بعبارة أخرى ميسي .. مُـتاح للصغار!!

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

 علي رياح
ماذا يعرف أطفالنا أو صغارنا أو حتى جيل الشباب عن جمولي وعمو بابا ودوكلص عزيز وفلاح حسن وهادي أحمد ورعد حمودي وعدنان درجال وحسين سعيد وأحمد راضي ويونس محمود ونشأت أكرم ونور صبري وغيرهم من قمم الكرة العراقية؟ماذا في وسع هذا الجيل أو الجيل الذي سبقه أن يفعل غير الذهاب إلى يوتيوب ليجد فـُتات ما يصله من صورة خاضعة لألف سؤال وربما مثلها من علامات الشك، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومصداقية وحيادية ما يطرح فيها؟هل نحن في زمن يمكن أن يقرأ فيه الأطفال كتاباً عن عبد كاظم أو علي كاظم؟ هل تسمح زحمة الدنيا وصرعات الوسائل والألعاب والابتكارات الإلكترونية بأن يشتري الطفل أو الصبي كتاباً يروي سيرة نجم من نجوم الكرة أو الرياضة على نحو عام؟كنت أطرح هذه الاسئلة وأنا في الأرجنتين أتابع ما يحققه كتاب للصغار عن النجم ليونيل ميسي .. ولادته .. نشأته .. حياته .. نجاحاته في إسبانيا .. أبرز المعالم المهارية والتهديفية في رحلته، وكيف انطلق من سفح اليأس إلى قمة النجاح.الكتاب بحجم متوسط .. طباعته أنيقة للغاية .. صفحاته لا تتجاوز الملزمتين أي الاثنتين والثلاثين صفحة . . يستند مؤلفه على الصور والإنفوغرافيكس أكثر من الكلام ، وذلك في مراعاة لأعمار الجيل الذي يفترض أنه يتعاطى هذا الكتاب!ليس ميسي وحده موضوعاً ومضموناً لكتاب في منتهى الأناقة ، مبهر في كالتفاصيل .. هنالك النجم البلجيكي هازارد، والفرنسي غريزمان ، والبرازيلي نيمار، والكرواتي مودريتش.. وبالطبع - وهذه ليست مفاجأة - لم أجد كتابا عن كريستيانو رونالدو .. فمستوى التعصب الكروي هنا مذهل، وغير مسبوق، حتى على مستوى التأليف والنشر، ولا يمكن أبداً أن أجد نظيراً له في أي مكان في العالم!لاحظوا أن الكتب تتناول سير لاعبين ما زالوا على قيد الكرة والفن والإبداع ولم يعتزلوا بعد .. وهذه التفاتة ذكية ، بدلاً من انتظار رحيل النجوم، ثم استعادتهم من قبورهم أو من زوايا الاعتزال أو التقاعد الباردة ليبثوا فيهم سطورا وصورا لا تصلح ما أفسده ضعف الذاكرة لدى الناس!لديّ اليقين والثقة بأن التأليف في الكرة فكرة جميلة ومفيدة ، ولكنها لن تنجح أبدا عندنا .. فلا المؤلفون وخصوصاً أولئك الذين يكتبون للصغار ، يُقبلون على هذا النوع من الكتابة، ولا دور النشر تتبنى هكذا أفكار في ظل جريها وراء اهتمامات واختصاصات أخرى، ولا القارئ الصغير أو حتى الكبير لدينا سيسعى إلى اقتناء كتاب من هذا الطراز .فالواضح أن العالم ما زال على عهده في هذا الميدان، أما نحن فقد تخلينا عن الريادة في التأليف والنشر والمطالعة.. قلْ لي متى قرأت كتاباً رياضياً.. بل قلْ متى وضعت الفيبسوك في إجازة وذهبت إلى مكتبة بعينها لتبحث عن عنوان من العناوين ؟

شارك الخبر على