علي الدفاع

علي الدفاع

أ.د. علي بن عبد الله الدفاع الملقب بـ ملك التكامل من عشيرة ال عويد من قبيلة تميم في المذنب من مواليد ١٩٣٨م (١٣٥٨ هـ) في مدينة عنيزة من منطقة القصيم، عالم رياضي ومؤرخ في تاريخ الرياضيات عُرِف عنه اهتمامه بفرع التكامل من علوم الرياضيات وكذلك بحوثه المتعمّقة في تاريخ الرياضيات عند العرب والمسلمين.انضم عام ١٩٧٢م لكلية البترول والمعادن (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليًا) كأستاذ مساعد، لتتم ترقيته في ١٩٧٧ أستاذًا مشاركًا، استلم رئاسة قسم العلوم الرياضية وعمادة كلية العلوم بالجامعة في الفترات ١٩٧٤-١٩٧٧، ١٩٧٧-١٩٨٤. وقد تمّت ترقيته للأستاذية عام ١٩٨٠. عمل أستاذًا زائرًا لجامعة الملك سعود بالرياض، وكذلك لجامعة هارفرد بالولايات المتحدة. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعلي الدفاع؟
أعلى المصادر التى تكتب عن علي الدفاع
عن سياسات الصورة في المجتمعات المحافظة حوار مع المصوّرة نادية منير أجرت الحوار ليلى أرمن ١٨ أكتوبر ٢٠١٧ «سأدافع عن نفسي» هو المعرض الفردي الأول لنادية منير، بعد معرضيها السابقين «قالت أقسم أنّي أرى ضوءًا يخرج من جانب عيني» و«هل أنت ذلك الشخص حقًا؟»، واللذان كانا في إطار معارض جماعية. تستكمل نادية بحثها في سياسات الصورة وكيفية تمثيل النساء في المجال العام، من خلال تتبُّع مناورات الإخفاء والحجب والرقابة التي يمارسها منتجو الصور في المجتمعات المحافظة ومصر تحديدًا. وكيف ينعكس ذلك على علاقة النساء بصورهن الشخصية سواء التي يختارونها للمشاركة مع غيرهم على منصات التواصل الاجتماعي، أو التي يقرّرن الاحتفاظ بها لأنفسهن. ومن خلال القيام بألعاب بحثية في مواقع أرشيفات الصور الإلكترونية العامة، تحاول قراءة محدّدات نتائج البحث الخاصة بصور النساء، وكيف تختلف مثلًا نتيجة استخدام كلمة «امرأة » من موقع لآخر حسب جغرافيته. كما تحاول اكتشاف دوائر التأثير و«إعادة الإنتاج» بين تلك النتائج وتطوّر فن التصوير. في هذا الحوار تتحدث نادية عن معرضها المقام حاليًا، ومشروعها الممتد بشكل عام، بالإضافة إلى عدد من القضايا التي تخص إشكاليات الصورة، كنقاش الملكية والخصوصية و فن تصوير الشارع. ليلى انقسم شغلك لـ٣ مراحل. الأولى كانت مع مؤسسة «ماس اسكندرية»، والتانية مع «فوتو كايرو» في معرض جماعي، والمرحلة التالتة الحالية معرضك الفردي الأول «سأدافع عن نفسي». هل كل مرحلة كانت مشغولة بسؤال معيّن؟ نادية أعتقد مفيش خط فاصل بينهم. هم بيكمِّلوا بعض وبيتطوروا مع الوقت. مثلًا فيه أعمال في المرحلة الأولى اتفسّرت أكتر في شغل المرحلة التانية. ولمّا جيت أرتب الأعمال وأفردها في المعرض الفردي، قدرت أشوف كل المراحل بشكل متداخل أكتر. لكن بشكل عام، اهتميت في المرحلة الأولى بالصور الشخصية. دوّرت في صوري، وطلبت صور شخصية من أصدقاء ومعارف لمجرّد إني أتفرج عليهم، وأقارن بينها وبين صورهم اللي اختاروا يعرّفوا بيها نفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي زي فيسبوك. المرحلة التانية، عامّة أكتر، لكن بتكمّل نفس الفكرة، وهي صور التجمّعات الخاصة المغلقة. فركزت على صور الحفلات النسائية الخاصة، وما فيها من خصوصية افتراضية بشكل كبير، وازاي بتنتقل بين الدواير المختلفة. المرحلة التالتة الحالية، لسّا بكتشفها، وبطوّرها. ووسّعت فيها دايرة اهتمامي، لتشمل صور النساء في المجال العام، واللي بنحتك بيها بشكل يومي. وباكتمالها ممكن تبقى إجابة لسؤال بيشغلني ما هو تأثير الصور في المجال العام علي صورنا الشخصية أو الذاتية؟. معرض «سأدافع عن نفسي» هو بداية عرض أفكار المرحلة التالتة أكتر منه عمل منتهي، وحاولنا من خلال طريقة العرض نوضّح فكرة إنه في طور«التطوير». ليلى طيب، من البداية منين جاي اهتمامك بمحاكاة أسلوب تعامل النساء في المجتمعات المحافظة مع «الصور»؟ نادية في الأساس، أنا شخص مهتم بسياسات إنتاج الصورة وخطوط تحرّكها وتفاعل الناس معاها، وعلاقتها بالتكنولوجيا وبنفسية المستهلِك ليها. لذا كانت صور النساء في المجتمعات المحافظة، مادة خصبة جدًا بالنسبة لي، لفهم وتحليل «الصورة»، خاصة مع علاقتها المعقدة بفكرة الخصوصية، في بلد زي مصر، وتشابكها مع الإسلام دين الأغلبية وازاي بيتعامل معها ثقافيًا. زائد إن عندي محرّك شخصي بحت، وهو علاقتي كمصوِّرة بصوري الشخصية، وصوري اللي بعتبرها معبّرة عني، لكن ما ينفعش حد يشوفها. ليلى بمناسبة المحرك الشخصي؛ أحيانًا بيكون اختيار موضوع الأعمال الأولى، ناتج عن رغبة في التعبير عن النفس بقوة واندفاع، إيه مدى تداخل تجربتك الشخصية مع أعمالك؟ نادية دي كانت مشكلتي في المرحلة الأولى، فترة مؤسسة «ماس». أخدت وقت عشان أتصالح مع الفكرة وأتوصل لحل مش ساذج، بسبب تخوّفي إن التعبير عن تجربة شخصية يوقَّع شغلي في حفرة السذاجة أو يكون مليان اندفاع زي ما قلتي، أو حتى يبقى رومانسي بشكل الركيك. فبرغم إن تجربتي كانت أحد محرّكات بحثي، لكن حاولت أتجاهلني، وأدور «برا» على شخصيات تانية أسمع منها، لكن المردود ماكنش مُرضِي، فرجعت لصوري أشتغل عليها. لما برجع للمرحلة دي بحس إنها كانت بدائية لكن ضرورية عشان أستوعب نفسي. وكانت النتيجة إن الأعمال أصبحت أكثر نضجًا. وده ساعدني أتحرّر منها، وأتحرّك بسلاسة في المرحلة التانية والتالتة بعيدًا عن تجربتي. لكن في المحصّلة الأخيرة، ماحسيتش إن شغلي اهتم يبين الجزء الشخصي ده، حسيته تجاوزها. ليلى في أثناء حواري مع منسقي المعرض، عرفت إن في رحلة بحثك عن تمثيلات النساء في أرشيفات منصات الصور المرخصة زي «أي ستوك»، ارتبطت نتائج البحث بكلمة «نساء عرب» بصور لـ«خيول». إيه ملاحظاتك الأساسية حول تمثيل المرأة، على مواقع الصور خلال الرحلة؟ نادية لسا بحاول أفهم ارتباط الحصان بالستّات العرب. استخدمت كلمات بحث زي «الجمال العربي» فالنتيجة كانت صور نساء وأحصنة. فيه فروق بين مواقع الصور والعالمية والعربية اللي هي خليجية بالكامل وبشراكة مع مواقع عالمية زي Getty image ومع إن كل محتواها عربي، لكن أدوات بحثها إنجليزية. جملة زي «نساء عرب» بالإنجليزية في المواقع العالمية؛ بتظهر نتائج متعلقة بالحروب، ستات حزينة، صورة راجل بيشد ايد ست، صور للاجئين. في حين لو حذفنا كلمة «عربي» من خانة البحث، النتائج بتختلف تمامًا. وغير الارتباط بالأحصنة، فيه تركيز على عيون النساء العرب، يجوز لمداعبتها أفكار البرقع والحجاب والستر، في الخيال الغربي. كلمة «امرأة» لوحدها على المواقع العالمية، بتطلع نتائج مرتبطة بكلمات زي مثيرة، رغبة، رمز جنسي، وبالتالي مختلفة جدًا، عن «امرأة عربية». على العكس في المواقع الخليجية مثلًا، كلمة «امرأة» بتطلع نتائج لستات في بيتها مع عيلتها، ومن الصعب العثور على صورة امرأة لوحدها، لابد تكون في سياق أُسري. غير إن لو دورتي فيها على جمل زي عرب يمارسون الحب Arab make love مش هتظهر نتائج، عكس المواقع العالمية. قراية المقارنات دي بتفتح أبواب كتيرة لفهم تأثير الصور المعتمَدَة في المجال العام على تعاملنا مع صورنا الشخصية. نتائج بحث كلمة زي «Happy Couple» بتقول كتير عن تفضيلات المصورين اللي بيشتغلوا في مجال «تصوير الأفراح والمناسبات» في مصر. بيقلدوا تكوين الصورة وبيستخدموا نفس الأوضاع والإضاءة. كمان بنلاقي اللي عايز يتصوّر بيطلب الطلبات دي. دا بيؤدي لإعادة إنتاج صور محفوظة بتمثل شكل الحياة كما هو متخيّل. ليلى دا بيخليني أسأل على واحد من فيديوهاتك، اللي بيعرض بالتفصيل عملية إجراء استديو تصوير في شرم الشيخ؛ تعديلات على صورة شخصين بالفوتوشوب، طلبوا منه حذف أفراد عابرين في الخلفية، عشان ينفردوا بصورتهم مع المنظر الطبيعي. نادية أنا مهتمة بمتابعة حركة «الصورة» من الكاميرا للشاشة، ولشاشة تانية. عندي رغبة في اكتشاف ازاي الوسيط بيأثر على الصورة. الفيديو دا بيناقش علاقة التصوير بـ«عمليات التجميل» اللي بتُجرى على الصور. مثلًا معيار رومانسية الصورة، بالنسبة للزباين اللي عاوزين التعديلات، هو خلفية منظر طبيعي، بحر وجسر، مع راجل وست، بتعبّر حركات أجسادهم عن حبهم أو استمتاعهم بالوقت سوا. وجود الأفراد العابرين كان كاسِر فكرة الرومانسية دي. هل صاحب الاستديو اللي بيصوّر العروسين في الفرح متأثر بنتائج البحث عن كلمة «couple» في مواقع أرشفة الصور؟ ولا عُرف إنتاج الصور بالشكل دا هو اللي خلّى النتائج بالشكل ده؟ مين بيأثر علي مين؟ ليلى في فيديو آخر بالمعرض، اهتميتي بعرض ديناميكية التفاعل بين أحد المصورين وزبونة عاوزة تتصوّر على شط البحر، وقيامه بتوجيهها لوضعيات معينة «عشان الصورة تطلع حلوة». لكن ألوان الفيديو كانت مقلوبة. ليه؟ نادية بعد نقاش مع منسقة المعرض «أندريا تال» اتفقنا إن ظهور البنت في الفيديو ممكن يبقى فيه مشكلة أخلاقية، بالتالي دوّرت على حل بصري ووصلت لتأثير عكس الألوان ( Invert)، خاصة إني استخدمته في صور المرحلة الأولى وبرضه بهدف إخفاء هوية الأشخاص. كمان تأثير Invert له علاقة بميكانيزم استحضار الصورة من الذاكرة، كإنه بيحاكي مرحلة «التذكر». فبالتالي مُعبّر عن رحلة انتقال الصورة من حالة الخصوصية للعرض العام، وهي الفكرة الأساسية للمعرض. ليلى في أحد الأقسام، كان شغلك مهتم بفكرة تمثيل النساء في المجلات النسائية العربية. وصورتي فيديو لتصفحك مجلة اشتغلتي على الصور فيها بقص أجزاء منها. إلى أي مدى الفكرة دي مرتبطة بمشروعك؟ نادية دي المرحلة اللي مازالت في طور البحث. المجلات النسائية تعتبر من المصادر المتاحة المفتوحة للعامة، اللي بتتضمن صور للنساء في المجال العام. في الفترة القادمة هشتغل على صور النساء على المنتجات مثلًا. في البداية، كنت مهتمة بتجميع أشكال العيون المختلفة، وإزاي بوجودها منفردة، بتوصّل إيماءات معينة، بالتالي كنت بقص العينين تحديدًا. لمّا خلصت، اتخضيت من شكل المجلات اللي اتقطعت منها، وشكل الصور من غير عيون. حسيت إني مارست نوع من العنف بشكل غير واعي على الصور، وتخوفت لو استغنيت عن المجلة، حد يلاقيها بالشكل المُفجِع ده. بعد كدا، فكرت في ارتباط العملية دي بفكرة «الإخفاء» و«الحجب»، وهوس البحث عن صور نساء على الانترنت. والحقيقة فيه حاجة مشتركة في معظم الشغل، وهو إن الشخصيات في الصور شبه مستسلمة لسلطتي عليها، وبحاول أفهم نوع السلطة دا أكتر. هفسر قصدي من خلال صورتين صورة ملصق المعرض، وصورة «المسطرة». صورة الملصق أنا خفيت هوية البنت و هي في الصورة (المنتج النهائي) مستسلمة لدا. الصورة التانية، بستخدم فيها تقنية كان يمكن جيلنا على أُلفة معاها واحنا أطفال، بتحاكي فكرة المسطرة اللي بتغير الصورة المطبوعة عليها، لو قلبتيها بزاوية معينة. الصورة لبنت مخبية وشها بإيدها، ووقفة جسمها فيها تأهب. لو بصيتي لنفس اللوحة من زاوية تانية، البنت هتتكرر، وتظهر اتنين. الصورة دي هي الوحيدة اللي فيها حضور لشخصية اللي بيتصور. وهي اللي بتخفي نفسها. غير كدا بقية الصور سلطتي عليهم واضحة بشكل يخلِّيهم غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم. فيديو المجلة المتقطعة امتداد للنوع دا من السلطة. والقِسْم داه بيعبّر عن عنوان المعرض ( سأدافع عن نفسي). ليلى غير صورة المسطرة، لاحظت استخدامك للمراية كحل بصري في أكتر صورة نادية الاختيارات البصرية الي اشتغلت عليها فكرتها بالأساس إن الصورة في رحلتها من الخاص للعام، بيحصل لها نوع من التشوه وفقد واكتساب عناصر معيّنة. مقصدش بالتشوه القبح بالضرورة، لكن كإن حصل فيها انشطار، أفقدها جاذبيتها. ومع حضور فكرة الازدواجية في الرحلة دي، كان اختيار المرآة أو «التكرار» ترجمة لأفكار الانشطار والازدواجية. ليلى في المعرض، أجريتي ٣ حوارات مع ٣ شخصيات، كل واحدة منها، بتشتغل على صور النساء في سياقات مختلفة. على أي أساس اخترتي الأشخاص دول؟ وإيه الفرق في تعامل كل منهم مع الصور؟ نادية قابلت الـ ٣ أشخاص خلال فترة البحث. اللي خلّاني أجمعهم سوا في المعرض الأخير، هو وجود حاجة مشتركة بينهم، متعلّقة بكيفية ممارستهم للسُلطة على الصورة، كنوع من الرقابة. وده أفادني في اختياراتي البصرية. الشخصية الأولى، مصوِّرة مناسبات خاصة بالنساء فقط، بيستأجروها وبيضطَّروها تِسلِّم الصور قبل ما تمشي وإنها تمسح الصور من الكاميرا. بالتالي هي مش متحكِّمة في إنتاجها، وبيصعب عليها تسوّق لنفسها. الشخصية التانية، أم طاطو، ربة منزل مستخدمة للفوتوشوب، وبتتعامل مع الصور بشكل جمالي مختلف عن السائد. بتلعب عليها بإخفاء ما تعتقده «إغراء» زي الوجه، أو المناطق المكشوفة من الجسم، كحل لتمريرها للنشر في المنتدى النسائي. الشخصية التالتة رسَّام بيرسم الصور الفوتوغرافية. بيتعامل مع الصورة كمصدر بينقل منه، وكمساحة بيمارس فيها موهبته، فبيتدخل لتجميلها، وببيعدل عليها وعلى إضائتها. كل واحد فيهم بيمارس نوع معين من الرقابة، اللي مش بتعني المنع والإخفاء فقط، لكن لها معايير أخرى. وكل واحد فيهم كان مؤثِّر لكل مرحلة في شغلي. ليلى أحيانًا بشوف إن محاكاة النماذج الفنية الشعبوية، وعرضها في سياق فن معاصر، بيسخر من النوع دا من الفن، لأنه بيستبطن الشعور بالتفوق عليه. يعني بحس بحضور نوع من الاستعلاء والتندر على اللي مش متطوّرين بشكل كافي زيّنا، إيه رأيك في الكلام ده؟ نادية شعوري كان على النقيض تمامًا طول فترة الشغل. فيما يخص مثلًا أم طاطو، أنا كنت منبهرة بحلولها البصرية، واتحبست فيها، ومابقتش عارفة أترجمها بشكل مختلف. كانت زي الكنز اللي محدش يعرف عنّه حاجة بالنسبة لي. ثرية بصريًا وتشكيليًا وغير مستهلكة، لإنها متحرِّرة من كل قيود قوانين الجماليات والفنون. يجوز وصلِك إحساس التفوق من لغة الإنترفيوهات، ودي فعلًا جزئية بتوقف عندها كل ما أراجعها. لكن كمان المعروض منها مجرّد جزء من لقاء أطول، وفي النسخة الكاملة مسجّل ظروف كل إنترفيو اللي بتفسّر أكتر اختيار اللغة المستخدَمة. بحاول أفكر في نقطة الاستعلاء لكن مش قادرة أحدد موقفي منها. لكن في رأيي إن فهم الأشكال الشعبوية لا غنى عنه لفهم سياسات الصورة وعلاقتها بالمجتمع والفنون المعاصرة. في حالتي مثلًا، أنا زهقانة من كل أشكال الإنتاج الخاصة بالصورة الفوتوغرافية. وجت النماذج دي كمصدر إلهام عظيم ليا وللدراسة، لإنّها برا السياق، و الساقية اللي بنلِّف فيها كفنانين ناشئين. ليلى بعد انشغالك بموضوع معين، بتختاري نوع المعالجة ازاي؟ نادية غالبًا بشتغل لوحدي تمامًا وبشكل بطيء. دي كانت من أسباب إني قدمت لـ«ماس»، علشان أكون مجبرة إني اتكلم عن اللي بشتغل عليه و أناقشه وأتعلم فكرة البحث اللي بيتطلّب مقابلة ناس وتوسيع دايرة المصادر اللي بدوّر فيها. لأن الشغل لوحدي بيخلي الشخص نفسه هو مصدر نفسه، بالتالي أفقه بيبقى ضيّق. ليلى بمناسبة اهتمامك بكيفية تعامل النساء مع التصوير في المناسبات الخاصة، وكمان لإن في الفترة الأخيرة، دارت نقاشات حول التصوير في الأماكن العامة وما يتبعه من تصوير وجوه ناس بدون استئذانهم، زي ما حصل في صورة مصعب الشامي، اللي لقطها لولد وبنت بياكلوا في «كشري أبو طارق» ونظراتهم بتعكس شعور بالحميمية. وده بيطرح فكرة المصور المتلصّص، ايه فكرتك عن حدود المصور أو الفنان فيما يخص تصوير الأماكن العامة؟ نادية أنا عنيفة شوية في النوع دا من النقاشات، خاصة إن معظم شغلي في الشارع. أنا ضد فكرة الاستئذان في المجمل. تاريخ فن تصوير الشارع ماخاضش الجزئية دي. لكن تطور الوعي بمفاهيم الخصوصية والمِلكية، هو اللي جرّ رجل التصوير معاه. وده اللي خلّى التصوير في الشارع بيقابل مشكلة كبيرة في العالم كلّه حاليًا، وبيواجه نقاشات أخلاقية مستجَدّة عليه نوعًا ما، وبتسأل أسئلة زي ايه موقف المصوّر تجاه اللي بيصوَّره؟. ده مش معناه إني برفض الاستئذان أو بقول إن التلصص حق. الموضوع بيحتاج نوع خاص من التفاعل مع الشارع والناس، يخلّي وجودي بالكاميرا في الشارع أمر مقبول، بالرغم من عدم الاستئذان. وجود الكاميرا بحجمها ولونها وطريقة حملها، بيني وبين الناس، موقف فيه عُنف. الحل لتقليل احتمالية كونك مصورة متلصصة، وزيادة احتمالية كونك شخص يمارس حياته عادي في الشارع وبيصوّر، هو كسْر العنف ده، من خلال طريقة التعامل مع وجود الكاميرا نفسها. مثلا لما بصور في مكان عام بس مغلق، زي كافيه أو مطعم، بلجأ إني اطلع الكاميرا وأحطها علي الترابيزة، فترة من الوقت قبل ما أمسكها. دا حقيقي بيساعد جدًا. وجود الكاميرا في المجال العام هو نوع من الاستئذان في حد ذاته. كمان فيه خط رفيع بين الصورة المسروقة و الصورة المتلصصة. ليلى بالرجوع لاهتمامك بتمثيل النساء في السياقات المحافظة، هل شفتي أعمال فنية عن نفس الموضوع أثارت انتباهك؟ نادية مفيش في بالي حاجة معينة أفتكرها. بس غالبًا بحس إنها مستهلَكة و شمولية، و كلها عن مواضيع تخص الحرية و العنف. احتمال شغلي يكون فيه دا، مقدرش أحدد، لكن أعتقد إن اختياري لنوع المعالجة ممكن يساعدني أبعد عن التمثيل المستهلك اللي شخصيا بتجنّبه. .......................................... يقام معرض «سأدافع عن نفسي» في مركز الصورة المعاصرة، ويستمر حتى يوم ٢٦ أكتوبر الجاري. * الصورة المرفقة مركز الصورة المعاصرة
ليلة «الفزع الإعلامي» من «قوس قزح» كتب مصطفى محيي ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧ بعد يومين من حفل فرقة «مشروع ليلى» في كايرو فيستيفال سيتي، وتزامنًا مع انتشار خبر صحفي مفاده القبض على سبعة ممن رفعوا علم «قوس قزح»، أصبح الموضوع محل اهتمام كبير للوسائط الإعلامية المختلفة، فتناوله عدد من مقدمي البرامج ليلة أمس، الإثنين، فضلًا عن العديد من مقالات الرأي في صحف اليوم، لتبرز عدة نقاط مشتركة في التغطية الإعلامية للحدث. بين المثليين و«الشواذ» كانت التغطية الإعلامية في مجملها عدائية تجاه المجموعة التي رفعت علم «قوس قزح»، المعروف كرمز لتنوع الهوية الجندرية، وكذلك تجاه فرقة «مشروع ليلى» ومنظمي الحفل، ولكنها جاءت مرتبكة تجاه تسمية المجموعة. عمدت بعد التغطيات الإعلامية مساء أمس ومقالات الرأي والأخبار في صحف اليوم إلى استخدام كلمة «شواذ»، التي تحمل بطبيعتها إدانة للمثلية الجنسية، بينما استخدمت تغطيات أخرى كلمة مثليين، ومزج البعض بين الاثنين. نشرت «الشروق» تقريرًا بعنوان «مشروع ليلى» يشعل مواقع التواصل الاجتماعي برفع علم المثليين جنسيًا. بينما نشرت هند فرحات مقالًا بصحيفة «البوابة» بعنوان «علم المثليين يرفرف في سماء القاهرة». غير أنها أضافت لكلمة مثليين في متن المقال وصف «الشواذ جنسيًا» ووضعتها بين قوسين. وهو الأمر الذي تكرر في الخبر المقتضب الذي نشرته «المصري اليوم» عن تكليف النائب العام نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في الواقعة، التي وصفتها الصحيفة أنها «شهدت ترويجًا للمثلية الجنسية والشذوذ». مقال فتحي محمود في الأهرام جاء أوضح في إدانته للمثلية الجنسية حيث جاء عنوان المقال «راية الشذوذ.. وتجريف الشباب». وتكرر الأمر نفسه مع مقالات اليوم السابع التي تناولت الواقعة، ومنها مقال دندراوي الهواري، أحد رئيسي التحرير التنفيذيين لليوم السابع، وعنوانه «شواذ مشروع ليلى ينتمون لـ٦ إبريل وشاركوا في ٢٥ يناير وداعمين لمنظمة مثليين بمصر!!». فيما دخل الإعلامي أحمد موسى في جدل مع المحامي سمير صبري حول الطريقة «الصحيحة» لتسمية من رفعوا علم «قوس قزح». فسأل موسى «قولّي يا دكتور، الجريمة دي في عرف القانون إيه؟». فأجاب صبري قائلًا «الجريمة دي هي تحريض على الفسق والفجور، ودعوة صريحة في حفل مُذاع ومعلن لاستقطاب الشباب للدخول في دائرة المثاليين». فصحح له موسى قائلًا «المثليين.. بس أنا باقول بلاش المثليين دي، بندلعهم، هما الشواذ». فعاد صبري متابعًا «الشواذ أو الشِمال». فأثنى موسى على التسمية قائلًا «الشِمال.. أيوة.. آه الشِمال ألطف». اللفظ نفسه استخدمه الداعية الإسلامي خالد الجندي، عضو المجلس اﻷعلى للشؤون الإسلامية، في حلقة اﻷمس من برنامجه «لعلهم يفقهون» على قناة DMC، وأشار خلال حديثه إلى «قوم لوط» الذين وصفهم بأنهم «ناس شمال، رفعوا العلم بتاع الشواذ بتاعهم» في تلميح إلى واقعة حفل «مشروع ليلى»، قبل أن يضيف بنبرة متهكمة «وإحنا ندلعهم بقى ونقول ﻷ أصل دول مثليين، يالّا يا أخويا دلع فيهم كده، اقعد دلع فيهم وقول دول مثليين دول حريين دول بسكويتيين. ﻷ دول مجموعة خربت الليلة كلها». من جهته قال الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز إن «الأكواد الإعلامية تعكس النظرة الاجتماعية والأخلاقية والقانونية تجاه المثليين وتكون مُتصلة معه في النهاية»، متابعًا «وهذا يُفسر ما وجدته في الرصد الإعلامي الذي يعكس بيئة أخلاقية تقليدية». وأضاف أن المؤسسات الإعلامية الدولية المرموقة طوّرت أكواد تحريرية بعدما تعرضت في تغطياتها لمحتوى جدلي يخص قضايا المثليين، والأمر نفسه قامت به سلطات البث ومجالس الصحافة في عدد من الدولة الغربية التي أُثيرت بها قضايا شبيهة. موضحًا أن معظم الأكواد التحريرية المذكورة سابقًا تستخدم لفظ مثلي بدلًا من شاذ، كما ترفض اعتبار المثليين مجرمين أو مرتكبي جرائم أخلاقية. وينعكس ذلك في العقوبات التي تُوقع على الصحفيين الذي يطعنون في المثليين جنسيًا فقط بسبب كونهم مثليين، وينسحب ذلك على فئات أخرى مثل «الزنوج واليهود». «قوس قزح» و«المؤامرة على مصر» رسم دندراوي الهواري سيناريو كامل يربط بين رفع علم «قوس قزح» والمنظمات الحقوقية وحركة ٦ أبريل وعدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين الذين ذكرهم بالاسم. وقال إنه حذّر من ذلك في مقال سابق نُشر قبل عام، وجاء به «لقد لعبت بعض المنظمات المحلية والأجنبية دورًا محوريًا قبل ٢٥ يناير، وبعدها في نزع القيم الوطنية والأخلاقية من داخل عدد كبير من الشباب الذين خضعوا لدورات تدريبية مُكثفة [...] بدأت مخططات وبرامج المنظمات الأجنبية الحقوقية تأخذ مسارًا جديدًا، من خلال التركيز على الدفاع عن حقوق الشواذ في مصر، وحقوق المرأة، وحقوق المعاقين». كما نشر كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، مقالًا في الصحيفة نفسها بعنوان «الشواذ وداعش». قال فيه إن «الغرب الذي أنشأ داعش هو نفسه الذي يُصّدر لنا أفكار الشواذ، رغم أن مجتمعاتنا تختلف تمامًا عن مجتمعاتهم، وما يقبلونه لا نقبله، ولا علاقة لذلك بحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الزائفة». الربط بين رفع علم «قوس قزح» و«المؤامرة على مصر» جاء أيضًا على لسان أحمد موسى أثناء تقديمه حلقة أمس من برنامجه «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد». فقال موسى «الإرهاب مش هيأثر في مصر، الدول اللي حاصرت مصر لن تؤثر فيها. اللي هيأثر في البلد وممكن بعيد الشر يدمّرها هو هذا الأمر (المثلية الجنسية) لو أصبح مُباحًا». وربط موسى كذلك بين المناداة بالحرية بعد ثورة يناير وبين ظهور المثليين على الساحة قائلًا «كل هذا الخراب طفح، هذه المجاري القذرة، بعد ٢٠١١، شُفت جابوا خراب إزاي؟.. قبل كده يتقبض عليهم وكان يطلق عليهم عبدة الشيطان». الدولة ثم الدولة تساءل عدد من الإعلاميين عن ما اعتبروه «غيابًا لدور الدولة» في منع هذه الواقعة. فتوجهت الإعلامية لميس الحديدي في برنامجها «هنا العاصمة»، على قناة سي بي سي بسؤالها لرضا رجب، وكيل أول نقابة المهن الموسيقية، عن مسؤولية النقابة تجاه الحفل. فأجاب رجب أن متعهد الحفل حصل على تصريح من النقابة، كما هو مُعتاد، باعتبار الفرقة «باند أجنبي» فحسب، دون توضيح لاسم الفرقة. وألقى رضا بالمسؤولية على الجهات الأمنية والقوى العاملة وإدارة المصنفات الفنية لسماحها للفرقة بالدخول لمصر، كما أعلن أنه في أعقاب ما أثير بخصوص الحفل اﻷخير، اتخذت هيئة مكتب النقابة قرارًا بمنع أي احتفالات لفرقة «مشروع ليلى» في مصر وفي حلقة أمس من برنامج «مساء دي إم سي»، سألت الإعلامية إيمان الحصري في مقدمة البرنامج إذا ما كانت «الصدمة الشديدة» التي تعرض لها المجتمع سببها مشاهدة علم «قوس قزح» مرفوعًا بشكل علني، أم لوجود «هؤلاء». وجاءت الإجابة على لسان العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، الذي قال إن الصدمة جاءت بسبب «العلانية والترويج لهذا المفهوم»، ما اعتبره «شيء مُتقدم جدًا لمثل هذا الفكر المنحرف»، مؤكدًا أن الدولة سترصد الصفحات التي احتفت برفع العلم، وستُلقي القبض على المسؤولين عنها. فيما قال الشاعر فاروق جويدة في مقاله بالأهرام «إن الحدث في حد ذاته صورة سيئة نقدمها للعالم عن شبابنا، وهي خطأ فادح سقطت فيه مؤسسات الدولة المسؤولة إلا إذا كان هناك من يساند ويشجع هذا الخلل الرهيب الذي أصاب البيت المصري والشارع المصري». وأضاف «مطلوب من مؤسسات الدولة أن تشرح للشعب بكل الشفافية ماذا حدث في احتفالية الشواذ في التجمع الخامس؟!».
سليمان الحكيم يكتب عبد الناصر.. هذا المواطن لم يكن قد مضى على وفاة عبد الناصر سوى سنوات قليلة حتى بدأ السادات حملة مسعورة عليه وعلى إنجازاته بهدف محوها من سجلات التاريخ أو على الاقل التشكيك في جدواها. لم تكن تلك الحملة التي دشنها السادات مجرد عربون تحالف بينه وبين التيارات الإسلامية التي نكل بها ناصر في عهده وأذاقها الأمرين. ورأى السادات أنها خير معين له على تحقيق هدفه في إزالة اسم عبد الناصر وإزالته، بل كانت تلك الحملة أيضا عربون صداقة وتحالف خطط له السادات مع أمريكا وإسرائيل، ولم تكتف هذه الحملة باستهداف ناصر الزعيم فقط بل ذهب أصحابها إلى عبد الناصر الإنسان الذي كان – كما صورته الحملة – مجردا من كل صفة يتمتع بها إنسان طبيعى. كنت حينها في بداية مشوارى الصحفى وساءنى أن أرى الرجل الذي أدين له بالفضل في تعليمى بل وفي كل شيء حققته لنفسى وأتاح لي الفرصة لتحقيقه. فشرعت على الفور في دخول المعركة مدافعا باستماتة عن القائد الذي أعطانا أنا وأبناء جيلى الأمل في حياة أفضل. أخذت أبحث عن كل رجل كان قريبا من عبد الناصر أو شاركه المسئولية لأسجل شهادته أمام الله والتاريخ. فالرجل قد مات ولم يعد قادرا على الدفاع عن نفسه. فأصبح كل من شاركوه مسئولين عن ذلك من باب الوفاء والمروءة. كان هدفى منذ البداية هو عبد الناصر الإنسان لأن استرداد صورته كإنسان والتى حاول المغرضون سلبها منه وتلطيخها بالافتراء. كان كفيلا باسترداد صورته كزعيم. فمن يعرف صورة عبد الناصر الإنسان مثل أقاربه وأشقائه وزملاء دراسته والعاملين في منزله. قابلت هؤلاء جميعا وأجريت معهم سلسلة من الحوارات التي أكدوا فيها أنه كان مجرد مواطن لا يختلف في حياته العائلية عن موظف لدى الحكومة من الطبقة الوسطى. يرتدى ملابسه من مصانع المحلة وحلوان. ويأخذ طعامه من سوق الخضار. ويأخذ طعامه من سوق الخضار. وكان الكستور هو لباسه الشتوى في البيت. واللينو لباسه الصيفى. فرش بيته كان عهدة وقع باستلامها شخصيا من الأشغال العسكرية وكانت كل قطعة فيه تحمل رقما في مكان غير ظاهر. كان سمك البربون أفضل طعامه. والحرنكش الفاكهة الوحيدة التي كان يطلبها بالاسم بين الحين والآخر. كان مقلا في طعامه كمريض بالسكر. زاهدا فيما يشتهيه الآخرون. فطاره كوب من الشاى بالحليب. وعشاؤه الجبن وبعض الفاكهة. أقول ذلك ردا على عمرو موسى الذي افترى على الرجل حين قال إن الطعام كان يأتيه من سويسرا. بينما كان سوق الخضار بالعباسية أو منشية البكرى أفضل لديه من باريس وجنيف!
قارن علي الدفاع مع:
شارك صفحة علي الدفاع على