أدباء السودان في الخليج العربي

over 6 years in كفر

التأثير والتأثر

لم يكن الخليج العربي بعيدا عن السودان في يوم من الأيام بل ظلت هناك وشائج وروابط عديدة تربط بين البلاد والشعوب واستمرت هذه الصلات متصلة تزيدها علاقات الشعوب قربا ووصلا فاللسان واحد والدين واحد إضافة لمصالح الحياة وتبادل المنافع من تجارة وصناعة ورحلات الحج والعمرة وطلاب العلم وغير ذلك مما يقرب الشقة. وقد استمر هذا الوصل حتى ظهور موجات الاغتراب الأخيرة بصورتها الحالية والتي بدأت بقوة منذ سبعينيات القرن الماضي واستمرت حتى يومنا الحاضر.ولعل اصدق تعبير لهذا هو ما قاله الشاعر السوداني الكبير الطيب العباسي الذي قضى في الخليج ردحا من الزمن إذ يقول في قصيدته العصماء (خواطر مغترب في عيد الاستقلال(
وجئت إلى الخليج وكان زادي شعوري أنه إحدى بلادي
وفارقت الأحبة عن يقين بأنهم هنا رغم البُعادِ
فمن أهلي سوى قوم أراهم يعادون العدو كما أعادي
ويعتنقون ديناً وهو ديني وينطق كلهم ضاداً كضادي
ويجمعني بهم نسب عريق يوحد بيننا من قبل عادِ
نزلت بأرضهم فحللتُ سهلا وكم لهم عليَّ من الأيادي
ولست بمنكرٍ لهم جميلاً كما قد أنكرت هندٌ سوادي
ولستُ بمادحٍ كلا فإني أعاف البيع في سوقِ الكسادِ
إن الاغتراب في حد ذاته حالة تستصحب معها العديد من المشاعر والأحاسيس التي تؤثر علي نفسية المغترب فالبعد عن الوطن بترابه وبأهله والبعد عن الأسرة والمحيط الصغير والذكريات وكل ما يتركه المغترب خلف ظهره يجعله مشدودا دائما نحو وطنه ومرتبطا به وان كانت الصورة التي تجعل من الاغتراب والسفر أمرا شاقا وصعبا قد بدأت تخبو مع ظهور وسائل التواصل وإفرازات العولمة التي قربت المسافات لكن يظل الأثر الكبير باقيا في النفوس.
لقد عمت موجة الاغتراب كل شرائح المجتمع وكان جمهور الأدباء والمثقفين وسط هذا الخضم حيث حملوا مشاعرهم وركبوا قطار الغربة ليستمر الإبداع لكن البيئة قد تغيرت والظروف المحيطة تبدلت إلا أن ما يحمد للغربة --- أكثر

Mentioned in this news
Share it on