لعناية الأستاذ فيصل محمد صالح ألا يزال ضياء الدين صديقك؟! .. بقلم بدر موسى

حوالي ٥ سنوات فى سودانايل

 
 
 
طالعت مؤخرا الرد الفوي والرصين من الأستاذ فيصل محمد صالخ على ضياء الدين بلال. فهذا حقيقة من أقوى وأفضل المقالات التي قرأتها مؤخرا في إدانة ممارسات ووحشية أجهزة أمن هذا النظام، وإدانة من يدافعون عنه، من أمثال ضياء الدين بلال.
ولكن أحزنني جدا أن يخاطب الأستاذ فيصل محمد صالح، ضياء الدين، بعبارة (صديقي)، بعد كل هذا الذي أثبته عليه، وكل هذا الذي أدانه بالبيان الفصيح المبين!
فضياء الدين، كما نعلم جميعا، ويعلم الأستاذ فيصل محمد صالح، ربما بأكثر مما نعلم جميعا، هو واحد من أكبر المطبلين والمزينين لسوء وفحش هذا النظام الفاسد. فكيف جوز الأستاذ فيصل بعد هذا أن يخاطبه ب(صديقي)!
لقد رأينا كيف تفتقت عبقرية الشعب السوداني مؤخرا، حين أكتشفت سلاحه السلمي الجديد، الفتاك والقوي، حين قرروا ودعوا لمقاطعة كل من يدافع عن هذا النظام اجتماعيا، ومقاطعة كل من يشارك بدفاعه عن جرائمه، وجرائم قادته وعناصره الفاسدين، حتى ولو كان هؤلاء هم من أبنائهم وفلذات أكبادهم، أو من إخوتهم أو من أقربائهم.
فقد طالعنا، وتواترت علينا البيانات، واعلانات المقاطعة الاجتماعية الكاملة، مشفوعة بالقسم، من جهات شعبية عديدة، والتي انتشرت عبر مدن السودان من أقصاها إلى أقصاها. وقد أصبحت اليوم هذه واحدة من أقوى أسلحة الشعب السلمية، لرد العدوان على جلاديه.
وأنا لا أشك مطلقا في أن الأستاذ فيصل محمد صالح قد تابعها، ولاحظ فعاليتها، التي لا بد ستطرد وتزداد كلما عمت وانتشرت هذه المقاطعات الاجتماعية الدامغة.
لكل هذا، فقد كنت أتوقع من الأستاذ فيصل ألا يخاطب مثل هذا المنافق الأفاق، والذي ظل لسنوات طويلة يخون أمانة القلم، ويخون أمانة المهنة، ويخون شعبه، حين يستعمل مواهبه البينة في الكتابة، ويسخر قلمه لتزييف الحقائق، أو تمييعها، وطمسها، محاولا صرف النظر عنها، حتى يتجنب أرباب نعمته مواجهة المسئولية عن جرائمهم وفسادهم، الذي عم القرى والحضر، وأزكمت رائحته التتنة الأنوف! هذا الفساد الذي يعلمه ضياء الدين بلال، ربما بأكثر مما يعلمه الأستاذ فيصل، أو غيره من بقية أفراد الشعب.
كنت على الأقل أتوقع من الأستاذ فيصل، الذي يعلم كل هذا عن ضياء الدين بلال، ألا يخاطبه باعتباره لا يزال صديقه! بل كنت أتوقع منه أكثر من هذا، وهو أن يستغل وينتهز فرصة هذه الكتابة الأخيرة، والمشينة، والسيئة غاية السوء، التي كتبها ضياء الدين، ليلقنه درسا تكون فيه عظة لغيره من الخونة والمنافقين، من حملة أقلام، وأبواق النظام، بأن يقول له مثلا، هذا يكفي، فلقد طفح الكيل، يا من كنت صديقي، فأنت لن تصبح صديقي بعد اليوم! أو يقول له، مثلا، إن هذا فراق بيني وبينك، لأنني أقف اليوم، في هذا المنعرج التاريخي الحاسم، مع الشعب! لأنني كنت، ولا أزال، صوت وقلم حر من أصوات وأقلام الشعب، وواحد من كتاب كلمته، ومعلنيها، ومروجيها. وقد قرر الشعب اليوم المقاطعة الاجتماعية لكل من شارك في جرائم مفسدي هذا النظام، ومرتكبي جرائمه ضد الشعب، وها أنا أستجيب لرغبة ولنداء الشعب، وأعلن مقاطعتي الكاملة لك، لأنك ترتكب أفظع الجرائم في حق الشعب، بما تكتب بقلمك، وبمساواتك بين المجرمين والضحايا، تواطؤنا مع القتلة والمجرمين!
أما أن يسترسل الأستاذ فيصل محمد صالح، في كتابة كلماته القوية في إدانة ضياء الدين، ويختم مقاله، وصداقته لضياء الدين، لا تزال باقية في حرز آمن، فهذا حقيقة موقف لم أفهمه، ولا يجوز عندي، وأرجو صادقا أن يراجعه الأستاذ فيصل محمد صالح، فيعيد كتابة خاتمة مقاله الرصين.
بدر موسى

bederelddin@yahoo.com////////////////////

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على