مايكل جاكسون

مايكل جاكسون

مايكل جوزيف جاكسون (٢٩ أغسطس ١٩٥٨ – ٢٥ يونيو ٢٠٠٩) هو مغنٍّ، وممثل، وملحن، وراقص، ومنتج أغاني، ومصمم رقصات، ومخرج أفلام، ومنتج أفلام، وكاتب أغاني، وكاتب سيناريو، ورجل أعمال، وناشط حقوقي، ورائد أعمال، وممثل صوتي، وفاعل خير، ومؤلف موسيقى تصويرية أمريكي. لُقب بملك البوب. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمايكل جاكسون؟
أعلى المصادر التى تكتب عن مايكل جاكسون
نقاد الشيخ جاكسون جرأة العمل تميزه..وأحمد مالك الأفضل حالة من الجدل، أثارها فيلم "الشيخ جاكسون " بعد طرحه في دور العرض السينمائية، بين المدح والهجوم. و استطلعت " مصر العربية" آراء النقاد عن الفيلم، ومايميز العمل بعد تمثيله لمصر في القائمة الأولية للأوسكار. "ما يميز الفيلم هو جرأة الفكرة التي يطرحها، فطريقة القمع في التربية وما ينتج عنها من شخصيات مشوه إنسانيًا لا تعرف هويتها"..بهذه الكلمات تحدثت الناقدة علا الشافعي لـ"مصر العربية" عن الشيخ جاكسون. وتابعت علا "الفيلم يحمل قدرا من النضج لمخرجه ومؤلفه عمرو سلامة ويختلف عن أعماله سابقة، فيعتبر واحد من أهم الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية في الفترة الأخيرة". وأشادت علا بأداء أحمد مالك خلال أحداث العمل، مضيفة أنه أحد أهم أدواره على مدار مشواره الفني، بالإضافة لتمثيل ماجد الكدواني المتميز. وأشارت إلى أن الأدوار النسائية لم تأخذ مساحتها بشكل جيد في العمل ، مؤكدة أننا نحتاج مثل هذه الأفلام ذات القيمة العالية. وعن الانتقادات التي وجهت للفيلم بسبب بعض المشاهد، علقت علا الشافعي قائلة" إننا نتحدث عن دراما وهناك دوافع للشخصة"، معتبره هذه الانتقادات قصور في الرؤية بعض. وافقت النقادة ماجدة خير لله علا الشافعي، فأوضحت أن ما يميز الفيلم هو طرحه لقضية شديدة الأهمية في الوقت الحالي. وقالت في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" إن الصراع الأساسي في العمل بين حب الحياة و الخوف الناتج عن المعتقادات الدينية الخاطئة . وأرجعت ماجدة سبب اختيار العمل لتمثيل مصر في الأوسكار؛ إلى أن الفيلم يحتوي عناصرجيدة كالتمثيل والإخراج والسيناريو، فهو أحد أهم الأفلام التي أنتجت هذا العام، مشيدة بالأداء التمثيلي لأحمد مالك وماجد الكدواني. وعن غياب الموسيقى مايكل جاكسون خلال العمل، رأت أنها لاتؤثر في تيمة العمل فالجميع يعرف موسيقى مايكل جاكسون وأغانيه، لافته أن عمرو سلامة اختار هذه الشخصية لأنها تتناسب مع الوقت الذي تدور فيه أحداث الفيلم. يرى الناقد طارق الشناوي، أن فيلم الشيخ جاكسون يوجد به لغة سينمائية وجمال فني يستحق التوقف. وتابع في الجانب التمثيلي لعب شخصية الشيخ ٣ ممثلين أعمارهم المختلفة ، ولكن أداء مالك كان مميز في تأدية مرحلة المراهق. وأشار إلى أن الفيلم يحمل رسالة "وهي أن تكون نفسك"، فالمجتمع والأسرة والثقافة تفرض عليك أنواع من الضغوط ولكن يجب علينا أن نحرر أنفسنا وهذا العمق الذي يريد أن يصل له الشيخ جاكسون . عود أحداث فيلم "الشيخ جاكسون" إلى ٢٥ يونيو ٢٠٠٩ وخبر وفاة مايكل جاكسون الذي هزَّ العالم، خاصةً أحد الشيوخ الذي كان يلقبه الجميع بجاكسون في سنوات الدراسة. لكن ماذا يربط شيخ وإمام مسجد بأسطورة الطرب الأميركي؟ والسؤال الأهم، هل سيستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي بعد ذلك، أم ستعود به ذكرياته وعلاقاته بمن أحبهم إلى السؤال الأهم في وجدانه؟ هل هو الشيخ أم جاكسون أم الاثنان في قلب رجل واحد؟ وفيلم "الشيخ جاكسون"، بطولة أحمد الفيشاوي وماجد الكدواني ودرة وبسمة ومحمود البزاوي، ومن تأليف وإخراج عمرو سلامة. يذكر أن لجنة الفيلم المصرى ، تحت إشراف نقابة المهن السينمائية، اختارت الفيلم المصرى "الشيخ جاكسون"، من بطولة أحمد الفيشاوى، وإخراج عمرو سلامة، لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، حيث فاز الفيلم بـ١٧ صوتًا من أعضاء لجنة المشاهدة مقابل ٥ أصوات لفيلم "مولانا"، من بطولة عمرو سعد، وإخراج مجدى أحمد علي. وذلك عبر لجنة المشاهدة للفيلم المصرى المرشح للأوسكار، التي تم تشكيلها من ٢٣ سينمائيًا، وانتهت من اجتماعها منذ قليل بعد مشاهدة الفيلم فى المجلس الأعلى للثقافة؛ حيث إنه لم يعرض جماهيريًا بعد. وحضر تصويت اللجنة أعضاؤها "خالد يوسف، وعلى بدرخان، وسعيد شيمي، وعمر عبدالعزيز ،والأب بطرس، وطارق الشناوي،ومحمد قناوي، ومحمود عبدالشكور، وأحمد شوقي، وعلا الشافعي، وسيد محمود، وزين خيري، وسامح سليم، وفوزي العوامري، وهالة خليل، وقدري الحجار، وأحمد عاطف، وغادة جبارة، وأندرو محسن، وحنان أبوالضياء، وخالد عبدالجليل، ومحسن ويفي"
«الشيخ جاكسون» قصة رنانة مجوفة من الداخل حسين حسام ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ فيلم «الشيخ جاكسون» دراسة تحليلية لشخصية بطله الشيخ، مستوحاة بصفة رئيسية من التجربة الحياتية لمخرج الفيلم عمرو سلامة، كما صرّح في عدد من المقابلات. يتطرَّق الفيلم لقضايا متعددة كالهوية، والتديّن السلفي، وعلاقتهما بفكرة الموت. ولكن بسبب طبيعة مقاربته الحذرة والمحسوبة بدقة، لا يكاد الشيخ جاكسون يخدش سطح قضاياه. يُفتتَح الفيلم الذي كتب له السيناريو عمرو سلامة وعمر خالد؛ بتقديم شخصيته الرئيسية، الشيخ السلفي الشاب (أحمد الفيشاوي)، وهو يؤم المصلين في صلاة الفجر في المسجد؛ متضرعًا في وصلة بكاء حارة. يفسِّر لنا بعد ذلك؛ حرصه على البكاء في صلواته باقتباس من الحديث الإسلامي (حُرّمت النار على عين بكت من خشية الله). في المشهد التالي، نتابع الشيخ مع زوجته (أمينة خليل) وهو يُريها خاتمه الجديدة ذو الشاشة الرقمية والزِريّن اللذين يسجّل بهما حسناته وسيئاته التي اقترفها أثناء يومه. بهذا الهوس الكمي بهواجس الثواب والعقاب، يؤسِّس الفيلم رؤيته السطحية الساخرة لنمط الحياة السلفي. عندما يعلم الشيخ بخبر وفاة مايكل جاكسون، مثله الأعلى السابق، ورمز مراهقته المضطربة، يهتز داخليًا، وتلعب هذه التفصيلة دور المحرك للأحداث، لأنها تقوم بإزكاء نار الصراع الخامد داخله، ليجد نفسه في مواجهة أزمة هوية مكتملة، ما يدفع حياته إلى التدهور. يبدأ الشيخ في المعاناة من كوابيس متكررة، نتيجة إحساسه بالذنب من ما يُطلِق عليه «انتكاسة إيمانيّة»، بعد أن بات غير قادر على البكاء في صلاته ما يسبب له ضيقًا شديدًا يدفعه لطلب العلاج النفسي، واسترجاع ذكريات الماضي لفهم مشكلته الحالية. بالتالي، ومن خلال المَشاهد التي تعود بنا إلى الوراء، حيثُ نقابل نسخته المراهِقة (أحمد مالك)، يتم تأسيس الصراع الأساسي للفيلم، والذي يتلخَّص في الحب مقابل الخوف. يُمثّل طرفي هذا الصراع والدا البطل الأب مدرِّب الرياضة القاسي حاد الطباع الذي يبدي إعجابه بصدام حسين و احتقاره للمخنثين أمثال (مايكل جاكسون)، والأم الحنون الملائكية التي تعترف لابنها بحبها لجاكسون وتسأله كتمان السر. اختيار أن يكون التبايُن بين المكوِّنيْن الأساسيين المساهميْن في تشكيل شخصية البطل، صارخًا بهذا الشكل، رسَّخ لسطحية المعالجة. بالإضافة إلى أن الاستعانة بالكدواني لتجسيد شخصية الأب الغليظة، دون المجازفة بالاستغناء عن بصمته الكوميدية المعتادة التي يتخلَّلها بعض الملاحظات الفلسفية العميقة، نتج عنها تشويه في تركيبته الدرامية، فتحوّل بدوره لشخصية كارتونية كغيره من الشخصيات التي يمتلئ بها الفيلم. عقب إحدى خلافاتهما العنيفة يتوعَّد الأب ابنه أنه سيكون دومًا رقيبًا عليه، محذرًا إياه من نسيان ذلك، ومجذّرًا داخله إحساسيّ الخوف والذنب اللذين يعاني منهما بعد الوفاة المفاجئة للأم. ولتبرير قرار المراهِق (جاكسون) كما يطلِق عليه أصدقاؤه؛ بالتحوّل لطريق التديّن السلفي المتشدّد، يزج المخرج في إحدى لقطات الفلاش باك، بشخصية خاله السلفي (محمود البزاوي) الذي يستغّل انهياره عقب وفاة والدته، لينصحه بالابتعاد عن طريق أبيه المليء بالمعاصي والذنوب، حتى يتمكّن من اللحاق بأمه في الجنة الآخرة. هذا المشهد النمطي شديد السطحية، هو المبرر الدرامي الوحيد الذي يدفع البطل لاعتناق السلفية وبناء حياته على أساسها لمدة خمسة عشر عامًا، وحتى يصير رجلًا ناضجًا. بتقدٌّم الأحداث يتحول ثقل الفيلم إلى الصراع بين فكرتي الحياة والموت، ممثلتين في صوتين متضادين يتردّدان داخل عقل البطل. أولهما صوت الخطب الدينية السلفية والتي تتوعّد بالنار والعقاب الإلهي. وثانيهما هو الصوت الهادئ الرزين للمعالِجَة النفسية (بسمة) التي تحاول التوصُّل لجذور عقدته وحلّها بدفع مشاكله إلى السطح، والتي يجري توظيف جلساتها مع الشيخ؛ دراميًا، لتلعب دور الوسيلة التوضيحية للأحداث على مدار الفيلم. بعد إدراكها هوسه الشديد بالموت؛ تَطرح عليه الطبيبة السؤال التقليدي المبتذل عن « الأشياء الميتة بداخله والأشياء التي تشعره بأنه مازال حيًا». كون أن هذا السؤال ينجح بالفعل في دفْع الشيخ للغوص في ذكرياته وسرد قصة حياته كاملة، يؤكد على الطريقة السطحية التي حاول بها الفيلم تشريح بطله نفسيًا. كما تتجلّى تلك الرؤية السيكولوجية الفقيرة في أوضح صورها؛ في مشهد نزول الشيخ الى أحد القبور، فبدلًا من أن ينتهز الفيلم تلك الفرصة للغوض لأعماق عقل مشوَّه و مضطرِّب، يقوم بتضمين المشهد فقرة كارتونية تحاكي فيديو كليبات شهيرة لمايكل جاكسون، جاءت فقيرة بدورها، لأن صنّاع الفيلم لم يستطيعوا الحصول على حقوق استخدام موسيقى جاكسون، ما خلّف الإحساس بوجود شيء ناقص. هذه الطريقة في تسخيف المشاعر تسيطر على السيناريو بشكل عام، وهي إحدى نقاط ضعفه. فجميع المشاهد التي تتخذ طابع الجدية في بدايتها، تنتهي دائمًا بنبرة فكاهية ساخرة، ما يجعل الفيلم يعجُّ بإفيهات ساخنة مصطنعة وموزّعة بعناية على جميع مشاهده، بشكل لا يترك للمتفرّج مساحة للانغماس في أية مشاعر حقيقية، رغم محاولة الفيلم الدؤوبة لإقناعنا بحالة الشيخ المتعسّرة. وإكمالًا في خط التسطيح، يأتي مشهد تصالح البطل مع ماضيه بشكل ساذج للغاية، حيثُ يتجه الشيخ إلى منزل طفولته ليستعيد تذكارات مايكل جاكسون القديمة المخبأة من سنين، وهناك يلتقي بوالده الذي تحول الآن إلى شخصية لطيفة، فيتحدث معه ويبوح له الأب بكل ما في صدره، وهكذا يجري التصالح دون أي عمق حقيقي. وكنتيجة لتلك المواجهة السطيحة يتحرَّر البطل بأعجوبة من أحاسيس الخوف والذنب التي أرَّقته طوال حياته، ويتمكن أخيرًا من التصالح مع حبه لمايكل جاكسون، ليتحول إلى الشيخ الراقص الذي يتصدر ملصق الفيلم. من ناحية أخرى، يستخدم عمرو سلامة الألوان كوسيلة تعبير أساسية عن تطوَّر الحالات النفسية المختلفة التي تمر بها شخصيته الرئيسية خلال الأحداث. فيختار درجات لونية شاحبة من تدرجات الأزرق والأبيض والرمادي؛ لمَشاهد الحاضر التي تصوّر حالة البطل المضطربة. بينما على النقيض، يستخدم الألوان الدافئة ذات الطابع النوستالجي، كالأصفر والبرتقالي، لمشاهد الفلاش باك. ولمشاهد المصالحة بين ماضيه وحاضره، يختار باليتة ألوان زاهية ومشرقة ومشبَّعة بالألوان المبهجة، وهي نفسها التي يستخدمها في مشاهد العلاج النفسي، وفي لقائه مع حب مراهقته. في الحقيقة، كان يمكن إذا تم الإخلاص لثيمة «الانتكاس» للنهاية وهي إحدى الثيمات الرئيسية للفيلم، أن ينجح في تقديم معالجَة ذكية لفكرة الانقلاب الجذري المفاجئ من الشيء لنقيضه، والتداعيات الناتجة عنه. ولكن الشيخ جاكسون صبَّ اهتمامه على صنع نهاية مُلفتة أكثر من انشغاله بكيفية الوصول إليها. ويبدو أن الصورة المثيرة لـ «شيخ يؤدي رقصات مايكل جاكسون مرتديًا العباءة البيضاء رمز التدين السلفي» كانت مسيطرة على ذهن المخرج من البداية بشكل كبير، ودفعته لأن يجعل بقية فيلمه مجرّد حيلة، ليصل لهذا المشهد. فبسبب رغبته في التوفيق بين صنع فيلم شخصي، وبين التمتع بنجاح جماهيري؛ حرص سلامة على إبقاء عناصر التكوين الدرامي عامّة ونمطية، ليضمن تفاعل أكبر شريحة من الجمهور معها. ففكك شخصياته وعناصره بطريقة مصنطعة، خالقًا صراعًا وهميًا، ليدفعهم لنهاية معينّة، دون الاكتراث بخلق سياق ينتصر للمنطق. في فيلم «الشيخ جاكسون» تعامل سلامة مع فن السرد القصصي كمعادلة حسابية أو تركيبة كيميائية، فكانت النتيجة فيلمًا غير مقنع، خاليًا من أي عمق وأي صدق. وباختياره اختيارات درامية وإخراجية حذِرة، وتمسّكه بنبرة حيادية، لم يفلح في أن يجعل فيلمه تعبيرًا صادقًا عن أي من شخصياته.
الشيخ جاكسون.. والبحث عن الهوية "افتح الباب..أنا مش واقف وراه" ..هذه الجملة التي ينصح بها الوالد ماجد الكدواني ابنه أحمد الفيشاوي في نهاية الفيلم هي المفتاح للوصول إلى عقل الشخصية الرئيسة في فيلم الشيخ جاكسون الذي يلعب دوره أحمد الفيشاوي. البحث عن الهوية فالابن الذي كان يعشق مايكل جاكسون في صغره ، ينفق أموال دروسه على إسطواناته دون معرفة والده، يغلق باب غرفت و يحفظ أعماله ويقلد رقصاته، وفي كل مرة يقف والده خلف الباب محاولا اكتشاف ما يفعله ابنه حتى يعلم بحبه ابنه،لمايكل جاكسون؛ ليصب غضبه عليه ويكسر الباب ويرمي ملابسه ويمزق بوستراته ويرغمه على عدم سماعه، يترك الفتى والده وينتقل للعيش مع خاله "السلفي" ليكمل حياته الجديدة بنفس نهج خاله"البزاوي". ويمضي الوقت حتى يسمع بوفاة مايكل جاكسون الذي هزَّ العالم، الأمر الذي شكل هزة في عالم الشيخ ، ليسيطر مايكل جاكسون على أفكاره. هذا الصراع النفسي الذي وقع فيه الشيخ ناتج من عدم اختياره لهويته، فهو يتوقف عن حب جاكسون بإرادته بل رغم عنه ، وفي المقابل قادته الظروف لأن يصبح داعية سلفي؛ فلم هذا اهتياره. الصراع في العمل هو نفسي ولكنه في مجمله صراع يعيشه المجتمع المصري في الوقت الأخير، والشباب بصفه خاصة، حالة الاستقطاب الدائمة "أما يصبح مثل والده أو خاله"، فلم يجد الشيخ تلك المنطقة الوسطية التي يقف عندها. عمرو سلامة بين التأليف والإخراج في فيلم الشيخ جاكسون جمع عمرو سلامة بين التأليف والإخراج ولكنه لم يستطع الموازنة بين المهمتين، فسيناريو العمل كان به العديد من السقطات وكان الانتقال بين الفترات العمرية الثلاثة للبطل تتخللها لحظات من الملل، فضلا عن غياب المببرات الدرامية لبعض للشخصيات. أما على مستوى الاخراج فهناك بعض المشاهد التي لم تنفذ بعناية و منها مشهد فانتازي نفذ بالجرافك ولكن لم يكن بالجودة المطلوبة حيث يتخيل جاكسون العقبات التي في حياته منذ صغره بصورة خيالية، ولكن بالرغم من ذلك كانت أدوات سلامة الإخراجية تنجح في تكوين كادرات جيدة وذات معنى. التمثيل قدم الفيلم وجبة تمثيلية غنية لعبت فيها مهارات الأبطال دور كبيرا في جذب المشاهد وخاصة أداء أحمد مالك وماجدالكدواني وأحمد الفيشاوي. فاستطاع أحمد مالك أن يقدم الشخصية بقدر كبير من الإنفعالات والمشاعر ، وخاصة أن يقدم فترة المراهقه من حياة الشيخ وحبه لأسطورة البوب مايكل جاكسون وعلاقته بوالده ماجد الكدواني الذي برع في تقديم شخصية تحمل مشاعر مزدوجة فهو الأب السكير القاسي على ابنه ولكنه بالرغم من ذلك يحب ابنه. أحمد الفيشاوي "البحث عن الهوية" هذه التيمة ليست بعيدة عن بطل العمل أحمد الفيشاوي فهو الشاب المتدين والذي كان يظهر في عدد من البرامج الدينية من الدعاة ولكن في الفترة الاخيرة ظهرت تحولات جديدة على شخصيته. ويحكي الفيشاوي أنه كان سلفياً، كما انضم لجماعة الإخوان المسلمين، وتصوَّف كذلك، إلا أنه تراجع عن هذا، مؤكداً أن الله لا يفرِّق بين الناس على أساس الشكل واللون، وتابع "الآن أدركت أن الدين محبة، والله محبة، وهذه الحقيقة المطلقة التي عرفتها". لماذا مايكل جاكسون؟ تبدو الإجابة منطقية في بداية الأمر خاصة أن الحقبة التي يتناولها الفيلم في فترة التسعينيات وهي فترة شكلت فيها أغاني مايكل جاكسون صدى كبير في العالم ولدى الشباب. ولكن مع ممرور أحداث الفيلم يصبح هذا السؤال ملحا أكثر فأكثر وخاصة أن صناع الفيلم لم يستطيعوا الحصول على أغاني مايكل جاسكون لأنها تحتاج مبلغ كبير من الأموال . الأمر الذي جعل المشاهد لا يشعر بقوة الترابط بين العالم مايكل جاكسون وعالم الشيخ، لذلك حاول المخرج تعويض ذلك برقصاته. ولكن يمكننا تفسير ذلك بأنه أراد يختار نموذج غربي له تأثير كبير على العالم العربي، ليدعم فكرته هو فتح الابواب على ثقافات أخرى فما المانع أن أكون شيخ وأسمع أغاني مايكل جاكسون وهذا الواضح من نهاية الفيلم. يذكر أن لجنة الفيلم المصرى ، تحت إشراف نقابة المهن السينمائية، اختارت الفيلم المصرى "الشيخ جاكسون"، من بطولة أحمد الفيشاوى، وإخراج عمرو سلامة، لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى، حيث فاز الفيلم بـ١٧ صوتًا من أعضاء لجنة المشاهدة مقابل ٥ أصوات لفيلم "مولانا"، من بطولة عمرو سعد، وإخراج مجدى أحمد علي. وذلك عبر لجنة المشاهدة للفيلم المصرى المرشح للأوسكار، التي تم تشكيلها من ٢٣ سينمائيًا، وانتهت من اجتماعها منذ قليل بعد مشاهدة الفيلم فى المجلس الأعلى للثقافة؛ حيث إنه لم يعرض جماهيريًا بعد. وحضر تصويت اللجنة أعضاؤها "خالد يوسف، وعلى بدرخان، وسعيد شيمي، وعمر عبدالعزيز ،والأب بطرس، وطارق الشناوي،ومحمد قناوي، ومحمود عبدالشكور، وأحمد شوقي، وعلا الشافعي، وسيد محمود، وزين خيري، وسامح سليم، وفوزي العوامري، وهالة خليل، وقدري الحجار، وأحمد عاطف، وغادة جبارة، وأندرو محسن، وحنان أبوالضياء، وخالد عبدالجليل، ومحسن ويفي". وكانت اللجنة الفنية بجهاز الرقابة على المصنفات الفنية، قد منحت صّناع فيلم "الشيخ جاكسون" بطولة أحمد الفيشاوى، تصريح عرضه فى المهرجانات، منها مهرجان الجونة السينمائى والذى تنطلق فعالياته ٢٢ سبتمبر الجارى. اقرأ
الشيخ جاكسون .. فيلم آخر عن الهوية أحمد رفعت ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ بعد مشاهدتي فيلم «الشيخ جاكسون» المعروض بالدورة الجارية لمهرجان الجونة السينمائي، اتفقت مع صديق لي، على اختلاط مشاعرنا تجاه الفيلم، ولكن ما اختلفنا عليه بوضوح كان أهمية التعاطي الجاد معه، وإلى أي مدى يصْلُح لاتخاذه مدخلًا لقراءة المشهد السينمائي المصري الحالي، وهل يمكن أن يُفصِح عن سمات جامعة للأفلام العربية المهتمّة بمواضيع التطرف الديني و«الإرهاب» وقضايا الهوية بشكلٍ عام، والتي يُجرى تداولها والاحتفاء بها في الشبكات السينمائية للغرب؟ يعود إلحاح زاوية الرؤية هذه عليّ، لمشاهدتي ثلاثة أفلام مصرية أٌنتجَت هذا العام، تنطلق في بنائِها لشخصياتها من فكرة الهوية الوطنية أو الدينية. فمثلًا يلعب محمد رمضان في فيلمه «جواب اعتقال» شخصية الإسلامي الجهادي في صورة «الإرهابي»، في حين يُقدّم لنا المخرج طارق العريان في فيلمه «الخلية» رحلة انتقام البطل «أحمد عز» ضابط العمليات الخاصة في الشرطة المصرية، من المتطرفين قاتلي صديقه، في شكل صراع بين«الوطنيين» ضد «الإرهابيين». أما فيلم المخرج مروان حامد «الأصليين» فيذهب إلى أبعد ذلك، مفترضًا وجود كيان غامض يُراقب أغلب المصريين. في هذا السياق يُعتبر فيلم عمرو سلامة الأخير «الشيخ جاكسون» جزءً من الصورة العامة للموجة السينمائية السائدة، ولا يمكن قراءته خارج المشهد العام. يبني سلامة فيلمه حول طبيعة شخصية البطل الدرامية، أكثر من اعتماده على أحداث تُطوِّر الدراما، فشخصية البطل خالد وتاريخها وتناقضاتها الداخلية هي ما يقود فيلمه. بهذه الطريقة يتجنب سلامة نمط المعالجات الفنية المُسطِّح للمشاكل الاجتماعية والذي يستخدم شخصيات بخطوطٍ واسعة لتمثّل فئة اجتماعية كبيرة، وهو النهج المتعارف عليه في تناول قضية التطرف. لا يٌجرّم فيلم «الشيخ جاكسون» الشخصية أو اختياراتها، وهي وإن كانت نقطة تُحسَب للتناول الدرامي؛ إلا أن المُحبط هو انتفاء الأبعاد الأخرى لتلك الشخصية بخلاف جانبها الهوياتي الديني. منذ اللحظة الأولى، يختار الفيلم تعريفنا على بطله من خلال هويته الدينية، فنتابع طقوسه الصباحية المتديّنة، فنسمعه يردد دعاء الاستيقاظ من النوم، ثم دعاء الاغتسال، إلى أن يخرج من بيته ويصل لميكروفون المسجد. بطلنا ليس فقط متدينًا وإنما هو إمام يبكي خشوعًا في الصلاة بحشرجة اعتدنا عليها في شرائط وعظ مشاهير الشيوخ السلفيين. ومثلما يَتهم فيلم «جواب اعتقال» الحقد الطبقي في لجوء بطله محمد رمضان للعنف العقائدي، يطرح «الشيخ جاكسون» تصورًا قريبًا، معتبرًا أن القهر الأبوي هو الدافع وراء اتجاه البطل للتدين السلفي، وذلك من خلال مشاهد الرجوع لتاريخ الشخصية في فترة الطفولة والمراهقة. في ندوة الفيلم، وردًا على سؤاله إذا كانت هناك احتمالية أن يُثير الفيلم غضب الإسلاميين في مصر، قال سلامة أنه لا يظن ذلك، لأنه على خلاف الأفلام المصرية الأخرى التي صورتهم كإرهابيين أو كمتعصبين منغلقين، فإن فيلمه يُنصِف شخصية الشيخ السلفي، ويتجنّب الحُكم الأخلاقي عليها. ورغم أن الفيلم يعكس ذلك فعًلًا، فإنه لا يخلو بدوره من جوانب أخرى للتنميط، مثل التسطيح الهوياتي للشخصية الرئيسية. فالمعالجة الدرامية لفكرة أن الكبت هو المُستدعي لرغبات تصنّف «دنيوية» كالموسيقى في معجم الشخص السلفي الذي يخشى عذاب القبر، جاءت بشكل كاريكاتورى دفع مشاهدي الفيلم للضحك. لا أقول أن الكوميديا تعني السطحية، ولكنها في هذا السياق لم تأتِ من حبكة الدراما، وإنما جاءت من اللَعب على جوانب ارتبطت بتمثيل الشيخ السلفي في الثقافة الشعبية. تُعزّز الرؤية الإخراجية للفيلم قطبية «الجانب الدنيوي» للموسيقى في مقابل «الجانب الإلهي الروحاني» للتديّن، ففي لقطات أحمد الفيشاوي وهو يؤم المصلّين، تختار الكاميرا زاويا التصوير العالية، في مقابل زوايا المنظور الطبيعي لمَشاهِد البطل في مراهقته «أحمد مالك»حين كان متصالحًا مع موسيقى مايكل جاكسون، وحركاتها الراقصة، ومطيلًا شعره. تنتصر نهاية الفيلم للجانب الدنيوي وهو الموسيقى، ما يؤكد على المُقاربة المنغلقة لتلك الجدلية، فهناك طرف في المعادلة يحتكر فكرة «الحياة»وحُبَها على جانب، بينما التدين السلفي مع فكرة «الآخرة» أو ما هو خارج «الحياة»على الجانب الآخر. فيلم «الشيخ جاكسون» يأتي في سياق عام، تتجه فيه كيانات رسمية تابعة لدول أوروبية مع كيانات ثقافية محلية، نحو الفن، باعتباره سلاحًا ضد «التطرٌف» العقائدي، والإسلامي على وجه التحديد. وهذه ليست بسياسات جديدة ولكنّها إعادة إنتاج لممارسات ثقافية تنويرية متجذّرة في مصر والمنطقة. فأفكار فيلم «الشيخ جاكسون» المصري القادم من مهرجان تورونتو لمهرجان الجونة والمُسافر إلى لندن، تتفق مع ما سمعته في محاضرات المنتجين والموزعين والجهات الداعمة خلال فعاليات منصة الجونة السينمائية على مدار الأيام الماضية، حيثُ إجماعهم على ضرورة «عالمية» اللغة السينمائية المستخدمة، لتمكين المتلقي خارج السياق المحلي من التماهي أو التعاطف مع شخصيات الفيلم. وربّما ما أعتبره «تسطيحًا» بوصفي مواطنًا محليًا، قد يساعِد في تبسيط ظاهرة مُشفّرة ثقافيًا كالإسلام السلفي بالنسبة للمتلقي الأجنبي. في تترات الفيلم الأخيرة، لاحظتُ شيئًا قد يستحق الذِكر في هذا السياق، وهو استعانتهم بمستشار للإسلاميين، وهو مُسمّى وظيفي يقترب وقعه في أذني من «خبير الإسلاميين» في مراكز البحث الأمريكية والأوروبية، ما يعزز شعوري بضرورة مناقشة الفيلم في سياق الموجة العالميّة للاهتمام بقضايا الهوية.
قارن مايكل جاكسون مع:
شارك صفحة مايكل جاكسون على