السطور الأخيرة لحظة التوهج، ساعات الإنطفاء

over 5 years in المدى

 سلام خياط
صعبة ، صعبة ساعة المخاض لولادة مرتقبة ..صعبة كلحظة التهيؤ للكتابة .إنها— والله— لمحنة ، أن تجلس للكتابة ويداك مكبلتان بأقانيم محددة لا يمكن اجتيازها بيسر :أن تكتب موضوعاً جديراً بالكتابة. جديراً بالقراءة ، لا يثير كوامن غافية ، لا يؤلب فئة على فئة ،، لا يحابي أحداً على أحد ….هي ساعة صعبة ، كون زمان التوهج هنيهة حسب ،، وزمن الإنطفاء هنيهاتها ، ساعات !!الأفكار العالية ، فراشات برية لا تعيش إلا في القمم. رلا يمكن اصطيادها إلا هناك ….أية قمم ؟؟ قمة الحزن . قمة الفرح ، قمة الألم واللذة ، قمة الإحتياج والحاجة ، قمة الوله والوجع ،قمة الشوق والتوجس ،، للخوف ، للأنتظار ، للرغبة ، للهفة ، للإشتياق ، ل،،ل،،فمن بوسعه بلوغ رواسي القمم البعيدة وهي شاهقة وناتئة الحوافي ، والوقوف عليها لإصطياد الفراشات المومضة ، كما فرضية الممكن المستحيل .…………….العقول الألكترونية سخرت لتتولى المهمة ،، تُنبِئك متى تشرق الشمس في القطب و متى تأفل عند خط الإستواء ،، تتنبأ بسقوط المطر وأيام الصحو قبل أيام من سقوط المطر وهنيهات الصحو ،تُنبِئك عن جنس الجنين في الرحم ،ولكن .. هل تؤلف تلك العقول الألكترونية بيتاً من قصائد المتنبي ؟ هل تحرك فيك خلجة كما تفعل كتابات جبران ،،، لا يمكن ، لأن نبض الشرايين ليس كنبض البطارية ، ودقات القلب غير دقات ساعة التوقيت.الإنسان - وحده قادر على تفجير الكلمات الصماء ، وتحويلها لفراشات أو باقة زهر ، أو حقول عنب ، أو منابت صبير ،، مدى أوخناجر ، زغاريد أو انين ،……………..وأنت — عزيزى القارئ — تريدها وهاجة كجمر الغضا ، موحية كهمسة حبيب ، بريئة كنوايا طفل ، صلبة كجلمود ، لينة كقطعة حرير، داجنة كظلام ، ساطعة كشمس ،و،،،و،،، وهنا تكمن صعوبة الكلمة الموحية ،،، لاسيما وأنت تدري إن التوهج لحظة ،، وساعات الإنطفاء أطول من عمر نوح .

Mentioned in this news
Share it on