مدريد تعتذر بعد زيارة ملك إسبانيا إلى العراق للمرّة الأولى منذ ٤ عقود

حوالي ٥ سنوات فى المدى

 بغداد/ المدى
قدّمت السفارة الإسبانية لدى بغداد، اعتذاراً شديداً الى العراق عن خطأ رفع العلم العراقي القديم على طائرة الملك الإسباني الذي وصل بغداد يوم أمس في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 40 عاماً.وقالت السفارة، عبر حسابها الرسمي في موقع فيسبوك، "نقدم أعتذارنا الشديد للخطأ الذي حصل من قبل طيارينا هذا الصباح بتعليق علم سابق لجمهورية العراق أثناء الزيارة". وأكدت السفارة أنه "سوف يتم تصحيح هذا الخطأ عند المغادرة"، مشيرة الى أنَّ "الزيارة التاريخية تجري بشكلٍ ممتاز".وشهدت زيارة ملك إسبانيا فيليب السادس، إلى العراق خطأ فادحاً، برفع علم العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين عقب هبوط الطائرة.وأعلن المكتب الإعلامي للرئيس العراقي، في بيان، أن رئيس الجمهورية برهم صالح، استقبل في قصر السلام ببغداد، ملك إسبانيا فيليبي السادس والوفد المرافق له.ورحب الرئيس العراقي: "بدعم المجتمع الدولي لإعادة إعمار البلاد، لاسيما مناطقه المحرَّرة"، داعياً الحكومة الإسبانية إلى "الإسهام بفعالية في حركة البناء التي يشهدها العراق على مختلف الصعد". وثمن صالح "دور إسبانيا ومشاركتها الفعالة في الحرب ضد عصابات تنظيم داعش الإرهابي".والتقى ملك إسبانيا خلال الزيارة القوات الخاصة الموجودة في البلاد.والعلم العراقي الذي رفعته طائرة ملك إسبانيا هو نفس العلم الحالي، مع وجود 3 نجمات تتوسطه، وهي التي تمت إزالتها عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.شهد العراق في الآونة الأخيرة موجة من الزيارات غير المسبوقة من قبل مسؤولين بارزين، وتعهد الجميع بدعم العراق وتقديم المزيد من المساعدات، في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب وإعمار المناطق المحررة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.وتوقعت دراسة أعدتها مجموعة الأزمات الدولية، أن العراق قد يتحمل العبء الأكبر في حال تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.فبعد أن فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العالم بزيارة سرية إلى القوات الأمريكية في العراق، وصل ملك إسبانيا فيليب السادس، صباح أمس الأربعاء، إلى بغداد، في أول زيارة لملك إسباني إلى العراق منذ أربعة عقود، حيث تفقد القوات الخاصة المنتشرة في البلاد، وأبدى إعجابه بصمود العراقيين وتضحياتهم بوجه الإرهاب"، مؤكداً "حرص بلاده على توطيد علاقات الصداقة وتوسيع آفاق التعاون البناء بين البلدين واستعدادها للمساهمة في إعادة البناء والإعمار"، بحسب بيان لمكتبه.كما عدّل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قبل أيام، مسار جولته العربية، وقرر زيارة العراق، رغم أنها غير موضوعة على جدول الزيارات المخطط لها.من جانب آخر كشف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارته لبغداد، أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعتزم زيارة العراق، معبّراً عن رغبة باريس في توسيع العلاقات مع بغداد.وقال الوزير الفرنسي إن "العراق أصبح لاعباً أساساً في الاستقرار وسياسته قائمة على النأي عن الصراعات وحفظ سيادته وقراره الوطني".في وقت سابق من الشهر الحالي، زار العاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، العاصمة العراقية بغداد، لبحث العلاقات المشتركة بين البلدين.ليعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قائلا، الثلاثاء، إن بغداد اتفقت مع عمان على خفض أسعار شحنات النفط المتجهة إلى الأردن مقابل تسهيل استيراد العراق للسلع.إيران سارعت من جانبها بإرسال وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، إلى العراق، ليعلن من بغداد استعداد بلاده للتعاون في المجال النووي مع العراق في إطار المعايير الدولية الضابطة والمرعية.على صعيد متصل، وفي زيارة هي الأولى لمسؤول خليجي إلى بغداد بعد تولي عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء في البلاد، زار وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بغداد لبحث تعزيز التعاون بين البلدين، وتأكيد دعم الدوحة للحكومة العراقية الجديدة".بدوره زار الرئيس العراقي برهم صالح الدوحة، ونشر الإعلامي القطري جابر الحرمي، في تغريدة له على حسابه الرسمي عبر "تويتر"، أن "الزيارة سيتخللها الإعلان عن خط ملاحي جديد بين ميناء حمد في قطر وأم قصر العراقي، الذي سيساهم في نقل بضائع كل من الأردن والكويت وتركيا وإيران عبر الأراضي العراقية إلى قطر".في ضوء هذه الزيارات، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي لـ(سبوتنيك) "هناك تكالب إقليمي على العراق، تمثل بزيارات عديدة، كزيارة العاهل الأردني بمعية وزراء كثر، وزيارة وزير الخارجية الإيراني وبمعيته أكثر من خمسين ممثل شركة، على أساس ضرورة مساهمة الشركات الإيرانية في إعادة إعمار العراق، فالكل ينظر إلى العراق باعتباره اقتصاداً ناشئاً، وهذا الاقتصاد يضم فرصاً استثمارية كبيرة جدا، لذلك نشاهد هناك تسابق للاستحواذ على تلك الفرص".وتابع الهاشمي "في ظل العقوبات التي تتعرض لها طهران، فهي تسعى اليوم لفتح أسواق كبيرة في العراق، وتخطط لرفع التبادل التجاري من 8 مليارات دولار إلى 20 ملياراً، والعقبة في رفع هذا التبادل هي العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، والحكومة العراقية تسعى من جانبها للحصول على استثناءات من تلك العقوبات، فالعراق يعدّ سوقاً كبيرة بالنسبة لإيران. وهنالك تنافس بين دولتين على السوق العراقية، وهما تركيا وإيران، والأخيرة تحاول الاستحواذ على السوق العراقية. أعتقد أن إيران عبدت الطريق من أجل أن يكون السوق العراقي سوقاً مهماً بالنسبة لإيران وأن يشكل مورداً اً من الدخل القومي الإيراني، وهذا موضوع يحمله وزير الخارجية الإيراني".بالتزامن مع ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أن موسكو تلاحظ تطبيعاً ملموساً للوضع في العراق بعد القضاء على تنظيم داعش.وقال لافروف قبل بدء لقائه مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم الذي يتواجد في موسكو: "بالطبع نلاحظ بارتياح تطبيعاً ملموساً للوضع في العراق بعد هزيمة داعش… على الرغم من أن مهمة القضاء التام على الوجود الإرهابي في مناطق معينة من البلاد لم يتم حلها بعد، ونحن مهتمون بمساعدتهم على حلها".وقال ايضا ان التواجد الأميركي في العراق "شرعي" لأنه يستند إلى "موافقة" الحكومة العراقية، فيما أكد أن بلاده ستساعد العراق على تطوير قدراته العسكرية.وقال لافروف في مؤتمر مشترك مع نظيره العراقي "لدينا تعاون عسكري مع العراق في مكافحة الجماعات الارهابية"، مضيفاً "سنساعد العراق في تطوير قدراته العسكرية".وبشأن التواجد الأميركي في العراق، قال لافروف "نحترم حق العراق السيادي في تحديد كيفية تعاونه مع الدول الأخرى، وعلى الحكومة أن تقرر بنفسها كيف تدافع عن أمنها".ومضى وزير الخارجية الروسي إلى القول إن "التواجد الأميركي يستند إلى موافقة الحكومة، إذن من هنا نراه تواجداً شرعياً".ومن جانبه أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد الحكيم، أنه بحث مع لافروف، قضية سوريا بشكل مفصل بدءاً من العملية السياسية وصولاً إلى العملية العسكرية، وبالأخص تحرير محافظة إدلب من الجماعات الإرهابية.وأشار الحكيم إلى أن لدى العراق تنسيقاً مع سوريا بشأن العمليات البرية والجوية التي نقوم بها.وقال الحكيم للصحفيين عقب مباحثاته مع لافروف في موسكو: "بحثنا مشكلة إدلب وتبادلنا وجهات النظر حول كيفية تحريرها من الإرهابيين. واتفقنا على ضرورة مواصلة الحوار حول سوريا وضرورة إجراء حوار في سوريا نفسها ومكافحة الجماعات الإرهابية وبقاياها في سوريا والعراق".كما أكد الحكيم أن بلاده لن تقوم بأية عمليات عسكرية في سوريا بدون تنسيق مع الجانب السوري قائلا: "بالطبع، لدينا تعاون عسكري وأمني مع سوريا. نحن نقوم بعمليات جوية وبرية محدودة بالتنسيق مع الجانب السوري. نحن لا نخطط لإدخال قواتنا إلى شرق الفرات، ولكننا سنواصل بالتأكيد العمل على تدمير بقايا داعش الإرهابي سواء من الجو أو على الأرض. أريد أن أكرر مرة أخرى أننا لن نقوم بشكل مفاجئ لشركائنا السوريين بعمليات برية أو اي عمليات أخرى".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على