عمانيتان وبريطانية يقطعن الربع الخالي سيرًا على الأقدام

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط - خالد عرابيانتهت فتاتان عمانيتان وثالثة بريطانية يوم الجمعة الفائت من قطع صحراء الربع الخالي سيرا على الأقدام وذلك لمسافة تمتد إلى لأكثر من 800 كيلو متر انطلاقا من منطقة حشمان بمحافظة ظفار وصولا إلى ولاية عبري. وذلك عند وصولهن إلى حصن الولاية عند تمام الساعة التاسعة صباحا من يوم الجمعة الفائت حيث كان في استقبالهن عدد من أبناء الولاية والأقارب والأصدقاء والجهات المتعاونة في تنظيم المغامرة، وبعدها انتقلن إلى العاصمة مسقط للاحتفال مساء بهذا الإنجاز المستحق حيث استقبلهن الأقارب وبعض المواطنين والمقيمين مرة أخرى على شاطئ القرم.وقال طارق الزدجالي، أحد مرافقي فريق المغامرات: استمرت هذه الرحلة خلال الفترة من 20 ديسمبر الفائت وحتى 18 يناير الجاري، وهي مغامرة نسائية ضمت كلا من بيداء بنت محمود الزدجالية، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة، وأثير بنت أحمد الصابرية، وهي حاصلة على الدكتوراه في طب الأسنان من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن، وجايني مكفيل وهي بريطانية خريجة جامعة أكستا بالقانون والمحاماة. وقد انطلقت هذه المغامرة لأول مرة لفريق نسائي مدعوم من عدة مؤسسات راعية وعدد من الأفراد كفريق دعم لوجستي وطبي ومنهم المصور الأمريكي ماثيو ميلن، ومارك فاس جونز -وهو بريطاني متقاعد- وسيارتان من شركة لاند روفر لدعم التعاون بين الدول والأفراد والمجتمعات. وأشار إلى أنه من المواقف الطريفة والجميلة أن أحد المواطنين عندما التقى مع الرحلة قرر أخذ إجازة وشارك معنا كفريق دعم.وأشار الزدجالي إلى أن الفريق النسائي المغامر مكون من 3 فتيات فقط ولكن هناك فريق دعم لوجستي للمتابعة والإسعافات الأولية والمؤن مكون من 4 آخرين مع سيارتين وإن كان لا يرافقهن في الرحلة بمعنى السير معهن إذ أن رحلتهن في داخل الصحراء ولكن فريق الدعم يمر عبر الطرق الممهدة ويقابلهن في نقاط محددة على طول الطريق وهي النقاط التي يكون بها التخييم أو المبيت.أما عن السبب في اختيار هذا المسار لهذه المغامرة فقال الزدجالي: يأتي ذلك لأن هذه الصحراء معروفة بطبيعتها الجغرافية والجيولوجية والمناخية الصعبة، كما أنه من المعروف أنه لم يقطعها فريق نسائي من قبل ولذا تم اختياره لتكون مغامرة صعبة بل وتكون فريدة والأولى من نوعها.هدف الرحلةوعن هدف الرحلة قال: تهدف إلى نشر رسالة الألفة والمحبة والتعاون بين الشعوب والثقافات والأجناس، وكذلك بين الشرق والغرب، ونبذ الاختلافات الثقافية وتسليط الضوء على دور سلطنة عمان في نشر تلك الرسالة السمحاء. وكذلك معرفة العادات والتقاليد في عدد من الولايات المختلفة التي تمر بها المغامرة وكذلك مقوماتها السياحية والرياضية تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- كما أن بها نوعا من تسليط الضوء على قدرة وإمكانيات المرأة العمانية ودورها في المجتمع.أما عن الترتيبات التي احتاجت لها الرحلة فقال الزدجالي: بدأت بقراءة خرائط المنطقة بشكل جيد عن طريق الأجهزة المتطورة لتحديد المواقع التي تعمل عن طريق الأقمار الصناعية وبدون إنترنت لمعرفة طبيعتها وحتى يبقين على تواصل مع فريق الدعم اللوجستي وكذلك الجهات الأهلية والرسمية التي تم التنسيق معها لتنفيذ المغامرة وكنوع من الحرص على سلامة المغامرات، كما تم اختيار نقاط التوقف وكذلك مسافة السير التي يحتجن إليها يوما وقد حددت منذ البداية بحوالي 18 إلى 20 كلم يوميا، وأن يكون السير من الساعة السادسة صباحا وحتى الخامسة إلى السادسة مساء، مع الاستراحة وقت الظهيرة لنحو ساعتين نظرا لارتفاع درجة الحرارة في الصحراء في هذا الوقت وكذلك يتخللها أوقات بسيطة للاستراحة لدقائق، ولكن ومن خلال واقع المغامرة بدأت بحوالي 18 - 20 كيلومتر يوميا ومع تعود الجسم تطور الأمر لتصل في مرحلة متوسطة من المغامرة من 20 إلى 25 كلم يوميا وفي الأيام الأخيرة من المغامرة وصلت المسافة التي تقطع يوميا من 25 إلى 30 كلم يوميا، وبالطبع مع مراعاة أن كل ذلك يتوقف على ظروف كل يوم وطبيعة المكان الذي يمرون منه وغيرها، ولذا فرغم أنه كان من المتوقع أن تستمر الرحلة حوالي 35 يوما إلا أنها قطعت في أقل من ذلك أي 29 يوما.إنجاز كبيروقالت أثير الصابرية عند وصولها إلى شاطئ القرم: نحن سعداء بهذا الإنجاز الكبير الذي حققناه، لقد كانت مهمة شاقة ومضنية ومتعبة جدا إلا أنني أستطيع أن أقول بأنني شعرت بأن كل هذا التعب قد ذهب عند وصولنا خط النهاية واستقبال البعض لنا، إنها لفرحة وفخر كبير أن تشعر بأنك قدمت لوطنك شيئا مختلفا ونحن نرى أن هذه المغامرة مختلفة ويكفينا شرفا أننا أول فريق نسائي.أما بيداء الزدجالية فقالت: مررنا بمسارات صعبة جدا مناخيا وجغرافيا، ولكن كان حافزنا القوى والمهم طوال الرحلة أننا عنصر نسائي وأحيانا ما ينظر له بأنه غير قادر ولكننا أردنا أن نؤكد على قدرة الفتاة العمانية وأنها تستطيع أن تواجه وتتغلب على جميع الصعاب. وبالفعل صمدنا حتى النهاية، بل وحققنا المغامرة في وقت أقل من المتوقع، والشكر كل الشكر لجميع الأجهزة والمؤسسات التي دعمتنا وساعدتنا في إنجاز هذه المغامرة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على