أسامة بن لادن

أسامة بن لادن

أسامة بن لادن (١٠ مارس ١٩٥٧ – ٢ مايو ٢٠١١) كان جهاديًا إسلاميًا سعودي المولد وزعيمًا متشددًا، وكان المؤسس وأول أمير عام لتنظيم القاعدة من عام ١٩٨٨ حتى وفاته في عام ٢٠١١. ومن الناحية الأيديولوجية، فهو إسلامي، وقد تم تصنيف منظمته كمجموعة إرهابية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي والعديد من البلدان الأخرى. وهو معروف على نطاق واسع بأنه العقل المدبر لهجمات ١١ سبتمبر في الولايات المتحدة. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأسامة بن لادن؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أسامة بن لادن
بعد السعودية…هل يطال قانون « جاستا» الإمارات؟ كتب خالد عبد المنعم يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، في طريقه لاستكمال ما بدأه سلفه باراك أوباما، من استنزاف ثروات وأموال دول الخليج، فبزيارته للرياض حصل على مئات المليارات من الدولارات من خلال الصفقات العسكرية والاستثمارات الأمريكية، على الرغم من أنه ما زال يلوح بسيف “جاستا” على الرقبة السعودية حتى الآن، وقانون جاستا لا يشير صراحة إلى السعودية، لكنه سيخوّل بالدرجة الأولى لذوي ضحايا هجمات ٢٠٠١ رفع دعاوى بحق السعودية كبلد دعم بشكل مباشر أو غير مباشر المجموعة التي نفذت العملية صبيحة الحادي عشر من سبتمبر، مستهدفة برجي التجارة العالمية، في جادة مانهاتن بنيويورك، وهو الأمر الذي يبقي قوس جاستا مفتوحًا أمام واشنطن لإدخال عدد من الدول الخليجية، ويبدو أن أنظارها تتجه للإمارات. فبعد أيام من أنباء عن عزم نواب في الكونجرس الأمريكي تفعيل قانون جاستا، أصدرت لجنة التحقيق الأمريكية في هجمات سبتمبر تقريرًا يرد فيه ذكر الإمارات عشرات المرات في الملحق الخاص بتمويل تلك الهجمات، والتقرير يؤكد أن الغالبية الساحقة للأموال التي أنفقت على هذه الهجمات إنما جاءت عبر تحويلات من مراكز مالية ومصارف تقبع في دولة الإمارات العربية المتحدة. التقرير الأمريكي ورد ذكر دولة الإمارات في الملحق الخاص بتمويل عمليات ١١ سبتمبر أربعين مرة، ضمن ملف التحقيقات التي أجرتها لجنة التحقيق الأمريكية الخاصة بتلك الهجمات، وهو الملخص الذي خلص آنذاك للقول بأن النظام المالي الأمريكي لم يفشل في منع إساءة استعماله، إنما لم يكن مصممًا أصلاً لرصد وتعطيل مثل هذا النوع من المعاملات المالية التي مولت أحداث سبتمبر الشهيرة، التي أكد التقرير أن أكثريتها الساحقة جاءت عبر تحويلات من مراكز مالية ومصارف في الإمارات العربية المتحدة. سنوات طوال مرت منذ ذلك الوقت سعت خلالها الولايات المتحدة لتطوير نظامها المالي ومعالجة ثغراته التي سهلت تمويل الإرهاب، وبموازاة ذلك نشطت الولايات المتحدة بالدبلوماسية حينًا وبالضغوط المتنوعة أحيانًا لإجبار مختلف الدول المعنية ببؤر النزاعات على تشديد رقابتها على المعاملات المالية وتبني إجراءات أكثر صرامة للرقابة على التحويلات المالية ومكافحة غسيل الأموال، لكن باستثناء مكان واحد بدا تقاطع المصالح الاستخباراتية ونشاطات الشركات العابرة للقارات فيه أقوى من أي ضغوط، وهو دولة الإمارات. في عام ٢٠١٠ كشف نائب السفير الأمريكي في أفغانستان آنذاك، أنطونيو واين، وفق صحيفة الجارديان البريطانية، أن ١٠ ملايين دولار أمريكي كانت تهرب يوميًّا من أفغانستان إلى الإمارات، في حقائب صغيرة معظمها من عائدات تجارة الهيروين، ليضيف مقال الجارديان أن تحقيقًا أمريكيًّا اكتشف تهريب ١٩٠ مليون دولار في ١٨ يومًا فقط. وفي تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي حول الاستراتيجية الدولية لمكافحة المخدرات لعام ٢٠١٧ في فصله المتعلق بغسل الأموال وتمويل الجريمة الصادر قبل نحو ثلاثة أشهر، الدولة الخليجية الوحيدة التي ذكرت هي الإمارات، وفي الفصل المتعلق بها لفت التقرير إلى أن تقدُّمًا تحقق، ولكن على الإمارات بذل المزيد، وأن على أبو ظبي زيادة قدراتها وموارها للتصدي لعمليات غسل الأموال التي عادةً ما تكون المخدرات مصدرها، حيث يشير التقرير الأمريكي إلى نقاط الضعف في النظام المالي الإماراتي المتمثلة في القطاع العقاري وسوء استخدام تجارة الذهب والألماس، فضلًا عن عدم وضع ضوابط وتعريفات للكيانات المالية في المناطق الحرة وفرض الرقابة عليها بما يكفل سد الفجوات في الرقابة. وفي أكثر من فصل من تقرير لجنة الخبراء الدوليين التابعة للجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي الخاصة بليبيا، يبرز اسم الإمارات أيضًا، من خرق لحظر بيع الأسلحة، وصولًا إلى البنود المتعلقة بتجميد أرصدة الشخصيات المشمولة بالعقوبات، الساعدي القذافي وهو نجل الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، دفع أموالًا وفق التقرير الدولي بغية نقله من النيجر إلى أوغندا بواسطة ثلاثة تحويلات نقدية وإيداع مصرفي واحد، شكلت كلها انتهاكات لقرار تجميد الأصول، وإحدى الشركات التي قامت بالتحويل هي “أديناوي”، ومقرها الإمارات. تحقيق آخر يقوم به فريق الخبراء الدولي ويتعلق بأموال تستعمل لتمويل الجماعات المسلحة في ليبيا من عائدات تهريب البشر، ويشير التقرير الدولي إلى أن فريق الخبراء يحقق حاليًّا في عدد من التحويلات المصرفية الواردة من أقارب مهاجرين يوجدون في السويد، إذ تودع هذه المبالغ في حسابات مصرفية سويدية عائدة لمهربي المهاجرين، لتحويلها في وقت لاحق وفق التقرير الدولي بواسطة نظم الحوالة المالية الموجودة في السودان والإمارات، حيث تغسل الأموال. الصفحة ١٣٨ هي الصفحة الأشهر في تقرير لجنة التحقيق الأمريكية بأحداث ١١ سبتمبر، ومن خلالها تم ربط الإمارات بتنظيم القاعدة وهجمات سبتمبر، ففيها تفاصيل عن كيفية إضاعة وكالة الاستخبارات الأمريكية فرصتها في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، قبل سنتين من تنفيذ هجمات سبتمبر على برجي التجارة العالمية، لتجنب مقتل من بدا أنهم مسؤولون إماراتيون كانوا معه في مخيم للصيد في أفغانستان، نجا هؤلاء الإماراتيون الذين لم تكشف يومًا هويتهم ومعهم بن لادن، الذي أشرف بعد تلك الحادثة بسنتين على أكبر ضربة للولايات المتحدة. ويبدو أن الولايات المتحدة بقيادة رجل الأعمال ترامب تسعى لابتزاز دول الخليج لاستحلاب أموالهم، فعلاقة واشنطن بتأسيس تنظيم القاعدة بمساعدة السعودية لمجابهة عدوها السوفييتي في أفغانستان كشفتها المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، وبالتالي تنظيم القاعدة صنيعة أمريكية، حاولت الولايات المتحدة استخدامه لتتدخل من خلاله في منطقة الشرق الأوسط، وعندما بدأ يترنح، تحاول واشنطن استغلاله كورقة لابتزاز الدول التي صنعته وممولته وجني ما يمكن جنيه من الأموال.
ربط الإرهاب بالإسلام أمر خاطئ (مترجم) كتبت شيماء محمد أثارت موجة الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة من جديد مناقشة تبدو غير قابلة للحل. هل الإسلام يتحمل مسؤولية التفجيرات الأخيرة والتطرف العنيف؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموجودين في معسكره لديهم إجابة قاطعة ألا وهي نعم، لذلك فإن مكافحة الإرهاب من وجهة نظرهم تشمل حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة وربما ترحيل أولئك الموجودين فيها. لكن أسفرت عقود من البحث في التطرف العنيف عن رؤى تجريبية يمكن أن تساعدنا على مواجهة هذا الإرهاب بشكل أكثر فعالية من المتاجرة باتهام الإسلام وبث الخوف منه. برؤية سطحية، فإن الصلة بين الإرهاب و الإسلام الراديكالي واضحة. مرتكبو الهجمات – في مانشستر ولندن ونيس وأورلاندو وباريس – جاؤوا جميعا من خلفية إسلامية مستلهمة بشكل أساسي من تنظيم داعش وكان البعض منهم قد سافر إلى سوريا. لكن بنظرة أعمق قليلا، مرتكبو الهجمات الإرهابية – وآخرون مثلهم لم يكن لديهم حياة تتسم بالتدين ولم يكونوا وسط الصفوف الفعلية للمسلحين الإسلاميين. سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر في بريطانيا، كان مولعا بالفودكا. محمد لحويج بو هلال، منفذ هجوم نيس فرنسا، كان له سجل من الجرائم الصغيرة، ولم يكن يصلي ويهوى العلاقات النسائية. عمر متين، المسلح الذي قتل ٤٨ شخصا في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وصلاح عبد السلام، أحد المتورطين في اعتداءات باريس في نوفمبر ٢٠١٦، كانا معتادان على تناول الكحول وزائران منتظمان لحانات مثليي الجنس. كان مايكل زيهاف بيبو، المسؤول عن إطلاق النار في البرلمان الكندي، مدمنا للمخدرات وقد قضى فترة في السجن مثل صلاح عبد السلام. يتضح أن التاريخ الشخصي لكثير من مرتكبي الأعمال الإرهابية الأخرى في البلدان الغربية يتلائم تماما مع هذا السرد طفولة مضطربة، وانعدام التدين والإيمان الجوهري، والإجرام العرضي. هذه السمات تؤدي إلى أن كثيرين في المجتمع الإسلامي، فضلا عن خبراء غربيين مثل أوليفييه روي، يستنتجون أن هؤلاء الإرهابيون ليسوا مسلمين “حقيقيين” وأن الدين الإسلامي بالنسبة لهم هو مظهر وليس جوهر، وبالتالي الإسلام لا علاقة له بهذا العنف. مسائل الاعتقاد الذاتي مهمة إن البحث في أسباب التطرف العنيف يشير إلى أنه لا يوجد مسار واحد. بالتأكيد الأساس الإيديولوجي للعنف ونسخة تفسير الدين التي تتبناها داعش أحد الأسباب. ولكن هناك أسباب أخرى مهمة أيضا المظالم السياسية أو الاجتماعية، عدم وجود بدائل لمتابعة تلك المظالم، ومدى توافر الوسائل والموارد اللازمة، وأخيرا العوامل الفردية. أحد الأطر التي يمكن أن تساعدنا على فهم تلك العوامل الفردية هي نظرية “إدارة الإرهاب”، التي وضعها مجموعة من علماء النفس الأمريكيين خلال الثمانينات وتم التحقق من صحتها من قبل أكثر من ٤٠٠ دراسة تجريبية. نظرية إدارة الإرهاب تشير إلى أنه نظرا لأننا جميعا لدينا رغبة في الحياة، يمكن أن يؤدي الإدراك بأننا سنموت إلى حالة من الذعر الوجودي التي تصيب تفكيرنا أحيانا بالشلل. قد ندير هذا الخوف من خلال إنكار أننا سنموت (على سبيل المثال، أنا صغيرا جدا أو أنا بصحة جيدة جدا)، ولكن في نهاية المطاف يتم إدارته من خلال الاعتقاد في الخلود سواء حرفيا (الاعتقاد في الحياة الآخرة) أو رمزيا (إرث، عمل.. الخ). ولكي ينجح هذا الخلود في التخفيف من خوف الموت، يجب على الأفراد أن يؤمنوا بأنه هناك مكافآت تنتظر من يستحقونها. بالتالي يجب على المرء أن يكون لديه الاعتقاد الذاتي بأن الطريقة التي عاش بها حياته تستحق الخلاص وثواب الحياة الآخرة. لكن الناس الذين يفتقرون إلى تقدير الذات، الذين لم يديروا بفعالية خوفهم من الموت، يستجيبون عن طريق الميل للنداءات المتطرفة الزاخرة بوعود الجنة ومهاجمة الآخرين الذين لا يشتركون معهم في رؤيتهم الثقافية الكونية. في المقابل، الناس الذين يستطيعون إدارة خوفهم من الموت بشكل صحيح يستجيبون بطرق أكثر تسامحا وشمولا. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الأمريكيين، عندما تذكروا ضحاياهم أو أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، كانوا أكثر ميلا للموافقة على استخدام أساليب متطرفة للقبض على أسامة بن لادن أو قتله، على الرغم من معرفة أن تلك التكتيكات ستقتل أيضا الآلاف من الأبرياء. الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام يظهر العبيدي وابو هلال وآخرون في الصورة الكلاسيكية للأفراد الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات الذين لديهم ما يسميه عالم النفس بجامعة هارفارد، جوردون ألبورت، التدين الخارجي أو السطحي، حيث الدين لا يزيد عن كونه معرف للهوية الاجتماعية. بينما “التدين الجوهري” يضع الدين باعتباره جزءا لا يتجزأ من حياة الناس – غاية في حد ذاته. ليس من المستغرب أن هذا التدين الجوهري الحقيقي، وليس الظاهري، يحمي من الكراهية والهجوم على مجموعات أخرى. هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام وهي تتفق مع تقرير شامل من جهاز الأمن البريطاني MI٥ بأن الهوية الدينية الحقيقية يمكن أن تحمي فعلا من التطرف. أبو هلال وأولئك الذين يستمدون تعليمهم الديني في المقام الأول من دعاية داعش لا يمكنهم الاعتماد على هذا المخزون من التنوير الروحي. وهكذا، في مواجهة الأزمات الشخصية – مثل الفشل الأكاديمي لعبيدي والعزلة المتزايدة وانهيار حياة أبو هلال الزوجية والمشاكل المالية – قد يسعون إلى استعادة تقديرهم للذات من خلال أعمال إرهابية مدوية. عالمنا مقابل عالمهم قد يكون أحد جوانب الحل للتخفيف من خطر الإرهاب هو تبني سياسة لائقة على الصعيدين المحلي والدولي تقلل من عدم المساواة والعزلة والظلم. إن داعش، والأفراد المضطربين، يستخدمون الدين لإنشاء عالم مقابل لعالمنا. إن التدابير الأمنية العقابية ضد المسلمين تعزز هذه الرؤية الثنائية. يبدو أن الشعبويين مثل ترامب غير مدركين لحقيقة وتداعيات السرد الذي يروجون له. قد تؤدي هجمات ترامب ومعسكره بدورها إلى تحفيز جيل من الشباب المسلمين على الاقتراب والالتزام أكثر بتدينهم، ليس كطريق لتهذيب الروح والتنوير الاجتماعي، بل كهوية خارجية ظاهرية تساعدهم على تأكيد مكانهم في عالم معادي لهم. هذا يظهر جيدا في روايات داعش التي تعزز بالضبط ما تحذر منه دراسات نظرية إدارة الإرهاب. يبدو أن الكثير من الجمهور يعتقد أن “الإسلام الراديكالي” هو الذي يسبب الإرهاب. ومع ذلك فإن الأسباب النفسية الأساسية التي تؤدي إلى التطرف والعنف هي أكثر بكثير من مجرد الدين. إن المسؤولية عن خنق التعصب المفرط من خلال الإدماج والاحترام لا تقع على المسلمين فحسب، وإنما علينا جميعا.
ربط الإرهاب بـ الإسلام أمر خاطئ (مترجم) كتب شيماء محمد أثارت موجة الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة من جديد مناقشة تبدو غير قابلة للحل. هل الإسلام يتحمل مسؤولية التفجيرات الأخيرة والتطرف العنيف؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموجودين في معسكره لديهم إجابة قاطعة ألا وهي نعم، لذلك فإن مكافحة الإرهاب من وجهة نظرهم تشمل حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة وربما ترحيل أولئك الموجودين فيها. لكن أسفرت عقود من البحث في التطرف العنيف عن رؤى تجريبية يمكن أن تساعدنا على مواجهة هذا الإرهاب بشكل أكثر فعالية من المتاجرة باتهام الإسلام وبث الخوف منه. برؤية سطحية، فإن الصلة بين الإرهاب و الإسلام الراديكالي واضحة. مرتكبو الهجمات – في مانشستر ولندن ونيس وأورلاندو وباريس – جاؤوا جميعا من خلفية إسلامية مستلهمة بشكل أساسي من تنظيم داعش وكان البعض منهم قد سافر إلى سوريا. لكن بنظرة أعمق قليلا، مرتكبو الهجمات الإرهابية – وآخرون مثلهم لم يكن لديهم حياة تتسم بالتدين ولم يكونوا وسط الصفوف الفعلية للمسلحين الإسلاميين. سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر في بريطانيا، كان مولعا بالفودكا. محمد لحويج بو هلال، منفذ هجوم نيس فرنسا، كان له سجل من الجرائم الصغيرة، ولم يكن يصلي ويهوى العلاقات النسائية. عمر متين، المسلح الذي قتل ٤٨ شخصا في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وصلاح عبد السلام، أحد المتورطين في اعتداءات باريس في نوفمبر ٢٠١٦، كانا معتادان على تناول الكحول وزائران منتظمان لحانات مثليي الجنس. كان مايكل زيهاف بيبو، المسؤول عن إطلاق النار في البرلمان الكندي، مدمنا للمخدرات وقد قضى فترة في السجن مثل صلاح عبد السلام. يتضح أن التاريخ الشخصي لكثير من مرتكبي الأعمال الإرهابية الأخرى في البلدان الغربية يتلائم تماما مع هذا السرد طفولة مضطربة، وانعدام التدين والإيمان الجوهري، والإجرام العرضي. هذه السمات تؤدي إلى أن كثيرين في المجتمع الإسلامي، فضلا عن خبراء غربيين مثل أوليفييه روي، يستنتجون أن هؤلاء الإرهابيون ليسوا مسلمين “حقيقيين” وأن الدين الإسلامي بالنسبة لهم هو مظهر وليس جوهر، وبالتالي الإسلام لا علاقة له بهذا العنف. مسائل الاعتقاد الذاتي مهمة إن البحث في أسباب التطرف العنيف يشير إلى أنه لا يوجد مسار واحد. بالتأكيد الأساس الإيديولوجي للعنف ونسخة تفسير الدين التي تتبناها داعش أحد الأسباب. ولكن هناك أسباب أخرى مهمة أيضا المظالم السياسية أو الاجتماعية، عدم وجود بدائل لمتابعة تلك المظالم، ومدى توافر الوسائل والموارد اللازمة، وأخيرا العوامل الفردية. أحد الأطر التي يمكن أن تساعدنا على فهم تلك العوامل الفردية هي نظرية “إدارة الإرهاب”، التي وضعها مجموعة من علماء النفس الأمريكيين خلال الثمانينات وتم التحقق من صحتها من قبل أكثر من ٤٠٠ دراسة تجريبية. نظرية إدارة الإرهاب تشير إلى أنه نظرا لأننا جميعا لدينا رغبة في الحياة، يمكن أن يؤدي الإدراك بأننا سنموت إلى حالة من الذعر الوجودي التي تصيب تفكيرنا أحيانا بالشلل. قد ندير هذا الخوف من خلال إنكار أننا سنموت (على سبيل المثال، أنا صغيرا جدا أو أنا بصحة جيدة جدا)، ولكن في نهاية المطاف يتم إدارته من خلال الاعتقاد في الخلود سواء حرفيا (الاعتقاد في الحياة الآخرة) أو رمزيا (إرث، عمل.. الخ). ولكي ينجح هذا الخلود في التخفيف من خوف الموت، يجب على الأفراد أن يؤمنوا بأنه هناك مكافآت تنتظر من يستحقونها. بالتالي يجب على المرء أن يكون لديه الاعتقاد الذاتي بأن الطريقة التي عاش بها حياته تستحق الخلاص وثواب الحياة الآخرة. لكن الناس الذين يفتقرون إلى تقدير الذات، الذين لم يديروا بفعالية خوفهم من الموت، يستجيبون عن طريق الميل للنداءات المتطرفة الزاخرة بوعود الجنة ومهاجمة الآخرين الذين لا يشتركون معهم في رؤيتهم الثقافية الكونية. في المقابل، الناس الذين يستطيعون إدارة خوفهم من الموت بشكل صحيح يستجيبون بطرق أكثر تسامحا وشمولا. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الأمريكيين، عندما تذكروا ضحاياهم أو أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، كانوا أكثر ميلا للموافقة على استخدام أساليب متطرفة للقبض على أسامة بن لادن أو قتله، على الرغم من معرفة أن تلك التكتيكات ستقتل أيضا الآلاف من الأبرياء. الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام يظهر العبيدي وابو هلال وآخرون في الصورة الكلاسيكية للأفراد الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات الذين لديهم ما يسميه عالم النفس بجامعة هارفارد، جوردون ألبورت، التدين الخارجي أو السطحي، حيث الدين لا يزيد عن كونه معرف للهوية الاجتماعية. بينما “التدين الجوهري” يضع الدين باعتباره جزءا لا يتجزأ من حياة الناس – غاية في حد ذاته. ليس من المستغرب أن هذا التدين الجوهري الحقيقي، وليس الظاهري، يحمي من الكراهية والهجوم على مجموعات أخرى. هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام وهي تتفق مع تقرير شامل من جهاز الأمن البريطاني MI٥ بأن الهوية الدينية الحقيقية يمكن أن تحمي فعلا من التطرف. أبو هلال وأولئك الذين يستمدون تعليمهم الديني في المقام الأول من دعاية داعش لا يمكنهم الاعتماد على هذا المخزون من التنوير الروحي. وهكذا، في مواجهة الأزمات الشخصية – مثل الفشل الأكاديمي لعبيدي والعزلة المتزايدة وانهيار حياة أبو هلال الزوجية والمشاكل المالية – قد يسعون إلى استعادة تقديرهم للذات من خلال أعمال إرهابية مدوية. عالمنا مقابل عالمهم قد يكون أحد جوانب الحل للتخفيف من خطر الإرهاب هو تبني سياسة لائقة على الصعيدين المحلي والدولي تقلل من عدم المساواة والعزلة والظلم. إن داعش، والأفراد المضطربين، يستخدمون الدين لإنشاء عالم مقابل لعالمنا. إن التدابير الأمنية العقابية ضد المسلمين تعزز هذه الرؤية الثنائية. يبدو أن الشعبويين مثل ترامب غير مدركين لحقيقة وتداعيات السرد الذي يروجون له. قد تؤدي هجمات ترامب ومعسكره بدورها إلى تحفيز جيل من الشباب المسلمين على الاقتراب والالتزام أكثر بتدينهم، ليس كطريق لتهذيب الروح والتنوير الاجتماعي، بل كهوية خارجية ظاهرية تساعدهم على تأكيد مكانهم في عالم معادي لهم. هذا يظهر جيدا في روايات داعش التي تعزز بالضبط ما تحذر منه دراسات نظرية إدارة الإرهاب. يبدو أن الكثير من الجمهور يعتقد أن “الإسلام الراديكالي” هو الذي يسبب الإرهاب. ومع ذلك فإن الأسباب النفسية الأساسية التي تؤدي إلى التطرف والعنف هي أكثر بكثير من مجرد الدين. إن المسؤولية عن خنق التعصب المفرط من خلال الإدماج والاحترام لا تقع على المسلمين فحسب، وإنما علينا جميعا.
ربط الإرهاب بالإسلام أمر خاطئ (مترجم) كتب شيماء محمد أثارت موجة الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة من جديد مناقشة تبدو غير قابلة للحل. هل الإسلام يتحمل مسؤولية التفجيرات الأخيرة والتطرف العنيف؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموجودين في معسكره لديهم إجابة قاطعة ألا وهي نعم، لذلك فإن مكافحة الإرهاب من وجهة نظرهم تشمل حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة وربما ترحيل أولئك الموجودين فيها. لكن أسفرت عقود من البحث في التطرف العنيف عن رؤى تجريبية يمكن أن تساعدنا على مواجهة هذا الإرهاب بشكل أكثر فعالية من المتاجرة باتهام الإسلام وبث الخوف منه. برؤية سطحية، فإن الصلة بين الإرهاب و الإسلام الراديكالي واضحة. مرتكبو الهجمات – في مانشستر ولندن ونيس وأورلاندو وباريس – جاؤوا جميعا من خلفية إسلامية مستلهمة بشكل أساسي من تنظيم داعش وكان البعض منهم قد سافر إلى سوريا. لكن بنظرة أعمق قليلا، مرتكبو الهجمات الإرهابية – وآخرون مثلهم لم يكن لديهم حياة تتسم بالتدين ولم يكونوا وسط الصفوف الفعلية للمسلحين الإسلاميين. سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر في بريطانيا، كان مولعا بالفودكا. محمد لحويج بو هلال، منفذ هجوم نيس فرنسا، كان له سجل من الجرائم الصغيرة، ولم يكن يصلي ويهوى العلاقات النسائية. عمر متين، المسلح الذي قتل ٤٨ شخصا في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وصلاح عبد السلام، أحد المتورطين في اعتداءات باريس في نوفمبر ٢٠١٦، كانا معتادان على تناول الكحول وزائران منتظمان لحانات مثليي الجنس. كان مايكل زيهاف بيبو، المسؤول عن إطلاق النار في البرلمان الكندي، مدمنا للمخدرات وقد قضى فترة في السجن مثل صلاح عبد السلام. يتضح أن التاريخ الشخصي لكثير من مرتكبي الأعمال الإرهابية الأخرى في البلدان الغربية يتلائم تماما مع هذا السرد طفولة مضطربة، وانعدام التدين والإيمان الجوهري، والإجرام العرضي. هذه السمات تؤدي إلى أن كثيرين في المجتمع الإسلامي، فضلا عن خبراء غربيين مثل أوليفييه روي، يستنتجون أن هؤلاء الإرهابيون ليسوا مسلمين “حقيقيين” وأن الدين الإسلامي بالنسبة لهم هو مظهر وليس جوهر، وبالتالي الإسلام لا علاقة له بهذا العنف. مسائل الاعتقاد الذاتي مهمة إن البحث في أسباب التطرف العنيف يشير إلى أنه لا يوجد مسار واحد. بالتأكيد الأساس الإيديولوجي للعنف ونسخة تفسير الدين التي تتبناها داعش أحد الأسباب. ولكن هناك أسباب أخرى مهمة أيضا المظالم السياسية أو الاجتماعية، عدم وجود بدائل لمتابعة تلك المظالم، ومدى توافر الوسائل والموارد اللازمة، وأخيرا العوامل الفردية. أحد الأطر التي يمكن أن تساعدنا على فهم تلك العوامل الفردية هي نظرية “إدارة الإرهاب”، التي وضعها مجموعة من علماء النفس الأمريكيين خلال الثمانينات وتم التحقق من صحتها من قبل أكثر من ٤٠٠ دراسة تجريبية. نظرية إدارة الإرهاب تشير إلى أنه نظرا لأننا جميعا لدينا رغبة في الحياة، يمكن أن يؤدي الإدراك بأننا سنموت إلى حالة من الذعر الوجودي التي تصيب تفكيرنا أحيانا بالشلل. قد ندير هذا الخوف من خلال إنكار أننا سنموت (على سبيل المثال، أنا صغيرا جدا أو أنا بصحة جيدة جدا)، ولكن في نهاية المطاف يتم إدارته من خلال الاعتقاد في الخلود سواء حرفيا (الاعتقاد في الحياة الآخرة) أو رمزيا (إرث، عمل.. الخ). ولكي ينجح هذا الخلود في التخفيف من خوف الموت، يجب على الأفراد أن يؤمنوا بأنه هناك مكافآت تنتظر من يستحقونها. بالتالي يجب على المرء أن يكون لديه الاعتقاد الذاتي بأن الطريقة التي عاش بها حياته تستحق الخلاص وثواب الحياة الآخرة. لكن الناس الذين يفتقرون إلى تقدير الذات، الذين لم يديروا بفعالية خوفهم من الموت، يستجيبون عن طريق الميل للنداءات المتطرفة الزاخرة بوعود الجنة ومهاجمة الآخرين الذين لا يشتركون معهم في رؤيتهم الثقافية الكونية. في المقابل، الناس الذين يستطيعون إدارة خوفهم من الموت بشكل صحيح يستجيبون بطرق أكثر تسامحا وشمولا. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الأمريكيين، عندما تذكروا ضحاياهم أو أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، كانوا أكثر ميلا للموافقة على استخدام أساليب متطرفة للقبض على أسامة بن لادن أو قتله، على الرغم من معرفة أن تلك التكتيكات ستقتل أيضا الآلاف من الأبرياء. الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام يظهر العبيدي وابو هلال وآخرون في الصورة الكلاسيكية للأفراد الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات الذين لديهم ما يسميه عالم النفس بجامعة هارفارد، جوردون ألبورت، التدين الخارجي أو السطحي، حيث الدين لا يزيد عن كونه معرف للهوية الاجتماعية. بينما “التدين الجوهري” يضع الدين باعتباره جزءا لا يتجزأ من حياة الناس – غاية في حد ذاته. ليس من المستغرب أن هذا التدين الجوهري الحقيقي، وليس الظاهري، يحمي من الكراهية والهجوم على مجموعات أخرى. هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام وهي تتفق مع تقرير شامل من جهاز الأمن البريطاني MI٥ بأن الهوية الدينية الحقيقية يمكن أن تحمي فعلا من التطرف. أبو هلال وأولئك الذين يستمدون تعليمهم الديني في المقام الأول من دعاية داعش لا يمكنهم الاعتماد على هذا المخزون من التنوير الروحي. وهكذا، في مواجهة الأزمات الشخصية – مثل الفشل الأكاديمي لعبيدي والعزلة المتزايدة وانهيار حياة أبو هلال الزوجية والمشاكل المالية – قد يسعون إلى استعادة تقديرهم للذات من خلال أعمال إرهابية مدوية. عالمنا مقابل عالمهم قد يكون أحد جوانب الحل للتخفيف من خطر الإرهاب هو تبني سياسة لائقة على الصعيدين المحلي والدولي تقلل من عدم المساواة والعزلة والظلم. إن داعش، والأفراد المضطربين، يستخدمون الدين لإنشاء عالم مقابل لعالمنا. إن التدابير الأمنية العقابية ضد المسلمين تعزز هذه الرؤية الثنائية. يبدو أن الشعبويين مثل ترامب غير مدركين لحقيقة وتداعيات السرد الذي يروجون له. قد تؤدي هجمات ترامب ومعسكره بدورها إلى تحفيز جيل من الشباب المسلمين على الاقتراب والالتزام أكثر بتدينهم، ليس كطريق لتهذيب الروح والتنوير الاجتماعي، بل كهوية خارجية ظاهرية تساعدهم على تأكيد مكانهم في عالم معادي لهم. هذا يظهر جيدا في روايات داعش التي تعزز بالضبط ما تحذر منه دراسات نظرية إدارة الإرهاب. يبدو أن الكثير من الجمهور يعتقد أن “الإسلام الراديكالي” هو الذي يسبب الإرهاب. ومع ذلك فإن الأسباب النفسية الأساسية التي تؤدي إلى التطرف والعنف هي أكثر بكثير من مجرد الدين. إن المسؤولية عن خنق التعصب المفرط من خلال الإدماج والاحترام لا تقع على المسلمين فحسب، وإنما علينا جميعا.
ربط الإرهاب بالإسلام أمر خاطئ (مترجم) كتب شيماء محمد أثارت موجة الهجمات الإرهابية في المملكة المتحدة من جديد مناقشة تبدو غير قابلة للحل. هل الإسلام يتحمل مسؤولية التفجيرات الأخيرة والتطرف العنيف؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والموجودين في معسكره لديهم إجابة قاطعة ألا وهي نعم، لذلك فإن مكافحة الإرهاب من وجهة نظرهم تشمل حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة وربما ترحيل أولئك الموجودين فيها. لكن أسفرت عقود من البحث في التطرف العنيف عن رؤى تجريبية يمكن أن تساعدنا على مواجهة هذا الإرهاب بشكل أكثر فعالية من المتاجرة باتهام الإسلام وبث الخوف منه. برؤية سطحية، فإن الصلة بين الإرهاب و الإسلام الراديكالي واضحة. مرتكبو الهجمات – في مانشستر ولندن ونيس وأورلاندو وباريس – جاؤوا جميعا من خلفية إسلامية مستلهمة بشكل أساسي من تنظيم داعش وكان البعض منهم قد سافر إلى سوريا. لكن بنظرة أعمق قليلا، مرتكبو الهجمات الإرهابية – وآخرون مثلهم لم يكن لديهم حياة تتسم بالتدين ولم يكونوا وسط الصفوف الفعلية للمسلحين الإسلاميين. سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر في بريطانيا، كان مولعا بالفودكا. محمد لحويج بو هلال، منفذ هجوم نيس فرنسا، كان له سجل من الجرائم الصغيرة، ولم يكن يصلي ويهوى العلاقات النسائية. عمر متين، المسلح الذي قتل ٤٨ شخصا في ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، وصلاح عبد السلام، أحد المتورطين في اعتداءات باريس في نوفمبر ٢٠١٦، كانا معتادان على تناول الكحول وزائران منتظمان لحانات مثليي الجنس. كان مايكل زيهاف بيبو، المسؤول عن إطلاق النار في البرلمان الكندي، مدمنا للمخدرات وقد قضى فترة في السجن مثل صلاح عبد السلام. يتضح أن التاريخ الشخصي لكثير من مرتكبي الأعمال الإرهابية الأخرى في البلدان الغربية يتلائم تماما مع هذا السرد طفولة مضطربة، وانعدام التدين والإيمان الجوهري، والإجرام العرضي. هذه السمات تؤدي إلى أن كثيرين في المجتمع الإسلامي، فضلا عن خبراء غربيين مثل أوليفييه روي، يستنتجون أن هؤلاء الإرهابيون ليسوا مسلمين “حقيقيين” وأن الدين الإسلامي بالنسبة لهم هو مظهر وليس جوهر، وبالتالي الإسلام لا علاقة له بهذا العنف. مسائل الاعتقاد الذاتي مهمة إن البحث في أسباب التطرف العنيف يشير إلى أنه لا يوجد مسار واحد. بالتأكيد الأساس الإيديولوجي للعنف ونسخة تفسير الدين التي تتبناها داعش أحد الأسباب. ولكن هناك أسباب أخرى مهمة أيضا المظالم السياسية أو الاجتماعية، عدم وجود بدائل لمتابعة تلك المظالم، ومدى توافر الوسائل والموارد اللازمة، وأخيرا العوامل الفردية. أحد الأطر التي يمكن أن تساعدنا على فهم تلك العوامل الفردية هي نظرية “إدارة الإرهاب”، التي وضعها مجموعة من علماء النفس الأمريكيين خلال الثمانينات وتم التحقق من صحتها من قبل أكثر من ٤٠٠ دراسة تجريبية. نظرية إدارة الإرهاب تشير إلى أنه نظرا لأننا جميعا لدينا رغبة في الحياة، يمكن أن يؤدي الإدراك بأننا سنموت إلى حالة من الذعر الوجودي التي تصيب تفكيرنا أحيانا بالشلل. قد ندير هذا الخوف من خلال إنكار أننا سنموت (على سبيل المثال، أنا صغيرا جدا أو أنا بصحة جيدة جدا)، ولكن في نهاية المطاف يتم إدارته من خلال الاعتقاد في الخلود سواء حرفيا (الاعتقاد في الحياة الآخرة) أو رمزيا (إرث، عمل.. الخ). ولكي ينجح هذا الخلود في التخفيف من خوف الموت، يجب على الأفراد أن يؤمنوا بأنه هناك مكافآت تنتظر من يستحقونها. بالتالي يجب على المرء أن يكون لديه الاعتقاد الذاتي بأن الطريقة التي عاش بها حياته تستحق الخلاص وثواب الحياة الآخرة. لكن الناس الذين يفتقرون إلى تقدير الذات، الذين لم يديروا بفعالية خوفهم من الموت، يستجيبون عن طريق الميل للنداءات المتطرفة الزاخرة بوعود الجنة ومهاجمة الآخرين الذين لا يشتركون معهم في رؤيتهم الثقافية الكونية. في المقابل، الناس الذين يستطيعون إدارة خوفهم من الموت بشكل صحيح يستجيبون بطرق أكثر تسامحا وشمولا. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن الأمريكيين، عندما تذكروا ضحاياهم أو أحداث ١١ سبتمبر الإرهابية، كانوا أكثر ميلا للموافقة على استخدام أساليب متطرفة للقبض على أسامة بن لادن أو قتله، على الرغم من معرفة أن تلك التكتيكات ستقتل أيضا الآلاف من الأبرياء. الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام يظهر العبيدي وابو هلال وآخرون في الصورة الكلاسيكية للأفراد الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات الذين لديهم ما يسميه عالم النفس بجامعة هارفارد، جوردون ألبورت، التدين الخارجي أو السطحي، حيث الدين لا يزيد عن كونه معرف للهوية الاجتماعية. بينما “التدين الجوهري” يضع الدين باعتباره جزءا لا يتجزأ من حياة الناس – غاية في حد ذاته. ليس من المستغرب أن هذا التدين الجوهري الحقيقي، وليس الظاهري، يحمي من الكراهية والهجوم على مجموعات أخرى. هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها للإسلام وهي تتفق مع تقرير شامل من جهاز الأمن البريطاني MI٥ بأن الهوية الدينية الحقيقية يمكن أن تحمي فعلا من التطرف. أبو هلال وأولئك الذين يستمدون تعليمهم الديني في المقام الأول من دعاية داعش لا يمكنهم الاعتماد على هذا المخزون من التنوير الروحي. وهكذا، في مواجهة الأزمات الشخصية – مثل الفشل الأكاديمي لعبيدي والعزلة المتزايدة وانهيار حياة أبو هلال الزوجية والمشاكل المالية – قد يسعون إلى استعادة تقديرهم للذات من خلال أعمال إرهابية مدوية. عالمنا مقابل عالمهم قد يكون أحد جوانب الحل للتخفيف من خطر الإرهاب هو تبني سياسة لائقة على الصعيدين المحلي والدولي تقلل من عدم المساواة والعزلة والظلم. إن داعش، والأفراد المضطربين، يستخدمون الدين لإنشاء عالم مقابل لعالمنا. إن التدابير الأمنية العقابية ضد المسلمين تعزز هذه الرؤية الثنائية. يبدو أن الشعبويين مثل ترامب غير مدركين لحقيقة وتداعيات السرد الذي يروجون له. قد تؤدي هجمات ترامب ومعسكره بدورها إلى تحفيز جيل من الشباب المسلمين على الاقتراب والالتزام أكثر بتدينهم، ليس كطريق لتهذيب الروح والتنوير الاجتماعي، بل كهوية خارجية ظاهرية تساعدهم على تأكيد مكانهم في عالم معادي لهم. هذا يظهر جيدا في روايات داعش التي تعزز بالضبط ما تحذر منه دراسات نظرية إدارة الإرهاب. يبدو أن الكثير من الجمهور يعتقد أن “الإسلام الراديكالي” هو الذي يسبب الإرهاب. ومع ذلك فإن الأسباب النفسية الأساسية التي تؤدي إلى التطرف والعنف هي أكثر بكثير من مجرد الدين. إن المسؤولية عن خنق التعصب المفرط من خلال الإدماج والاحترام لا تقع على المسلمين فحسب، وإنما علينا جميعا.
قارن أسامة بن لادن مع:
شارك صفحة أسامة بن لادن على