«ططة» تتعرض للسخرية بسبب اسمها أنا لا «بطة».. ولا «أطاطا»

حوالي ٥ سنوات فى الموجز

كتب: سحر عزازي
عَيْنان زرقاوان تتلألآن حياةً رغم التجاعيد المستقرة حولهما، تزينان وجه السيدة العجوز ططة أحمد، صاحبة أغرب اسم فى جيلها، حيث أصرت والدتها على تسميتها به، كنوع من الدلال لفقدها والدها عقب ولادتها، فدونته فى شهادة ميلادها، وصار اسمها الرسمى فى بطاقة الرقم القومى، وكان سبباً فى ملاحقتها بكلمات السخرية والاستفهام طوال سنوات حياتها، التى تخطت حتى الآن الـ85 عاماً: «مفيش حد ماتريقش على اسمى.. اللى يقول لى يا بطة ويا أطاطا، أما أنا مابحبش غير ططة».جاءت ابنة الصعيد فى شبابها إلى المحروسة، تزوجت وأنجبت 3 شباب وفتاة، كما توفى لها 7 آخرون فى أعمار مختلفة: «منهم اللى كان داخل المدرسة، واللى ماكملش شهور»، وخلال مراحل عمرها ظل اسمها يُعرضها للمشاكل، سواء فى النطق أو الكتابة، خاصة فى المصالح الحكومية وعيادات الأطباء: «لما حد بيسألنى على اسمى مش برد وبديله البطاقة على طول».على خلاف السخرية من اسمها، تتذكر «ططة» إعجاب طبيبها باسمها وشخصها، لدرجة تسمية حفيدته به، رغم أنها نصحته بالعدول عن قراره، حتى لا تلقى الصغيرة نفس مصيرها، وتلاحقها كلمات الاستهزاء فى مدرستها وكليتها مستقبلاً، وتخوض نفس تجربتها المريرة: «صمم على رأيه، وده الوحيد اللى عجبه اسمى».تعيش «ططة» فى غرفة سُفلية بمنزل مكون من ثلاثة طوابق بمنطقة «أبو قتاتة»، التابعة لبولاق الدكرور، تنتظر زيارة أبنائها كل أسبوع: «اللى بيتأخر عليا باروح له»، حيث تشتكى من جفاء المشاعر فى هذا العصر، على خلاف الحال أيام صباها فى مسقط رأسها بنى سويف: «الناس كانت بتحب بعض أكتر، وبتسأل عن الغايب».تُدين السيدة المسنة لوالدتها بالفضل، وتترحم عليها حين تأتى سيرتها، بسبب رفضها الزواج فى شبابها لتربيتها رغم إصرار الأهل: «إخواتها كانوا عايزين يجوزوها ورفضت عشانى»، ولا تنسى دلالها لها وحبها الذى غمرتها به حتى رحيلها: «ماكانتش تأكلنى غير لحمة»، وتعشق اسمها رغم غرابته لأنه فقط يذكرها بأمها، فتتفاخر به رغم ضحكات البعض عليه، وصعوبة نطقه: «ماحدش هيفهم قيمته غيرى».

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على