الجيش المصري... تاريخ وقوة يرعبان أي معتدي

حوالي ٥ سنوات فى الموجز

كتب- محمد بشاري
احتل الجيش المصري المركز الثاني عشر عالميًا، والأول عربيا وإفريقيا في تصنيف موقع "جلوبال فاير باور"، لأقوى جيوش العالم في 2019. والذي أكد أن مصر تمتلك واحدًا من أكبر الجيوش في القارة الأفريقية مع تزايد الصناعة العسكرية المحلية.
فالكل يعرف أن الجيش المصري  هو من أقدم جيوش العالم التي لديها تاريخ وقوة يجعلها دائمًا مصدر رعب لأي معتدي مهما كان قواته.فهو جيش قوي بسلاحه وأيضًا بشعبه الواقف دائمًا وراءه بشهادة التاريخ.
الجيش المصري في العصر الفرعوني
الجيش المصرى هو أقدم جيش عرفته البشرية و قد كان ذلك بعد توحيد الملك نعرمر لمصر حوالى عام 3200ق.م, فقبل ذلك العام كان لكل إقليم من الأقاليم المصرية جيش خاص به يحميه, و لكن بعد حرب التوحيد المصرية أصبح لمصر جيش موحد تحت إمرة ملك مصر, و قد كان الجيش المصرى أقوى جيش في العالم كله و بفضله أنشأ المصريون أول إمبراطورية في العالم و هى الإمبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالاً إلى الصومال جنوباً و من العراق شرقاً إلى ليبيا غرباً, و قد كان ذلك هو العصر الذهبى للجيش المصرى.
كان المصريون هم دائماً العنصر الأساسى في الجيش المصرى و لكن بعد إنشاء الإمبراطورية المصرية دخل في الجيش المصرى بعض العناصر النوبية و الأمازيغية (خاصةً الليبية منها). و قد كان الجيش المصرى يتكون من الجيش البرى ( المشاة و العربات التى تجرها الخيول و الرماحين و جنود الحراب و الأفرع الأخرى) و الأسطول الذى كان يحمى سواحل مصر البحرية كلها إضافة إلى نهر النيل.و مازلت بعض الخطط الحربية المصرية القديمة تُدرس في أكاديميات العالم و مصر العسكرية. و قد قدمت العسكرية المصرية القديمة العديد من القواد العظماء و كان أنبغ هذه العقول العسكرية هو الإمبراطور (تحتمس الثالث) أول إمبراطور في التاريخ و هو الذى أنشأ الإمبراطورية المصرية و في رصيده العديد من المعارك و الحروب, أشهرها معركة مجدو التى مازالت تُدرَّس حتى اليوم.
الجيش المصري وهزيمة الصليبيين والمغول
و منذ إحتلال الفرس لمصر لم يدخل المصريون الجيش مخافة ثورتهم على المحتلين إلا في عهد الدولة الإسلامية لأن الخلفاء أخذوا بحديث الرسول عليه الصلاة و السلام: (إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا فيها جنداً كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض و هم في رباط إلى يوم الدين), و قد حرر الجيش المصرى مدينة القدس من أيدى الصليبيين في واحدة من المعارك التاريخية على مر العصور و بالإضافة إلى ذلك لعب الجيش المصرى الدور الأعظم في هزيمة المغول الذين دمروا الدولة الإسلامية العباسية و إمبراطورية الصين و دولة روسيا و دخلوا قارة أوروبا حتى وصلوا إلى بولندا في قلب أوروبا.
تأسيس محمد على لجيش مصر الحديثتأسس الجيش المصرى الحديث أبان حكم محمد علي باشا الذى يعتبر مؤسس مصر الحديثة حيث كون جيشا من المصريين لأول مرة بعد عصور طويلة ظل الجيش حكرا على غير المصريين وخاصة المماليك.
ففي عهد محمد علي شن الجيش المصري حملة على السودان بهدف تأليف وحدة وادي النيل وتدعيم الوحدة القومية بين البلدين. وانتهت ببسط النفوذ المصري في ربوع السودان، كما شارك بحرب المورة بهدف مساعدة الجيش التركي في إخماد الثورة باليونان وتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها فيما وراء البحار، وشن الجيش المصري حملة على سوريا قوامها 30000 مقاتل تحت قيادة إبراهيم باشا، نجحت في ضم سوريا وتحقيق أهداف مُحمد علي التوسعية والاقتصادية ودحض الجيش التركي الذي أرسله السلطان العثماني لإيقاف الجيش المصري، واستطرد زاحفا إلى الأناضول ووصل إلى حدود الآستانة مما اضطر السلطان العثماني إلى الإذعان لإبراهيم باشا والاتفاق على الصلح فيما عرف باتفاقية كوتاهيه، والتي قضت بأن يتخلى السلطان العثماني لمُحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل أن يجلو الجيش المصري عن باقي بلاد الأناضول.
الجيش المصري في عهدي عباس وسعيد
وفي عهد عباس باشا الأول قام الجيش المصري بمساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد الإمبراطورية الروسية المسماة "بحرب القرم" بأسطول بحري قوامه 12 سفينة، و6850 جندي بحري تحت قيادة أمير البحر حسن باشا الإسكندراني، وجيش بري قوامه 72 مدفع، و19722 جندي بري تحت قيادة الفريق سليم فتحي باشا، وانتهت الحرب بانتصار الدولة العثمانية وهزيمة الروس.وفي عهد سعيد باشا أُرسلت أورطة مصرية سودانية قوامها 453 جندي إلى المكسيك لمساعدة فرنسا في حربها ضد الحكومة المكسيكية بعد أن تخلت عنها كل من إنجلترا وإسبانيا.
الجيش المصري وحروبه مع إسرائيل
شارك الجيش المصري في الدفاع عن فلسطين والعروبة وخاض خمس حروب ضد إسرائيل (في عام 1948 و1956 و1967، 1967-1970، و1973). وكان له مشاركة كبيرة في عملية عاصفة الصحراء، وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في عام 1991، وكان الجيش المصري يشكل ثاني أكبر كتيبة من قوات التحالف.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على