محمد سيف الرحبي يُصدر الشمع لا يذوب مرتين ..النشرة الثقافية..

about 5 years in أونا

عمّان في 18 فبراير /العمانية/ في إصداره الأخير /الشمع لا يذوب مرتين/، يستعير
الكاتب العماني محمد الرحبي مفردة "الشمع" بدلالتين متضادتين، مشيراً للزمان
والأثر في آنٍ معاً، فالشمع يتلاشى في احتراقه، لكن هذا الاحتراق هو مصدر النور
والتنوير.
في العتبة الأولى للكتاب الصادر عن الآن ناشرون وموزعون بعمّان، يلخص الرحبي
ما يريد أن يقوله من خلال العنوان الفرعي للكتاب: "تجربتي في الصحافة"، إذ
ينطوي العمل الصحفي على "احتراق حقيقي للأعصاب"، وهو -بعيداً عن الارتدادات
النفسية للتعبير- يمثل احتراقاً "لذيذاً" بما يرتبط به من وهجِ الحروف والكلمات وهي
تشع على الورق في مقالة أو تحقيق أو حوار أو قصة إخبارية أو ما يتصل بفنون
الصحافة.
وبعد مسيرة مجبولة بالتحديات، يقف الرحبي أمام مرآة الذات ليسترجع ما مضى وما
راكم، متلمساً أثر الحبر على يديه مما ترك الشمع من سناء، أو مما تركت الفراشة من
أثر بحسب محمود درويش. وكأنما يروق له ترديد المقولة الدرويشية وهو يسترجع
الصور التي تمر كالخيال لدار صحيفة "عُمان"، وعمليات المونتاج ورائحة (الربر)
ولدانته وهي تمسك بالكلام، ثم انتقالها إلى الصناديق الغامضة في (علب) الحواسيب،
ومرورها إلى سرادق المطابع وخروجها كسمكٍ يفيض على الشاطئ وخلال ذلك
يستذكر التحولات التشريعية للصحافة وارتداداتها الاجتماعية كشاهدٍ على حقبة من
الزمان.
ويتساءل الكاتب في حنين: كيف انفرط عقد السنوات ولم نقبض على ما يكفي من
حياة؟! وهو يقصد أن هذه المهنة التي تُسمى مجازاً "السلطة الرابعة"، "تخطف"
المرءَ وتحوّله إلى "آلة" تركض وتركض وراء أحداث ووقائع، ربما لا تخصّه،
ولكنها "تأكل عمره" على كل حال!
ويقول: قبل ثلاثين عاماً اتخذتُ القرار البسيط والعادي؛ أن أختار السير نحو
الصحافة، فغرقتُ فيها. ويضيف: ما حبّبني في الصحافة، أنك تنتظر كلَّ يوم حكاية،
هي حكاية الكاتب مع ما يتنفسه من حبر الطباعة والزمن الذي يضبط عقاربه مع
صوت المطبعة الذي يهدر بأصوات الفرح والحزن والصور.
وفي مفهومه، فإن مهنة الصحافة، تعني "أن تمشي على حبل مشدود.. بين أن تكون
ضد أو مع". موضحاً أنه وجد في عالم الصحافة أنّ ما تتعلّمه هو ما استطعتَ الظفر
به باجتهادك، حيث لا أحد يبدو معنياً بتعليم أحد مما اكتسبه.
ويتوقف الرحبي عند تحولات الصحافة وفضلها عليه وعلى المجتمع، ملتفتاً إلى ما
يدور في كواليس الصحافة ودهاليزها ، سارداً في ثنايا النص حكاية بسيطة لإنسان
بسيط جاء من قريته وليس في جيبه حتى الأحلام، كي يدّعي أنه جاء ليحققها، ولم
يعرف حينها سوى أن يمضي. وهو ما كان وتحقّق.
يشار إلى أن الكتاب الذي زُين غلافه بلوحة للفنان العراقي علاء بشير، يشتمل على
صور توضيحية تبين تحولات الطباعة الصحفية في السلطنة.
/العمانية/ 174

Share it on