طبائع الاستبداد..!!

أكثر من ٥ سنوات فى الراكوبة

إقترن إسم عبدالرحمن الكواكبي الكاتب والمحامي والموسوعة في العلم الشرعي بأشهر كتبه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» والشيء المذهل في هذا الكتاب أنه قد كتبه وكأنه شاهد عيان يتكلم عن الوقائع والأحداث المعاصرة التي نعيشها اليوم مع أن الرجل قد توفاه الله منأكثر من مائة عام.

وقد رأيت ونحن في هذه الهبة العظيمة ضد الظلم أن أتوقف في مقالي هذا مع فقرات مهمة من كتابه «طبائع الاستبداد»، ليتيقن  القارئ أن (الكواكبي) قد كتب وألف كتابه ذاك وكأنه يعيش بيننا الآن.

يقول الكواكبي عن الاستبداد : الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب ويتنسب لقال: أنا الشر، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي وحياتي فالمال فالمال فالمال.

الاستبداد يضطر الناس إلى استباحة الكذب والتحايل والخداع والنفاق والتذلل، وإلى مراغمة الحس وإماتة النفس ونبذ الجد وترك العمل. أما عن علاقة المستبد بالناس فقال: إذا سأل سائل: لماذا يبتلي الله عباده بالمستبدين؟ فأبلغ جواب مسكت له هو: إن الله عادل عدل مطلق لا يظلم أحداً، فلا يولي المستبد إلا على المستبدين، ولو نظر السائل نظرة الحكيم المدقق، لوجد كل فرد من أسراء الاستبداد مستبداً في نفسه، لو قدر لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كلهم، حتى ربه الذي خلقه تابعين لرأيه وأمره، فالمستبدين لا يتولاهم إلا مستبد، والأحرار يتولاهم الأحرار، وهذا صريح معنى «كما تكونون يولى عليكم».

ما أليق بالأسير في أرض أن يتحول عنها إلى حيث يملك حريته، فإن الكلب الطليق خير حياة من الأسد المربوط، العوام هم قوّة المستبد وقُوته، بهم وعليهم يصول ويطول، يأسرهم فيتهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم، ويهينهم فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض، فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً، وإذا قتل منهم ولم يمثل، يع --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على