المساجد لله فاتركوها لعباده

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيالكثير من المساجد تغلق دورات المياه بعد الصلوات الخمس وخاصة بعد صلاة العشاء، ولا تترك حتى دورة واحدة لخدمة المارة والمحتاجين من سالكي الطرق العامة وزوار الأحياء السكنية والأماكن العامة ممن تقطعت بهم السبل في طلب دورة مياه، وجميعنا كبشر يعلم مقدار المعاناة ووخزات الألم المبرح الذي قد يمنع المرء من الاتيان بالخطوة الثانية لا للأمام ولا للخلف.لذلك فهذا التصرف الذي نحسبه قاسيا يعد مخالفة واضحة لرسالة المسجد الحضارية في تقديم خدماته العامة المؤطرة دوما بثواب من الله جزيل للقائمين عليه من سدنة بيوت الله، وهم جدلا وفرضا أناس اختصهم الله دون غيرهم بقضاء حوائج الناس، لذلك لا نعرف على وجه الدقة واليقين ما الذي يضير لو أن المساجد التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أو المساجد التي بنيت من جانب اصحاب الأيادي البيضاء نظمت عملية فتح دورات مياه لخدمة العامة من الناس في غير أوقات الصلوات المفروضة وحتى لو كان الأمر في مقابل رسوم رمزية تخصص لدعم موارد المسجد وهو بالقطع في حاجة للمال لتصريف شؤونه وقد سبق وأن كتبنا عن هذا الموضوع، خاصة في ظل انعدام دورات المياه العامة في الولايات وعلى الطرق العامة وغيرها.فلاشك أن للمساجد دورا حيويا في حياة الناس بالإضافة إلى أداء الصلوات الخمس، فهي كانت وستظل نقطة التلاقي في حياة الناس، منها يستمدون زخم التواصل الاجتماعي الذي يميز المجتمعات الإسلامية في كل بقعة من بقاع الأرض.لنا أن نتخيل بأن هناك أناسا مرضى يعانون من تلك الأمراض المزمنة شفاههم الله، وهم يحتاجون لدورات مياه كل نصف ساعة أو ساعة زمن، ووجدوا أنفسهم في منتصف طريق يبعد عن بيوتهم كثيرا، وبالقرب منهم مسجد به دورة مياه غير أنها مغلقة، لنضع أنفسنا في هذا الموقف ثم نطلق العنان لملكة التخيل لتصور لنا كيف سيكون الحال، وكيف سيتصرف أولئك وهم أنتم بحكم إننا طلبنا منكم أن تكونوا كذلك تخيلا على الأقل، بالقطع لا إجابة تشفى الغليل فالأمر صعب بكل المقاييس. إذن فإن فتح بعض دورات المياه في المساجد من شأنه أن يزيد أصحابها ثوابا على ثواب بناء المساجد، ولا نعتقد بأن أحد منا سيزعم بأنه قد اكتفى من الثواب، وإنه لجنة الله ضامن.البعض قد يفيد بأنه ربما يقوم البعض ممن لم يأت وقت هدايتهم بعد باستغلال دورات المياه في سلوكيات خاطئة، هنا نقول بأنه لا ينبغي أن نأخذ الناس ببعض الناس هذا أولا، ثم أن وسائل التطور الرقمي أتاحت طرقا للمراقبة الإلكترونية لم تكن موجودة قبل عقود مضت، كما أن اقتراحنا الذي قدمناه بعاليه بانه من الممكن فرض رسوم رمزية لاستخدام الدورات في غير أوقات الصلوات يعني وجود عامل بصفة دائمة لتحصيل هذه الرسوم، وهذا العامل سيوفر الأمن المفترض وجوده للدورات، وبذلك نكون قد أصبنا أكثر من عصفور بضربة حجر واحد، هذا رغما عن إننا لا نحب إصابة العصافير بالحجارة بل بتوفير حبوب لتأكلها كصدقات جاريات.نأمل في إعادة النظر في أمر إغلاق دورات المياه في غير أوقات الصلاة وبناء على المقترحات والمعطيات التي قدمناها وحتى يتكامل دور بيوت الله في المجتمع ولما فيه صالح العباد والبلاد.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على