المسلة

كشف عضو كتلة الاحرار النيابية، غزوان الشباني، الاربعاء، عن قرب احالة ملفات مافيات فساد ‏كبرى لمسؤولين متنفذين ومدراء عامين في شبكة الاعلام العراقي الى النزاهة.‏ وقال الشباني في بيان ان "هناك ملفات فساد ضخمة تقدر أموالها بالمليارات لإدارات فاسدة سرقت الاموال التي تم ‏تخصيصها من اجل الارتقاء بعمل شبكة الاعلام العراقي ولإنتاج أعمال وهمية وغير مهنية"، مبيناً "احالة ‏مبالغ ضخمة الى مصارف خارج العراق بحسابات تابعة لمافيات فساد متنفذه داخل هذه المؤسسة".‏ حديث الشياني يتزامن مع ما خلص اليه محضر اجتماع مجلس أمناء شبكة الاعلام العراقي، الذي انعقد في ٢٨ آب ٢٠١٧ بحضور رئيس مجلس الأمناء مجاهد أبو الهيل، وعضويّ مجلس الأمناء هديل كامل، وهيوا عثمان، الى ضرورة مفاتحة رئيس شبكة الاعلام العراقي، علي الشلاه، عبر المجلس بعد قناعته بمضمون تقرير "التطوير والإصلاح" الذي رفعه رئيس الشبكة علي الشلاه الى المجلس، في الأيام القريبة الماضية. وأفادت وثائق تخص الاجتماع، حصلت عليها "المسلة" ان الاجتماع ناقش أوضاع الشبكة بما يخص التقرير المرفوع للمجلس والذي كُتب "بطريقة إنشائية تتطرق الى جانب دعائي وترويجي للأشخاص بعيدا عن العمل المؤسساتي من خلال الصورة الموجود فيه والاستعراضات للإنجاز المزعوم"، على حد تعبير محضر الجلسة الطارئة. واضاف الشباني ان "الايام القادمة ستشهد احالة ملفات فساد كبيرة لمسؤولين كبار ومدراء عامين في شبكة ‏الاعلام لعراقي الى النزاهة"، مطالباً "بتدقيق حسابات جميع المدراء الذين تولوا مناصب تحت حماية المتنفذين ‏في الدولة، وسرقوا الاموال الطائلة بعد منحهم جوازات سفر خاصة من قبل رئيس الوزراء السابق، والتحري ‏عن جميع سفرياتهم التي لا تحصى، والكشف عن صفقات الفساد التي ابرموها بطرق ملتويه بالاتفاق مع ‏الدائرة القانونية في الشبكة، ومتابعة عدد الايفادات للمدراء التي تتجاوز الحدود المعقولة ومحاسبتهم". ‏
دعا مجلس القضاء الأعلى، ‏الأربعاء‏، ٠٦‏ أيلول‏، ٢٠١٧، رئاسة مجلس النواب، الى رفع الحصانة عن النائبة عالية نصيف، بعد دعوى رفعها النائب السابق حيدر الملا ضدها، وسط تجدد الدعوات الى تطبيق القانون بحق النواب الذي يستغلون مناصبهم، وحصانتهم في الصفقات، والعمولات، والابتزاز. وعالية نصيف، حالها حال نواب مثل حنان الفتلاوي، تواجه دعوى رفع الحصانة عنها، بعد ان قادت حملة تشهير وتطاول ضد مسؤولين حكوميين، والعمل على استجوابهم لأغراض الابتزاز والحصول على منافع. وتشير متابعة "المسلة" الى ارتياح واسع الى قرار القضاء بطلب رفع الحصانة عن عالية نصيف تمهيدا لمقاضاتها عن كل التجاوزات والسلوكيات التي مارستها، فيما تتجدد الآمال في رفع الحصانة عن الفتلاوي التي يطلق عليها العراقيون لقب "نائبة الكيكة" و"العمولات"، بحسب اعترافها هي، بتقاسم" كعكعة العمولات والصفقات" خلال مقطع فيديو مشهور. ويبدو انّ نصيف مارست الكذب أيضا، فقد كشفت في ٣ آب ٢٠١٧، عن اتصالين أجراهما النائب السابق حيدر الملا الذي سمته بـ" حيدوري" مع احدى النائبات لسحب توقيعها بشأن استجواب وزير التجارة وكالة سلمان الجميلي، ليتبين ان الأمر مجرد "تلفيق"، بغض النظر عن ماضي الملا وتورطه في صفقات مخالفة للقانون. وعُرف عن نصيف، على غرار الفتلاوي، ابتزازها المسؤولين والوزراء في الاستجوابات في البرلمان، من اجل الحصول على مصالح واستثمارات خاصة لها. وفشلت مساعي عالية نصيف ومشاريعها الابتزازية في اقالة وزير التجارة سلمان الجميلي، بعد ان صوّت البرلمان الخميس ١٧ آب ٢٠١٧، بالقناعة على أجوبة الوزير. و كشف النائب فائق الشيخ علي عن دوافع شخصية وراء استجواب الجميلي، حين "قذفت نصيف زميلها الجميلي بـ"فردة حذائها"، في سلوك لا أخلاقي لا يرقى الى مستوى نائبة. وكانت رئاسة الجمهورية، ‏ ردت في، ٢٣‏ أيار‏، ٢٠١٧، على تصريحات صحفية أطلقتها نصيف بشأن زيارة الرئيس فؤاد معصوم الى الرياض، واصفة تلك التصريحات بـ" غير المسؤولة". واستْجوَبَ البرلمانُ العراقي، وزيرَ الدفاع خالد العبيدي في (٢٥ أغسطس آب) بشأن مزاعم فساد، ليُطاح به من منصبه ليكشف خلال جلسة استجوابه عن "تورط" جهات برلمانية بعقود تسليح فاسدة، وتعرضه الى مساومات وابتزاز. وكشف العبيدي عن مساومته بمبلغ مليونين دولار مقابل غلق ملف استجواب النائبة حنان الفتلاوي. وتُظهر وثائق حصلت عليها "المسلّة" كيف إن نصيف ابتزّت وزارة الدفاع، بالحصول على أسلحة وهي ٢٠ بندقية كلاشنكوف وخمسة مسدسات عيار ٩ ملم وآلاف الإطلاقات. وفي رسالة وردت إلى "المواطن الصحافي"، فان وثائق تكشف عن عدد من العقارات "المحجوزة"، التي "تصرفت" بها النائبة عالية نصيف، والتابعة لأفراد جهاز الأمن الخاص السابق، يحظر ترويج معاملاتها أو بيعها وشراءها,
بيْن العامري والآخرين.. بونٌ شاسعٌ من "الواقعية" و"التوازن" بغداد المسلة أثْلج الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، في خلال حديثه الى فضائيّة عراقية، في ‏الاثنين‏، ٠٤‏ أيلول‏، ٢٠١٧، قلوب العراقيين، كرجل دولةٍ، مسؤولٍ، يعني ما يقول، متحسّسٍ لنبض الشارع، مفصِح عن إرادته، فضلاً عن إيثاره مصلحة بلاده على غيرها، وهو ينتقد "اتفاق الجرود"، مع عنايته على أن تكون علاقاته وبلاده، مع دول الإقليم "جيدة"، و"متوازنة". موقف العامري، على الضدّ تماما من سياسيين عراقيين، ظهروا بشكل "فعلي"، ناطقين رسميين لهذا الطرف الخارجي أو ذلك، حتى بات إنجاز "اتفاق الجرود" من وجهة نظرهم، "أهم" من الأمن العراقي، بل اعتبروا الذي يقف بالضد منه، إما "جاهل" أو "عميل"، في "استخفاف" بالراي العام الوطني، وخطأ فادح في قراءته، واضعين أنفسهم في مطبّ جديد، يُضاف الى سجل "تبعية" المواقف، وارتجاليها، وتعجّلها. لنتأمل كلام العامري حرفاً، حرفاً، إذ يقول "اتفاق نقل داعش شأن سوري لا نتدخل فيه.. نحن اعترضنا على نقلهم إلى منطقة البوكمال..لن نقبل بهذا الشيء،.. قلنا لهم ان تواجدهم في البوكمال سيكون ضدنا.. ونعترض على نقلهم إلى البوكمال". وناهيك عن قوله، الذي يُبرزه قيادياً، "مسؤولاً"، في نظام ديمقراطي، بقوله، ان "الحشد الشعبي لم يقم بأي عملية بدون التنسيق مع الأخ رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة". ولنقرأ ما يناقض ذلك كله، في حديث سياسي عراقي، في ٣١ آب ٢٠١٧، ارتجل الموقف، وباع الكلام "البخس"، الذي يسّوق به نفسه، كسْبا لربح الدعم "الخارجي"، فخسر "الوطني".. انه يقول بالحرف الواحد "اتفاق الجرود جزءٌ من استراتيجية المعركة ضد الإرهاب، وانّ منتقدي الاتفاق جهلة، والحملة الممنهجة ضد الاتفاق يقودها الجهل والحقد الموجّه". إنّ مقارنة بسيطة بين كلمات العامري المستوعِبة لإرادة الشارع ونبضه، وبين حديث ذلك السياسي العراقي، الذي أخطأ في "تحسّس" بوصلة الشارع، وقَرَأ الموضوع بعيون الآخرين، تكشف لنا الأسباب وراء الكثير من المآسي التي مرّ بها شعبنا، ابتداء من "سقوط الموصل" و "مذبحة سبايكر"، الى "نهب المال العام"، فمثل هؤلاء السياسيين "الانفعاليين"، الذين يتصيّدون المواقف لإرضاء الآخرين، وربْح دعمهم لأجل الفوز بـ"سلطة"، و"نفوذ"، بعدما خسروا صوت الشارع ، مثل هؤلاء، لا يُعوّل عليهم في مستقبل، تنتظره التحديات العظيمة.