يحيى شاهين "سي السيد" الذي حرمته "طليقته" من رؤية بناته

ما يقرب من ٨ سنوات فى أخبار اليوم

لم يكن أبدا يوما السيد أحمد عبد الجواد الشهير "سي السيد"، ولكنه كان يحيى شاهين الشخصية الإنسانية الراقية، حيث قادته رومانسيته إلى البحث دائما عن الحبيبة وليست مجرد زوجة.
كان يحيى شاهين يبحث عن الحب وليس عن المرأة المصرية التي تتوافق العادات والتقاليد التي تربى عليها، وكان دائم البحث عن الحب إلى أن تعرف على سيدة مجرية تكبره بعدة سنوات، عاش معها قصة حب غير عادية قادته للزواج منها وأنجبا طفلتين، ولكن بعد 6 سنوات، وبعد ذلك اكتشف شاهين أن الحياة بينهما مستحيلة نتيجة خلافات كثيرة بدأت في الظهور، وتم الانفصال، ولكنه لم يستطع هنا "سي السيد" استعادة ابنتيه بعد أن هربت بهما الأم إلى بلدها المجر وحرمته من رؤيتهما، وتسبب ذلك  في أن يعيش مكتئبا لفترة طويلة، حتى قرر الخروج من عزلته، وطلب من أقاربه أن يجدوا له عروسا أخرى تناسبه وتتفهم طبيعة عمله كفنان، وبالفعل وقع الاختيار على مشيرة عبدالمنعم وتزوجا وأنجبا ابنة وحيدة تدعى داليا وكان في سن كبير، وعاشا معا حتى وفاته في 18 مارس عام 1993.
ولد يحيي يحيي حسن شاهين، في 28 يوليو عام 1917 بمحافظة الجيزة، كانت الموهبة الفنية لديه تبدو منذ صغره، حيث ترأس فريق التمثيل بالمدرسة، وحصل على بكالوريوس في هندسة النسيج، وتم تعيينه في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة المكبرى، إلا أن طموحه الفني ورغبته في أن يكون أحد نجوم الفن في مصر، دفعته لعدم تنفيذ التعيين.
وأثناء انتظاره الفرصة التي ستحقق حلمه، علم أن الفنانة فاطمة رشدي بدأت في تكوين فرقة مسرحية جديدة وتبحث عن جان بريميه، وتقدم يحيي للفرقة ونجح بالفعل في كسب ثقة فاطمة فجعلته فتى أول في فرقتها، لمع نجمه على خشبة المسرح، وقدم مسرحيات عديدة من بينها "روميو وجوليت"، "مجنون ليلى"، وكانت أخر مسرحياته "مرتفعات وذيرينج"، قبل أن يقرر التفرغ للسينما، وهو نفس النص المسرحي الذي أعاد تقديمه على شاشة السينما في فيلم حمل عنوان "الغريب".
بداية ظهوره في السينما كانت بفيلم "لو كنت غني" مع بشارة واكيم، الذي شجعه وآمن بموهبته، وشارك في بطولات أفلام عديدة  منها كان أمام ليلى مراد وماجدة وفاتن حمامة وزهرة العلا وزبيدة ثروت، ووقف أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم "سلامة".
ومن أبرز أعمال شاهين السينمائية "مذبحة الشرفاء" و"بلال مؤذن الرسول"، و"فجر الإسلام" و"دموع صاحبة الجلالة" وثلاثية "بين القصرين" و"قصر الشوق"، و"السكرية" و"الإخوة الأعداء" و"رجل بلا قلب" و"شئ من العذاب" و"شئ من الخوف" و"رجل وامرأتان" و"لا أنام" و"جعلوني مجرما" و"سيدة القطار" و"محطة الأنس".
كما قدم عدد من الأدوار التلفزيونية المتميزة منها مسلسلات "ومازال النيل يجري" و"الأب العادل" و"القضاء في الإسلام" و"أولاد ضرغام" و"الأيام" و"شارع المواردي".
حصل يحيي شاهين على العديد الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني عن عدة أعمال، كما حصل على الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي عام 1980، بالإضافة إلى شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي عام 1987م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1989م، وجائزة غرف السينما عام 1989م، وأيضا وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
توفي يحيى شاهين بعد رحلة حياة عمرها 78 عاما قضى منها 58 عاما في محراب الفن.

 

شارك الخبر على