صدور العاطلون عن الحياة لليمني مهيب نصر ..النشرة الثقافية..

أكثر من ٥ سنوات فى أونا


صنعاء في 14 يناير /العمانية/ يصف د.عدنان إبراهيم ما يتضمنه كتاب /العاطلون

عن الحياة/ للكاتب اليمني مهيب نصر، بأنه "نفثات مصدور، وصيحات ثائر، وآهات

مكلوم، غلب عليها الغضب والأسى، ورجح فيها الإنكار بالإقرار".

ويرى نصر في تقديم كتابه، أن اقتصار العطالة على من لا يجد عملاً، يعبّر عن "

عطالة في التفكير، وكزازة في الفهم، ورؤية مزورة، تُراكم العجز على العجز، وتبين

الحصرية على ما دونها من سعة".

ويمثل الكتاب الذي تمتاز لغته بالقوة والمفردات الجزلة، منصة للحوار والنقاش

والاستنتاج والاقتراح واستعادة التاريخ. وهو يتضمن مقالات تتناول جوانب من

الحياة التي يقول فيها الشاعر: "مشيناها خطى كُتبت علينا/ ومن كُتبت عليه خُطى

مشاها".

ويتحدث نصر عن رفقته لجبران خليل جبران من خلال سيرة جبران التي دونها

ميخائيل نعيمة، مضيئاً على روحه المتوقدة بالشعر والرسم والموسيقى المشتعلة

بالحنين لوطنه. وهو يرى في جبران نموذجاً للطامحين الذين يهتمون بجمرة الحرف

والذين أحدثوا انقلاباً في الكتابة.

ويستعير المؤلف لسان جبران وهو يتقلب بين الغربة والحنين في قوله: "إنه صراع

الكينونة، صراع البرد وسحابة الصيف، صراع النور والظلام، مساكين من اختاروا

المجد في أمة أضاعت مجدها، ما أشد مصيرهم وما أقسى مصيرهم".

وخلال رحلته في عالم الكتب، يقارب مهيب نصر بين كتابين لأحد المؤلفين، يتحدث

الأول عن الحب بينما يتناول الثاني موضوع الفلسفة. كما يقرأ كتاباً عن الاستبداد

والظلم، متسائلاً: "ما الذي يخسره المضطهدون؟"، ويستعيد مقولة دستويفسكي: "كيف

نخاف البلل ونحن الغرقى"، محرّضاً القارئ على التعبير عن مشاعره: "اكتبوا من

أجل مشاعركم حتى لا تتلبد، لا من أجل الأرواح الصاعدة إلى بارئها فحسب، بل من

أجلكم أيها المثقفون".

ويوجّه المؤلف نقداً حاداً للمثقفين الذين يتخلّون عن أدوارهم كنماذج في المحبة

والتسامح والعطاء والكمال والوعي لمصلحة المنافع الزائلة. ويعرض خلال كتابه

أفكاراً استوقفته في أعمال أدبية وفكرية لكتّاب من بينهم ماركس، ونيتشه، وماركيز،

منتقياً منها ما يمكن إسقاطه على الواقع الراهن. كما يقارب السمات النفسية والعوامل

الاجتماعية والبيولوجية التي تصنع التطرّف في نفوس البعض.

/العمانية/ 174

 

شارك الخبر على