خلف السور في مطرح

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

حيدر محمد جواد سلطان اللواتيولاية مطرح هي إحدى أهم المدن في التاريخ العُماني إذ يعود عمرها للألف الثالثة قبل الميلاد، تقع مطرح في الجزء الشمالي الشرقي من سلطنة عُمان حيث تطل على شاطئ بحر عُمان الذي يرتبط هو الآخر تاريخياً وجغرافياً بالهند والصين وبلاد فارس وشرقي أفريقيا وكذلك البحرين وهو ما جعلها منطقة تجارية هامة عبر التاريخ. تكتنز هذه المدينة قلاعٍ وأبراج عتيقة وأزقة ضيقة وسوقٍ به عبق التاريخ، ويعد سوق مطرح الشهير أقدم أسواق السلطنة إذ يعود عمره لأكثر من مائتي عام تقريباً ويشبه إلى حدٍ كبير الأسواق التراثية القديمة. ويعرض هذا السوق مختلف أنواع السلع والأعشاب والتوابل والفضيات ومع ذلك تظل التذكارات الشعبية أكثر البضائع رواجاً بالسوق.وفي ولاية مطرح العديد من الأماكن السياحية مثل الشارع البحري (الكورنيش) وهو من أفضل مناطق العاصمة للنزهة والمشي والاستمتاع بنسيم البحر وعلى حافتي الكورنيش تقع حديقة ريام الرائعة وحديقة كلبوه الغناء.وأي زيارة لمحافظة مسقط دون التجول في احياء مطرح المتعرجة والضيقة والمُعطرةّ بروائح التوابل المبعوثة من مطابخ البيوت القديمة هي زيارة غير متكاملة، ولابد من زيارة السوق اذا كنت في أحضان السلطنة مهما كلف ذلك.أيضا سميت بهذا الاسم دلالة على وجود مرسى السفن حيث يقال (طرحت السفينة مرساتها) بمعنى رست ووقفت وهناك من يقول بأن مطرح دلالة على طرح البضائع.وعلى واجهة الشارع البحري (الكورنيش) هناك باب يسمى الباب الكبير لسور اللواتيا ويعد الأبواب القديمة حتى الآن وتم ترميمه حديثا، حيث تدخل من خلاله الى سور اللواتيا ويوجد في السور أكثر من 200 الى 300 بيت و لازال يعيشون فيها رجال و نساء اللواتي وأيضا هناك أكثر من 20 مأتما (حسينية) تقام فيها المجالس الحسينية في جميع المناسبات الدينية وخاصة في مناسبة عاشوراء للإمام الحسين عليه السلام، و يوجد مسجد داخل السور للنساء فقط و للرجال مسجد آخر مطل على الشارع البحري (الكورنيش) يسمى مسجد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام .وأخيرا يوجد من خلف سور اللواتيا الباب الصغير ومقابل الباب هناك حارة تسمى حارة نازي مويا ومسجد يسمى مسجد الأمام الحسن المجتبى عليه السلام وهو كذلك من أقدم المساجد و تم ترميمه قبل عدة سنوات.كان هنالك مخبز واحد يسمى مخبز الحاج عوض بن علي العجمي ويعج بالزحام كل مساء فهو يزود السكان بالخبز اللذيذ ومقابل المخبز كان العدسي الحاج جواد عواش يبيع العدس المتبل وكنا نحتسي منه العدس وناكل العشاء بثمن زهيد وفي شهر رمضان المبارك كان ينوع في قائمة الأطعمة حيث كان يبيع ألذ اللقيمات والحياة كانت رخيصة جدا ومقابل المخبز ايضا هناك عربة يجرها حمار محمولة بالكيروسين وصاحب العربة هو حبيب العجمي وتجتمع حوله نساء من أول الصباح فيشترين الكيروسين لاستخدامه للطبخ. وأيضا كانت هناك امرأة كبيرة في السن تبيع اللبن الطازج والزبدة.وكان هناك مدرستان أهليتان مدرسة الأستاذ المرحوم محمد علي تقي ومدرسة الأستاذ المرحوم حسن علي هاشم تعلمنا منهم الكثير من العلوم واللغة الإنجليزية والعربية والرياضيات.وأيضا كان هناك مقهى شعبي متواضع بجانب مدرسة الأستاذ محمد علي تقي وكان يبيع الفالودة بنوعيها بالحليب وبدونه بأسعار معقولة جداً.لقد كانت أياما رائعة وذكرى عظيمة في نفوسنا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على