فريدريك شوبان في آخر سيرة ذاتية عنه

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

رومانسيته وغضبه وتفاصيل إضطرابه الشخصي
ترجمة / أحمد فاضل
شوبان هو واحد من هؤلاء الملحنين العظام ظلت موسيقاه لسنوات يحيط بها عازفو البيانو الهواة وعشاق الموسيقى العاطفية الذين وجدوا كل ما كانوا يعتقدون أنهم بحاجة إليه فيها ، يذكرنا آلان ولكر الذي أصدر سيرة ذاتية جديدة عنه بأن " رواية شوبان " لا تزال تحظى بشعبية مثلما كانت في الماضي على الرغم من التشويه الذي أصابها من قبل الروائيين وصانعي الأفلام والمخادعين المتنوعين والمثقفين المزيفين وصانعي الخطابات وجمع كبير من الطفيليات الأخرى المحسوبة على الفن الرومانسي .ليست هذه السيرة لولكر هي أول سيرة تخترق هذه الغابة من المعلومات ، ولكنها إلى حد بعيد هي الأكثر شمولية وموثوقية باللغة الإنكليزية ، وعلى الرغم من طولها ، لا يمكن قراءتها بين ليلة وضحاها فهي تحتاج منا أياماً وليالي مع أن خطوطها العريضة مألوفة بما فيه الكفاية : الطفولة والانتصارات المبكرة في وارسو ، الرحلة الأولى إلى فيينا في سن التاسعة عشرة ، والثانية المغادرة من وارسو قبل ثلاثة أسابيع من انتفاضة نوفمبر (1830-1831) إلى باريس التي استغرق مكوثه فيها سنوات طويلة شهدت بعدها تدهوراً مستمراً في صحته ، والعلاقة مع جورج صاند والموت البائس في عام 1849 في شقة بلاس فاندوم تحيط به حفنة من الأصدقاء المقربين وبعض المصورين والصحفيين ، يصف كل هذا ولكر بخبرته السردية راسماً كذلك صورة حية ومفصلة للحياة الأسرية المبكرة للملحن وتعليمه ولفترة غنية ثقافياً في العاصمة البولندية قبل أن يضع الروس أقدامهم المحتلة فيها .كانت صورة الملحن المغترب الذي كانت اتصالاته بأرضه الأصلية محصورة في لقاءاته بعدد قليل من الأصدقاء البولنديون المهمين له طوال سنوات إقامته في باريس ، ومقابلاته مع عائلته حيث كان يقضي العطلة مع والديه في كارلسباد - وهي مدينة منتجع صحي في جمهورية التشيك الآن في عام 1835 ، وعندما جاءت شقيقته لودفيكا إلى باريس مع زوجها في عام 1844 شعرت أنه يكتم حزناً دفيناً وعندما جاءت مرة أخرى كان شقيقها يحتضر وبقيت بجواره حتى رحيله مع كل ما كان يظهره زوجها من غضب وغيرة نحوه بلا خجل .العلاقة الطويلة مع "صاند" التي استمرت عشر سنوات توجت بعدها بخاتمة حزينة – كما يرويها ولكر - حيث توترت العلاقة بينهما في عام 1846 بسبب المشاكل التي تتعلّق بابنتها سولانج وخطيبها النحّات أغسطس كلسنجر، حيثُ أنه كان يقف بصف سولانج أثناء مشاجرتها مع أمها ، كما أنه عانى من غيرة مويس ابن صاند وقد كان شوبان غير مُبالي بمساعي صاند السياسية ، بينما كانت هي تزدري أصدقاء زوجها ومع تدهور صحته صارت صاند أقرب لممرضته من عشيقته وقد وصفته بأنه طفلها الثالث ، وفي رسائلها لأصدقائها كانت تُشير لشوبان بألقاب مثل الطفل، والملاك الصغير، والمتألم، وجثة الحبيب السابق . في عام 1847 نشرت صاند روايتها تحت عنوان " لوكريزيا فلورياني " والتي كانت شخصياتها الرئيسية ممثلة غنية وأمير بصحة سيئة والذي يمكن أن يفسر أنه إسقاط لشخصيتهما الأمر الذي سبب إحراجاً لشوبان لينهي بهدوء علاقته مع صاند بعد عشر سنوات الأمر الذي وصفته بأنه استنتاج غريب لعلاقة دامت لعشر سنوات ملؤها الإخلاص ولم يلتقيا بعد ذلك .هذه أيضا سيرة موسيقية لفنان كبير ووريث حقيقي لباخ وموتسارت بالإضافة إلى بيتهوفن على الرغم من أنه لم يكن معجباً به ، ومبدعاً لأشكال جديدة ، وأنماط ابتكارية شملت حتى تقنيات لوحة المفاتيح والأصوات والكتاب لا يحاول أن يناقش كل عمل بل يتطرق إلى التفاصيل المتعلقة بالقطع البارزة مع أمثلة موسيقية ، على سبيل المثال اختراعه لما يعرف بنمط البالاد الموسيقي عام 1836 وهي واحدة من أعظم أعمال البيانو في ما بعد بيتهوفن تتألف من قطع صغيرة ، ومن ناحية أخرى تأتي بقوة حيث تظهر التأثيرات التوافقية الغريبة التي تكثر في المازوركا وهي الرقصة البولندية الشهيرة ، ومع كل هذا لا يزال شوبان نفسه شخصاً : قليل الكلام ، رصين ، يرتاح كثيراً في العزف على البيانو وكان الحرفي الأكثر دقة الذي يمكن تخيله في تعامله مع هذه الآلة الموسيقية .عن / صحيفة الغارديان البريطانية

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على