مجزرة حلب.. «رائحة الدماء في كل مكان»

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

«رائحة الدماء في كل مكان.. في حلب لا فرق بين الليل والنهار فالسماء دائما مضيئة بفعل أنوار القذائف التي تسقط فوق رؤوس أهالي المدينة المحاصرة».
هكذا أصبح الوضع داخل المدينة التي تشهد صراع كبير منذ فترة طويلة بين قوات الجيش السوري المدعوم من روسيا وبين الميليشيات التابعة للمعارضة والمتحصنة داخل أسوار المدينة، إلا أن أهل حلب هم وحدهم من دفعوا ثمن سنوات الصراع، ومن منهم لم يصب جسديًا، أصبح نفسيا غير قادر على الاستمرار في حياته دون تذكر المشاهد الدموية التي شاهدها.
أكبر مجزرة بعد الحرب العالمية الثانية

أشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن مدينة حلب تشهد مجزرة كبيرة خلال الأيام الماضية، واصفة ما يحدث فيها بأنه المجزرة الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أنه مع استمرار الهجوم الوحشي لقوات الجيش السوري فإن المدينة التي فرض عليها الحصار لشهور طويلة تواصل الانجراف نحو الهاوية.
وتابعت أن سكان حلب يفرون بأعداد كبيرة خوفا من تخطيط القوات التابعة للرئيس بشار الأسد لسحق المدينة التي تتحصن بها الميليشيات التابعة للمعارضة.
وأعلنت فرنسا أنها لا تستطيع أن تلتزم الصمت هي وشركائها الدوليين جراء المذبحة التي تشهدها المدينة المحاصرة على مدار الأيام الماضية، والتي وصفتها بالمجزرة الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية.
وكانت العديد من الدول كفرنسا وبريطانيا وأمريكا قد طالبت بأن تقوم المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق فيما تشهده مدينة حلب من انتهاكات والتي وصفتها بأنها ترتقي لجرائم حرب.
روسيا والأسد على الجانب الخاطئ من التاريخ

فيما قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إن الطائرات الروسية تقوم بتنفيذ عمليات قصف عشوائي على مدينة حلب المحاصرة.
وأضافت أن القصف العشوائي يشمل المدارس والمستشفيات، وقد يطال أي شخص عادي يسير في شوارع حلب، مؤكدة على أن الرئيس السوري بشار الأسد والقوات الروسية التي تدعمه يتخذان الجانب الخاطئ من التاريخ.
فيما أكد العميد بالجيش السوري فواز مصطفى أن قوات النظام ستكمل مهمتها التي بدأتها في مدينة حلب.
وأضاف في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية أن العملية العسكرية في حلب مستمرة إلى حين أن يتم إعادة المدينة مرة أخرى إلى أهلها.
في حلب لا فرق بين الليل والنهار

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» إلى أن مدينة حلب لا تشهد فرقا بين الليل والنهار فدائما سماء المدينة منارة بسبب القصف الجوي الذي تشهده أحيائها.
وأضافت أن الوضع في المدينة السورية يواصل الانهيار، مشيرة إلى أن قرابة الـ32 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى خلال 10 أيام فقط من القتال في شرق المدينة، لافته إلى أن أحد المتطوعين العاملين معها قتل في حلب بعد ما تلقى رصاصة أودت بحياته خلال نقله لمجموعة من الأطفال إلى الملاجئ كي لا يصابوا في القصف.
وتابعت أن العديد من الأطفال أخبروا ممثلي المنظمة عن الليالي التي قضوها في رعب شديد بسبب أصوات القصف التي ملئت أجواء المدينة المحاصرة، مضيفين أنهم يفتقدون الأيام التي كان يمكنهم فيها الخروج إلى شوارع المدينة واللعب رفقة أخواتهم وآبائهم.
ولفتت المنظمة الأممية إلى أن قرابة الـ12 ألف طفل على الأقل يخاطرون بحياتهم داخل مباني مدينة حلب التي تتعرض للقصف بصورة يومية، فيما يحتاج عشرات الآلاف من الأطفال إلى رعاية نفسية من أجل معالجة مشاهد العنف التي شاهدوها في حلب.

 

 

 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على