الصومال الجديد

في عام ٢٠٠٢ تم إقرار قانون التعددية الحزبية في ادارة أرض الصومال، ووفقا لدستورها لا يمكن وجود أكثر من ثلاثة أحزاب سياسية في آن واحد. والاحزاب السياسية التي تخوض في الانتخابات بأنواعها الثلاثة الرئاسية، والبرلمانية، والبلدية هي حزب التضامن، وحزب وطني، وحزب العدالة والتنمية. وبينما الانتخابات الرئاسية في إدارة أرض الصومال على الأبواب تحتدم المعركة الانتخابية بشكل غير مسبوق بين الاحزاب السياسية في تلك الإدارة. تشهد مدن وقرى نائية فضلا عن عاصمة الادارة اجتماعات وجولات يقوم بها مسؤولو الأحزاب لاستقطاب الناخبين، والفوز بثقتهم قبل بدء الانتخابات والتي لم يبق منها الا شهرين ونيف. مكاتب تفتح هنا وهناك، ودعايات تطلق عبر وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الإجتماعي. كل هذا لأجل الفوز على أصوات الناخبين. ومما أثار حفيظة الحزب الحاكم إطلاق حزب وطني المعارض حزمة وعود، في حين فوزه للانتخابات القادمة، ومن بين تلك الوعود مضاعفة رواتب القوات المسلحة، وتوفير فرص تعليم لاولادهم، وبناء مجمعات سكنية لعوائلهم وغير ذلك. ووصف الحزب الحاكم وعود المعارضة بأنها مجرد جسر يرمي الحزب المعارض من خلالها للحصول على أصوات الناخبين. وجراء إطلاق تلك الوعود على لسان رئيس الحزب ومرشحه في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في العاشر من شهر اكتوبر القادم اندلعت شرارة الاتهامات، والتراشق الاعلامي عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، بين الاحزاب السياسية المحافظة والمعارضة. اتهامات متبادلة، ووعود بخطوط عريضة، وفي مثل هذا الوقت يستخدم جميع الاسلحة الناجعة، لإرباك صفوف الخصم، واحداث انشقاقات بين صفوفه، وعقد احتفالات حاشدة لاستقبال المنشقين من الأحزاب الاخرى. تشهد مناطق من إدارة أرض الصومال تحركات وفود متنافسة من الاحزاب لفتح مكاتبها، واستقطاب الناخبين في الانتخابات القادمة، وتتزامن هذه التحركات في وقت تجري عمليات توزيع بطاقات التصويت على المشاركين في الانتخابات القادمة. ومما كان يلفت الانظار من التراشق الاعلامي بين الاحزاب السياسية الثلاثة ما يتعلق بلجنة الانتخابات حيث اتهمها كل من الحزبين المعارضين اعد ووطني بعدم النزاهة، والحيادية؛ مما أدى إلى تهديد فيصل علي ورابى رئيس حزب العدالة والتنمية، بسحب عضو الحزب من تلك اللجنة. وحادثة مجلس النواب ليست ببعيدة من التسابق المحموم، لقد وصلت المعركة الا نتخابية إلى أروقة البرلمان، والتناطح لا زال قائما. بعد استقالة عبد الرحمن عرو عن منصب رئيس البرلمان بصفته مرشحا رئاسيا لحزب وطني، تنافس على ذاك المنصب عضوان من البرلمان، أحدهما باشي محمد فارح من الحزب الحاكم، والثاني عبد الرحمن محمد محمود من حزب وطني المعارض. بدأت جلسة التصويت لانتخاب رئيس مجلس النواب بأرض الصومال بسلام وانتهت بسلام في السادس من شهر أغسطس الجاري؛ حيث فاز في التصويت – حسبما نشر مرشح الحزب الحاكم، لكن وما إن لبثت المعارضة حتى عادت قائلة بأنه تم تزوير النتيجة مسلحة بأدلة وبراهين لم تعترف بعد من قبل الحكومة ولا من قبل المحكمة العليا. وفي الختام فالانتخابات على مرمى حجر، وبدأ الكل بالعدّ التنازلي حتى تعلن ساعة الصفر، وإثرها سيعلم الغالب من المغلوب.
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، اليوم الأحد، بقصر الاتحادية، محمد عبد الله محمد فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والذى يقوم بزيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس محمد عبد الله فرماجو، استهلها بالترحيب به، وتوجيه التهنئة له بمناسبة انتخابه رئيساً للصومال فى فبراير الماضى. ومن المقرر بحث سبل تعزيز أوجه التعاون الثنائى، وكيفية التصدى للتحديات المشتركة التى تواجه القارة الإفريقية، فضلًا عن مناقشة مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما ما يتعلق بحفظ الأمن والسلم بالقارة، أخذًا فى الاعتبار عضوية مصر الحالية بمجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الأفريقى. وأشاد الرئيس المصري بالعلاقات المتميزة والتاريخية التى تربط بين مصر والصومال، مؤكداً اعتزام مصر مواصلة تقديم كل الدعم للصومال خلال المرحلة القادمة لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة، ولاسيما الجيش الوطني الصومالى، فضلاً عن متابعة التعاون في مجال بناء قدرات أبناء الصومال في مختلف المجالات التنموية من خلال البرامج والدورات التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، فضلاً عن زيادة المنح الدراسية التي تقدمها لهم مصر. وأعرب الرئيس المصري أيضاً عن اهتمام مصر بمتابعة تفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائى مع الصومال، لاسيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، وفي مجالات صيد الأسماك والثورة الحيوانية، مشيراً إلى ضرورة متابعة نتائج الزيارات التي تمت خلال العام الجارى للصومال من جانب عدة وزارات مصرية للدفع قدماً بالتعاون القائم بين البلدين. وأضاف المتحدث الرسمى، أن الرئيس الصومالى أعرب من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بالقيام بالزيارة الأولي لمصر منذ انتخابه، مؤكداً ما يجمع بين البلدين الشقيقين من تعاون بناء وعلاقات تاريخية، ومشيداً بدور مصر التاريخى فى مساندة الصومال ووقوفها دائماً إلى جانبه خلال مختلف المراحل التى مر بها. ورحب الرئيس محمد عبد الله فرماجو، بتفعيل التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية، منوهاً إلى وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون القائم في العديد من القطاعات. وعبر رئيس الصومال عن تقدير بلاده لما تقدمه مصر من دعم فني في مجالات متعددة، فضلاً عن دفاعها عن المصالح الصومالية فى إطار المحافل الإقليمية والدولية، مؤكداً ما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين البلدين. وقد أكد الرئيس السيسي فى هذا الإطار، موقف مصر الثابت الداعم للصومال الفيدرالى الموحد وسيادته، مؤكداً مواصلة مصر مساندة الصومال من خلال عضويتها الحالية فى مجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن الافريقى، كما شدد على أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، والتعاون معها من أجل البناء والتنمية. وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، كما استعرض الرئيس الصومالي آخر مستجدات الوضع الداخلى فى بلاده، والخطوات التى تقوم بها الحكومة المركزية سعياً لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال والتغلب على التحديات المختلفة التي تواجهه، وعلى رأسها خطر الإرهاب. المصدر اليوم السابع + بوابة الفجر
مقديشو قال مسؤول أممي بارز في مجال المساعدات الإنسانية يوم الجمعة إن الهجمات على موظفي المساعدات الانسانية الذين يقومون بتسليم الإمدادات في الصومال زادت خلال العام الجاري، ونتج عنها وفاة بعض الموظفين. وقال بيتر دي كليرك منسق الشؤون الانسانية في الصومال إن هناك تقارير بشأن وقوع أكثر من ١٠٠ حادث استهداف لموظفي المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري حتى الآن، وأن ٤ من الموظفين قتلوا خلال هذه الحوادث. وقال دي كيلرك خلال فعالية أقيمت بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني، الذى يوافق ١٩ اغسطس، "في الصومال، يتم استهداف موظفي الإغاثة والموظفين العاملين في مجال الصحة، هؤلاء الذين يعملون ويقومون برعاية المتضررين من أعمال العنف". وتابع في بيان صدر عقب الفعالية "عمال الإغاثة يتم القبض عليهم أو يتم منعهم من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة بشدة. وهذا غير مقبول". ووجه دي كيلرك الشكر إلى موظفي المساعدات الإنسانية على مخاطرتهم بحياتهم بشكل يومي لانقاذ حياة الآخرين من الذين يعانون، وقال "نحيي ونشكر موظفي الإغاثة لشجاعتهم وعزمهم الذي لا يلين، خاصة أولئك الذين يقفون على الخط الأمامي والأقرب إلى من يحتاجون المساعدة". المصدر الشعب اليومية أونلاين
لامو قتل اربعة اشخاص ذبحا واحرقت منازلهم في هجوم تبنته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في مدينة لامو الكينية الساحلية، وفق ما اعلنت الشرطة اليوم. وقال قائد الشرطة في المدينة لاري كينغ، إن "المهاجمين اخرجوا الناس من منازلهم وقتلوهم. نجري تحقيقات للتوصل لدوافع الهجوم". وتابع أن "هناك اربعة قتلى"، مشيرا إلى توقيف ثلاثة مشتبه فيهم في الهجوم. ونفى كينغ أن تكون حركة الشباب ضالعة في الهجوم الذي وقع مساء الخميس، مشيرا إلى أنه مرتبط بنزاع محلي بين مزارعين ورعاة غنم. لكن مسؤولا كبيرا آخر في الشرطة، فضل عدم ذكر اسمه، قال إن "الهجوم يحمل كل سمات هجمات (حركة) الشباب. لقد ارتكبوا هجمات مماثلة بالطريقة عينها من قبل واحرقوا منازل أيضا". بدورها، زعمت حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة أن عناصرها قتلوا "خمسة كينيين مسيحيين" ودمروا عددا من المنازل في مدينة لامو، بحسب ما أشار موقع سايت المتخصص في مراقبة المواقع الجهادية. وسبق ان تعرضت مدينة لامو على الحدود مع الصومال لسلسلة من الهجمات على يد حركة الشباب، معظمها عبر زرع قنابل على جانب الطرق لاستهداف قوات الأمن. المصدر وكالات
مقديشو – قدم الاتحاد الأوروبي دعما ماليا قدره ٤ ملايين دولار للحكومة الصومالية في مجال الأمن والتنمية ، وذلك في اجتماع أجراه رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري مع وفد من الاتحا الأوروبي برئاسة فرينكيو لورينزو سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الصومال. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين، حيث سلمت السفيرة لورينزو رسالة من الاتحاد الأوروبي يؤكد فيها التزامه بدعم الصومال لرئيس الوزراء الصومالي. وأكد الاتحاد الأوروبي أن الدعم المالي المقدم للصومال مخصص لصرف مرتبات عناصر الشرطة وعملية بناء شارع ٣٠ في مقديشو، بالإضافة توفير فرص عمل لألف شاب صومالي في مقديشو. وأعرب رئيس الوزراء الصومالي خلال الاجتماع عن شكره الاتحاد الأوروبي على دعمه ووقوفه إلى جانب الصومال، وتعهد بأن الدعم الأوروبي سيصرف للمشاريع المقترحة من قبل الحكومة الصومالية. ويعتبر الاتحاد الأوروبي أحد أبرز الجهات الداعمة للحكومة الصومالية في مجالات السياسة والأمن والتنمية.
نيروبي كشف مسؤولون يوم الثلاثاء أن الحكومة الكينية تسعى إلى إغلاق منظمة معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وأخرى مطالبة بالديموقراطية، كانتا شككتا في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي، ما أثار إدانات دولية لعملية الإغلاق المزمعة. وأفادت رسائل مفتوحة من مجلس المنظمات غير الحكومية، وهو هيئة حكومية تتولى تسجيل وتنظيم عمل المنظمات الأهلية، إلى اللجنة الكينية لحقوق الإنسان ومركز أفريقيا للحوكمة المفتوحة، بأن المنظمتين تواجهان خطر التعرض لعقوبات لأسباب إدارية وضريبية. وقال مراقبون دوليون ومحليون، إن «العملية الانتخابية كانت حرة ونزيهة إلى حد بعيد، لكن زعيم المعارضة رايلا أودينغا اعترض على النتائج الرسمية التي تظهر فوز الرئيس أوهورو كينياتا بفارق ١.٤ مليون صوت». ولم يرد مجلس المنظمات الأهلية على اتصالات هاتفية أو بالبريد الالكتروني طلباً للتعليق على الرسائل المفتوحة، ولم يسمح لمراسلي «رويترز» بدخول مقاره. وقال الناطق باسم وزير الداخلية مويندا نجوكا، إن «الرسائل التي جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حقيقية». وقالت المنظمتان إنهما «لم تتلقيا أي اتصالات رسمية». وقالت المديرة التنفيذية لمركز أفريقيا للحوكمة المفتوحة جلادويل أوتينو إن «هذا هجوم على أي صوت مستقل». وأثارت أوتينو مراراً المخاوف مما وصفتها بأنها «تحضيرات غير كافية» اتخذتها لجنة الانتخابات في إطار التجهيز للانتخابات التي أجريت الثلثاء الماضي لاختيار الرئيس والمشرعين والممثلين المحليين. وأبدت المنظمتان مخاوفهما من تعذيب وقتل مسؤول انتخابي بارز قبل أسبوع من الانتخابات. وحضت منظمات حقوقية دولية منها «هيومن رايتس ووتش»، و«منظمة العفو الدولية»، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين الحكومة على احترام عمل المنظمات الأهلية. المصدر الحياة
الخرطوم أجرى الرئيس السوداني عمر البشير الثلاثاء محادثات مطولة مع رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ميريام ديسالين الذي وصل الخرطوم في زيارة تمتد ثلاثة أيام، وركزت المباحثات بين الجانبين على قضايا أمنية بجانب ملف مياه النيل وسد النهضة الاثيوبي. وكد الرئيس السوداني عمر البشير متانة العلاقات الاقتصادية والسياسية مع إثيوبيا، موضحا أنها تشهد حرصًا متبادلًا ودعمًا مشهودًا في الجهود المشتركة، لضمان أمن واستقرار البلدين وتوحيد الرؤية تجاه القضايا الثنائية الملحة . وأعرب البشير خلال المباحثات الثنائية عن رضائه عما يشهده البلدان من تنسيق ثنائي، مؤكدًا ضرورة تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية لخدمة القضايا المشتركة بين الجانبين، مثمنا التعاون البرلماني البنًاء والمثمر القائم بين البلدين وتعزيز التواصل من خلال استمرار تبادل الزيارات البرلمانية . وقال إن الآلية المشتركة بين البلدين تتيح لنا المُضى قدمًا نحو إتمام المشروعات المشتركة، المتمثلة فى الربط بالسكك الحديدية والتعامل المصرفي والتكامل الاقتصادي، فضلًا عن ضرورة تفعيل الآلية الوزارية الثلاثية التي تضم وزراء الدفاع ، والداخلية والأمن، لتذليل العوائق الأمنية بجانب الإسراع في تشكيل القوة المشتركة على الحدود، وإشراك ولاة ومنسوبي الولايات والأقاليم الحدودية في الترتيبات الأمنية . المصدر وكالات
من منطلق المناقضة لا أكثر – و هو فنٌّ عرف في العصور الأولى من النهضة الأدبية الاسلامية و العربية – حيث كان الشاعران " جرير و الفرزدق "– اثنان من أكبر الشعراء الإسلاميين – ينتهجان هذا الأسلوب بل و ينسب لهما الفضل في اختراعه .. و من منطلق تحفيز القراء على القراءة و زيادةً لجمهور الصفحة أقول لقد نال منا العنوان بالإعجاب و هو ما لا أستطيع وصفه بالمقال . لقد صدَقت قولا و لا يمكن للسياسة و الكذب أن يقفا على طرفي نقيض .. هذا مع الأسف أمر بحاجة لبحث تاريخي متجذر لمعرفة صاحب أول كذبة سياسية .. إلا أن الكذب و الدعاية التي ترافق المرشح ليست تعتبر وصمة عار للمرشح الصومالي فحسب – بل ما هي إلا طريقة تأكيد على العالمية و مجاراتها – و لو نظرنا لكل الجمهوريات في العالم و مرشحي الانتخابات – محلية أو برلمانية أو حتى رئاسية – سنجدهم ينتهجون النهج ذاته بل و يعيبون على المرشح الذي يفي بوعوده.. مثال قريب جدا – و لعل الرجل لم يفِ بكل وعوده السياسية – إلا أنه حين سار في الطريق لتنفيذها على أرض الواقع أجبر على التواري خلف القضبان، و غُيِّب ما يقارب ٥ سنوات عن تصدر الواجهات الإعلانية في بلده. لسنا بصدد الحديث عن ذاك الرجل أو التصريح باسمه – درأً لكل ما من شأنه أن يزيد من تشابك القضية .. و بما يتعلق بأهم وعدين أطلقهما الرئيس الحالي – محمد عبد الله فرماجو– و بعد ٧ أشهر من توليه سدة الحكم فالوقت ما زال مبكرا جدا لانتقاده أو حتى تسليط الضوء على ما أنجزه و لم ينجزه .. و ليس بمنطق أن يَعِدَ مرشحٌ في بلدٍ عانى من الحروب ربع قرن متواصل بتقليل سفر الرئيس للخارج ، إذ أن إيجاد شبكة تمويل عالمية لمخططات النهوض بالبلد أو حتى محاولة ترتيب وضعه الداخلي لا يتطلب سفرا فسحب بل غيابا قد يطول لأيام و أشهر و ربما سنوات .. و فيما يعانيه المواطن الصومالي من توقف بالساعات في الطرقات الفرعية في العاصمة فضلا عن الطرق الرئيسية فإننا تغافلنا عن كون تلك الطرقات كل شيء عدا كونها طريقا صالحا للعبور، إذ أن أقل هطول للأمطار يحيل تلك الطرقات لبِرَكِ مياه مباركة لكل كائن حي يقتات عليها سوى المواطن الذي يتعطل عمل يومه غير عالمٍ بالطريقة المناسبة للوصول لمقر عمله أو لقضاء حاجته اليومية خارج منزله المتواضع. و الواقع أن حال الصومال اليوم ليس له علاقة بدعاية مرشح لم ينفذ وعوده و لا بآخر اختاره الشعب اجماعا إنما هو متعلق بالشعب كله على حدٍ سواء، فواجب النهوض بالبلد و تنفيذ تلك الوعود التي ربما يطلقها مرشحٌ ما بلسانه إنما هي مطلبٌ عام يتساوى فيه الجميع و عليه أن ينفذه معا، فمتى ما اكتفت الدولة عن التمويل الخارجي و طلب العون و إبرام الصفقات و الاكتفاء بكل ما هو منتج محلي من اقتصاد و سلك أمني و سياسي، حينها فقط يمكن للشعب أن يحاكم مسؤول الدولة بكثرة سفرياته و طول غيابه ! و لقد قيل سابقا " التمس لأخيك عذرا إلى سبعين عذرًا ، فإن أصبت و إلا فقل لعل له عذرا لا أعرفه".