بـ١٠٠ مليون جنيه.. السعودية تخطب ود «الأزهر»

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

كشفت الأيام الماضية، حرص مؤسسة الأزهر الشريف، وعلى رأسها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، على كسب ود وتعاطف ومحبة المملكة العربية السعودية، حيث قام الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، خلال الأسابيع الماضية، بزيارة إلى الرياض بصحبة قيادات بالمشيخة، من أجل تصحيح موقف الأزهر من البيان الختامى لمؤتمر الشيشان الذى قصر تعريف أهل السنة والجماعة على الأشاعرة والماتردية والصوفية واستبعاد أهل الحديث والسلف من أهل السنة. غير أن الهيئات الدينية بالسعودية، حسب ما علمت «التحرير» من مصارد داخل المشخية، لم تكتف بزيارة شومان، وأبلغته بضرورة أن يخرج شيخ الأزهر بنفسه ويتبرأ من البيان الختامي لمؤتمر جروزني.

بالفعل وحرصًا على مصالح الأزهر مع الرياض، ظهر الدكتور أحمد الطيب عبر برنامجه على القناة الفضائية المصرية، قبل أيام ليتبرأ من البيان الختامى لمؤتمر الشيشان الأخير، مؤكدًا أن أهل الحديث والسلف من "أهل السنة والجماعة"، وذلك إرضاءً للمملكة وامتصاصًا لغضبها الشديد حيال تلك التصريحات.

محاولات الأزهر المستمرة لكسب ود المملكة العربية السعودية، تجسدت جليا خلال الشهور الماضية، في اللقاءات المتعددة بمقر المشيخة بـ«الدراسة» التي تمت بين الدكتور أحمد الطيب، بصفته شيخًا للأزهر، مع قيادات حزب النور (الذراع السياسية للدعوة السلفية، وإحدى أكبر الركائز الداعمة للفكر الوهابي "فكر المملكة" فى مصر)، وهو الأمر الذى يشير وبقوة إلى أن المشاريع التى أعلنت عنها الرياض لتطوير البنية الأساسية للأزهر تعد هي كلمة السر في علاقة الأزهر بالوهابيين السعودية، وهي بمثابة إيضاح لحرص الأزهر على كسب تعاطف المملكة.

«التحرير» رصدت أبرز وأهم المشروعات التى أعلنت عنها السعودية، دعمًا للأزهر الشريف خلال الآونة الأخيرة:

ترميم الجامع الأزهر

فى سبتمبر من العام 2014، أعلن الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة وقتئذ، عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بقيام المملكة العربية السعودية، بإعادة ترميم الجامع الأزهر، وذلك عقب لقائه بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

ترميم وصيانة الجامع الأزهر، تقوم بتنفيذه حاليا شركة بن لادن السعودية، فى إطار المنحة المقدمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز، ومن المقرر الانتهاء من أعمال الترميم منتصف عام 2017، والتى تشمل العمل بجميع أرجاء المسجد. وفى المقابل منح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف شهادة العالمية - الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة الأزهر للملك عبد الله رحمة الله عليه، تقديرًا لجهوده فى دعم الأزهر.

من جانبها كشفت مصادر رسمية بمشيخة الأزهر الشريف، عن أن المرسوم الملكي الصادر من قبل الملك عبد الله رحمة الله عليه، بترميم الجامع الأزهر، خصص لصيانة وترميم «الجامع الأزهر» بـ30 مليون جنيه، مؤكدة أن المرسوم أسند الإشراف الكامل لأعمال الصيانة لشركة «بن لادن السعودية».

توسيع مدينة البعوث الإسلامية

نفس المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمائها لـ«التحرير» قالت إنه فى أبريل الماضي، زار الملك سلمان بن عبد العزيز مشيخة الأزهر الشريف بالدراسة، والتقى خلال الزيارة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وتبرع خلال لقائه بالطيب (على نفقته الخاصة) ببناء المرحلة الثانية من مدينة البعوث الإسلامية المصرية، بعد وضعه حجر الأساس للمرحلة الأولى للمدينة، وذلك خلال زيارته للأزهر ومؤسساته.

وهو الأمر الذى تم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة.

كما أشارت المصادر إلى أن الملك سلمان سار على نهج الملك عبد الله فى دعم الأزهر وتقدير دوره فى نشر الأفكار المعتدلة، ومحاولات التصدى وبقوة لخطورة المذهب الشيعي فى بلدان أهل السنة والجماعة، موضحة أنه خلال زيارة سلمان لمقر مشيخة الأزهر خلال الشهور الماضية وتفقد أعمال ترميم الجامع الأزهر، قام بتخصيص 60 مليون جنيه وذلك من أجل بناء المرحلة الثانية من مدينة البعوث.

يذكر أن إنشاء مدينة البعوث الإسلامية جاء أواخر عهد الملك فاروق، حيث انهالت التبرعات لإنشاء المدينة، ثم صدر الأمر الملكي رقم 34 لسنة 1952 في 6 مايو 1952م بإنشاء «مدينة فاروق الأول للبعوث الإسلامية» وتم تخصيص مبلغ 20 ألف جنيه لإقامتها، وأسندت رئاستها الفخرية إلى الأمير محمد عبد المنعم.

وعقب قيام ثورة يوليو 1952 توقف المشروع، وصدر قرار من مجلس الوزراء في نوفمبر 1954 بإنشاء مدينة جامعية لكل الطلبة الوافدين إلى الأزهر كبديل عصري لنظام الأروقة، وأقيمت المدينة على قطعة أرض مساحتها 126 ألف متر، منها 42000 متر، للحدائق والمتنزهات والطرقات، و84000 متر للإشغالات السكنية والمرافق وتتكون من 43 بناء سكنيا، وبها آلاف الطلاب من دول العالم الإسلامي.

تطوير مكتبة الأزهر

ووفقا لتصريحات المصادر الرسمية، فإن الهيئات والمؤسسات الدينية بالرياض خصصت خلال الفترة الماضية مبالغ مالية كبيرة من أجل القيام بأعمال وتطوير العديد من الهيئات والمراكز البحثية بالأزهر الشريف.

المصادر لفتت إلى أن من بين الجهات التى يتم تطويرها بدعم مالي سعودى، هي مكتبة الأزهر الشريف، والتى بلغ الدعم المالي لتطويرها من قبل الجانب السعودي ما يعادل أكثر من 5 ملايين جنيه.

فاتورة جولات الطيب بالخارج

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قام خلال الفترة الماضية بالعديد من الجولات بالخارج. ففي 21 فبراير الماضي، استهل أولى جولاته الخارجية إلى إندونيسيا، وفي منتص مارس زار ألمانيا وألقى خطابًا عالميا للمجتمع الغربي من البرلمان الألمانى «البوندستاج»، فضلًا عن زيارة نيجيريا والفاتيكان والإمارات والبحرين. مع العلم بأن ذلك على نفقة السعودية حسب ما أكدت مصادر خاصة لـ«التحرير».

بناء المعاهد الأزهرية

أما بالنسبة لما يتعلق بقطاع المعاهد الأزهرية، فقد حازت على اهتمام الهيئات الدينية بالرياض، والتى خصصت مبالغ مالية لتدشين عدد من المعاهد على مستوى محافظات الجمهورية.

شارك الخبر على