فورين بوليسي كيف تختبر معركة الرقة قدرات ترامب؟

almost 9 years in التحرير

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الاثنين، في تقرير لها: إن "معركة السيطرة على الرقة ستختبر قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على إجراء الاتفاقات"، مشيرة إلى أن العملية تحتاج إلى دبلوماسية دقيقة بجانب العمل العسكري.
من جانبه أفاد ديفيد كينر، محرر شؤون الشرق الأوسط في المجلة، أن ترامب لديه يقين أنه يخطط لإنهاء تنظيم داعش، واصفًا نفسه بأنه الزعيم الذي يستطيع أن يُوجِّه ضربة قاسية لتلك المنظمة المتطرفة.

وتابع "كينر" أن ترامب سيجبر على التصالح مع وقائع الحرب المعقدة التي لم يرد أن يعترف بها، مشيرًا إلى معركة الرقة، العاصمة الفعلية لتنظيم داعش، التي فشل المسؤولون الأمريكيون في تدميرها.

حرب بين الحلفاء

و وفقًا للمجلة الأمريكية - فإن الحرب بين حليفي أمريكا الرئيسين في شمال سوريا، تعني أن استعادة الرقة تتطلب أكثر من القدرة العسكرية لواشنطن.

وبذلك، تتطلب هزيمة التنظيم حل عقدة في التحالف الذي تقوده أمريكا؛ حيث قال نوح بونسي، كبير محللي "مجموعة الأزمات الدولية" حول سوريا: إن "قرار واشنطن إلقاء كل ثقلها وراء أي جانب، دفع كلًا من أنقرة والقوات الكردية إلى التقدم بأسرع ما يستطيعان، وإن كان ذلك سيؤدي إلى احتدام الصراع فيما بينهما".

وأضاف "هذه الظروف تحفز كل طرف لخلق حقائق واقعية على الأرض، وترفع خطر التجاوز، ما يعني دائرة من التصاعد المشترك بين الأطراف على الحدود السورية التركية".

فيما صرح صالح مسلم، نائب رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي"، الذي تنتسب له "وحدات حماية الشعب"، أن تركيا لا تقاتل داعش، مضيفًا أن الهجوم في الباب وتوقيته يهدف لمساعدة التنظيم الإرهابي، بينما نعمل نحن في قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، بحيث لا يركزون على الرقة، ولا يبدأون معركة أخرى".

غضب من أمريكا

و تابعت المجلة الأمريكية، بالقول: إن "إدارة أوباما كانت قد توسطت بين الجانبين للحد من عمليات قوات سوريا الديمقراطية العسكرية شرقي نهر الفرات، ومنح الثوار المدعومين من تركيا قدرة على التحرك غربيّه، لكن هذه الجهود لم تؤد إلا لتقليل محدود للعداوة بين الجانبين، ورفعت شكوكهم في واشنطن.

وأبدى قادة "قوات سوريا الديمقراطية" غضبهم مما يعتبرونه دعمًا أمريكيًا للهجوم التركي، حيث قدَّم الجيش الأمريكي مرارًا دعمًا جويًا لقوات أنقرة في أول أيام الهجوم التركي في سوريا، بينما تلقى بعض الثوار المشاركين أسلحة أمريكية.

بدورها قالت إلهام أحمد، مساعدة رئيس الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديمقراطية": إن "السياسة الأمريكية ملتوية"، منوهة إلى أن إدارة أوباما إما ضعيفة جدًا لمواجهة الكرد، أو إنها وصلت إلى اتفاق سري مع أنقرة بدعم طموحاتها في الباب، مقابل تنازلها عن عملية الرقة".

وتابعت "أمريكا تقاتل الإرهاب من ناحية، وتتفق مع أولئك الذين يقاتلون من يقاتل الإرهاب من ناحية أخرى".

تصاعد العداء

وفي حين يتراجع التنظيم، فإن العداء يتصاعد بين الأكراد وأنقرة إلى حد لا يمكن لإدارة ترامب تجاهله، فسيكون عليها إدارة معركة الرقة، وفي الوقت نفسه سيكون عليها أن تتأكد أن نهاية الحرب لن تكون باشتباك هذه الأطرف معًا.

وقالت جينيفر كافاريلا، محللة الشؤون السورية في "معهد دراسة الحرب": إن "التحدي لواشنطن سيضع حدًا لكل من طموحات أنقرة ووحدات الحماية الشعبية، وسيطور خطة لمستقبل شمال سوريا يتجاوز هزيمة تنظيم داعش".

واختتمت "فورين بوليسي" بقولها: إن "ترامب أشاد بكل من أردوغان والقوات الكردية، لكن كيفية تخطيطه الآن للوصول لتسوية بين القوات المتنافسة لا تزال غامضة"، مضيفة "بدون تسوية كهذه، فإن الحرب السورية ستستمر، والفراغ السياسي الناتج قد يمنح تنظيم داعش فرصة للصعود مجددًا"، مؤكدة أن الجانب العسكري في المعركة ضد التنظيم ، هو الجانب السهل.

Share it on