زلزال اقتصادي جديد

over 5 years in الشبيبة

د. فيصل القاسميرى الخبراء الاقتصاديون أن العالم يمر بأزمة مالية عالمية كل 10 سنوات تقريباً وغالباً ما يسبق هذه الأزمات تذبذبات كبيرة في أسواق النفط والذهب والأسهم والعملات و هو ما بدأ بالفعل وقد مر ايضاً ما يزيد عن 10 سنوات على الأزمة الفائتة مما يوحي أننا على موعد مع أزمة مقبلة ويتوقع ان تكون بسبب تضخم ديون بعض الدول و الشركات التي زادت بشكل كبير بتشجيع من انخفاض أسعار الفائدة بعد أزمة 2008. كما يتوقعون أيضا أن تهدد الأزمة المقبلة مكانة الدول الغربية و تربعها على عرش الاقتصاد العالمي و بزوغ نجم دول الشرق (الصين و الهند تحديدا)..هل يمكن أن نحمي أنفسنا كأفراد من تأثير هذه الأزمة؟ الإجابة نعم بل ويمكن ايضاً الاستفادة إيجابيا من هذه الأزمة اذا تم الاستعداد لها مبكرا. كيف تستعد وتستفيد من الازمة المالية العالمية القادمة؟أولا : حدد محور الأزمة المباشر أو مركز الزلزال.دائما ما يكون لكل أزمة محور تأثير مباشر ومؤشرات ترتبط به تتأثر بالسلب بشكل كبير جداً، مثلا في 2008 كان محور الأزمة هو النشاط العقاري وأثرت الأزمة بشكل قوي ومباشر على كل ما هو مرتبط بالنشاط العقاري كأسعار العقارات وأسهم القطاع العقاري واسهم البنوك المرتبطة بشكل مباشر بعمليات الإقراض العقاري.. وفي أزمة 1999 كان التأثير على كل ما هو مرتبط بقطاع التكنولوجيا.. وفي أزمة 1989 كان التأثير على كل ما هو مرتبط بقطاع النفط..ثانيا: حدد محاور الأزمة غير المباشرة. هناك عناصر أخرى عادة ما تتأثر سلباً او ايجابا بشكل اقل حدة من المحور المباشر ولكنها أيضاً اقل مخاطرة مثلا : الذهب عادة ما يزيد في هذه الأزمات كملاذ آمن وكذلك بعض العملات المعروفة باستقرارها وأمانها كالفرنك السويسري. أيضاً تتأثر البورصات سلباً بشكل عام في هذه الأزمات كذلك عملات الدول المرتبطة بهذه الأزمات فمثلا انخفض الدولار الأمريكي انخفاضاً تاريخياً أمام العملات الأخرى متأثرا بأزمة الرهن العقاري في 2008».ثالثا: افهم جيدا أهمية عنصر الزمن وتخلص سريعا من أي أصل مرتبط بمحور الأزمة المباشر وهذا عنصر هام جدا، يجب أن تعرف أن الانهيار الاقتصادي والأدوات المالية المباشرة وغير المباشرة المرتبطة به يأتي سريعا (تاريخيا يأخذ من 3-12 شهر) حتى يصل لنقطة القاع (وهي أفضل نقطة يمكن أن تستثمر فيها) وتاريخيا ايضاً تتراوح قيمة هذا القاع في مؤشرات الأسهم العالمية الكبرى مثلا الى 40-60 % من أعلى قمة وصل لها المؤشر قبل الانهيار.. كما أن ارتفاع مؤشرات الأسهم مرة أخرى قد يأخذ وقت أطول 3-4 سنوات مثلا.. والخلاصة أن الانخفاض عادة ما يأتى اسرع كثيراً من الارتفاع مرة أخرى لنفس مستويات الأسعار السابقة وهذا يعني أيضاً انه إذا بدأت الأزمة فسيكون لديك وقت قليل جدا لتسييل أية أصول لديك مرتبطة بمحور الأزمة في حين إذا كان لديك الكاش فربما يتوفر لديك وقت كافٍ لاتخاذ قرار الاستثمار الصحيح.. فالنصيحة هنا تخلص سريعا من أي اصل مرتبط بمحور الأزمة وتمهل في قرار الاستثمار حتى تتبين قاع الازمة..رابعا: في الأزمات: الكاش هو الملك (cash is the king) صحيح انه في الأزمات الكاش هو الملك لأنه كلما توفر لديك الكاش استطعت أن تشتري الأصول التي نزلت قيمتها في القاع او في مستوى قريب منه مما يضاعف من ربحياتك بعد ذلك، عندما يتم اجتياز الأزمة وتضخ السيولة في الاسواق، لكن اهم شيء في هذا المبدأ ان يكون معك كاش في عملة او اصل لن يتأثر سلباً بمحور الأزمة أمام العملات الأخرى (كما شرحنا في أولا و ثانيا)».خامساً: تجنب الاستثمار في الأصول التي تحتمل الفناء. اعلم جيدا انه في الأزمات الحادة فإن بعض الأصول المرتبطة بشكل مباشر بمحور الأزمة قد تحتمل الفناء الكامل مثال: اسهم شركة ليمان برازرز في أزمة 2008 فكن حذرا من هذه النوعية من الأصول واختر شركات مضمون بقاؤها بعد انتهاء الأزمة..«سادساً: ضع استراتيجيتك للاستثمار. ابن لنفسك استراتيجية استثمار في ضوء ما سبق، مثال لاستراتيجيات مبنية على أزمات سابقة: اشتر عقارا بعد 6 شهور من الأزمة عندما تصل الأسعار للقاع وسأستفيد من وضع أموالي في وديعة اثناء هذه الفترة (بعد فقد العقارات وأسهمها ما يزيد عن 60 % من قيمتها، استعادت قيمتها مرة أخرى بعد 3-4 سنوات من الأزمة): سأضع أموالي في الذهب (تضاعف سعر الذهب بعد أزمة 2008 من 700 دولار للأوقية الى 1900 دولار للأوقية في عامين فقط).سابعا: ادخر قبل أن تنفق ولا تنفق قبل أن تدخر. إذا كنت ممن ينفقون اكثر من دخلهم أو مديوناً للبنوك أو لشركات أو لأفراد فمن البديهي انك لن تستفيد مما سبق ولن تستطيع الاستثمار لأنك لم تدخر من الأساس.. والخوف أن كل هؤلاء الدائنين سيصبحون اكثر شراسة في تحصيل ديونهم اثناء الأزمات المالية.. فإذا كنت من هؤلاء فاجتهد أن تخرج نفسك من هذا الانتحار المالي في اسرع وقت اما بزيادة الدخل أو تقليل الإنفاق أو كلاهما.. ثم ادخر قبل أن تنفق ولا تنفق قبل أن تدخر»..إعلامي ومقدم برنامج الإتجاه المعاكس في قناة الجزيرة

Mentioned in this news
Share it on