نجيب الريحاني

نجيب الريحاني

نجيب إلياس ريحانة الشهير باسم نجيب الريحاني (٢١ كانون الثاني (يناير) ١٨٨٩م \ ٢٠ جُمادى الأولى ١٣٠٦هـ - ٨ حُزيران (يونيو) ١٩٤٩م \ ١٢ شعبان ١٣٦٨هـ)، هو مُمثل فُكاهي مصري من أصل عراقي. يُعد أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عُمومًا ومصر خُصوصًا، ومن أشهر الكوميديين في تاريخ الفُنون المرئيَّة العربيَّة.وُلد في حي باب الشعريَّة بِمدينة القاهرة في زمن الخديويَّة، لِأبٍ عراقيٍّ كلدانيّ يُدعى «إلياس ريحانة»، كان يعمل بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة لِيتزوَّج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب. تلقَّى الريحاني تعليمه في مدرسة الفرير (بالفرنسية: Les Frères) الفرنسيَّة بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي، كما أحب الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة. بعد إتمامه دراسته، عمل مُوظفًا بسيطًا في شركةٍ لِإنتاج السُكَّر في صعيد مصر، وكان لِتجربته هذه أثرٌ على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائيَّة لاحقًا، وعاش لِفترةٍ مُتنقلًا بين القاهرة والصعيد. وفي أواخر العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديّ أسس مع صديق عُمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة عملت على نقل الكثير من المسرحيَّات الكوميديَّة الفرنسيَّة إلى اللُغة العربيَّة، وعُرضت على مُختلف المسارح في مصر وأرجاء واسعة من الوطن العربي، قبل أن يُحوَّل قسمٌ منها إلى أفلامٍ سينمائيَّة مع بداية الإنتاج السينمائي في مصر. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بنجيب الريحاني؟
أعلى المصادر التى تكتب عن نجيب الريحاني
بقلم عرابى وعَوْدةُ التوتونجى فى الوقت الذى كان فيه جَدُّنا العظيم أحمد عرابى يتعرض لتطاولٍ بذئٍ فى ألفاظه ومُريبٍ فى توقيته فى أحد الحوارات التليفزيونية هذا الأسبوع، قَفَزَتْ إلى ذهنى واقعةُ التوتونجى .. وقبل سرْد الواقعة لا بد من تعريف طرفيها .. أما التوتونجى فهو ذلك الخادم المسؤول عن علبة دخان الخديوى (لَفّاً ورَصّاَ وتقديماً)، وكان يحظى بمكانةٍ فى القصر مشابهةٍ لمكانة راعى الكلب فى فيلم غزل البنات لنجيب الريحانى. أما أحمد عرابى، فهو ذلك الفلاح المصرى الذى وجد فيه المصريون تجسيداً لآمالهم .. وسُمِّيَت بِاسمِه واحدةٌ من أعظم ثورات المصريين .. كاتب هذه السطور ممن يقدسون كل ثورات المصريين بلا استثناء ويعتبرها مشاعل النور وأدِّلة الحياة لهذا الوطن الأزلى .. ولكن هذه الثورة لها المكانة الأعلى فى قلبى لِعِّدَة أسباب. أنها كانت ثلاثية الأبعاد .. ثورة من أجل إرساء قواعد الحياة النيابية والدستورية (فى هذا الوقت المبكر قبل أكثر من قرنٍ من الزمان) .. وضد استبداد الحاكم وإسرافه .. وضد تدخل الأجانب عبر وزرائهم فى الحكومة المصرية .. وتشعبت منها ثوراتٌ فرعيةٌ أخرى .. فى الصحافة .. وفى الشعر والأدب .. وفى الخطاب الدينى .. وفى الجيش للتخلص من طبقية الضباط الشراكسة ورفع الظُلم عن الجنود والضباط المصريين وكسر القيود التى فُرِضت على عدد وتسليح الجيش المصرى بعد هزيمة محمد على .. وانخرط فيها المصريون بكل فئاتهم وخلفياتهم وظهرت أسماء صارت علاماتٍ كالبارودى وعبد الله النديم ومحمد عبده و محمد عبيد وغيرهم .. وتُوِّجت أحداثها بالدفاع بشرفٍ فى وجه الاحتلال .. والهزيمة ليست عاراً وإنما العار فى الخيانة أو التفريط .. وأجمعت كل المراجع المعاصرة لها (لا سيما الأجنبية) على صحة وقائعها .. ومن السخف أن يختصرها البعض فى قضية هل كان عرابى ممتطياً صهوة جواده فى حضرة الخديوى أم مترجلاً .. لم يخذل عرابى شعبه وإنما كافح معهم .. فلما انهزم الجيش بفعل الخيانة أو عدم التكافؤ أو قِلّة الكفاءة (أو كل ذلك معاً) كان طبيعياً أن يدفع الثمنَ سجناً وعزلاً ومُصادرةً ونفياً لأن قيمة أى موقفٍ هى أن تدفع ثمنه .. لكن غير الطبيعى أن يظلمك ذوو قُرباك ويتنكر لك أولئك الذين ضحيتَ ودفعت الثمن من أجلهم (وظُلمُ ذوى القُربى أشّدُ مَضاضةً .. على النفس من وَقْع الحسامِ المُهَنّدِ) وهو ما حدث للأسف .. هى الثورة المصرية الوحيدة التى نُكِّل بقياداتها ولم يُحتَفَ بهم كباقى الثورات .. وُلِد عرابى عام ١٨٤١ وحوكم عام ١٨٨٢ أى وهو بعدُ فى الحادية والأربعين من عمره .. وحُكِم عليه مع قيادات الثورة بالنفى المؤبد ومصادرة أملاكهم وأموالهم وحرمانهم من حق امتلاك أى مِلكٍ فى الديار المصرية بطريق الإرث أو الهبة أو البيع أو بأى طريقةٍ كانت، وبيعت أملاكهم وخُصِص ثَمَنُها لسداد التعويضات لمن أُضيروا من حوادث الثورة (من الخونة طبعاً) .. أمضى جدُنا تسعة عشر عاماً فى منفاه بجزيرة سيلان (سيريلانكا حالياً) .. ذهب إليها مع أجدادنا من قيادات الثورة الذين كانت كل جريمتهم أنهم دافعوا عن شرف مصر واستقلالها .. ذهب وهو فى الحادية والأربعين وعاد وهو فى الستين .. أى أنه أمضى سنوات الرجولة والحصاد بعيداً عن وطنه الذى أَحَبّه، وكانت حياتهم فى المنفى حياة بؤسٍ وشقاءٍ وألمٍ وحزن .. إذ انقطعت صلتهم بالناس وطال اغترابهم عن الوطن وبَعُدت الشُقة بينهم وبين أهلهم وذويهم وتعاقبت السنون عليهم بلا عملٍ مطلقاً فى ظل مناخٍ ردئٍ لم يتعودوه من قبل .. عاد عُرابى كهلاً فى الستين بعد أن زال الخديوى الخائن وعفا عنه الخديوى الجديد .. عاد وقد أصبح الاحتلالُ صريحاً بلا مواربة وتبَّوَأَ عملاؤه أعلى المناصب وصاروا يجاهرون بعمالتهم .. وعاش عرابى بعد عودته عشر سنواتٍ يتعرض لتطاول الدهماء والنخبة إلى أن لقى ربه، لدرجة أن شوقى الذى كان شاعر القصر وقتها هجاه بقصيدة .. كان هذا قبل أن يتحول شوقى إلى شاعر الوطن ويُنفَى هو نفسه لاحقاً (ولكن لأسبانيا). عودةٌ إلى واقعة التوتونجى .. عقب دخول الانجليز للقاهرة وأَسْرِهم لعرابى وعودة توفيق لقصره، توسّل التوتونجى (كان اسمه إبراهيم أغا) إلى سيده الخديوى أن يأذن له بالدخول إلى عرابى في مَحبَسه ليبصق عليه فأذن له الخديوى فَفَعَل .. ما رَفَعَت البصقةُ من شأن التوتونجى ولا حَطّت من قدْر عرابى .. ولكننى أتمزّق عندما أتخيلُ مشاعر الأسد الأسير إذا قفز عليه فأر .. مات إبراهيم أغا منذ قرنٍ ونصف بعد أن أقطعه الخديوى قطعة الأرض المُسمّاة حالياً بحدائق حلوان ثمناً للبصقة (!) .. مات ولكن يبدو أن ذريته من التوتونجية الصغار قد شَبّوا عن الطوق بعد أن هجروا مهنة الدخان إلى الكتابة والشاشات، وبدلاً من لقب التوتونجى أطلقوا على أنفسهم ألقاباً أكثر شياكة مثل (الإعلامى الكبير) و(الكاتب الكبير) واتخذوا من التطاول على الكبار (الحقيقيين) مِهنةً خُرافية الدخل .. لم يتركوا شريفاً إلا تطاولوا عليه .. ومَن نجا من تسافلهم آثر السلامة وتوارى عن الساحة اتقاءً للبهدلة .. وهاهُم يبصقون على عرابى من جديد .. إنهم يبصقون علينا.
قارن نجيب الريحاني مع:
شارك صفحة نجيب الريحاني على