للغاية. عمليات التعبير والتواصل والتحليل والفكر هي كلها أدوات للجاهل». والجهل الذي يقصده برافاسي هنا ينتمي للعالم المادي وليس للمملكة الروحية. ملامح التجربة بلا فكر ولا حواس بحسب رؤية برافاسي، فإن تجربة «دي إم تي» تعني الوحدة والشفاء من الانقسام والنزاع وكل تلك الحالات المرضية التي تأتي بها عملية التقسيم. تقع هذه التجربة في الترتيب الأعلى من الواقع، تتجاوز الفكر، ولكنها تنسج صورًا محملة بالرسائل بحسب الحالة الذهنية أو المدخلات البيئية، وتكمن الخدعة في النظر لنمط النسيج وعدم الوقوف أمام الخيوط والألوان. لذا ينتقد برافاسي أي تفسير للترباية من وجهة نظر «عقلية وغير صوفية»، آملًا في توسيع مفهومنا عن الـ«دي إم تي»، واستخدامها في الرحلة إلى ما وراء المشهد الطبيعي الذي نراه ملائمًا. يضيف برافاسي أن أصعب ما في فهم تجربة «دي إم تي»، هو أن الوعي العالمي يتغير ويتوسع بسرعة كبيرة، وما يرعب أي شخص هو اضطرارنا لتوديع سلطة الفكر والحواس، وهما «عكازا العالم المادي»، ولكنهما يشلّان قدرتنا على الحركة في الما وراء الواسع، إنهما مشتتات للانتباه. هذه الأدوات ينبغي عليها السقوط عندما تدخل محيط اللا وعي، وإلا ستجرك للأرض عندما تحتاج للطفو. ولكن ماذا عن الأشخاص الذين نراهم أثناء الترباية؟ التقيت أنا، كاتب هذا المقال، بـ«هندي أحمر» خارج من كهفه بملامح صارمة، ولم يتحدث إليّ. تبادلنا النظر حتى فقدت وعيي، ورأيتني شجرًا وكواكب ونجوم. غيرتني هذه «الهلوسة». جعلتني أكثر شعورًا بوحدة الكون. يشدد برافاسي على أن التساؤل المهم هو حول كيفية حدوث هذه الخيالات أثناء الترباية، وليس مدى «واقعية» ما نراه فيها، ويتساءل «أليس من المنطقي أن نفحص أولًا التصميم البيئي في المكان الذي حدث فيه ذلك، بدلًا من النظر إلى أصول غريبة لما نراه؟» تفسيرًا لهذا، فوقت مشاهدتي لـ«الهندي الأحمر»، كنتُ أسمع مغنيًا يعود بأصوله إلى السكان الأصليين لأمريكا، ويغني كلمات تحرّض على الحياة. أحوال الترباية ومقاماتها يضرب برافاسي مثلًا برحلة روحية عبر الـ«دي إم تي» «وجدت نفسي أجلس على سجاد فارسي، أستمع إلى تسجيل شاران راني يلعب أغنية ‘الحب راجا’ الهندية على آلة السارود، ومعي شخصان مترِبّان. هناك شموع وبخور. أُعدت الغرفة لكي تكون معبدًا للرحلات الروحية عبر الـ’دي إم تي’، وعندما وصلت إلى فضاء رحلتي الداخلية، امتلأت بمشاعر غامرة من الحب والحنان. نظرت إلى أسفل، فوجئت برؤية جسدي يرتدي سروالًا نسائيًا شفافًا، ولا قميصَ علي، وجسمي أنثوي نحاسي اللون، وكذلك صدري وكل شيء. كان لديّ العديد من الأساور على ذراعي، وأجراس على ساقي. نظرت حولي ووجدتني أرقص مع أغنية راجا المغرية لاثنين يلعبون بالسارود والطبلة. وعندما عدت لوعيي لم آسف على شئ سوى أني شهدت جمالًا أشد روعة مما كنت أتخيل.» يحكي برافاسي أنه عاش لثماني سنوات مع أوشو بعد مغادرة المكسيك، ويضيف «ما يحدث في العقل لا يزال يحيطه غموض كبير بالنسبة لأي شخص. العقل عضو مذهل. والجوهري في كل عقاقير الهلوسة أنها تضعنا على المسار الروحي لإيجاد صِلاتنا واتصالاتنا الفردية مع الله. قادتني مخدرات الهلوسة لمقابلة راجنيش [أوشو] وجون برني وسان فرانسيسكو.» الترباية غير موضوعية ينتقد برافاسي فكرة «التحلي بالموضوعية» لدى معالجة موضوع «روحانية عقاقير الهلوسة»، فبالنسبة له، تتبنى الطريقة الموضوعية في وصف الواقع أفكارًا عقائدية جامدة، صالحة للعقل لدى تعامله مع الواقع. تفيدنا الحجج الفكرية في عالم الحياة العملية للتواصل والبقاء الاجتماعي، أما الرحلة الباطنية للأشخاص، فلا علاقة لها بالواقعية ولا الموضوعية. يقول برافاسي إن أحد أهم وصيتين في المؤسسة الدينية التي أنشأها مع آخرين في ستينيات القرن الماضي، والمسماة «رابطة الكشف الروحي»، كانت أنك «لن تغير وعي شخص آخر بدون رضاه»، بمعنى أن إعطاءك لشخص ما جرعة دون إخباره بالبعد الروحي لها هو خطيئة. «دعونا ننظر إلى تغيير وعي شخص ما بإذنه ومعرفته، عندما يدخل شخص إلى حقل الوعي لاكتشاف الله والوحدة والصحة والإلهام والجمال والحب، أو للعثور عليهم، عندما يلتزم الشخص بالتأمل أو بعمل ما، أو يتعاطى مخدر الهلوسة بطريقة واعية أو هادفة، يكون هذا وعد المرء لنفسه. هذه تجربة شخصية للغاية، وتحدث بين قلب أو عقل الشخص وبين ربه، ولا شخص آخر.» ولكن هل يستطيع المرء الوصول وحده، أم يحتاج إلى معلم؟ يقول برافاسي «ربما تسأل شخصًا ما المساعدة، شخصًا يعرف عن هذه الرحلة أكثر منك. هذا الشخص قام بالرحلة من قبل، يعرف كيف يبحر في طريقه بلا خوف وعثرة. هذا الشخص لا يعرف مَسَارك.» ولكن برافاسي يستدرك قائلًا إن حضور الحب والسكينة، عندما يمر عبر مناطق مجهولة داخلك، يكون مفيدًا لك، وإذا أردت فهي رحلتك أنت وفكرتك وحريتك، وعليك التحلى بالمسؤولية عنها. هذه ليست حالة اجتماعية، حتى لو كنت في حالة من العناق الحميمي، تظل هي رحلتك الداخلية مع الحب، وما الآخر هو سوى مرآة أو صديق أو رفيق أو مساعد. الترباية ضد الرسوم وأهل الظاهر ينتقد برافاسي بشدة التجارب المعملية لعقاقير الهلوسة المستمدة من الفطر، على غرار الـ«دي إم تي» والـ«إل إس دي»، فهو يرى أنه عندما يجهّز أحدهم «أجندة وبرنامجًا له فكرة مسبقة، فهو يفرض نوعًا من الرحلة العقلانية في تجربة الهلوسة، حيث البيئة التي جرت تهيئتها في النهاية يجب أن تتفق مع اللوائح والقواعد النفسية والطبية وحتى الحكومية. وحتى لو أدار شخص برنامجًا يريد عبره توضيح كيف أن استخدام هذه المواد مساعد ومفيد، فالحقيقة أن البرنامج، مهما كان، يتحكم بطريقة يتداخل فيها مع طبيعة التجربة، وبعض هذه البرامج في البيئة العيادية قد تنتج نتائج هامة، ولكنها في النهاية لن تلمس إلا جزءًا ضئيلًا من الحقيقة، ممّا هو ممكن، حيث الجزئي لا يخضع للكلي.» ويوضح أكثر «ميدان البحث الروحي العميق والكلي لا يكشف لك نفسه من الوهلة الأولى. السلطة لا تعطي أوامر للرب. السلطة بناء نفعي مؤقت محدود ومنظم، عندما تستخدمها تنتهي منها.» أما من الزاوية العلمية، فيشرح برافاسي أن هناك مفهومًا فيزيائيًا غالبًا ما يحال إلى مبدأ «انعدام اليقين»، ويعني أن فعل الملاحظة نفسه يغير من طبيعة الشيء المُلاحَظ، كما في دراسة الجزيئات فائقة الصغر، وفي حياتنا الاجتماعية يحدث هذا طوال الوقت. لذا، يختلف تأثير الـ«دي إم تي» باختلاف الشخص «الملاحِظ»؛ حسب ما إذا كنت مع صديقتك تقضيان عطلة نهاية الأسبوع، أو في ملهى ليلي، أو في مكان طبيعي، أو في معبد، أو، وكما ينتقد برافاسي كثيرًا، «في معمل لاختبار تأثيرات تلك العقاقير»، حيث تظهر بعض النتائج السلبية. ويظل أكثر الأهداف شيوعًا من وراء استخدام تلك العقاقير هو السعي للحصول على الحب والجمال والبهجة والنشوة والوحدة والتكامل، أي البحث عن كمالنا الداخلي الجوهري. إذا استُخدمت هذه المواد بتلك الطريقة، فهي تستخدم لأفضل شيء فيها، ويجب ألا ننسى أن تلك المواد بريئة مهما كان حجم انتشار التشوهات، فنحن من نتفاعل معها ونعزو إليها تلك الصفات. «التوهم» في الترباية ويتبنى برافاسي مقاربة مختلفة للكائنات الروحانية التي نراها أثناء الترباية، فيما يمكننا تبنيه لتفسير رؤى الصوفيين، في أحوالهم ومقاماتهم، للموتى والأنبياء. يقول برافاسي «دعونا نقارب الموضوع من جانب مهمل. ما الذي يحدث عندما نتعاطى الـ’دي إم تي’ ونصل لحد رؤية الكائنات الخرافية؟ ربما نصل إلى روح الحياة العظيمة المطلقة، ونحن نتفهم هذه التماثلات الرمزية والمتحركة. ربما، وبطريقة حدسية، نفهم شفرة الحياة الكونية، جزيء الحمض النووي، وهناك التريليونات منها في أنحاء الجسم. ربما تكون تلك الكائنات الخرافية هي مجموعات فرعية صغيرة من المعلومات التي نصل إليها، وتبيّن كيف تمكن إعادة توحيد أجزاء من برنامجنا؛ إنها قادمة من مكان ما، فلماذا لا ننظر للأقرب بدلًا من الأبعد؟ يبدو أن بحث الإنسان عن المعرفة بدأ من النجوم مع اليونانيين، وببطء أخذ يعمل بطريقة أقرب وأكثر داخلية، حتى نظرنا أخيرًا إلى الهندسة الوراثية التي تعتبر أساس الحياة. يبدو أن جزيء الحمض النووي، هو أصل روحانيتنا.» يعتمد هذا الجزء من المقال على مقال «الحركة في العالم المقدس للدي إم تي» والمنشور في موقع «سايكدليك فرونتير»، وكتبه نيك ساند برافاسي يمكنك قراءة المقال على موقعنا من خلال الرابط التالي