العصا.. هيبة وأصالة وإرث عريق

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط -لطالما كان الرجل العماني يهتم بالأدوات التي تدل على هيبته ومكانته، فكانت العصا جزءا من هذا الحضور الآسر في العديد المناسبات، ولها تاريخ طويل تتحدث عنه الأصالة بمفاهيم العراقة العمانية، وفي متنزه العامرات يوجد العم شير بن محمد البلوشي في زاويته المفضلة بالقرية التراثية، حيث يمارس هوايته يوميا في بيع أشكال متنوعة من العصي العمانية وهو يحرص على المشاركة في مهرجان مسقط منذ أكثر من عشر سنوات.يقول شير البلوشي: بيع العصي حرفة تراثية زاخرة بتقاليد وأدوات الماضي، وهي ترتبط بطقوس وعادات المجتمع العماني الضاربة في القدم، حيث توجد في السلطنة محلات حرفية متخصصة لبيعها، وما زال يوجد حرفيون معروفون وذائعو الصيت يشتغلون بها وينحتونها بقدرات فنية عالية مما يجعلها تظهر بزخارف وتطعيمات فريدة.وحول صناعة العصي العمانية قال: نقوم أولا باختيار أنواع الخيزران أو العتم، ثم ننظفها من الشوائب ونصقلها باستخدام السكين والمبرد، حتى تصبح ملساء نظيفة، وفي المرحلة التالية يتم طلاء العصي بالحناء العماني بإضافة مسحوق الليمون المجفف وبعض الأعشاب لزيادة ثبات اللون، ويتحكم الحرفي باللون المطلوب بناء على عدد مرات الطلاء، ثم تترك العصا عدة ساعات في الشمس حتى يجف اللون، ثم تغمر في الزيت الدافئ وتغلق فوهتها بعجينة التمر ويقوم الحرفي بشفط وسحب الزيت عبر مسامات العصا المجوفة من الداخل، حيث يساعد الزيت على مرونتها وحمايتها من الكسر والتلف.ويضيف: بعد ذلك يتم عمل العكفة أو الحنية ويتم عملها بدرجات مختلفة حسب رغبة الزبون، حيث تتعدد الحنيات المتعارف عليها محليا، فهناك الحنية الصورية والباطنية والعكازية وغيرها، وأخيرا يقوم الحرفي بتزيين العصي بالنقوش والفضيات باستخدام أدوات خاصة ثم تلميعها، وبعضها تغلف بالفضة على قبضتها مع وضع حجر كريم في مقدمة الحنية كالزمرد أو الفيروز أو العقيق لتعطيها لمسة جمالية خلابة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على