فيروز.. حكاية «صوت من السماء» رفض عبد الوهاب تقييمه

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

سأل أحدهم موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب، عن رأيه في صوتها، فقال: "لا.. نحن نتحدث عن الأصوات التي في الأرض وليست تلك القادمة من السماء!"، والجميع يعلم مدى دقة الموسيقار في تقييم أصوات مطربي المرحلة التي عاصرها، فأي موهبة تلك؟ ومن أين بزغت؟

هي "نهاد وديع حداد"، أو "فيروز"، كما عرفها جمهور الوطن العربي، صاحبة الصوت الساحر، الخجولة التي تكره الكاميرات، حيث ظل الجمهور يستمع إلى صوتها عبر الأثير لسنوات، ولم يرَ صورتها إلا في عام 1951 بمجلة الصياد اللبنانية، التي كتبت أن هذه صورة المطربة التي يملأ صوتها عشرات التسجيلات في محطات الإذاعة العربية.

- النشأة في أحضان الحي القديم

استقبل منزل وديع حداد أول طفلة له في 21 نوفمبر من عام 1935، بمنطقة "زقاق البلاط" في الحي القديم، قرب العاصمة اللبنانية بيروت، حيث أبصرت نهاد نور الحياة وسط ظروف اقتصادية صعبة، فكانت والدتها تتبادل أدوات الطهي مع جيرانها، أما الأب الهادئ الطباع ذو الخلق الرفيع فكان يعمل في مطبعة، وفق ما ذكره موقع "المستقبل اللبناني".

عشقت الغناء منذ صغرها، فكانت تسترق السمع للإذاعة المصرية عبر راديو الجيران، فلم تكن أسرتها قادرة على شرائه، واستمعت الفتاة الصغيرة إلى أغاني أم كلثوم وعبد الحليم ومحمد عبد الوهاب، فزاد ولعها بهذا الفن، ولم تكن تعلم أن بداخلها موهبة دفينة لم يأن بعد وقت انفجارها.

- الاكتشاف في حفل المدرسة

أتمت نهاد عامها الـ11، فقدمها محمد فليفل -أحد ملحني النشيد الوطني السوري- في حفلة مدرسية أُقيمت عام 1946، لكن الأب رفض فكرة أن تغني ابنته أمام العامة، إلا أن "فليفل" أقنعه بأنها ستغني الأغاني الوطنية فقط، فوافق الأب شرط أن يرافقها أخوها "جوزيف" أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، وانضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، ورصدت لها الإذاعة راتب 100 ليرة شهريًا، فابتهجت بشدة، ولكنها فوجئت براتب أقل آخر الشهر بسببب الضرائب.

- مولد فيروز

اختارت نهاد لنفسها اسم الشهرة، بعد أن التقت الملحن "حليم الرومي"، والد الفنانة ماجدة الرومي، والذي خيرها بين اسمين كان ثانيهما "شهرزاد"، فاختارت نهاد لنفسها اسم "فيروز"، وقدمت أولى حفلاتها أمام الجمهور بهذا الاسم في عام 1957.

وكانت في تلك الفترة قد توطدت علاقتها بالأخوين رحباني، وهما شريكي نجاح "فيروز" في رحلتها الغنائية، وقد بدأ الأخ الأول "عاصي رحباني"، بتلحين الأغنيات لفيروز قبل أخيها الثاني "منصور"، فجاءت أغنيات مثل "نحنا والقمر جيران"، و"البنت الشلبية"، ثم تزوجت منه في يناير من عام 1955.

- رحلات حول العالم

وفي العام ذاته بعثت إذاعة "صوت العرب" المصرية للثلاثي "فيروز والأخوين رحباني" لتتفق معهم على الغناء للإذاعة المصرية، فسافرت فيروز إلى مصر، وشكلت ثنائًيا ناجحًا مع الفنان "كارم محمود"، ومن أهم أعمالها في القاهرة كانت "راجعون".

وسافرت كذلك مع فرقتها إلى الولايات المتحدة في عام 1971، لتبدأ من هناك شهرتها الدولية، على أشهر المسارح العالمية، "كارنيغي هول" بنيويروك، ثم مسرح "رويال ألبرت هول" بلندن، ومسرح "أوليمبيا" في باريس، وظلت تجوب معظم دول العالم بحفلاتها، ومن أشهر حفلاتها كانت حفلة بدبي في عام 2002، التي أحيتها كهدية للشعب الفلسطيني، على ضوء الأحداث التي كانت مشتعلة آنذاك بالضفة الغربية.

وحصلت فيروز على عدد ضخم من الأوسمة والجوائز، مثل وسام الاستحقاق اللبناني1957، وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان، ووسام الاستحقاق السوري 1967، ووسام "الكوموندور" الفرنسي 1988، وجائزة القدس في فلسطين 1997.

وقدمت أكثر من 800 أغنية، من أشهرها "زهرة المدائن، حبيتك بالصيف، سألتك حبيبي، سهر الليالي"، كما قدمت 15 مسرحية، منها "بياع الخواتم، أيام فخر الدين، هالة والملك، الشخص، جبال الصوان".

- زواجها

تزوجت من عاصي الرحباني، وأنجبت ابنها الأول "زياد" عام 1956، الذي لحن لها فيما بعد أغاني عديدة مثل ألبوم "وحدن" عام 1981، وكذلك أنجبت ثلاثة أبناءآخرون هم ابنها "هالي" 1958، وابنتها "ليالي" 1960، وابنتها "ريما" الصغرى.

شارك الخبر على