كواليس الشاعرة وفن الكوريوغراف

أكثر من ٥ سنوات فى المدى

سامي عبدالحميد
عن طريق الصدفة وأنا أمرّ على فقرات (الفيسبوك) وإذا بي أقرأ عنواناً لمقالة كتبتها الشاعرة (سمرقند الجابري) بعنوان (نساء بلا قيود – عرض كريوغرافي في بغداد)، جعلتني تلك المقالة استذكر مقالات نشرتها في صفحة (المسرح) في جريدة (المدى) الغراء أصحح فيها أخطاء وقع فيها عدد من المسرحيين العراقيين بشأن مصطلح (الكوريوغراف) وهو فن تصميم الرقصات حيث استخدموا كلمة (كيروغراف) ولا وجود لهذه التسمية لا في المعاجم الأجنبية ولا في القواميس. والغريب أن البعض ظل مصراً على الخطأ. واليوم فقد قامت الشاعرة (سمرقند) هي الأخرى بالتصحيح. مما أثار دهشتي هو أن الشاعرة نفسها قد سبق وأن شاركت في عرض كوريوغرافي انتجته ورشة الرقص التعبيري في (بيت تركيب) الذي تديره السيدة الالمانية (هيلا موفيس) "ويُعنى البيت بتقديم الفن الحديث – التشكيلي والموسيقي والمسرحي وتطويره لدى الشباب بدعم من السفارة الالمانية". وتقول الشاعرة (سمرقند) في مقالتها: "ضمت الورشة أول يوم ثماني سيدات، ولكن لظرف ما، صرن في اليوم الثاني، أربعة فقط، وأكملن التدريب وتقديم العرض" لم أحظَ بمشاهدته، المدربة الإيرانية، كما اعتقد، (موشكان هاشميان) وليس لدي معرفة عن هذه المدربة ومصممة الرقصات (كوريوفراف) ولم أسمع عن اخبارها واعمالها الاخرى في العراق للأسف.في مقالة (سمرقند) هناك وصف للمشاهد الحركية التي شاركت فيها. ولكن متى قدم ذلك العرض الكوريوغرافي وأين لا أدري. المهم تساءلت (سمرقند): ما هو الكوريوغرافيا؟ وتجيب بأنه مصطلح يعني فن تصميم الرقصات وتطلق تسمية (كوريوغراف Choreograph) على مصمم الرقصات والمسؤول عن التنظيم العام للحركة. وفي اللغة اليونانية فان المصطلح مكون من كملتين هما (كوريا Choreia) التي تعني رقصات الجوقة و(غرافيا graphia) التي تعني (تدريب). قديماً ارتبط فن الرقص بالطقوس الدينية ومنها طقوس الاحتفال بالآلة (ديونيسوس) الاغريقي. ويقال إن الفراعنة تركوا رسوماً توضح مختلف الوضعيات الراقصة على جدران المعابد.تستمر (سمرقند) في شرح المصطلح فتقول: "مع تطور فن (الباليه بدأ فن الكوريوغراف يتحول إلى اختصاص مستقل وأخذت الكلمة معناها الحديث كفن تصميم الرقصات للعرض. ولعل أهم الفنانين الذين طوروا المصطلح وأسلوب تدوين الرقصات الالماني (رودولف لابان). ولا أدري كيف جاءت (موشكان هاشميان) وهي من مواليد 1975 في برلين من أصول إيرانية ودرست الرقص الشعبي في (اكاديمية ياشي للفنون المسرحية). أقول كيف جاءت الى العراق ومن الذي أتى بها ولماذا لم تبق وتستمر بإقامة الورش؟، وماذا كان موقف دائرة السينما والمسرح ووزارة الثقافة منها؟ وهل تعّرف عليها اولئك الشباب الذين اهتموا بالكوريوغراف – أنس عبد الصمد ومحمد مؤيد وغيرهم. ولماذا لم تستفد الفرقة الوطنية للفنون الشعبية من خبرتها؟ شكرنا الجزيل للشاعرة (سمرقند الجابري) على هذه الإضافة المعرفية ونذكر اولئك المهتمين بفن الكوريوغرافيا بان لا يقعوا في خطأ تسمية المصطلح مرة أخرى.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على