«أبو سنة» بعد فوزه بأرفع جائزة مصرية للشعر جيلي على وشك الانقراض

أكثر من ٧ سنوات فى أخبار اليوم

لم تكن مفاجأة، وإنما أمر توقعه الكثيرون، ربما منذ سنوات، أن يفوز شاعرنا الكبيرمحمد ابراهيم ابو سنة بأرفع جائزة مصرية للشعر، فرحلة الرجل الممتدة الخصبة، تؤهله لنيل أعظم الجوائز، ودواوينه الرائعة ترشحه دوماً لنيل التقدير، وهو واحد من ابرز شعراء جيل «الستينيات، واصل مسيرته فى دأب واصرار، ونجح فى اصدار عدد من الدواوين وشت بأنه شاعر فذ يندر قرناؤه فى حجم موهبته، وفى ثراء عطائه وبعد فوزه بجائزة الملتقى الدولى للشعر العربى التى تبلغ قيمتها «أربعمائة الف جنيه»، كان لنا معه حوار بدأناه بالسؤال المألوف: هل توقعت فوزك بتلك الجائزة.
كنت أشعر بأننى مستحق لها ولكنى لم أتوقع الفوز لأننى لا أعرف بالضبط بتشكيل اللجنة، ولا ميولها ولا أعرف بالضبط أين يتجهون بجائزتهم، وإلى من لأنه فى مصر «الحقيقة مليئة بالمفاجآت وأنا توقفت عن المفاجآت!!.
لو لم ترشح للجائزة من ترى كان يستحقها فى نظرك؟
- أقدر زملائى جميعاً، وأرى أنهم يستحقون، وأبناء جيلى كلهم يستحقونها، وقد تركت الأمر لله وللجنة، وكنت أعرف أن اللجنة ستكون منصفة فى النهاية، فلدى خبرة طويلة فى عالم الشعر منذ خمسين عاماً، وربما أنتمى لهذا الجيل الذى بدأ ينقرض (جيل الستينيات)!!
وما الجوائز التى حصلت عليها؟
-جائزة الدولة التشجيعية فى الشعر عام ١٩٨٤ عن ديوانى «البحر موعدنا»، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة (كفافيس) عام ١٩٩٠ بالمشاركة مع أحمد عبد المعطى حجازى، وجائزة أندلسية عن ديوان «رقصات نبيلة» عام ١٩٨٧، وجائزة محمد حسن فقى عن ديوانى «ورد الفصول الأخيرة»، وكذلك حصلت على جائزة الدولة للتفوق فى الآداب عام ٢٠٠١، وعلى التقديرية عام ٢٠١٣، وجائزة سلطان العويس عام ٢٠١٤،وهذه هى الجائزة التى أعتز بها الآن «ملتقى القاهرة الدولى الرابع للشعر العربى».
إذا عدنا إلى الدورات الثلاث السابقة وقد فاز فيها الشعراء محمود درويش، أحمد عبد المعطى حجازى، عبد العزيز المقالح ثم أنت.. من وجهة نظرك ماذا يربط بينكم؟
- يربط بيننا أننا جميعاً ننتمى الى حركة الشعر الحديث التى ظهرت فى منتصف الأربعينيات لكنها ترسخت فى الخمسينيات  على يد صلاح عبدالصبور وأحمد عبد المعطى حجازى من مصر، وكوكبة من الشعراء فى العالم العربى ولكن فيما يتعلق بالمقالح فهو من نفس جيلى، ويماثلنى فى العمر، وهو من أعز اصدقائى، وأتمنى له السلامة فى اليمن الآن وهو رائد حركة الحداثة هناك ، أما «درويش فهو يصغرنى أنا والمقالح بأربعة أعوام وحجازى يسبقنا فى التجربة والريادة والعمر.
«حدثت مشاكل كثيرة فى هذه الدورة من اعتذار العديد من الشعراء عن المشاركة، فكيف استقبلت هذا؟
- أولاً هذه مشاكل مفتعلة، وتحدث فى كل دورة، وهناك من يثيرون الغبار بسبب عدم حضورهم بعد دعوتهم إلى هذه المشاركة، وهؤلاء فى واقع الأمر يخشون الفشل ومواجهة الجمهور، ولذلك هم يعتذرون منذ البداية وينأون بأنفسهم عن هذا الفشل بإدعائهم بطولات زائفة، وهذا موقف ثابت لهم منذ الملتقى الشعرى الأول. فهم يريدون اصطياد الشهرة.
وهل أثر ذلك على إحساسك بالفوز؟
- مطلقاً لأن من أحاطونى بالتهنئة كانوا من السعادة والبشر والصفاء والصدق بحيث أننى لم تخطر ببالى أية مشكلات للجائزة كانت من أفضل العناصر النقدية فى مصر والعالم العربى.
يقال أن جمهور الملتقى الشعرى كان قليلاً هذا العام بالمقارنة بالسنوات الماضية ما تعليقك؟
- هذا غير صحيح فجمهور الشعر عادة لا يكون جماهيرياً مثل جمهور مهرجان السينما والمقارنة هنا ظالمة كان هناك إقبال يدل على أنه مازال للشعر جمهوره ودوره وقوته وجاذبيته ولكن لابد من تشويه «الوجه الحسن» للمؤتمر الشعرى.
هل الجوائز التى حصلت عليها توازى رحلتك الإبداعية أم أنك مازلت تنتظر جائزة النيل؟
- أنا قانع بما قدره الله لى وسعيد بكل ما حدث ولا أمتلك  الطمع فيما لم يحدث رغم أن بيت الشعر رشحنى لنيل جائزة النيل، ولم أحلم فى حياتى إلا بإجادة القصيدة، ومازلت أقول: أنا لا أنتظر جوائز ولا منحاً ولا مناصب، كل ما أنتظرته القصيدة التى لم تأت حتى الآن.
تقليد منح الجائزة للشعراء الكبار هل ترى أنه تقليد حميد أم يجب أن يخصص بعضها لشاعر شاب مميز؟
- أولاً هناك جوائز متعددة لكل الأجيال.. جائزة الدولة التقديرية لفنانين بلغوا سن النضج والرسوخ وهناك جائزة الدولة للتفوق فى الآداب، وهناك جائزة النيل لمن أكتملت تجربتهم وهناك جوائز لمسابقات الشباب فليس هناك حرمان من أى جيل من الأجيال.. ولذلك من حق المجلس الأعلى للثقافة  والدولة أن تكافئ كل من اعطى بحسب عطائه وعمره أيضاً لاننا لو نكرم الذى بلغ من العمر سن الكهولة والشيخوخة فسنصيبه بالاكتئاب ثم سنحرمه إلى الأبد لأنه ماذا ينتظر.. لا وقت لديه؟
هل ترى أن الجوائز يجب أن تذهب فقط إلى شعراء الفصحى أم يجب أن يكون هناك نصيب لشعر العامية؟
- شعر العامية غير محروم على الإطلاق.. فقد  نال الشاعر عبد الرحمن الابنودى جائزة النيل قبل (حجازى) وسيد حجاب. نال جائزة الدولة التقديرية وهناك شعراء بالعامية الآن يستحقون الجوائز مثل بهاء جاهين وأمين حداد وأنا لا أدافع عن الدولة ولكن أنا محامى الشعراء.
ومن من الشعراء تراهن على بروزهم فى نظرك؟
- هناك حسن شهاب الدين، محمد منصور وشيرين العدوى، سلمى فايد وهم شعرآء فصحى من جيل الشباب.
ما الذى تحلم به للمستقبل؟
- لم يعد هناك متسع للأحلام أنا أواجه الواقع بشكل يومى ولكن هناك وقت للقراءة الدائمة، وأبتسم للحياة ولا أملك أن أعيش فى وجهها لأنها أقوى منى بكثير وأتمنى أن أسافر إلى جزر المالديف لاصطياد السمك!!

 

شارك الخبر على