حوار بطل «بركة يقابل بركة» المجتمع السعودي مليء بقصص حب تكسر القلوب

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

بعد سنوات من تقديم الفنان السعودي هشام فقيه لعروض ستاند أب كوميدي في أمريكا وأخرى بالرياض، وتقديمه لمجموعة من الفيديوهات الساخرة عبر موقع "يوتيوب"، اختاره المخرج محمود الصباغ ليكون بطلًا لفيلمه الأول "بركة يقابل بركة".

ويشاء القدر أن تنال هذه التجربة السينمائية إعجاب وتقدير متابعيها، حتى إنها تشارك في مجموعة من المهرجانات السينمائية، أحدثها القاهرة السينمائي الدولي الذي نال عنه مخرجه شهادة تقدير بعد منافسته في قسم "آفاق السينما العربية"، وأيضًا منافسته في قسم العمل الأجنبي بالأوسكار، في الوقت الذي تم منعه من العرض في السعودية. 

"التحرير" التقت ببطل فيلم "بركة يقابل بركة"، وتحدثت معه عن كواليس تقديمه لهذا العمل، وطموحاته السينمائية.

كيف جاءت فرصة مشاركتك في "بركة يقابل بركة"؟
قبل هذا العمل أنا كنت صانع محتوى، ففي السعودية يضطر الفرد لأن يكون أكثر من شيء ممثل ومساعد منتج، وقد بدأت في أمريكا بتقديم "ستاند أب كوميدي"، وعملت في المسرح الموسيقي، حتى جاءتني فرصة تقديم محتوى باللغة العربية وتحديدًا باللهجة الحجازية، وبدأت باليوتيوب، وفي عام 2011 كانت هناك نهضة ثقافية في هذا الموقع، ومن حسن حظي أنني كنت من ضمن هذه الحركة ووجدت قبول وجماهيرية كبيرة للفيديوهات التي أقدمها، فحدث ميل من جانبي نحو عروض ستاند أب باللغة العربية، وكان ذلك خلال دراستي في أمريكا.

 وتابع: كنت بين نيويورك والرياض أقدم عرض مسرحي في الأخيرة وأعود لإنهاء ماجستير العلوم السياسية وكذلك دراسة المسرح، بعدها عملت لفترة في شركة "التلفاز 11" السعودية، وكتبت الكثير من الأفلام القصيرة والمسلسلات اليوتيوبية، وقدمت أغنية ساخرة عن منع قيادة المراة في السعودية وحققت أكثر من 14 مليون مشاهدة، وهذه الخطوات أعطتني ثقة كصانع محتوى وكشخص قادر على الوقوف أمام الكاميرا، وبعد استقالتي قابلني المخرج محمود الصباغ، وعرض عليّ بطولة هذا الفيلم، وأنه سيتناول فيه موضوع الفضاء العام بمدينة جدة، وهو الموضوع الذي يهمني بدرجة كبيرة، خاصة أنه يتم تقديمه بشكل جريء، ويتضمن بعض المشاهد شبه الخليعة.

ألم تخش من هذه الجرأة؟
لا لأنني أحب الموضوعات الجريئة وتقديم مضامين غير تقليدية، لأنها إذا كانت اعتيادية لن تضيف لي أي شيء.

لم يخطر في بالك أن هذا المضمون ربما لا يجد قبولًا لدى المجتمع السعودى؟
المجتمع السعودي يصل عدده إلى نحو 30 مليون نسمة، ولا يمكننا أن نحصره في شريحة واحدة أو أن نقول إنه تلقائيًّا محافظ بأكمله، لأن هناك المتقدم والمتحرر وتيارات أخرى عديدة كما يحدث في مصر، بالنسبة لي فأنا أعمل منذ 6 سنوات كصانع محتوى، والمخرج جاء من خلفية صحفية، وكلانا يعلم الخطوط الحمراء التي يمكننا اللعب عليه، وشخصيًّا لم أتوقع أنها قد تغضب الجمهور، بالعكس قمنا بعمل موازنة فيها وقدمنا الموضوع الجريء بلطف ودون التنازل عن القيم.

لماذا لا تتناول الأعمال السعودية موضوع العلاقات العاطفية بين الشباب والفتيات؟

هذه المشاعر موجودة بكثرة في مجتمعنا السعودي، ولدينا الكثير من قصص الحب والغرام والتي يمكن طرحها، لكن للأسف غير مطروحة بالأعمال، رغم أننا لدينا قصص جبارة تكسر القلب وتصنع السعادة، وأنا أعلم الكثير منها، وهناك من المؤلفين "الحكاواتية" الأقوى مننا، وأتمنى أن نؤسس بـ"بركة يقابل بركة" صناعة يأتي من بعدنا أناس يبنون عليها، للأسف لا توجد فرصة لأن جيلنا منظوره سوداوي، وذلك بسبب قرارات الجيل السابق، وأشعر أننا كنّا ضحية لذلك، في المقابل فإنني متفائل بالجيل القادم لانه عاش وسط النهضة الرقمية والإنترنت والعولمة ومن الممكن أن يكون لديه استقلالية أكثر ويكون أفكار بنفسه.

ولماذا لم يتم عرضه في السعودية؟
لأننا لا نمتلك دور عرض من الأساس، وحاليًا نحن في انتظار أن يتخذ صناع القرار موقفًا بإعادة فتح السينمات، ووقتها سأكون أسعد إنسان، أما إذا لم يحدث ذلك فستكون الفرصة أمام السعودي الذي يسافر إلى مصر أو الإمارات لمتابعة الفيلم في دور العرض، أو يمكنه الانتظار حتى تتم صفقات التوزيع مع محطات التليفزيون.

وكيف استقبلت خبر مشاركة أول فيلم تقوم ببطولته في الأوسكار؟
لا أستوعب هذا الأمر حتى الآن، فهو شيء مشرف بالدرجة الأولى لي، وأدعو الله أن أصل إلى المراحل النهائية، وأن أكون وفريق "بركة يقابل بركة" على قدر هذا الإنجاز.

وهل ستهتم بمناقشة الأوضاع الاجتماعي في المجتمع السعودي في أعمالك المقبلة؟
لا توجد لدي مشكلة في المشاركة بموضوعات عديدة، بشرط ألا تكون مباشرة لأن بالنسبة لي لا أحب فكرة وجود "تيار يلجمني ويحشر أفكارًا داخل حلقي" فهذا يغضبني، وبالتالي لا أقبل أن أكون التيار المعاكس الشبيه، وأحب طرح فكرة أو سيناريو والجمهور يقرر إذا كان معه أو ضده، كذلك لا أحب أن أطرح الحل على المشاهد، فهو شخص مستقل فكريًّا ومن حقه أن يقرر بنفسه ولا أفرض عليه أفكار بعينها، فهذا يخرج جيل هشّ معتمد فكريًّا على جيل سابق.

وهل قلة الإنتاج السعودي قد يدفعك للمشاركة في السينما ببلاد أخرى؟
كصانع محتوى في العالم العربي أعرف أنه عندما يحضر شخص أجنبي ويطرح أفكاره في سياق عام يخرج بشكل غير لائق وفيه تصنّع، وأنا أكثر شخص أؤمن أن القصة كلما كانت محلية كلما كانت واقعية او حقيقة، ونجد أن جمهور المسلسلات الأمريكية واليابانية والتركية والكورية يتعلمون لغاتها حتى يستطيعوا فهمها، رغم أن أبطالها لم يضحوا بلغتهم أو ثقافاتهم، ما المانع أننا كعرب نفعل نفس الشيء ونكون أناس حقيقيين في بيئات ومناظر تمثل مجتمعها مليون في المائة والأجانب يتابعونه ويعتبرونه منظورًا اجتماعيًّا إنسانيًّا أنثربولوجيًّا لمجتمعنا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على