المسلة

على النقيض من مواقف الأطراف "المتحامِلة"، و "المبرِّرة" و"المنتفعة" لذواتها فقط، ومن بينها "حزب الله" نفسه، من عملية نقل "دواعش الجرود" الى الحدود العراقية السورية، كان موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي في انتقاده للعملية، بعيدا عن "الشطط" و"التطرف"، وكانت كلماته "الدقيقة في تعبيرها" التي وجّهها الى كل من سوريا وحزب الله، وهما الطرفان اللذان اشرفا على الاتفاق، بمثابة "العتاب"، بين "أخوة" و"رفاق درب"، غير أن ذلك لم يُنسيه، كزعيم يقود العراق، من التعبير عن مشاعر "الغضب" و"الألم" لدى العراقيين، من "استخفاف" و"ازدراء" الاتفاق بهم، وكان ردّ فعله، "عدم مقبولية" الاتفاق لدى العراق، كدولة معنية بالأمر ، لأنها "لا" تعلم به أصلا. .. لكن هذه الموقف المتّزن، لا يعني عدم فتح دفتر الحِساب والعِتاب مَنْ أخطأ بحقّ منْ؟، و مَنْ خوّن مَنْ؟، و مَنْ يرى نفسه "معصوما" من الخطأ، مَنْ؟. لم يكن العراقيون ينتظرون من السيد حسن نصر الله، في بيان الخميس، تقديم "التبريرات"، قدْر ترقّبهم اعتذاره، لا الإصرار على صحة قرار التفاوض مع دواعش محاصرين، ومهزومين لأجل جثث قتلى لبنانيين، فيما دُفع بهم الى عتبة العراق، دون التحسب لاحتمالاته الواردة في معاودتهم التغلغل الى داخله، بعد رميهم في مناطق حواضن سوف ينتعش فيها الإرهابي مهما كان مهزوما. لقد كان – للأسف وراء الأكمة ما وراءها ، ذلك ان تبرير ترحيل دواعش الجرود، الى الحدود العراقية كان أكثر وهْناً، من أسباب العملية نفسها ، وهو تأمين جثثت قتلى لبنانيين، على حساب أمن العراقيين العراقيين، وسلامتهم. .. كلمات السيد حسن نصر الله عن "الإخوّة" لم تتجاوز "التنظير"، وتزامنت مع الماكنة الإعلامية التابعة لحزب الله وأنصاره، في كيْلها الاتهام بالعمالة لكل من انتقد العملية، وكل من دافع عن حق أبناءه في العيش الآمن، وهو تشدّد غريب، ليس في محلّه، وهو الذي يدفع الى شقّ الصف، لا الموقف العراقي المنتقد للعملية. .. لم يترشّح عن الموقف العراقي الذي يمثله العبادي، ما يدل على ان العراق في جبهة متضادة مع القوى المقاومة للإرهاب، بل هو في طليعتها، ونسّق مع دمشق، لضرب داعش في العمق السوري، ولم يترك للإجراءات "الغامضة" فرصةً، في معاركه ضد داعش مثلما الطرف المقابل، بل كان "صاحب الفضل"، حين اغلق حدوده أمام فرار الإرهابيين الى سوريا، وقدم الشهداء لأجل ذلك. وعلى العكس تماماً، تنكّرت عملية الجرود، لكل ذلك، وقدّمت لنحو ٣٠٠ إرهابي، ما يعني ٣٠٠ عملية انتحارية محتملة، و٣٠٠ سيارة مفخخة، الفرصة من جديد، للعبث مرة أخرى بسلامة العراقيين، نساءَ وأطفالاً ورجالا، وهو أمر "انخفض" احتمال حدوثه في لبنان، و"زاد" في العراق، بحكم ترحيل الدواعش. .. خطيئة عملية الجرود، والتبريرات غير الموفّقة، أتاح لجهات التصّيد في الماء العكر مغالطات سوريا وحزب الله أتاحت لجهات، تشويه صورة حزب الله اللبناني، نفسه. جهات محلية، تخلّت حتى عن "حق العراق" في ضرورة إبلاغه بنقل "دواعش الجرود"، وصارت "ملكية أكثر من الملك نفسه"، بل ان هذه الجهات وصفت الذين انتقدوا عملية الترحيل بأنهم "جهلة". جيوش الإلكترونية، ومحللون بمواقف مدفوعة الثمن، ووسائل إعلام، كانت ستخسر كثيرا، لو أن التنسيق جرى مع العراق بشأن عملية الترحيل. جهات في لبنان، بلغ بها "الشطط" الى الحد الذي صوّرت فيه خطاب الدكتور العبادي بانه وجهة نظر "أمريكية" بحكم تعصّبها "الأعمى" لمنهجها الذي يصوّر لها نفسها بانها "منزّهة" من الخطأ، دائماً. "المسلة"
أحداث ٣١ ق.م القائد الروماني أوكتافيوس ينتصر على خصمة ماركوس أنطونيوس وزوجته كليوبترا ملكة مصر في معركة أكتيوم البحرية شمال غرب اليونان. ١١٩٢ ريتشارد قلب الأسد يعقد الصلح مع صلاح الدين ليحتفظ الصليبيون بشريط ساحلي يمتد من صور إلى يافا ويسمح صلاح الدين للحجاج والتجار بزيارة القدس. ١٦٦٦ إندلاع حريق في لندن وهو الحريق الشهير بحريق لندن وظل ثلاثة أيام محولاً أكثر من عشرة آلاف منزل إلى رماد. ١٩٠٩ الملك إدوارد السابع ملك بريطانيا يصدق على قانون الاتحاد الجنوب أفريقي الذي ينظم الحياة السياسية والانتخابات في جنوب أفريقيا التي كانت خاضعة للتاج البريطاني، وكان هذا القانون يعتمد على أساس نظام التمييز العنصري ضد الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا وهو النظام الذي استمر حتى مطلع التسعينات من القرن العشرين. ١٩٤١ قامت أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية بتسجيل مجسم الأوسكار كعلامة تجارية محمية بقانون العلامات التجارية والملكية الفكرية وذلك بعد تحول التمثال لأهم جائزة في عالم السينما. ١٩٤٤ إيطاليا تبرم معاهدة مع حكام اليمن تعطي لإيطاليا الحق في السيطرة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر. ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ١٩٦٩ تركيب أول آلة صرف آلي في الولايات المتحدة.
المتابع لفعاليات الساسة العراقيين، يرصد نشاطا محموما لنائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، و زعيم ائتلاف الوطنية في سعيه الى استقطاب قوى محلية وأصوات داخلية تقرّب من احتمال تحقيق حلمه الأزلي الذي ظل يراوده حتى في أشد حالات ضعفه، في أن يصبح يوما ما، رئيسا لحكومة العراق، بعد أن تبوّأ منصب رئيس الوزراء في ٢٨ يونيو ٢٠٠٤ إلى ٦ أبريل ٢٠٠٥. تقول المصادر، أن علاوي يبدي امتعاضا شديدا من التقارب العراقي السعودي وحتى الاماراتي، لان هذا التطور يُفقده الورقة الإقليمية الأخيرة التي احتفظ بها طويلا في جيبه، حين عوّل على الرياض في دعم، مادي ومعنوي، مثلما عول عليها في اقناع الأطراف العراقية التي تدور في فلكها بقبوله، زعيما على طريق الفوز في رئاسة الحكومة. قلق علاوي من التقارب السعودي العراقي، يعني تقوض آماله التي بناها على فكرة لم تعد قادرة على البقاء، وهي انه الوحيد القادر على إرجاع العراق الى محيطه العربي. ولان علاوي لا يمتلك رصيدا شعبيا كافيا، فان فقدانه للورقة الإقليمية، تجعله في حالة من الخيبة، التي دفعته الى التحرك في الفترة القريبة الماضية، محليا اكثر منه إقليميا مع اقتراب موعد الانتخابات. ويقول متابعون ان علاوي، سيعاود تشكيل تحالفات مرحلية، خارجة على سياقة الخارطة المعروفة، ومنها سعيه الحثيث للتقرب من التيار الصدري على امل التحالف معه، تجنبا لخسارة سياسية محتملة في الانتخابات . غير ان المشكلة التي تقف حائلا دون تحالفات واسعة مع علاوي، ادراك الكثير من الجهات السياسية أسلوبه في التفرد في القرار، وعدم قدرته على الإدارة التنظيمية الجيدة بسبب انفراط قدرته على التركيز، وسفره الدائم الى خارج البلاد. غير ان علاوي، وبتنسيق مبطن مع أطراف إقليمية، يسعى الى إشاعة تنامي النفوذ العلماني في البلاد، وتراجع الإسلام السياسي، الى الحد الذي يطرح فيه مشروعا، لتشكيل قوة سياسية تضم فيما تضم بعثيين وعسكريين متقاعدين من حقبة النظام الدكتاتوري السابق ودبلوماسيين من تلك الحقبة نفسها، في استعادة لدور لعبه في حقبة المعارضة العراقية قبل ٢٠٠٣. وكان علاوي، في حقبة ما قبل ٢٠٠٣، استطاع التقرب من المؤتمر الوطني العراقي الموحد بزعامة الراحل احمد الجلبي، الذي تربطهما علاقة قرابة، بعد أن استحصل الضوء الأخضر من طهران باعتباره "شيعياً"، ومن واشنطن باعتباره "علمانياً"، ذلك الوصف الذي حرص على الاحتفاظ به في جميع المعارك الانتخابية لكن انكشاف تلونه، واللهاث وراء مصالحه السياسية، افشل مشروعه القائم على الدعم الإقليمي قبل الجماهيري . وآخر محاولاته للبقاء السياسي، لقاؤه برئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي سعيا الى "مشروع وطني في المرحلة المقبلة"، على حد تعبيره. لكن ذلك، لا يحوُل دون الحقيقة التي لا يتقبلها علاوي وهو انه بلغ سن التقاعد السياسي، هذا اذا لم يكن قد تحول الى جثة سياسية تنتظر الدفن.