حاول تجسيد الصحابة على المسرح فأوقفه الأزهر.. حكاية كرم مطاوع مع «ثأر الله»

أكثر من ٥ سنوات فى الموجز

اليوم الجديد - عزة عبد الحميد 
حين يذكر اسم الراحل كرم مطاوع لابد وأن نتوقف كثيرًا أمام تاريخه المسرحي، وما أضفاه على عالم المسرح المصري منذ أن وطأته قدماه في ستينيات القرن الماضي بعد رحلته البحثية في إيطاليا، وتخرجه من معهد التمثيل، وهو الأول على دفعته، وعودته إلى مصر ليعمل أستاذًا بمعهد الفنون المسرحية، ويخرج من تحت أيديه نجوم إخراج في الوطن العربي.
أظهر للنور عدد كبير من المسرحيات وأُعتبر من خلالها رائد للفن المسرحي وأستاذًا لجيل من المخرجين المسرحيين، حتى أنه لقبه الراحل نور الشريف ذات مرة بـ«جمال عبد الناصر الإخراج المسرحي»، وكان من المسرحيات التي أخرجها ولها الكثير من الصدى: «اليهودي التائه»، «ليلة مصرع جيفارا»، «وطني عكا»، «إيزيس»، و«الأسكندر الأكبر».
ومع حلول ذكرى ميلاده اليوم، نرصد من خلال هذا التقرير كواليس المسرحية التي حلم كرم مطاوع بتقديمها ومنعها الأزهر الشريف، ليتعرض بعدها لأزمة قلبية، وحاول جلال الشرقاوي أن يعيدها إلى الحياة مرة أخرى ليرفضها الأزهر، وهي مسرحية «ثأر الله».
فهذه المسرحية هي عبارة بالأساس عن تجميع لروايتين للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، وهما: «الحسين ثائرًا»، و«الحسين شهيدًا»، واللذان كانا تدور أحداثهما حول حياة الإمام حسين بن علي حفيد الرسول ومماته، فقد قام «مطاوع»، بالإعداد لهذه المسرحية وحتى وصل إلى عمل 19 بروفة نهائية لا ينقصها إلا العرض على المسرح، لتتخذ الرقابة قرارًا بعدم إخراجها للنور بعد إقرار الأزهر بذلك، وبعد هذا القرار أُصيب بأزمة قلبية حزنًا على عدم عرضها.وكانت وجهة نظر الأزهر حينها أنه بهذا العمل يتم مناصرة الشيعة على السنة ونحن في مصر بلد سني بالطبع بالإضافة إلى تجسيدها لشخصيات الصحابة، وكان من ضمن أسباب رفض على المسرحية منولوج بها يقال فيه:«الكلمة نوروبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة .
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم ..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة».
لمخرج جلال الشرقاوي لتقديم المسرحية على خشبة المسرح.
ليحاول بعد ذلك المخرج جلال الشرقاوي إحياء «الحسين ثائرًا» عام 2000، بعرضها على شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، الذي قام بدوره بتحويلها إلى مجمع البحوث الإسلامية، الذي يضم 25 عضوًا من كبار العلماء في كافة فروع الفقه، ويأتي الرد بالرفض متعللين في ذلك بأنها تثير الفتنة بين السنة والشيعة، كما أن الأزهر يمنع تجسيد شخصيات أهل البيت والصحابة.
كرم مطاوع في تسجيل نادر
[[{"fid":"1871912","view_mode":"wysiwyg","fields":{"format":"wysiwyg","alignment":""},"link_text":"كرم مطاوع فى تسجيل نادر","type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"wysiwyg","alignment":""}},"attributes":{"class":"media-element file-wysiwyg","data-delta":"1"}}]]

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على