الكويت تتوسط لإنهاء أزمة مصر والسعودية.. والسيسي لسنا تابعين للمملكة
almost 9 years in التحرير
عكفت دولة الكويت، على الدخول إلى حلبة الصراع السعودية المصرية، في محاولة لرأب الصدع السياسي الذي يزداد احتقانًا بين البلدين في الآونة الأخيرة، ولعب دور الوسيط.
وبدأ أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، في الدخول على خط الوساطة لإنعاش العلاقات بين مصر والسعودية، إثر خلافات دبلوماسية حادة بين البلدين، نتجت بسبب توجه مصر لدعم نظام الأسد في سوريا، وهو ما تعتبره المملكة أمرًا غير مقبول من أحد أهم حلفائها في المنطقة، بحسب صحيفة الأخبار اللبنانية.
ووفقًا للصحيفة، تأتي المحاولة الكويتية بعد أن باءت المحاولات الإماراتية لنزع فتيل الأزمة بين القاهرة والرياض خلال الأسابيع الماضية بالفشل، حيث أرسلت الإمارات العديد من المسؤولين المحليين بين البلدين في رحلات مكوكية.
وقالت مصادر رئاسية مصرية: إن "أمير الكويت وعد بسرعة التدخل لاحتواء الأزمة خلال لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي الأربعاء الماضي"، وفق الصحيفة.
وطلب السيسي، خلال اللقاء، عدم الضغط على السلطات المصرية من أجل قضية جزيرتي تيران وصنافير التي باتت أمام القضاء ولا يستطيع الحديث عنها، مطالبًا بـ"ضرورة احترام الرياض تباين وجهات النظر في ما يتعلق بالعديد من الملفات السياسية عربيا وإقليميا لأن مصر ليست دولة صغيرة تساق تابعة للمملكة".
ونقل "السيسي" لأمير الكويت تأكيده أنه يحترم العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبد العزيز"، ويقدره لكن ما حدث من انتقاد علني للسياسة الخارجية المصرية "لم يكن مقبولًا وما حدث لاحقًا من وقف إمدادات البترول أظهر العلاقات المصرية السعودية بشكل سيئ، وأحرجه داخليا بشكل كبير وبصورة غير مقبولة".
وأكد الرئيس أنه لن ينسى مواقف الخليج والسعودية بعد 30 يونيو ودعمهم لبناء الدولة المصرية، ولكنه لا يمكن أن يكون المقابل هو الانتقاص من مكانة مصر، على حد قوله.
وكانت صحيفة "الرأي" الكويتية، قالت في وقت سابق: إن "الزيارتين اللتين قام بهما ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى كل من الرياض والقاهرة، مؤخرًا، ولقاءه بقيادة البلدين، الملك سلمان بن عبد العزيز، والسيسي، تأتيان في محاولات رأب الصدع في العلاقات بين مصر والسعودية.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من التزام الصوت الرسمي في البلدين لغة التهدئة - إلا أن العلاقات بين أكبر دولتين عربيتين، لم تعد على حالها، كما كانت قبل أشهر قليلة.
واعتبرت الصحيفة الكويتية أن السعودية ضحت بـ"إياد مدني" أمين عام منظمة التعاون الإسلامي عقب تعليقاته، التي مست القيادة المصرية.
وعلمت "الرأي" أن وزير الخارجية المصري سامح شكري تلقى خلال الأيام الماضية، اتصالات من نظرائه في الكويت والإمارات والبحرين، من أجل العمل على تهيئة المناخ لإزالة أي رواسب تشوب العلاقات المصرية السعودية، مع تأكيد الجانب المصري للشيخ بن زايد على أهمية توحيد الصف العربي وتضامنه، والتيقظ من محاولات شقه، سعيا لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
يُذكر أن التوتر بين البلدين، جاء على خلفية تأييد القاهرة لمشروع روسي يتعلق بالأزمة السورية، فضلا عن تداول تقارير عن وجود طيارين مصريين إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ورغبة القاهرة في التقارب مع طهران، وهو ما أغضب الرياض، التى ترى من حليفتها مصر تناقضا مع المواقف السياسية والدبلوماسية العربية فيما يتعلق بالأزمة السورية، والعلاقة مع إيران.